"من لم ينجو من قصف ‏الاحتلال يقتله البرد"، هكذا يصف الغزّيون الوضع، من قلب واقعهم الصّعب، الذي تختلف فيه أسباب الموت، لكنه يظل الأكثر حضورا؛ وسط أوضاع إنسانية سيئة، وطقس قاس، يُفاقمه انهيار المنظومة الصحية، والمأوى، في القطاع ‏الذي يعيش على إيقاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي المُتواصل، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.



الكثير من البرد والشتاء المُتهاطل، وشحّ في المواد الغذائية والمُستلزمات الطبية، ونقص بوسائل التدفئة، والقليل من الخيام، وإن وُجدت فهي مُهترئة ولا تنفع إلا لمنع القليل من البلل؛ هكذا يوصف الوضع المعيشي في قلب ما بات يُنعت بـ"أسوأ بقعة جغرافية يمكن العيش بها"، بسبب مُواصلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهم.

صرخه نازح في غزه،:
"يا مسلمين اصحوا، متنا من البرد في الخيام"
اللهم هون عليهم برد الشتاء#غزة#السعوديه_العراق pic.twitter.com/F5H19ChMS4 — Ahmed (@ahmedyehia___) December 28, 2024
ويعيش الملايين من الغزيين في قلب خيم متهالكة، حيث لا بديل لهم سواها، بعد قصف مأواهم، واستحالة الحياة فوق الركام والنفايات ودون توفّر المياه؛ ومع حلول فصل الشتاء بات اختيارهم الصعب أشدّ صعوبة، حيث  يفتك بهم البرد القارس، وتجرف حاجاتهم الأمطار الغزيرة.

في هذا التقرير، ترصد "عربي21" معيشة الغزّيين في ظل انخفاض درجات الحرارة وقلّة أدوات التدفئة، مع تسليط الضوء على الدعوات الدولية لضرورة وقف إطلاق النار في غزة، ومدّ الغزيين هناك بمُستلزمات الحياة، من أكل وغطاء وخيام.. مع الإشارة إلى ما يمكن للبرد أن يؤدي إليه من مضاعفات صحية حرجة.


يموتون بردا 
"طبيب ولم يصمد أمام البرد، فما بالك بمن سواه" هكذا تفاعل عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العالم، مع خبر استشهاد الطبيب أحمد الزهارنة بسبب البرد المُتفاقم، وما تلاه من أخبار تدمي القلب، وفق وصف كثيرين.

واستُشهد الزهارنة بـ"مستشفى غزة الأوروبي"، جرّاء البرد القارس؛ إذ عُثر على جثّته داخل خيمته المُهترئة المتواجدة في منطقة المواصي، جنوبي قطاع غزة المحاصر، والذي يعيش أوضاعا لم تعد الكلمات كافية لوصفه.

في خضمّ ما يعانيه الأهالي، قسرا، بقلب القطاع المُحاصر، في خيام النزوح في مختلف مناطق قطاع غزة، استُشهد أيضا 4 أطفال حديثي الولادة، جرّاء البرد وانخفاض درجات الحرارة، خلال الأيام القليلة الماضية.
 
وفي حديثهم لـ"عربي21" يقول عدد من الغزّيين: "أن تعيش في غزة يعني أن الاستشهاد مؤكّد، فيما تتعدّد الطرق نحوه"، مبرزين: "من لم يمت قصفا، سيموت جوعا أو بردا أو قهرا، أمام مرأى العالم، وبالبثّ المُباشر أحيانا؛ تعبنا ونحن صامدون، فأتى الشتاء وجعلنا أقرب للانهيار، للأسف".

وتابعوا: "البرد هنا في غزة، كفيل أن يوقظ عليك كل المواجع الصحية وغير الصحية؛ أصبح كل من هنا متأثرا بسبب البرد القارس داخل خيام، والله لا تصلح للعيش؛ الكل بات يشتكي من آلام في العظام، أو نزيف من الأنف، أو كثرة الإسهال، المهم الوضع بسبب البرد صعب وقاسي ومؤلم". 

احنا بالخيام قاعدين بنرجف من البرد برد الخيام الشديد لا يقل قسوة عن لهب الطائرات????#برد #غزه_تباد_وتحرق pic.twitter.com/C89C384bJc — Ashraf Amra (@amra_ashraf) December 27, 2024 فصل الشتاء على الأبواب وليلة واحدة من المطر كانت كفيلة بتشريد العائلات مرة أخرى في قطاع غزة!
ان لم يتمكن العالم من اتخاذ موقف حقيقي ووقف هذا العدوان المستمر منذ مايقارب عام، فعليه أن يلتزم بالحد الأدنى من الانسانية ويغيث المشردين من برد الشتاء! pic.twitter.com/nh3OxxFMJN — هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) September 24, 2024
وتفاعلا مع كلام المواطنين بغزة، أنه "من لم يمت قصفا مات بردا"، رصدت "عربي21" خلال الساعات القليلة الماضية، استشهاد 5 غزيين فيما أصيب 3 آخرون، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل، بالقرب من مسجد الاستجابة في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة. 

إلى ذلك، توالت أخبار الاستشهاد المتوالية، ولم يهدأ القصف الأهوج، الضارب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.

وفي ظل تفاهم الوضع الكارثي، أبرزت الأمم المتحدة، أنه منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تمّ عرقلة كل محاولة للوصول إلى شمال غزة المحاصر، وإرسال البعثات الغذائية والصحية؛ فيما حذّرت من إمكانية تجاوز عتبة المجاعة بشمال القطاع، مع ارتفاع معدل الوفيات، بسبب سوء التغذية، وتدهور الأوضاع الصحية في شتى أرجاء غزة.

صراخ واستنجاد في غزة بعد أن غرقت خيام النارحين بفعل الأحوال الجوية وتساقط الأمطار، اللهم كن معهم وفرج عنهم pic.twitter.com/U4nMBNhIIT — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) December 28, 2024
"لا مكان للأطفال"
الوضع المزري المُتفاقم بغزة، يكشف بالصوت والصورة عن واقع آخر يعيشه الأهالي في غزة، خاصة الأطفال، إلى جانب عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالليل والنهار. ظروف قاسية يتكدس فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين، في قلب خيام مصنوعة من القماش والنايلون، عقب فرارهم من القصف.

أطفال كُثر، قتلهم البرد في الأيام القليلة الأخيرة بغزة، أكثرهم تداولا، سيلا محمود الفصيح، البالغة من العمر أسبوعين فقط، التي وُجدت، متجمّدة من البرد القارس، في واحدة من الخيام الموجودة على شاطئ البحر في مواصي خانيونس، التي تعدّ وفق الاحتلال الإسرائيلي "منطقة إنسانية آمنة مؤقتة للنازحين" وهي ذاتها التي قصفها مرارا.

وعبر مقطع فيديو، انتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، قال والد الرضيعة محمود الفصيح، إنهم استيقظوا صباح الأربعاء، فوجودا اللون الأزرق يطغى على الرضيعة "سيلا" فيما نزف الدم من فمها وأنفها.
سيلا محمود الفصيح، تجمّدت من البرد القارس في الخيام الموجودة على شاطئ البحر في مواصي خان يونس، في المنطقة التي أعلنها الاحتلال الإسرائيلي “منطقة إنسانية آمنة مؤقتة للنازحين”.

Sila Mahmoud Al-Faseeh, froze to death from the extreme cold in the tents located on the beach in Mawasi… pic.twitter.com/LTIQh6utnQ — Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) December 25, 2024
وتابع، أنهم توجّهوا بها لعيادة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إذ أبلغهم الأطباء هناك أن "قلب الطفلة توقف من البرد". فيما أبرز في الوقت نفسه أنهم يعيشون أوضاعا مأساوية داخل خيمة من القماش لا تصلح للسكن، حيث ينامون على الرمال الباردة، دون فراش أو مستلزمات تقيهم برد الشتاء.

سيلا، هي الرضيعة الخامسة التي تتوفى جراء البرد الشديد في خيام النزوح، حيث توفيت قبلها الرضيعة "عائشة عدنان سفيان القصاص" فجر الجمعة، داخل خيمة أيضا في مواصي خانيونس.

وكتب مدير عام وزارة الصحة بغزة، منير البرش، بتغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "ليست خياما بل ثلاجات موت.. استشهدت رضيعتان خلال أسبوع واحد بسبب البرد القارس في خيام النزوح بقطاع غزة، وما زلنا في الأيام الأولى من فصل الشتاء".

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قد كشفت بدورها عن: استشهاد طفل فلسطيني كل ساعة في قطاع غزة بأيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لحل الأزمة الإنسانية في القطاع.

وأبرزت: "لا مكان للأطفال، فمنذ بداية الحرب تم الإبلاغ عن مقتل 14500 طفل في غزة، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف".


