إيران تعلن استعدادها لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي وسط التحديات الاقتصادية والعسكرية
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن استعداد طهران لاستئناف المفاوضات مع القوى العالمية بهدف إنهاء الجمود الطويل حول برنامجها النووي المتنازع عليه.
وكانت هذه التصريحات من بين الأكثر وضوحًا حتى الآن، حيث أشار عراقجي إلى أن إيران، التي تواجه العديد من الانتكاسات الاقتصادية والعسكرية، تسعى لتخفيف عزلتها التي ازدادت في ظل الرئاسة الثانية لدونالد ترامب، وذلك عبر التفاوض.
وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة التلفزيون الصينية الرسمية "CCTV": "يجب أن تهدف المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق". وأضاف: "الصيغة التي نقدمها هي نفسها الصيغة السابقة لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والتي تقوم على بناء الثقة بشأن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. نحن مستعدون للتفاوض على هذا الأساس".
كانت خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) هي الاتفاق الذي تم توقيعه في يوليو 2015 بين إيران والاتحاد الأوروبي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا – والمعروفة اختصارًا بـ "P5+1".
من المقرر أن تبدأ بريطانيا وفرنسا وألمانيا جولة جديدة من المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي في جنيف في 13 يناير.
وتعرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتقادات من قبل خليفته ترامب، الذي انسحب من الاتفاق، معتبرًا أنه كان لينًا جدًا مع طهران.
وفي مقابلة مع مجلة "تايم" الشهر الماضي، رفض ترامب استبعاد إمكانية الحرب مع إيران، رغم تصريحاته السابقة التي عارضت استخدام القوة لإسقاط الحكومة الدينية في طهران.
وعندما سُئل عن احتمال نشوب حرب، في إشارة إلى الادعاءات من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية بأن إيران سعت لاغتياله، رد ترامب قائلًا: "كل شيء ممكن. كل شيء ممكن. إنها حالة متقلبة جدًا".
كما استكشف ترامب إجراءات لوقف إيران عن تطوير الأسلحة النووية، بما في ذلك الضربات الجوية المحتملة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد صرح في ديسمبر بأن إيران تسرع بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، مما يقترب من المستوى الذي يتراوح حول 90% اللازم لصناعة قنبلة نووية.
وتنفي طهران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طهران عباس عراقجي إيران النووي الإيراني برنامجها النووی
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هذا هو الجبل النووي الذي يؤرق إسرائيل
هي للمخططين العسكريين الإسرائيليين أشبه بجب النار؛ إنها منشأة نووية لتخصيب اليورانيوم مطمورة على عمق نصف كيلومتر أسفل جبل، وتخضع لحراسة مشددة، وتحيط بها منظومة دفاعات جوية، وتقع في قرية جنوب مدينة قم الدينية القديمة.
هكذا استهلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريرها عن منشأة فوردو، التي تقف شاهدا على رغبة طهران في حماية برنامجها النووي المصمم ليصمد أمام أي هجوم مباشر شامل أو اختراق، ويحفظ أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب الموجودة بداخله سليمة بما يكفي لإنتاج سلاح نووي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مفاعل بوشهر حجر الأساس للبرنامج النووي الإيرانيlist 2 of 2رويترز: إسرائيل قتلت 14 عالما نوويا إيرانيا منذ بدء الهجماتend of listوتفيد الصحيفة بأن المنشأة مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة الإسرائيلية المعروفة للعامة، وهي أيضا دليل على قلق إيران الاستراتيجي.
الركيزة الأهمويقول بهنام بن طالبلو، الباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية، إن منشأة فوردو هي "مبتدى كل شيء ومنتهاه في العملية النووية الإيرانية"، توضح الصحيفة البريطانية.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران أعلنت يوم السبت أن فوردو تعرضت لهجوم، رغم أن الأضرار كانت محدودة.
إعلانوفي المقابل، تشير الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير محطة التخصيب التجريبية الإيرانية الأكبر فوق الأرض في نطنز، حسبما قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي لمجلس الأمن يوم الجمعة.
ووفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر التي التقطها معهد العلوم والأمن الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، فإن قاعات الطرد المركزي تحت الأرض ربما أصبحت عديمة الجدوى بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بإمدادات الكهرباء في منشأة نطنز وسط إيران.
ونقلت فايننشال تايمز عن داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله إن منشأة فوردو ستكون عصية على إسرائيل بدون مساعدة الولايات المتحدة، فهي "شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل"، معربا عن عدم يقينه بشأن ما يمكن أن تحدثه الضربات الإسرائيلية من ضرر هناك.
قدرات كبيرةوأضاف أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة الصفر بما يعني مرحلة تعرض برنامجها النووي للتدمير، إذ يعتقد أنه ما يزال لديها قدرات كبيرة، وستكون منشأة فوردو "الهدف الأصعب وربما الأخيرة" في الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ورغم ذلك، فإن سيترينوفيتش يقول إن منشأة فوردو هي القاعدة العسكرية الرئيسية الوحيدة تحت الأرض التي تعرضت لهجوم مباشر؛ في سابقة تُظهر المخاطر الاستثنائية التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بالسماح بشن الهجمات على إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ومع أن المسؤولين الإيرانيين ظلوا ينفون سعيهم لامتلاك قنبلة نووية، إلا أن الصحيفة تزعم أن طهران تمضي في سبيل ذلك استنادا إلى تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد أن بمقدور إيران تحويل كامل مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، المقدّر بنحو 408 كيلوغرامات، لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع 9 أسلحة نووية في غضون 3 أسابيع فقط.
إعلانوعقدت الصحيفة مقارنة بين المنشأتين النوويتين في نطنز وفوردو. فالمجمع الصناعي المترامي الأطراف في مدينة نطنز يحتوي على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، إلا أنه مصمم لإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب.
بدائل أقوىوعلى النقيض من ذلك، فإن ما يميز فوردو هو المتانة الجيولوجية التي تجعل قاعات الطرد المركزي فيها غير قابلة للاختراق فعليا بواسطة القنابل التقليدية التي يتم إطلاقها من الجو. وقد يستعصي ذلك حتى على القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز (جي بي يو-57) المصممة لتدمير المخابئ المحصنة بشدة والقادرة على اختراق 60 مترا من الخرسانة تحت الأرض.
وحسب تقرير الصحيفة، يعتقد المحللون أن الهجمات الإسرائيلية إذا لم تنجح في تدمير مفاعل فوردو، فإنه قد يكون سببا في تسريع انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ومن ثم في وقف تعاونها مع الوكالة الذرية، وتصنيع قنبلتها النووية.
وما يزيد من المخاطر -من وجهة نظر فايننشال تايمز- هو أن فوردو ليست المنشأة الوحيدة فائقة الأمان التي يمكن لإيران أن تلجأ إليها. فقد عملت طهران مؤخرا على بناء منشأة أكثر عمقا وأفضل حماية تحت الجبل المعروف باسم " بيكآكس"، على بعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز.
وفي حين يُعتقد أن فوردو لديها مدخلين للأنفاق، فإن لدى بيكاكس 4 منها على الأقل، مما يجعل من الصعب إغلاق المداخل بالقصف. كما أن مساحة قاعاته تحت الأرض أكبر.
وطبقا لتقرير الصحيفة، يخشى البعض من إمكانية استخدام إيران المنشأة لتجميع سلاح نووي أثناء تعرضها لهجوم. ولا تزال طهران تمنع مفتشي الوكالة الذرية من دخولها.