شهدت مصر تقدمًا ملحوظًا في تقديم الخدمات التعليمية لذوي الهمم، وتزايدت أعداد الطلاب الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي، لتطوير قدراتهم وصولاً إلى أعلى المستويات ليساهموا في الحياة الاجتماعية، وينافسوا في سوق العمل، وهذا الأمر مهم ومفيد اجتماعيًا واقتصاديًا، وإن تعزيز حقوق ذوي الهمم ودمجهم الشامل  في المجتمع الجامعي كطلاب يحقق فوزًا ثنائيًا، الأول: فوز للشخص من ذوي الهمم، والثاني: فوز للمجتمع بشكل عام.

ولتمكين ذوي الهمم من العيش في استقلالية والمشاركة بشكل كامل في جميع جوانب الحياة كان ينبغي أن تتخذ الدولة المصرية والجامعات فيها التدابير التي تكفل إمكانية الوصول لهؤلاء الأشخاص، على قدم المساواة مع غيرهم في البيئة المادية المحيطة، وهذه التدابير يجب أن تشمل تحديد العقبات والمعوقات أمام إمكانية التنفيذ، وإزالتها، ولذا كانت الحاجة ماسة إلى إنشاء «مراكز وكليات تقدم خدمات للأشخاص ذوي الهمم بالجامعات المصرية» على أن تقوم هذه المراكز والكليات والبرامج الخاصة بالأدوار الآتية:
إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالطلاب ذوى الإعاقة لتقديم خدمات متنوعة ومتكاملة، منها : المشاركة في الأنشطة الطلابية.

تنفيذ برامج تدريبية للتنمية البشرية في شتى المجالات، وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى التأهيل النفسي والأكاديمي والتربوي للطلاب ذوي الهمم بكليات الجامعات  المختلفة.

وتسعى هذه المراكز إلى المساعدة في الوفاء بالتزامات الدراسة الملتحق بها هؤلاء الطلاب على حسب اختلاف نوع الإعاقة لديهم، وأيضًا التوعية بالإعاقة قبل حدوثها من خلال الحملات التوعوية بالكليات المختلفة حول أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإعاقات، مثل الزواج المبكر، وزواج الأقارب، وسوء التغذية، وغيرها من الأسباب الصحية والنفسية والاجتماعية، وأيضًا الاهتمام بتحسين البنية التحتية للكليات المختلفة داخل الجامعات لتسهيل الحركة والتنقل للحصول على عملية التعليم والتعلم.

وكذلك فتح آفاق التعاون بين الوزارات والمنظمات المختلفة كشركاء في حل القضايا المجتمعية المختلفة وصولا لتوافر خريجين مؤهلين لسوق العمل من ذوى الهمم في مجالات وظيفية متنوعة، على حسب نوع الإعاقة لديهم، سواء كانت حركية، أو بصرية، أو سمعية، أو صعوبات تعلم، أو توحد أو أى نوع إعاقة نص عليها قانون الأشخاص ذوى الإعاقة .

 كما تحرص هذه المراكز والمؤسسات على تأهيل الأشخاص ذوى الإعاقة حتى يتمكنوا من بلوغ المستوى الوظيفي وفقًا لقدراتهم على الصعيد البدني والذهني والنفسي والاجتماعيّ.

ومن أهم الإسهامات التي قامت بها الجامعات المصرية أيضًا في هذا الشأن، إنشاء كليات تخصصية تقوم بإعداد وتكوين خرّيجيها للتعامل بطريقة تربوية مُتكاملة  مع الأشخاص ذوي الهمم وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة لذوي الههم.

فأنشأت كليات علوم الإعاقة والتأهيل في عدد من المحافظات، مثل بنى سويف، والزقازيق، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وتتضمن هذه الكليات أقسامًا متخصصة، تتضمن الإعاقة الذهنية، والإعاقة السمعية والبصرية، والموهبة وصعوبات التعلم، والإعاقات الحركية واضطرابات اللغة والتخاطب.

وتخرج هذه الأقسام المعلم المؤهل للتعامل مع أصحاب هذه الإعاقات والموهوبين منهم، كما تطور الفكر التعليمي للدولة المصرية بإنشاء برامج متنوعة خاصة بمصروفات بالكليات التربوية، والتي ترتبط وتهتم بالأطفال ذوى الإعاقات المختلفة، والموجودة بكليات التربية وكليات التربية للطفولة المبكرة، والتي تسعى إلى الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة، بداية من مرحلة الطفولة مرورًا بالمرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية حتى الخروج لسوق العمل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التعليم العالي الخدمات التعليمية ذوي الهمم المزيد ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

«باي باي ثانوية عامة».. المدارس الفنية والتكنولوجية تحتضن طلاب الإعدادية.. وخبير يكشف شروط التقديم

مع إعلان نتائج الصف الثالث الإعدادي، يبدأ طلاب الشهادة الإعدادية في التفكير بالمدارس التي يلتحقوا بها خلال العام الدراسي المقبل 2025 – 2026.

ويُطرح أمام طلاب الشهادة الإعدادية طريقين بعد الانتهاء من تلك المرحلة الأول يتمثل في الالتحاق بالتعليم الثانوي والثاني المدارس الفنية أو ما يطلق عليه «بدائل الثانوية العامة» والتي شهدت إقبال كبير من الطلاب على مدار الفترة الماضية.


لماذا يلجأ طلاب الشهادة الإعدادية لبدائل الثانوية العامة؟

ومع زيادة الإقبال على المدارس الفنية والتكنولوجية، طرح الرأي العام تساؤل لماذا يلجأ طلاب الشهادة الإعدادية لبدائل الثانوية العامة؟، ليتعرف الطلاب وأولياء الأمور على مزايا تلك المدارس التي تنتشر في مختلف محافظات مصر.

وفي هذا الشأن، أوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، والخبير التربوي أنه لم يعد الثانوي العام هو المسار الوحيد للالتحاق بالجامعات أو سوق العمل بل أصبح يعاني من بعض المشكلات التي تضم الآتي:

الضغوط الواقعة على طلابه.صعوبة مقرراته وامتحاناته.عدم قدرة الكثير من خريجيه على  الالتحاق بالجامعات بل يلتحقون أحيانا بمعاهد عليا أو حتى متوسطة مماثلة لما يلتحق به خريجو المسارات الأخرى.في ظل إعادة هيكلة الثانوية العامة أصبح الحصول على مجموع أعلى في الثانوي العام أمرا مثيرا للتحدي بدرجة أكبر من ذي قبل، وحتى مع نظام البكالوريا فستكون المقررات جديدة ومتقدمة.عدم إكساب التعليم الثانوي العام الطلاب المهارات التي يتطلبها سوق العمل.اقتصار التعليم الثانوي العام على النواحي النظرية فقط مما يشكل صعوبة ولا يناسب قدرات كثير من الطلاب أو ميولهم.التكاليف التي يحتاج اليها التعليم الثانوي العام من دروس خصوصية وكتب خارجية وغيرها.


ولفت الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس إلى أنه توجد مسارات بديلة للثانوي العام، والتي يقتضي الالتحاق بها توافر شروط معينة لدى الطلاب، وتوجد ثلاثة مسارات بارزة على النحو التالي:

أولا: التعليم الفني التقليدي  (صناعي وزراعي وتجاري)
ويفضل الالتحاق به في حالة توافر شروط مثل:

عدم حصول الطالب على مجموع  يؤهله للثانوي العام وبفارق كبير.إذا كان  مستوى تحصيل الطالب متوسطا أو أقل من المتوسط في درجات المواد الدراسية المختلفة وفي المجموع عبر السنوات السابقة.إذا كان الطالب يميل إلى دراسة الجوانب العملية اكثر من الدراسة النظرية البحتة.إذا كانت القدرات الاقتصادية للأسرة محدودة، لأنها ستواجه صعوبات في توفير نفقات الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.إذا  كان الطالب لديه ميل للقلق الدراسي وتقل لديه القدرة على مواجهة الضغوط الدراسية الموجودة في الثانوي العام.إذا كانت المدرسة قريبة من محيطه السكني.

ثانيا: مدارس التكنولوجيا التطبيقية
وهي المدارس الحديثة في التعليم الفني وتجذب شريحة كبيرة من الطلاب في ضوء تعدد تخصصاتها وحداثتها؛ وكونها تؤدي إلى الجامعات التكنولوجية والتي تقبل 80% من الخريجين، ولكي يلتحق الطالب بتلك المدارس يفضل أن تتوافر لديه بعض الشروط مثل:

الحصول على مجموع يؤهله للالتحاق بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية التي يريدها في ضوء قبول بعضها بحد أدنى من الدرجات أعلى بكثير من الثانوي العام.ميل الطالب إلى الدراسة العملية اكثر من الدراسة النظرية، وهذا لا يمنع أن يكون مستوى تحصيله النظري جيدا.تأكد الطالب من توافر التخصص الذي يرغب في الالتحاق به في مدرسة أو مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي تقع في محيطه أو يمكنه القبول بها حتى لا يصطدم بعد الالتحاق بها بعدم وجود هذا التخصص.عدم قدرة الطالب على تحمل القلق أو ضغوط التنافس الدراسي الموجودة في الثانوي العام.وجود فرصة عمل مضمونة ومتاحة له في إطار التخصص الذي سيختاره في مدرسة التكنولوجيا التطبيقية

ثالثا: مدارس المتفوقين في العلوم  والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (ستيم):
وهي مدارس تهتم بهذه المجالات الأربعة الحديثة من العلم ولا تعتمد على فكرة المناهج التقليدية، وتتسم بأنها ذات إقامة داخلية؛ ولكي يلتحق الطالب بها لا بد أن تتوافر لديه بعض الشروط التعليمية  والنفسية منها:

الحصول على مجموع ودرجات في المواد الدراسية (مثل الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنجليزية) تتناسب مع ما تشترطه المدرسة.إذا كان مجموع الطالب المرتفع في الشهادة الإعدادية يعكس مستوى تحصيله وقدراته العقلية والعلمية  الحقيقية وليس مجرد صدفة.إذا كان الطالب يتميز بتفوقه الواضح في المواد العلمية(كما ينعكس في درجاته فقط) خلال سنوات الدراسة السابقة.وجود دافعية داخلية لدى الطالب للاستمرار في تحقيق التفوق، فعلى رغم من مجموعه المرتفع في الشهادة الإعدادية، فقد لا يحافظ عليه إذا لم تكن لديه دافعية داخلية للاستمرار  في التفوق.إذا كان الطالب لديه القدرة على الانفصال والاستقلال عن أسرته لفترات زمنية طويلة وهو في سن صغير في ضوء الإقامة الداخلية بالمدرسة.إذا كان الطالب لديه القدرة على تحمل القلق وضغوط المنافسة الدراسية التي تعتبر هي الأعلى في مدارس ستيم مقارنة بالثانوي العام.إذا كان لدى الطالب والأسرة القدرة النفسية والمادية التي تسمح بالحاقه بمدرسة تبعد لمسافات طويلة في ضوء عددها الأقل على مستوى الجمهورية.القدرة على التكيف مع ظروف الاعاشة والإقامة الداخلية.القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار المناسب في سن مبكرة.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الإعلامي محمد محمود “حسكا” وزوجته المذيعة “سماح” يخطفان الأضواء بإطلالة ملفتة مع طفلتهم الصغيرة
  • «باي باي ثانوية عامة».. المدارس الفنية والتكنولوجية تحتضن طلاب الإعدادية.. وخبير يكشف شروط التقديم
  • خميس: كيف ذهب الهلال إلى المونديال ومهاجمه الهداف مصاب! .. فيديو
  • كيف ضمن قانون ذوي الإعاقة حقوقهم في التعليم والعمل.. تفاصيل
  • 3 قواعد عسكرية أمريكية في تركيا.. إليك مواقعها وتفاصيلها
  • إطلاق مشروع فرصة تمكين لتوظيف 100 شخص من ذوي إعاقة
  • وزير التعليم العالي يستعرض أمام الشيوخ خطة إعداد المعلم في الجامعات المصرية
  • إطلاق النسخة الـ5 من مبادرة السبت البنفسجي
  • عاجل | خميس عطية يطالب بالكشف عن تفاصيل اكتشاف بئر نفط ضخم بالأردن
  • المتحف القومي للحضارة المصرية يعزّز دوره البحثي والثقافي بالتعاون مع الجامعات