إرشادات لتجنب المخاطر
لتجنب مخاطر "البرد الشديد" خاصة على الأطفال والمرضى وكبار السن داخل الخيام ومراكز الإيواء، قال الدفاع المدني بغزة، عبر بيان، الجمعة: "تتوقع الأرصاد الجوية أن يشهد الطقس في الأراضي الفلسطينية انخفاضا في درجات الحرارة وتكون الأجواء شديد البرودة هذه الأيام تبدأ مساء اليوم الجمعة، يتخللها هطول للأمطار يوم الاثنين القادم".

ودعا النازحين إلى "وضع ضمادات دافئة على أطراف الجسم كاليدين والقدمين، والعمل على احتكاكها ببعضها بين الفينة والأخرى، ومتابعة حرارة أجسام الأطفال باستمرار".

وحثّهم أيضا على "بذل التمارين الخفيفة بما يساعد على توليد الطاقة وتوازن الحرارة في الجسم"، إلى جانب وضع وشاح قطني على الأنف والفم والرقبة لمنع دخول الهواء البارد للجسم. وهي الإرشادات نفسها التي تحثّ عليها العيادة الطبية المعروفة على مستوى العالم "مايو كلينك" لتفادي البرد.

وأضاف إلى تعليماته للنازحين، ضرورة "الاهتمام بتغطية الخيمة أو المكان الذي تقيم فيه بشكل جيد، ووضع صفائح من الكرتون تحت الأفرشة وعلى جوانب الخيام، للمساعدة على امتصاص البرودة". محذرا من إشعال النيران داخل الخيام وغرف الإيواء المغلقة لتفادي مخاطر اندلاع الحرائق أو حوادث الاختناقات التي تؤدي للوفاة.

 أمراض يفاقمها البرد
"عندما تنخفض درجة حرارة الجسم، لا ‏يستطيع القلب والجهاز العصبي والأعضاء الأخرى العمل بشكل جيدً"، هذا جزء ممّا يمكن للبرد القيام به في جسم الإنسان، حيث بإمكانه أن يكون قاتلا بالمعنى الحرفي للكلمة، وذلك بحسب عيادة "مايو كلينيك".

وأوضحت العيادة الطبية: "إذا تُرك انخفاض حرارة الجسم دون علاج، فإنه قد ‏يتسبّب في فشل القلب والجهاز التنفسي وقد يؤدي في النهاية إلى الوفاة"، وهو ما حدث فعلا غير مرة، في قلب قطاع غزة المحاصر، ‏طوال فترة الحرب، التي تجاوزت العام الكامل.‏

"تبدأ الأعراض عندما تبدأ درجة الحرارة في الانخفاض، يمكن أن يبدأ الجسم في الارتعاش كمحاولة من الجسم لتدفئة" تبرز العيادة نفسها.

وأكدت: "تتضمن أعراض انخفاض حرارة الجسم الارتعاش، والتلعثم، وضعف النبض، وفقدان الذاكرة، وفقدان الوعي لاحقا، ‏وفي حالات الرضّع يظهر احمرار على الجلد ويصبح باردا، وهي أعراض لا يمكن في غالب الأمر تداركها في ظل ‏انهيار القطاع الصحي في غزة، والسكن في الخيام التي لا تقي البرد".‏


للبرد مُضاعفات 
الأمم المتحدة، أكدت مطلع الشهر الجاري، إصابة 90 في المئة من الأطفال، دون سن الخامسة في القطاع، بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية، بينما يعاني 25 في المئة من النساء من الأمراض الجلدية، وغيرها من المشكلات الصحية، مع تسجيل 11 ألف إصابة، بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي؛ لكن كيف هو الوضع عقب تفاقم البرد؟ 

حذِّرت الأمم المتحدة من أن الناس الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يصمدون في الشتاء. بالقول، الثلاثاء الماضي: "ما لا يقل عن 945 ألف شخص يحتاجون إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في غزة". 

من جهتها، قالت نائبة مدير برامج المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ديون وونغ، إن: "لجنة الإنقاذ الدولية تكافح من أجل جلب ملابس الشتاء للأطفال؛ لأن هناك كثيرا من الموافقات التي يتعيَّن الحصول عليها من السلطات المختصة". مضيفة: "قدرة الفلسطينيين على الاستعداد للشتاء محدودة للغاية في الأساس".

ومن قلب الواقع المزري، قالت حكومة قطاع غزة، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي: "تتسبب بأزمة إنسانية مأساوية تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة".

