أعداءُ الإنسانية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
الطبُ مهنةٌ إنسانيةٌ في المقام الأول؛ إذ يُقسِمُ خريجو التخصصات الطبية اليمين على صون حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال، وبذل الجهد لإنقاذ النفس من المرض والهلاك، وحفظ كرامة الناس وستر عوراتهم وكتم أسرارهم.. في المقابل نرى في قطاع غزة- وفي خضم حرب الإبادة- انتهاكات لا تتوقف للإنسانية، على أيدي جيش الاحتلال المُجرم.
ولأنَّ إسرائيل لا تُراعي في الشعب الفلسطيني إلَّا ولا ذِمَّة، ولا تضع حِسابًا للقيم الإنسانية أو القوانين الدولية، فإنها تُمارس كافة أشكال الانتهاكات ضد البشر والحجر، لتُجسِّد بذلك أسوأ الممارسات الإجرامية التي عرفها التاريخ الحديث. ويشهد على ذلك ما فعله جيش الاحتلال مع مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، الذي أصرَّ على البقاء والصمود في شمال قطاع غزة لتقديم العناية الطبية للمرضى والمصابين رغم ضعف الإمكانات وانعدامها في أحيان كثيرة. وعلى الرغم من أن الاحتلال اعتقله في أكتوبر الماضي واغتال ابنه وزملاءه، إلّا أنه حافظ على القَسَم وأدّى دوره بكل أمانة وشرف في وقت لا تعرف فيه إسرائيل أبسط معاني الشرف أو الأمانة.
وبعد أيامٍ طويلةٍ من الاستهداف المباشر للمستشفى، اعتقل الاحتلال الدكتور حسام أبو صفية في مشهد مخزٍ لهذا العالم العاجز؛ إذ خرج وحيدًا يسيرُ وسط الركام نحو دبابات الاحتلال بعدما أجبروه على الخروج ليقع قيد الأسر، وليكون مصيره مجهولًا.
إنَّ المآسي الإنسانية في غزة تتكرر كل لحظة منذ أكثر من 450 يومًا، وتطال يد الغدر الإسرائيلية كل نفسٍ في غزة، بعدما ضمنت عدم المساءلة أو العقاب في ظل عجز دولي غير مسبوق، عن إنهاء هذه الحرب الغاشمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مباشر. قسوة الطقس تفاقم الخسائر الإنسانية في غزة.. وضغوط أميركية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار
تستمر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، على الرغم من مرور 63 يومًا على سريان وقف إطلاق النار، إذ فاقم المنخفض الجوي الذي تشهده المنطقة من حدة الأوضاع الصعبة.
أفادت مصادر في الدفاع المدني بقطاع غزة بوفاة مواطنين اثنين جراء سقوط حائط كبير على خيام للنازحين غرب مدينة غزة، فجر اليوم. وفي حادث منفصل، قال مصدر في الإسعاف والطوارئ إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم وأُصيب آخرون نتيجة انهيار منزل في منطقة بئر النعجة ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة وفاة رضيعة متأثرة بالبرد والأمطار التي غمرت خيام النازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس.
و حمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، متهمة إياها بعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف الحرب.
على الصعيد الدولي، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية توسيع فريق العمل الدولي في مركز التنسيق الخاص بغزة، ليضم ممثلين عن نحو 60 دولة ومنظمة شريكة. وفي هذا الإطار، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن واشنطن طرحت اسم المبعوث الأممي السابق نيكولاي ملادينوف ليتولى تمثيل مجلس السلام في غزة.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الجهود ما زالت مستمرة لاستعادة جثمان آخر أسير إسرائيلي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل بشكل مكثف خلف الكواليس من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تطور ذي صلة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تواجه ضغوطًا أميركية متزايدة لتحمل تكلفة إزالة الركام الهائل الذي خلّفته الحرب في قطاع غزة. وأضافت الصحيفة، نقلًا عن مصادر، أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على تحمّل هذه التكاليف، التي قد تصل إلى مئات ملايين الدولارات، على أن تُسند المهمة إلى شركات متخصصة.
التغطية الحيّة: ${updatedAt}قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تبذل جهودًا كبيرة في ما يتعلق بملف غزة، مشيرًا إلى وجود "سلام حقيقي في الشرق الأوسط" يحظى بدعم 59 دولة.
شارك انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة