شاهد: رياضة الجيوجيتسو.. شريان حياة لأحد أحياء ريو دي جانيرو البرازيلية الفقيرة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
في أحد أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة، ينقذ دوغلاس روفينو الأرواح منذ عشرين عاما من خلال تعليم الصغار قيم الجيوجيتسو، وهو فن قتالي شعبي جدا في البرازيل.
تقع الصالة التي يجري فيها التدريب على تل يطل على حيَي إيبانيما وكوباكابانا الثريَين.
يعد بطل العالم السابق البالغ 41 عاما، مرجعا للمستفيدين من مشروع كانتاغالو للجيوجيتسو الاجتماعي الذي انضم إليه في العام 2003، بعد ثلاث سنوات من إنشائه.
وهدف هذا المشروع "إعطاء مستقبل أفضل" للشباب في الأحياء الفقيرة حيث الفرص المهنية نادرة وحيث يعيش السكان تحت رحمة عصابات المخدرات.
وقال روفينو لوكالة فرانس برس إنه يمكن الأشخاص الذين يتمتّعون بموهبة أن يحلموا "بكسب لقمة العيش من هذه الرياضة، مثلي ومثل العديد من أصدقائي".
وزُيِّنت جدران صالة التدريب بجداريات تصوّره حليق الرأس رافعا قبضته إلى جانب شبان آخرين في هذا المشروع الاجتماعي صنعوا من هذه الرياضة مهنة لهم.
شاهد: افتتاح أكبر منتزه للديناصورات بالعالم في البرازيلشاهد: جهود لإنقاذ قرود موريكي في البرازيل من تهديد الانقراضشاهد: إعادة تدوير علب الألمنيوم.. صناعة تدرّ على البرازيل مليارات الدولاراتشاهد: مهرجان كافالادا.. إحياء ذكرى الصراع بين العرب وممالك إسبانيا والبرازيلوصل الجيوجيتسو، وهو فن قتالي ياباني قديم، إلى البرازيل مطلع القرن العشرين، بفضل مهاجر معلم للجيوجيتسو يُدعى ميتسويو مايدا.
طوّر طلابه هذه الرياضة لتنبثق منها نسخة الجيوجيتسو البرازيلية التي تمكّن تقنياتها الممارسين المهرة من السيطرة على خصوم أكبر وأقوى.
لكن بالنسبة إلى التلاميذ، وهم من الأطفال والفتيات والفتيان والمراهقين والبالغين أيضا، فهي كذلك مدرسة للحياة.
وقال فابيانو دوس سانتوس غويديس (17 عاما) "يكون الكثير من الأطفال متمرّدين عندما يصلون لكنهم يصبحون منضبطين. هذا هو جيوجيتسو، أنت تتعلم الاحترام والانضباط".
وأصبح شباب آخرون نشأوا في مورو دو كونتاغالو، مصارعين محترفين أو مدرّبين لهذا الفن القتالي في الخارج، في السويد وسنغافورة والولايات المتحدة والبرتغال.
وقال روفينو الذي توج بطلا للعالم في الوزن الخفيف عام 2006 "أستطيع أن أقول إن رياضة الجيوجيتسو أنقذتني. كان بإمكاني اتباع مسار آخر". ففي الأحياء الفقيرة، تجنّد عصابات المخدرات الشبان.
لكن يجب التغلب على العديد من العقبات لكسب لقمة العيش من جيوجيتسو.
فعلى عكس كرة القدم حيث يمكن للاعبين الأكثر موهبة كسب الملايين قبل بلوغهم العشرين من العمر، يحتاج الأمر إلى سنوات لبناء حياة مهنية في هذا الفن القتالي.
وأوضح "يحب أن يكون المرء مثابرا جدا لكسب المال. على مدى ثماني أو عشر سنوات، لا يجلب مدخولا".
تحلم بياتريس فريتاس (22 عاما) وهي بطلة برازيلية للوزن الخفيف ولدت في حي فقير آخر في ريو دي جانيرو، بالفوز ببطولة العالم.
لكن إذا لم تنجح في ذلك، فستكون هذه الشابة السوداء راضية عن كونها "مدرّبة ممتازة" للجيوجيتسو، وهي رياضة لا تزال النساء فيها أقلية.
وأوضحت "عندما بدأت ممارسة هذه الرياضة، قبل ثلاث سنوات، كنت أمرّ في فترة عصيبة جدا وكنت عدوانية، في المدرسة والمنزل. جعلتني الجيوجيتسو أغيّر سلوكي".
لكن الجيوجيتسو البرازيلي كان أيضا موضع جدل في الماضي.
وأوضح عالم الاجتماع برونو كاردوسو أنه في التسعينات ومطلع القرن الحادي والعشرين، كان يمارسه في الغالب شبان أثرياء أرادوا تعلم تقنيات للدفاع عن النفس.
في ريو دي جانيرو، افتعل العديد من الشباب البيض الأغنياء شجارات في الشوارع أو في الحانات مارسوا خلالها تقنيات الجيوجيتسو. واستهدف بعضهم مشردين.