حتى الكلام لم يعد له معنى

غزة يا طُهر هذا الكوكب

شتاء غزة
اللهم غزة pic.twitter.com/XTK3MDaJzW — عثمان المختار (@othmanmhmmadr) December 28, 2024
وأضاف المكتب الإعلامي الحكومي، عبر بيان اطّلعت "عربي21" على نسخة منه، السبت: "من جديد يتسبب الاحتلال بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 بالمئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة".

البيان نفسه، أوضح أنّ: "النازحين يعيشون ظروفا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني". مبرزا أن نحو مليون نازح يعيش منذ أكثر من "سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية".


وأرجع المكتب الحكومي، الأوضاع الكارثية في القطاع، لـ"جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة".

وطالب "المجتمع الدولي بالتَّحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية".

كذلك، ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بـ"ضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة قطاع غزة شتاء غزة غزة قطاع غزة شتاء غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الأمم المتحدة البرد القارس برد الشتاء بسبب البرد فصل الشتاء فی القطاع قطاع غزة pic twitter com من البرد فی خیام فی قلب فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير: رحلات "هجرة صامتة" تغري الغزيين بالنجاة و"مجد أوروبا"

لأشهر عديدة استمرت جنين (ب)، من سكان دير البلح وسط قطاع غزة ، تتواصل مع قائمين على إعلان ممول عبر “السوشيال ميديا”، يهدف لاستقطاب الغزيين للهجرة إلى الخارج. وعمد الإعلان إلى تحديد الوجهة “إلى أوروبا” لتحفيزهم بشكل أكبر، باستغلال الحرب الدامية في القطاع.

الإعلان الممول عبر “فيسبوك” حمل اسم مؤسسة “المجد أوروبا”، التي يسمع بها الغزيون داخل القطاع للمرة الأولى، ما أثار الكثير من التساؤلات حول مصداقية تلك الإعلانات، إلا أن البعض لم يتوانَ عن التواصل مع رقم هاتف “واتساب” ذُيّل به الإعلان، بحثاً عن ضوء في نفق مظلم، أو بصيص أمل يمنحهم حياة مختلفة بعيداً عن أصوات القصف وأهواله التي لم تتوقف على مدار عامين.

رحلة محفوفة بالكتمان

لم يكن الوصول إلى أحد الغزيين الذين استقلوا تلك الرحلات بالأمر اليسير؛ ففضلاً عن السرية المطبقة التي أحاطت وتحيط بخروجهم من القطاع وسط ظروف أمنية وإنسانية سيئة للغاية، فإن ظروفهم الحالية وأوضاعهم القانونية لم تتثبت بعدُ في البلدان التي وصلوا إليها. ومن قريب إلى آخر، وبشبكة ثقة عبر أفراد الأسرة المقربين، تواصلنا عبر “واتساب” مع جنين التي تحدثت إلينا بعد تردد كثير، وفضّلت عدم ذكر هويتها كاملة، خشية الملاحقة من الدولة الموجودة فيها حالياً.

وتقول جنين لصحيفة ”الشرق الأوسط” إنها للوهلة الأولى كانت مترددة جداً في التواصل مع الرقم الذي وضعته المؤسسة في إعلانها، ثم قررت المجازفة والتواصل، وبعد التأكد من أنها تتحدث مع أشخاص يستعملون أرقاماً إسرائيلية، قررت وضع اسمها وزوجها وثلاثة من أبنائها، ضمن من قرروا الهجرة من غزة، بحثاً عن حياة آمنة.

تشير جنين إلى أنها كانت تخشى أن تقع ضحية عملية نصب كما جرى مع الكثير من الغزيين خلال وقبيل الحرب، إلا أنها تلقت تطمينات ممن كانوا يتحدثون معها بأن دفع المال بالنسبة لهم يأتي كـ”خطوة أخيرة ولا يهتمون به”، وهذا ما شجعها على استكمال خطواتها نحو البحث عن أمل جديد لها ولعائلتها التي عانت كثيراً خلال الحرب.

وكشفت السيدة أن الإجراء بدأ بإرسال معلومات تفصيلية عنها وعن أفراد عائلتها الراغبين في السفر، مثل الاسم الرباعي ورقم الهوية ورقم جواز السفر، ومعلومات شخصية متكاملة، ثم قالت إنه طُلب منها مبلغ 1500 دولار عن كل فرد بمن فيهم الأطفال، وإنها أبدت استعدادها لدفع المبلغ عند اكتمال الإجراءات.

تدقيق أمني في الأسماء

وبقيت جنين تتواصل بين الفينة والأخرى مع القائمين على المؤسسة لمعرفة تفاصيل عن مواعيد السفر، مشيرةً إلى أنها كانت تتلقى “تطمينات بأن العملية مستمرة وفق الخطوات المطلوبة”، ولافتةً إلى أن المؤسسة أوضحت لها أن “هناك إجراءات فحص أمني مشددة تجري حول كل شخص” سيخرج من القطاع، حتى لا يكون “بينهم عناصر من ( حماس ) أو أي فصيل فلسطيني آخر يوصف بأنه إرهابي”.

وذكرت أنه بعد 3 أشهر ونصف الشهر تلقت رسالة مفاجئة على هاتفها الجوال، وكذلك هاتف زوجها، تبلغهم بالاستعداد خلال 6 ساعات للتجهّز، وألا يجلبوا إلا الأوراق الثبوتية اللازمة، مشيرةً إلى أنه تم تحويل الأموال المطلوبة للسفر قبل ذلك بأيام عبر حسابات تتعامل بشكل أساسي مع العملات المشفرة، وعبر التطبيقات الإلكترونية للمحافظ الخاصة بالعملات الأجنبية.

من دير البلح عبر مطار رامون

وبحسب جنين، خرجت العائلة بحافلة صغيرة من مكان قرب دير البلح وسط قطاع غزة، نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، حملتها وعائلتها مع نحو 40 شخصاً آخرين، وتوجهوا إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وصولاً إلى نقطة عسكرية في ما يبدو أنها شرق خان يونس أو رفح، ومنها نُقلوا إلى داخل معبر كرم أبو سالم، ثم إلى مطار رامون الإسرائيلي في النقب، ومن هناك سافروا إلى جنوب أفريقيا. ولفتت جنين إلى أنه كان هناك عدد آخر من سكان القطاع وصلوا قبلهم من خان يونس.

ومنذ اللحظة التي انطلقت فيها الحافلة حتى وصولها للموقع الإسرائيلي ما بين خان يونس ورفح، حلقت طائرتان مسيّرتان فوق الحافلة ورافقتاها حتى وصولها لنقطة العبور إلى الداخل الإسرائيلي.

وكانت جنين (ب) وأفراد عائلتها جزءاً من الرحلة الأولى التي تنظمها مؤسسة “المجد أوروبا”، وتمت عملية وصولها ودخولها إلى جنوب أفريقيا عبر دولة أخرى، أسهل بكثير مما واجهه فلسطينيون آخرون احتُجزوا ساعات طويلة في طائرة أقلّتهم من نيروبي بعد أن اكتشفت السلطات أنهم لا يمتلكون أوراقاً كاملة، منها تذاكر عودة، وكذلك ختم جوازات سفرهم من قبل إسرائيل، كما كان في الرحلة التي على متنها جنين (ب).

رحلات “المجد أوروبا”

وتظهر بعض الشهادات لفلسطينيين أن مؤسسة “المجد أوروبا” نجحت في تسيير 3 رحلات جوية لفلسطينيين من داخل قطاع غزة، من مايو (أيار) حتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2025، وكانت الأولى وجهتها إندونيسيا، وعلى متنها 57 من سكان القطاع، بعد أن هبط من كانوا على متنها في بودابست، انطلاقاً من مطار رامون نفسه، في حين كانت الرحلة الثانية في أكتوبر الماضي للانتقال من مطار رامون باتجاه نيروبي، ومنها إلى جنوب أفريقيا، وهي الحال ذاتها مع الرحلة الأخيرة خلال الشهر الماضي.

وأثارت هذه الرحلات العديد من التساؤلات حول مؤسسة “المجد أوروبا”، التي تعرّف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “منظمة إنسانية تأسست عام 2010 في ألمانيا، متخصصة في تقديم المساعدات وجهود الإنقاذ للمجتمعات المسلمة في مناطق النزاع والحروب”.

وأشارت المؤسسة إلى أن مقرها الرئيسي في القدس ، وتحديداً حي الشيخ جراح، لكن زيارة صحافيين فلسطينيين في القدس إلى الموقع المذكور كشفت أنه لا يوجد أثر فعلي للمؤسسة، وأن المقر الذي وضعته تبيّن أنه لمبنى مهجور.

وتزعم المؤسسة أنها منذ العام الماضي تركز جهودها بشكل أساسي على دعم أهل غزة، مع التركيز على مساعدة الجرحى والمصابين، بما يشمل تسهيل وصول المرضى إلى الرعاية الطبية الحرجة، وتأمين السفر إلى الخارج للعلاج، وضمان مرافقة ذويهم لهم طوال فترة العلاج.

هل “الصحة العالمية” متورطة؟

ي فتح هذا الأمر تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت مؤسسة “المجد أوروبا” هي مَن أدارت وتدير فعلياً عمليات خروج بعض الجرحى ومرافقيهم من داخل قطاع غزة، تحت ستار التنسيق مع “منظمة الصحة العالمية”، للعلاج في الخارج، ومن ثم مغادرتهم لدول أوروبية وغيرها.

وتفيد مصادر أمنية من غزة لصحيفة ”الشرق الأوسط” بأنه في الحقيقة كان هناك العديد من الرحلات التي تم تسييرها من داخل القطاع في خضم الحرب، وكان هناك استغلال واضح للظروف الأمنية وملاحقة رجال الأمن والمقاتلين وغيرهم، الأمر الذي سهّل عمليات السفر بهذه الطريقة المشبوهة.

وتشير المصادر إلى أن هناك عائلات خرجت بذريعة المرض والحاجة للعلاج، وهناك أيضاً مرضى فعليون سافروا إلى دول عربية وأوروبية للعلاج، وذلك من خلال آلية رسمية وعبر منظمة الصحة العالمية التي كانت جهزت قوائم للمرضى ذوي الأولوية، ومنهم جرحى الحرب.

بالعودة إلى مؤسسة “المجد أوروبا”، فإنه عند فتح موقعها الإلكتروني تظهر تنويهات، منها وضع أرقام شخصين حملا اسم “عدنان” و”مؤيد”، وأحدهما يحمل رقماً فلسطينياً والآخر إسرائيلياً، في حين وُضع رقمان آخران من إسرائيل للمؤسسة للتواصل عبر “واتساب”، داعيةً في التنويه من يدخل الموقع إلى ضمان سير إجراءات التنسيق بشكل سليم، ودفع الرسوم عبر الأرقام التي وُضعت، وعدم التعامل مع أي أرقام أخرى. كذلك تحذّر المؤسسة في تنويه آخر من التعامل مع أي وسيط خارجي، مؤكدةً أنه لا يوجد وساطة في عملية التسجيل، أو تسريع الحصول على تصريح أمني للسفر، أو تفضيل شخص على آخر، في طريقة تهدف إلى تنبيه من يسجل للسفر من الوقوع في الاحتيال أو النصب.

تنفيذ لخطة إسرائيلية

ذهب البعض في قطاع غزة وخارجه إلى التأكيد أن المؤسسة تتبع بشكل مباشر جهات رسمية إسرائيلية، وتأتي في إطار تشجيع الهجرة من غزة لتفريغها. وبالإضافة للأخطاء الإملائية الكثيرة التي ترد في تعريفها بنفسها، وحتى في اسمها، فإن الأرقام المستخدمة إسرائيلية، والأهم أن المؤسسة تقوم بالحصول على موافقات أمنية للسفر إلى الخارج، ما يؤكد أنها على صلة وثيقة بالسلطات الإسرائيلية، وتنطلق رحلاتها من مطار إسرائيلي، ونشاطاتها بدأت تبرز بشكل أساسي بعد سيطرة إسرائيل بشكل أكبر أمنياً على القطاع .

وأكثر من ذلك، كشف مختصون في التكنولوجيا، بينهم فلسطينيون وعرب، أن الموقع التابع للمؤسسة تم إنشاؤه في الثاني من فبراير (شباط) من العام الجاري، وتم تسجيله في آيسلندا.

وأقرت مصادر إسرائيلية في تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية بأن مؤسسة “المجد أوروبا” سلّمت الجيش الإسرائيلي ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية قوائم مسبقة تتضمن بيانات الفلسطينيين الراغبين في الهجرة، والذين سجلوا أنفسهم عبر الموقع الإلكتروني أو بالتواصل مع القائمين على المؤسسة.

وبحسب تحقيق صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن مؤسسة “المجد أوروبا” مرتبطة بشركة “تالنت غلوبس”، وهي شركة مسجلة في إستونيا، ومؤسسها تومر جانار ليند، وهو إسرائيلي - إستوني. وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة تنسق مع إدارة في وزارة الدفاع الإسرائيلية أُنشئت بدورها في فبراير من العام الجاري، بهدف “تسهيل الهجرة الطوعية” للغزيين، وقد تم استحداثها بشكل أساسي في أعقاب اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح باب الهجرة الطوعية لسكان القطاع.

في الثامن عشر من نوفمبر من العام الجاري أصدرت المؤسسة بياناً أكدت فيه أنها تتعرض لحملة تشويه وتشهير كبيرة، بهدف تجريد سكان غزة من حريتهم في اختيارهم وتقرير مكان عيشهم، وإجبارهم على البقاء تحت خطر مباشر ومعاناة يومية، وحرمانهم من أي فرصة لإنقاذ حياتهم أو تأمين مستقبل أفضل لأطفالهم، مؤكدةً أنه لا علاقة لها بإسرائيل سوى تنسيق عمليات الخروج معها، ومشددةً على أنه لا علاقة لها بـ”الموساد” أو أي جهة استخباراتية.

تبادل اتهامات ومصاير مجهولة

واتهمت المؤسسة دبلوماسيين يتبعون السلطة الفلسطينية باستدعاء المسافرين الذين غادروا من خلالها للاستجواب والتهديد.

ويقول أحمد (غ) البالغ من العمر (33 عاماً)، مفضّلاً عدم ذكر هويته، والذي غادر عبر الرحلة الثانية لمؤسسة “المجد أوروبا”، إنه لم يتلقَّ أي تهديدات من أي جهة فلسطينية عقب مغادرته قطاع غزة. لكنه أشار في المقابل إلى أنه تلقى تحذيرات من بعض العاملين في إحدى السفارات الفلسطينية من التعامل مع هذه المؤسسة، وأنه تم الاستفسار منه عن آلية التسجيل والخروج، والأشخاص الذين قابلهم في مطار رامون، بحسب ما أوضح لـ”الشرق الأوسط”.

ويوضح أحمد أن رحلته انطلقت من مطار رامون إلى جنوب أفريقيا عبر نيروبي، مشيراً إلى أنه “كان سعيداً جداً بالهجرة مع زوجته ومغادرة قطاع غزة”، وإن اصطدم بواقع حياتي صعب نسبياً.

ويلفت الشاب إلى أنه بعد مغادرتهم مطار نيروبي لم يعد أحد من المؤسسة يتابع ظروفهم، وبقي مصيرهم مجهولاً، دون أن يكون هناك من ينتظرهم في جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن وفداً من المؤسسة استقبلهم فقط في مطار رامون، وفي مطار نيروبي، وبعد مغادرتهم الأخيرة لم يكن أحد برفقتهم على متن الطائرة أو في مطار “أو آر تامبو” في جوهانسبرغ. وقال: “تُركنا نواجه مصيرنا وحدنا بعدما نقلتنا مركبات كانت تنتظرنا أمام المطار إلى بيوت ضيافة بسيطة وعلى نفقتنا الشخصية”. علماً إن السلطات في جنوب أفريقيا اعلنت رفضها استقبال مزيد من الوافدين الفلسطينيين على متن هذه الرحلات خوفاً من أن تكون فعلاً تنفيذ لمخطط إسرائيلي بإفراغ غزة والقطاع من السكان.

ولكن على الرغم من كل ذلك كله، ما زال أحمد وزوجته سعيدين بخروجهما من الواقع المأساوي الذي يعيشه السكان في قطاع غزة، كما قال.

بين “حماس” والسلطة

تقول المصادر الأمنية بغزة، وهي من حكومة “حماس”، إنها لم تكن تعلم بحقيقة تلك الرحلات والجهة التي تقف خلفها، وكان الاعتقاد السائد أنهم من المرضى، أو ممن لديهم أقارب في أوروبا، ويتم تسهيل سفرهم عبر سفارات تلك الدول للمّ الشمل.

وأكدت المصادر أنها لم تستجوب أو تتواصل مع أي من المسافرين للحصول على المعلومات اللازمة لهم، ولكنها تعمل حالياً لمنع محاولات جديدة من السفر.

وبينما لم يصدر تعقيب رسمي من السلطة الفلسطينية على الأحداث أو الاتهامات التي وُجهت إليها من مؤسسة “المجد أوروبا”، اكتفت “الخارجية الفلسطينية” بإصدار بيان حذرت فيه من “الوقوع فريسة لشبكات الاتجار بالبشر وتجار الدم ووكلاء التهجير”، مؤكدة عزمها على ملاحقة المنظمة واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.

وكانت سفارة فلسطين لدى جنوب أفريقيا أصدرت في الرابع عشر من نوفمبر من العام الجاري تحذيراً شديد اللهجة من استغلال جهة “مضللة ومشبوهة”، كما وصفتها، الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع، وخداعهم لتنظيم عملية سفرهم بطريقة غير قانونية وغير مسؤولة. كما قالت في أعقاب أزمة الرحلة الأخيرة التي وصلت إلى جوهانسبرغ، مؤكدةً أن تلك الجهة حاولت التنصل من أي مسؤولية بمجرد ظهور التعقيدات والإجراءات الروتينية عند وصول المسافرين إلى الدولة المحددة لهم للسفر إليها.

وتقول مصادر أمنية من حكومة “حماس” إنه بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ورغم أن الظروف الأمنية غير مستقرة وتحاول إسرائيل رصد أي تحركات، فإنها ستسعى لمنع مثل هذه الرحلات المشبوهة، وإنها ستتصدى لمثل هذه المحاولات، لكنها لن تعترض أي رحلات هدفها سفر المواطنين للعلاج أو حالات إنسانية، لكن مثل هذه العمليات التي تقف خلفها جهات مشبوهة ستتصدى لها وستعمل على منعها، لمنع تنفيذ الخطة الإسرائيلية - الأميركية، الهادفة إلى تهجير السكان.

الملاحقة والاستمرارية

ويبدو أن المؤسسة تعاني من ملاحقة حقيقية، وتتعرض لحملات إلكترونية مثل الاختراق، ولإجراءات قانونية تُتخذ ضدها من قبل بعض الجهات، الأمر الذي دفع تطبيق “واتساب” لحظر أرقامها المعلنة عبر وسائل التواصل وعبر موقعها الإلكتروني.

واتهمت المؤسسة في منشور لها عبر “فيسبوك” جهات لم تسمها بأن عملية حظر أرقامها جاءت كجزء من “الهجمة” الموجهة ضد نشاطاتها، مؤكدةً الاستمرار في عملها، وأنها تعمل على معالجة هذه القضية وترتيب أرقام جديدة للتواصل، وأنها ستتواصل مع متابعيها من أرقام بديلة عند جهوزيتها.

وعلى الرغم من كل هذا الضجيج حول المؤسسة وعملها، فإنها ما زالت تواصل استقبال طلبات المسافرين من سكان قطاع غزة، كما يظهر على موقعها الإلكتروني، ومن خلال صفحتها على “فيسبوك”، إلى جانب استمرار الإعلانات الممولة التي تظهر للغزيين عبر شبكات التواصل.

الغزي نادر (ع)، من سكان مدينة غزة، والذي فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وهو يبلغ من العمر (41 عاماً)، ومتزوج ولديه 4 أطفال، كان أحد من تسابقوا للتسجيل مجدداً لدى المؤسسة، منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وما زال في عملية تواصل مستمر مع الأرقام التي وضعتها المؤسسة.

ويقول نادر إن الظروف الحياتية الصعبة أجبرته على التفكير في الهجرة، والبحث عن مستقبل أفضل له ولعائلته، معرباً عن أمله أن تنجح مساعيه في السفر، وأن يحالفه الحظ كما حالف آخرين.

وأضاف: “كل ما أريده أن أخرج من قطاع غزة إلى أي دولة، ومنها سأغادر إلى أي جهة كانت... ما يهمني أن أرتاح من حياة الخيام، وأن أبحث عن حياة آمنة لي ولزوجتي وأطفالي”.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يجبر مواطنين على إخلاء منازلهم في حي الجابريات بمدينة جنين الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة بالضفة بعد يوم من الانسحاب - الجيش الإسرائيلي يعيد اقتحام طوباس ويحظر التجوال الأكثر قراءة محدث: بالأسماء: 4 شهداء إثر استهدافات إسرائيلية في غزة وخانيونس "تلاعب بالتوقيت".. خدعة إسرائيلية في اغتيالات غزة الأخيرة! مجلس الأمن الدولي يناقش اليوم القضية الفلسطينية أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الإثنين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • هآرتس: حرب غزة تخفض توقعات نمو اقتصاد الاحتلال خلال السنوات المقبلة
  • فضة أبو نعيم.. قصة فلسطينية تختصر معاناة المغير مع عنف المستوطنين
  • إعلام فلسطيني: البحرية الإسرائيلية تستهدف خيام نازحين في رفح
  • الحرية المنقوصة| تفاصيل معاناة الأسرى المبعدين.. عالقون بلا أورق ودول تغلق أبوابها
  • تقرير: رحلات "هجرة صامتة" تغري الغزيين بالنجاة و"مجد أوروبا"
  • لاعب الأهلي السابق: الزمالك لن يحصل على الكونفدرالية.. وسيعاني كثيرا هذا الموسم
  • تأجيل لقاء الخطيب مع توروب لحسم انتقالات الشتاء
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • الثلاثية الشتوية.. مكونات طبيعية تحارب الأمراض وتقوي المناعة
  • حرب غزة التي لم تنته