سواليف:
2025-08-12@01:40:06 GMT

العداء التاريخي

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

#العداء_التاريخي

د. #هاشم_غرايبه

قد يختلف المستعمرون الطامعون الغربيون والشرقيون على تقاسم الغنائم، وقد يتقاتلون عليها، وينقسمون الى معسكرين متحاربين، لكنهم حين التآمر على الإسلام والمسلمين يتفقون، ويتشكل حلف عالمي واحد، ينتظم فيه الأسياد والأذيال خلف الشيطان الأكبر.
لا يختلف استهداف المسلمين بالعداء إن كانوا عربا أو آسيويين أوأفارقة، أما إن كانوا أوروبيين، فتلك عندهم الطامة الكبرى، فوجودهم في أوروبا أمر محظور، وعندها تنكشف كذبة ادعاءات العلمانية عندما تجدهم لا يسمحون بقيام دولة إسلامية في أوروبا مهما كلف الثمن، بدليل مذابح البوسنة، التي شارك بها كل الأوروبيين من خلال مخلب التعصب والكراهية (الصرب)، مستعيدين أحقاد أجدادهم ملوك الحملات الصليبية في مختلف الممالك الأوروبية، ليثبت ذلك أن هذه الروح التعصبية لم تتغير عندما ارتدى الغرب الأردية المزركشة الخادعة، سواء منها الديمقراطية اوالإشتراكية.


وقصة المسلمين في ألبانيا شاهد على ذلك:
دخل الإسلام الى ألبانيا زمن العثمانيين، وككل الشعوب التي دخلت الإسلام، اندمجت فورا في الدولة الإسلامية، لأنها العقيدة الوحيدة التي ثبت أنها تتجاوز الأعراق والألوان والقوميات، فتساوي بين الناس وتجعلهم إخوانا متحابين.
لذلك وخلال فترة الدولة العثمانية التحق كثير من الألبان في سلك الدولة، ونبغ منهم القادة والوزراء والكتاب والصدور العظام، الذين أثروا الحياة العامة، وساهموا مساهمة فعالة، في إدارة دفة الدولة العثمانية سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وعسكريا، ومنهم محمد علي باشا وغيره كثيرون ممن كان لهم دور سياسي هام.
ومثلما فعلت بريطانيا مع العرب، كذلك كانت مع الألبان، بعد إذ وجدت أن تعزيز النعرات القومية خير وسيلة لتفتيت الدولة الإسلامية، فتشكلت رابطة “بريزرن” القومية عام 1878 للمطالبة باستقلال ألبانيا.
وبعد هزيمة الدولة العثمانية عام 1912 وانسحاب جيوشها من ألبانيا، ومثلما حدث في المنطقة العربية، لم يشعر القوميون بالخديعة إلا بعد فوات الأوان، إذ قسم الأوروبيون ألبانيا لأجل تشتيت سكانها الملمين، فاقتطعت 70 % منها اجزاء ضمتها الى الدول المسيحية المجاورة وهي صربيا، واليونان، ومقدونيا، والجبل الأسود بما فيها قاطنيها المسلمين، لكي يصبحوا أقليات مضطهدة في تلك الدول.
هكذا لم يبق من ألبانيا غير 29 ألف كم2 هي المعروفة الآن، بالحدود السياسية الحالية، لكن الشعب لم يتخل عن آماله باستعادة وحدة أراضيه، ولم يتوقف عن نضاله ومنها قضية ألبان كوسوفو.
أما الأسوأ فهو ما توافق عليه المعسكران الغربي والشرقي رغم صراعهما في كافة الساحات الأخرى، فبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وتحديدا في عام 1920 إذ قررت عصبة الأمم تشكيل “المجلس الأعلى للدولة” لقيادة دولة ألبانيا تتكون من أربع شخصيات تمثل أبرز الطوائف الألبانية، وهي: المسلمون السنة، الطريقة البكتاشية، طائفة النصارى الأرثوذكس، الطائفة الكاثوليكية، وذلك تحت مسمى ، وبذلك تم تخفيض تمثيل المسلمين في حكومة بلادهم الى 25 % رغم أنهم يشكلون 90 % من السكان.
وفي عام 1928 نصب “أحمد زوغو” ملكا، وسار على خطى أتاتورك في تغريب ألبانيا وإلغاء ثقافتها الإسلامية.
بعد الحرب العالمية الثانية، الغريب أن الغرب توافق على أن يصبح رئيس الحزب الشيوعي الألباني “أنور خوجا” رئيسا لألبانيا، لعلمهم أنه أشرس من يبطش بالمسلمين، وفعلا قاد حكما ديكتاتوريا لمدة أربعين عاما مظلماً، نكل فيها بالمسلمين بكل قسوة، فمنع الحديث بالعربية والتسمي بأسماء إسلامية، وهدم المساجد أو حولها الى مخازن ومراقص، وكانت عقوبة من يقول “بسم الله” السجن عشر سنوات.
ولما مات عام 1985 كان في المعتقلات 40 ألفا، كما كان أعدم أربعة آلاف آخرين.
وبعد سقوط الشيوعية عام 1992 تسلم الحكم “صالح بريشا” رئيس الحزب القومي، الذي قام ببعض الإصلاحات، وخاصة في الحرية الدينية، فانتعش الإسلام من جديد نسبيا، لكن الحزب الإشتراكي (الأرثوذوكسي) أرعبه الدعم الخيري الخليجي لإعادة بناء المساجد، فاستغل حالة الحرب على الإرهاب، لتخويف أوروبا من جديد، فنجح هؤلاء بدعم يوناني في اقصاء “بريشا”، وإعادة ألبانيا من جديد الى عصر القمع الفكري تحت حكم الإشتراكيين، الذين يحكمون الآن تحت عنوان الإنضمام الى أوروبا، والتخويف من الإرهاب (الإسلام).
هكذا رأينا كيف يتراكم الخبيث على بعضه، فيتوحد أعداء منهج الله رغم اختلاف عقائدهم ومصالحهم، للصد عن سبيله.
وسيبقى الحق والباطل في صراع الى يوم الدين، ليجتبي الله الصادقين ويخزي المنافقين.

مقالات ذات صلة حكومة تستحق الثناء 2025/01/04

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العداء التاريخي هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

أوصيكم بفلسطين درة تاجِ المسلمين.. وصية أنس الشريف تشعل المنصات

لاقت وصية مراسل الجزيرة الشهيد أنس الشريف، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي مع زميله محمد قريقع وعدد من المصورين في قطاع غزة، انتشارا واسعا وحزنا عميقا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وكشفت وصية الشريف، التي نشرت بعد استشهاده في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة، عن رسالة أخيرة تجسد إيمانه بقضيته وثباته على مبدأ نقل الحقيقة مهما كان الثمن.

ويقول الشريف في وصيته "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سندا وصوتا لأبناء شعبي"، مؤكدا أنه لم يتوان يوما عن نقل الحقيقة "بلا تزوير أو تحريف" رغم معايشته الألم والفقد بشكل متكرر.

وأوصى الشريف بفلسطين، واصفا إياها بـ"درة تاج المسلمين" ونبض قلب كل حر، داعيا إلى الوفاء لأهلها وأطفالها الذين لم يمهلهم العمر للحلم أو العيش في أمان بعدما مزقت أجسادهم القنابل والصواريخ الإسرائيلية.

هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين،…

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 10, 2025

وخص الشريف أهله بوصايا، فذكر ابنته شام التي حلم برؤيتها تكبر، وابنه صلاح الذي تمنى أن يكون له سندا، ووالدته التي كانت دعواتها حصنه ونور دربه، وزوجته التي واجهت الحرب بثبات الزيتون وصبره.

وختم وصيته بإقرار راضٍ بقضاء الله ثابتا على المبدأ حتى آخر لحظة، داعيا أن يكون دمه نورا يضيء درب الحرية لشعبه، ومؤكدا أنه مضى على العهد دون تغيير أو تبديل.

وقد وصف مغردون الوصية بأنها "تحمل من القهر ما يفجر الجبال دمعا ودما، ومن الحب والوفاء ما يوضح معدن أبطال غزة، ومن الإيمان والاحتساب ما يجعل من البشر جبالا لا تهتز ولا تتزلزل، وفي الوقت ذاته ما يخزي وجوه من تخاذل وفرط وترك غزة تذبح".

إعلان

وقال آخرون إن الشهيد أنس الشريف كان "صوتا حرا للحق، وعدسة صادقة وثقت معاناة شعبه وآلامهم، وترك للأمة إرثا من الكلمة الصادقة والصورة المشرفة".

وصية انس الشريف التي كتبها منذ اربعة شهور
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/7ccci5RAIa

— hamzeh (@kasasbeh0) August 10, 2025

وأضافوا أن أنس كتب وصيته قبل نحو 4 أشهر، بعد تلقيه تهديدات وتحريضا من الجيش الإسرائيلي الذي تعمد استهدافه كما فعل مع عشرات الصحفيين وأبطال الحقيقة.

وأشار مدونون إلى أن هذه ليست مجرد وصية، بل "صرخة في وجه أمة استسلمت للصمت، وصك اتهام ضد عالم باع ضميره، وترك غزة تواجه الموت وحدها"، مؤكدين أن أنس كتب كلماته الأخيرة بمداد دمه ليقول للعالم: "إسرائيل قتلتني… لكنها لم تقتل الحقيقة".

هذه ليست مجرد وصية، بل صرخة في وجه أمة استسلمت للصمت، وصكّ اتهام ضد عالم باع ضميره، وترك غزة تواجه الموت وحدها.

أنس الشريف، كتب كلماته الأخيرة بمداد دمه، ليقول للعالم: إسرائيل قتلتني… لكنها لم تقتل الحقيقة.

— عبده أحمد عبده الجحافي (@AbuMahmad817707) August 11, 2025

وقال أحد النشطاء: "تخيلوا أنس كتب وصيته في 6 أبريل… تخيلوا الناس في غزة كل كم يوم تكتب وصية وتواجه احتمال الموت… حتى يأتي يوم تموت فيه فعلا".

وأضاف آخر: "أنس كتب وصيته قبل أن يقتلوه… كأنه كان يقرأ المستقبل بعيون الحقيقة".

وكتب ناشط: "سنشتاق لبحة صوتك يا أنس.. ربنا يرحمك يا زميلنا الشجاع، أنت ومحمد قريقع الذي سنفتقد ثباته الملحمي، ومعكم كل زميل صحفي قدم روحه لأجل أن تظل التغطية مستمرة وصوت فلسطين واضحا".

وعلق آخر: "وصية مبكية.. يا رجال الأعمال، هذه وصية رجل لم يدفن بعد". وقال آخر: "وداعا يا أنس، لقد خذلك العالم، ستبقى كلماتك خالدة.. شاهدة.. حارقة، وستبقى فلسطين وغزة شامخة فوق الأرض وتحت الأرض".

انشروا وصية الشهيد #انس_الشريف لتصبح وقود يشعل الضمائر للانتقام من هذا المحتل الغاصب.
هنيئا من كان #صوت_غزة دون استسلام ولا تنازل عن المبدأ pic.twitter.com/i6UguuvpQd

— د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) August 11, 2025

كما نعى نشطاء شهيدي الكلمة والحقيقة، أنس الشريف ومحمد قريقع، اللذين ارتقيا وهما يؤديان أسمى رسالة، رسالة الإعلام الحر، ورحلا وهما يحملان الكاميرا لا السلاح، والكلمة لا الرصاصة، ليخبرا العالم أن غزة تنزف وأن الحقيقة لا تقصف.

واعتبر معلقون أن أنس لم يكن مقاوما يحمل البندقية، لكنه امتلك سلاحا أقوى من القنابل؛ بكلماته وصوره التي زلزلت الكيان الإسرائيلي وأرعبت قلوبهم.

وصية مراسل الجزيرة أنس الشريف قبل اغتياله: عسى أن يكون الله شاهدا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا..

الله يرحمك يا اسد غزة ..
نسأل الله ان ينتقم من الصهاينة القتلة.. pic.twitter.com/wrnqyEpxnv

— Sabri Apdu AL Rkeeb (@3a70kwVGSBhOA9e) August 11, 2025

وأشار مغردون إلى أن وصيته الأخيرة تذكير بأنه كان يعتبر نفسه أخا لكل فلسطيني، وأنه واجه تهديدات مباشرة من متحدثين ومسؤولين إسرائيليين، قبل أن يغتاله الاحتلال، تاركا وراءه شهادة جديدة على وحشية هذا العدو.

إعلان

ومنذ أن نشر الفريق الذي يدير حساب الشهيد أنس الشريف بلغ عدد مشاهدات الوصية أكثر من 7 ملايين مشاهدة.

مقالات مشابهة

  • الحزبية في الإسلام
  • تنفيذا لتوجيهات رئيس الدولة.. فرق إماراتية لدعم إطفاء حرائق الغابات في ألبانيا
  • تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة.. فرق إماراتية لدعم إطفاء حرائق الغابات في ألبانيا
  • علماء المسلمين: اغتيال الاحتلال للصحفيين في غزة إرهاب هدفه طمس الحقيقة
  • أوصيكم بفلسطين درة تاجِ المسلمين.. وصية أنس الشريف تشعل المنصات
  • رئيس الدولة يهنئ هاتفياً رئيس أذربيجان باتفاق السلام الأذري – الأرميني التاريخي
  • رئيس الدولة يهنئ رئيس أذربيجان باتفاق السلام الأذري - الأرميني التاريخي
  • ما يقال عند المرور على مقابر المسلمين.. اتبع سنة النبي وافعل هذه الأمور
  • رئيس الدولة يهنئ رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا باتفاق السلام التاريخي
  • قرار اسباني ضد المسلمين : لا احتفالات دينية