إنذار أميركي يمنع اشتباكاً بين الجيش والإحتلال في وادي الحجير
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تعقد لجنة مراقبة وقف النار اجتماعها المقبل الثلثاء في 7 ك2 (2025)، وسط معطيات ان الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين سيرأس الاجتماع. وحسب مصادر المعلومات فإن تدخل الممثل الاميركي في لجنة وقف النار، الجنرال جاسبر جيفرز ادى من سحب الوحدات الاسرائيلية التي توغلت امس في وادي الحجير عبر وادي السلوقي.
واستناداً الى المعلومات فإن الجنرال الاميركي امهل آمر القوة المتوغلة بضرروة مغادرة الطرقات والقرى التي دخلوها في غضون ساعات، مشيرة الى ان احتكاكا مسلحا كاد يقع بين القوة المعادية ووحدة من الجيش ذهبت الى المكان للتثبت من مغادرة الاسرائيليين.
وكتبت" الاخبار": لذا، سارعت الحكومة اللبنانية إلى التواصل مع الأميركيين للضغط على إسرائيل كي تنسحب من وادي الحجير بعدَ ساعات من التوغل، ليبقى السؤال حول السبب الذي دفع العدو إلى الدخول ومن ثم إلى الانسحاب وما الذي قامَ به؟
في اليوم التالي لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من وادي الحجير، سيّرت قوة من الجيش اللبناني دوريات على طول الطريق من الحجير حتى وادي السلوقي صعوداً حتى بلدتي القنطرة وعدشيت القصير. وهدفت الدوريات بحسب مصدر مواكب إلى «التثبت من انسحاب جنود العدو من كل أرجاء المواقع التي توغلوا إليها فجر الخميس الماضي وإعادة فتح الطرقات الفرعية التي أقفلوها بالسواتر الترابية». لكنّ الهدف الرئيسي كان «الكشف على مخلّفات التوغل في حال كان الجنود زرعوا تجهيزات أو فخّخوا منشآت للمقاومة»، علماً أن عشرات الجنود الإسرائيليين انتشروا في أنحاء مختلفة وعملوا لأكثر من عشر ساعات. وبعيد انسحابهم، فجّروا عن بعد منشأة عسكرية للمقاومة. ولا يستبعد المصدر أن تكرر قوات الاحتلال توغلها في الوادي الذي يُعتبر أحد المعاقل العسكرية للمقاومة.
التوغل الإسرائيلي إلى الحجير، هو الأول منذ عدوان تموز 2006، وقد شكّل لدى البعض «بروفا» للتمادي المتوقّع في الفترة المقبلة في ظل إعلان العدو بأنه سيمدّد بقاءه في جنوب لبنان، إذ دخلت قوتان معاديتان من محورين، الأول محور مشروع الطيبة باتجاه عدشيت القصير والقنطرة نزولاً إلى الحجير، والثاني من طلوسة باتجاه السلوقي. وعند توغل الآليات فجر الخميس الماضي، كانت عدشيت القصير والقنطرة ودير سريان والقصير مأهولة بالسكان، ما دفع بالأهالي إلى النزوح باتجاه البلدات المقابلة، ولا سيما فرون والغندورية. ومنذ صباح أمس، سُجلت عودة محدودة للنازحين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وادی الحجیر
إقرأ أيضاً:
ضرورة ازدواجية طريق "وادي بني غافر" الاستراتيجي
سعيد بن سالم الكلباني
تحتاج بعض الطرق الحيوية إلى إعادة تأهيل في ظل أهميتها الفعلية في الحركة الاقتصادية والاجتماعية بين المحافظات، ومن أبرز هذه الطرق، طريق وادي بني غافر الرابط بين ولاية عبري في محافظة الظاهرة وولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة.
هذا الطريق، الذي كان يُنظر إليه يومًا كخيار جبلي ثانوي، تحول تدريجيًا إلى واحد من أكثر المسارات استخدامًا لعبور الشاحنات والمركبات دون المرور بمحافظات أخرى.
محافظة الظاهرة تمتلك أربعة ممرات مباشرة إلى الباطنة؛ هي: وادي الحواسنة (الخابورة-عبري)، وادي بني عمر (صحم- عبري)، وادي حيبي (صحار- ينقل)، وأخيرًا وادي بني غافر (الرستاق- عبري). ورغم الطابع الجبلي المشترك بين هذه الطرق، إلا أن طريق وادي بني غافر يتميز بمسافته الأقصر وانسيابيته النسبية، مما يجعله المفضل لحركة الشاحنات القادمة من المنافذ الحدودية أو تلك المتجهة إلى موانئ الباطنة والعاصمة مسقط.
في مساء يوم الإثنين الموافق 10 يونيو 2025، وهو آخر يوم في إجازة عيد الأضحى، تحوَّل الطريق إلى ساحة ازدحام خانق. وتدفقت عبره آلاف المركبات العائدة من محافظة الظاهرة باتجاه محافظة مسقط، تزامنًا مع حركة كثيفة للشاحنات القادمة من منفذ حفيت الحدودي مع الإمارات العربية المتحدة ومنفذ الربع الخالي مع المملكة العربية السعودية. وزادت الأمور تعقيدًا مع هطول أمطار غزيرة في ولاية الرستاق، ما أدى إلى تباطؤ شديد في الحركة المرورية على الطريق الذي يفتقر إلى وسائل الحماية الأساسية.
هذا الاختناق المروري لم يكن حادثًا استثنائيًا يحدث للمرة الأولى، وإنما سبقته أربع حوادث مرورية مميتة خلال الأسبوع الأخير قبل العيد مباشرة. ووثّقت تقارير محلية تصادم مباشر بمركبات خفيفة، ووفاة أكثر من 6 أشخاص في مناطق متفرقة على نفس الطريق، منها حوادث في المنعطفات الضيقة والانحدارات التي تفتقر لأي نوع من الرؤية الواضحة بسبب الجبال والزوايا الحادة نوعًا ما.
هذه الحوادث، وإن لم تحظَ بتغطية إعلامية كبيرة، إلّا أنها تكرّرت بما يكفي لتُصبح جرس إنذار واضحًا.
الإحصائيات كذلك تدعم هذا القلق المتزايد؛ ففي تقرير نشرته جريدة الرؤية في عام 2020، تبين أن 347 شاحنة أغذية تم فحصها في منفذ حفيت خلال أول 15 يومًا من أبريل وحده، أي بمعدل يزيد عن 23 شاحنة يوميًا. هذا الرقم لا يشمل الشاحنات التجارية والصناعية. أما منفذ الربع الخالي، فقد أُعلن رسميًا أن طاقته القصوى تصل إلى 966 شاحنة يوميًا، معظمها تتخذ وادي بني غافر مسارًا نحو محافظة الباطنة ومحافظة مسقط. هذا يعني أن الطريق الجبلي الضيق يُستخدم يوميًا كـ"معبر اقتصادي رئيسي" دون أن يتمتع ببنية تحتية تناسب حجمه الفعلي.
ومن زاوية تخطيط النقل، يُصنف هذا الوضع تحت ما يُعرف بـ"نقطة الضغط المتراكب (Cumulative Load Point)؛ حيث تتقاطع ثلاثة أنواع من الضغط في نقطة واحدة: الضغط البشري (عودة الموظفين والعائلات)، الضغط التجاري (حركة الشاحنات)، والضغط الطبيعي (الأمطار والتقلبات الجوية). حين تجتمع هذه العناصر في مسار واحد ضيق ومفرد، تصبح احتمالية وقوع الكوارث كبيرة جدًا والازدحام المروري يصيح عائق حقيقي لكل المستخدمين عموما.
في ظل هذا الواقع، فإن ازدواجية طريق وادي بني غافر لم تعد ترفًا أو مطلبًا محليًا محدودًا.. إنها ضرورة وطنية، واستراتيجية تمس سلامة المواطنين، وفعالية الاقتصاد، وقدرة الدولة على مواجهة التغيرات المناخية والطوارئ اللوجستية. ويجب أن تتضمن خطة الازدواجية التالي؛ حيث يتم تحويل الطريق إلى مسارين منفصلين كل مسار لا يقل عن حارتين وبمواصفات الطرق السريعة وتوفير مواقف جانبية للشاحنات ومواقع للطوارئ وتركيب شبكة إنارة ذكية وتنفيذ أنظمة تصريف فعّالة لمياه الأمطار ومجاري الأودية الرئيسية وإذا أمكن إدخال أجهزة استشعار وإنذار مبكر للسيول والانزلاقات ويُستحسن كذلك أن يُربط هذا المشروع برؤية "عُمان 2040"، تحت محور تعزيز البنية اللوجستية وتكامل البنى بين المحافظات، خاصة أنه يخدم بشكل مباشر المنافذ الحدودية والموانئ البحرية.
إن هذه الأحداث المتكررة في شارع وادي بني غافر من حوادث مرورية قاتلة وازدحام مروري، هو اختبار واقعي لكفاءة طريق يعاني من غياب الصيانة، رغم أنه أصبح حلقة وصل مركزية في الاقتصاد الوطني والتنقل الاجتماعي، وإن لم نتحرك الآن؛ فسنظل نُعيد نفس الحديث مع كل موسم ممطر أو عودة الموظفين بعد الإجازات الرسمية، ومع كل ازدحام موسمي، وكل حادث مُميت.
** باحث دكتوراه في فلسفة الادارة والقيادة