وأضاف عالم الاجتماع "كانت هناك حالات تورّط فيها فعلا مصارعو جيوجيتسو التي كانت رياضة عصرية، لكن الصحافة كانت تميل إلى التعميم".
وأضرّت الفضائح بصورة هذا الفن القتالي، لكن الوضع تغيّر مع الوقت، فيما كان المدرّبون يعلّمون تلاميذهم أن رياضة الجيوجيتسو ليست مرادفا للعنف.
وختم دوغلاس روفينو "اليوم، أصبح كل شيء أكثر هدوءا، وتعتبر الجيوجيتسو رياضة تنافسية أو ممارسة للرفاه".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الهلال السعودي يعلن تعاقده رسمياً مع البرازيلي نيمار تقرير: أكثر من ثماني نساء اغتصبن كل ساعة في البرازيل العام الماضي شاهد: لحظة تنفيذ أمر إيقاف البناء في عقار نيمار الفخم في البرازيل بسبب انتهاكات بيئية ريو دى جانيرو البرازيل رياضة قاسية رياضةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البرازيل رياضة روسيا الصين إيطاليا الاحتباس الحراري والتغير المناخي حكم السجن فلاديمير بوتين ضحايا جو بايدن جريمة اعتقال باكستان روسيا الصين إيطاليا الاحتباس الحراري والتغير المناخي حكم السجن فلاديمير بوتين فی البرازیل هذه الریاضة
إقرأ أيضاً:
عاجل. "شريان الطاقة" الإيراني: إسرائيل تستهدف حقل بارس الجنوبي للغاز
يمثل قطاع الغاز الطبيعي أحد أعمدة الاقتصاد الإيراني، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية المشددة التي خنقت الصادرات النفطية منذ عام 2018. اعلان
أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع حريق في حقل بارس الجنوبي للغاز، الواقع في ميناء كنغان بمحافظة بوشهر جنوب البلاد، عقب غارات جوية إسرائيلية. وأكدت وكالة أنباء "فارس" أن "الكيان الصهيوني استهدف منشآت حيوية داخل الحقل"، في تطور يحمل دلالات استراتيجية نظراً إلى الأهمية الاقتصادية البالغة لهذا الحقل بالنسبة لإيران.
ولاحقاً، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله: "هاجمنا حقلا إيرانيا آخر للغاز بعد بوشهر والبنى التحتية الوطنية على القائمة". وأشارت الهيئة عينها الى أن "الهجوم على حقل غاز بوشهر نفذ بمسيرة لتوجيه رسالة لإيران بأنه يمكن مهاجمة أهداف مماثلة".
ركيزة الاقتصاد الإيراني تحت الناريمثل قطاع الغاز الطبيعي أحد أعمدة الاقتصاد الإيراني، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية المشددة التي خنقت الصادرات النفطية منذ عام 2018. وتُعد إيران واحدة من أكبر الدول من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي، حيث تملك أكثر من 33.7 تريليون متر مكعب، ما يضعها في المرتبة الثانية عالمياً بعد روسيا.
رغم ذلك، فإن العقوبات ونقص الاستثمارات حالا دون استغلال هذه الثروة بشكل كامل. فبينما تمتلك إيران 17% من الاحتياطيات العالمية المؤكدة، لا تتجاوز حصتها من الإنتاج العالمي 5% فقط، وفق بيانات شركة النفط الوطنية الإيرانية.
Relatedإيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز: هل يصبح نفط العالم وحرية الملاحة رهينة بيد طهران؟الاختراق الصامت: كيف ساهم الداخل الإيراني في نجاح الضربات الإسرائيلية؟فيديو: صواريخ إسرائيل وإيران في سماء السويداء السوريةحقل بارس الجنوبي: جوهرة الطاقة الإيرانيةيشكل حقل بارس الجنوبي - الذي تتقاسمه إيران مع قطر تحت اسم "حقل الشمال" - أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 9,700 كيلومتر مربع، منها 3,700 ضمن المياه الإقليمية الإيرانية. وقد تم اكتشافه في عام 1971 وبدأ الإنتاج الفعلي منه عام 1989، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
يضم هذا الحقل وحده ثلثي احتياطي الغاز الإيراني تقريباً، ويُعد مركز الثقل في خطط إيران لمواصلة صادرات الغاز، سواء عبر شبكات الأنابيب أو صفقات "الأساطيل المموهة" للالتفاف على العقوبات.
يشكل الهجوم ضربة مباشرة للعمود الفقري للاقتصاد الإيراني، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات خانقة داخلياً وخارجياً. فاستهداف منشآت كهذه لا يمثل فقط تصعيداً عسكرياً، بل تهديداً لمنظومة الإنتاج والاستقرار الاقتصادي الذي لا يزال هشاً بفعل العقوبات والضغوط الغربية.
وفي ظل اعتماد طهران المتزايد على الغاز لتأمين عائدات مالية في ظل تراجع صادرات النفط، فإن أي خلل في هذا القطاع ستكون له تداعيات عميقة، داخلياً على المواطن الإيراني، وخارجياً على قدرة إيران على الحفاظ على دورها كمصدر للطاقة في المنطقة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة