«ميتا» توقف برنامجها لتقصّي صحة الأخبار في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت شركة "ميتا" المالكة لمنصات تواصل اجتماعي كبرى مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، أنها ستوقف برنامجها لتقصّي صحة الأخبار في الولايات المتحدة، مما يمثّل انتكاسة كبيرة لسياسة الإشراف على محتوى شبكاتها الاجتماعية، بحسب متخصصين.
وقال رئيس المجموعة مارك زاكربرغ في منشور على شبكات التواصل "سنستغني عن العاملين في خدمة تقصّي صحة الأخبار ونستعيض عنهم بملاحظات المستخدمين، على غرار ما هي الحال على +إكس+، بدءا من الولايات المتحدة".
بدلا من دعوة منظمات مستقلة لمكافحة المعلومات المضللة، قام إيلون ماسك مالك منصة إكس بإضافة خاصية الملاحظات التي يضعها المستخدمون عندما يعتقدون أن المعلومات الواردة في منشور ما تتطلب توضيحا أو تفنيدا.
ورأى زاكربرغ أن "المدققين موجّهون جدا سياسيا، وساهموا أكثر في إضعاف الثقة بدلا من تعزيزها، وخصوصا في الولايات المتحدة".
يأتي إعلان "ميتا" في ظل اتهام ماسك والعديد من المسؤولين الجمهوريين برامج التثبت من الحقائق بممارسة "الرقابة" على النشطاء المحافظين في مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر دونالد ترامب الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي في مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا، أن "ميتا" وفيسبوك "حققا الكثير من التقدم".
وردا على سؤال حول الصلة بين فوزه في الانتخابات وإعلان "ميتا"، اعتبر الرئيس المنتخب أن زاكربرغ اتخذ القرار "على الأرجح" بسبب التهديدات التي وجهها له في الماضي.
وتم تعليق حساب الملياردير الجمهوري على فيسبوك بعد هجوم مئات من أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 كانون الأول/يناير 2021 بتهمة التحريض على العنف. وتمت إعادة تنشيط حسابه في أوائل عام 2023، لكنه لم يتوقف عن مهاجمة "ميتا".
بدوره، علّق ماسك الثلاثاء على القرار عبر حسابه على شبكته، واصفا إياه بأنه "جيد".
وأرفق حليف ترامب رئيس شركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" تعليقه المقتضب بلقطة شاشة لمقال بعنوان "فيسبوك يصرف متقصّي صحة الأخبار في محاولة لإحياء حرية التعبير". وقال "يقول مارك زاكربرغ إن المشرفين على المحتوى +متحيّزون سياسيا+، واعدا بنظام مشابه لنظام +إكس+".
اعتبر مارك زاكربرغ أن الانتخابات الأميركية الأخيرة تمثل "نقطة تحول ثقافي تعطي الأولوية مجددا لحرية التعبير".
وأوضح أن المجموعة ستعمل في الوقت نفسه على إعادة النظر في قواعدها المتعلقة بالمحتوى الموجود على كل منصاتها و"تبسيطها" و"وضع حد لبعض القيود المتعلقة بالمواضيع، كالهجرة والجنس، التي لم تعد في الخطابات السائدة".
لكن بالنسبة للعديد من المراقبين، يفتح هذا التغيير الجذري في السياسة الأبواب أمام طوفان من المعلومات المضللة والتدخل في الانتخابات.
وقالت أنجي هولان مديرة الشبكة الدولية لتدقيق الحقائق التي تضم أكثر من 170 منظمة حول العالم، إن الإجراء الجديد "سيضر بالمستخدمين الذين يبحثون عن معلومات دقيقة وموثوقة لاتخاذ قرارات يومية".
وأضافت "لم تقم صحافة التحقق من الحقائق مطلقا بممارسة رقابة على المنشورات أو إزالتها. يضيف مدققو الحقائق المعلومات والسياق إلى الادعاءات المثيرة للجدل، ويكشفون الخدع ونظريات المؤامرة" وذلك "باتباع مبادئ غير متحيّزة وشفافة".
كذلك الأمر بالنسبة لكلارا خيمينيز كروز رئيسة الشبكة الأوروبية لمعايير التثبت من الحقائق، التي قالت إن قرار المجموعة "يبدو أن دوافعه سياسية أكثر من كونها قائمة على الأدلة".
بدأ العديد من قادة شركات التكنولوجيا العملاقة في التقرب من دونالد ترامب أثناء الحملة الانتخابية بعدما كانوا من منتقديه خلال ولايته الأولى، وتنامت الظاهرة منذ فوزه في نوفمبر.
من هؤلاء مارك زاكربرغ الذي تناول العشاء مع ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر في مارالاغو، وتبرع بمليون دولار لصندوق تمويل حفل تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وقام بتعيين العديد من أنصار الحزب الجمهوري في مناصب عليا بمجموعته.
وقال جويل كابلان المقرب من ترامب والذي عيّن مؤخرا مسؤولا عن الشؤون العامة في "ميتا"، في بيان إن "محتويات كثيرة غير ضارة حُذفت، وحُبس عدد كبير من الأشخاص ظلما في+سجن فيسبوك+"، معتبرا أن النهج الحالي "ذهب إلى أبعد من اللازم".
وتريد "ميتا" نقل فريقها المسؤول عن "الثقة والأمان" من ولاية كاليفورنيا ذات التوجه التقدمي عموما إلى ولاية تكساس المحافظة.
وقال مارك زاكربرغ "سيساعدنا ذلك على تعزيز الثقة لإنجاز المهمة بقدر أقل من القلق في شان التحيز بين فرق عملنا".
تصبّ هذه الخطوة أيضا في خانة رغبة "ميتا" في التراجع عن القرار الذي اتخذته عام 2021 بالحد من المحتوى السياسي على منصاتها.
وتشارك وكالة فرانس برس بأكثر من 26 لغة في برنامج لتقصّي حقيقة الأخبار وضعته شركة فيسبوك، التي تدفع لأكثر من 80 وسيلة إعلامية في مختلف أنحاء العالم لاستخدام خدماتها المتعلقة بتقصي صحة الأخبار على منصتها وعلى واتساب وإنستغرام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شركة ميتا برنامج صحة الأخبار الولايات المتحدة الولایات المتحدة ی صحة الأخبار
إقرأ أيضاً:
ترامب يغير موقفه ويتعاطف مع أطفال غزة.. أعرف دور السيدة الأولى في كشف الحقائق
على متن الطائرة الرئاسية، وفي طريق العودة من اسكتلندا، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تراجع عن بعض مواقفه الصلبة تجاه قضايا دولية ملتهبة، متأثرًا بما وصفه بـ"بصيرة ميلانيا"، السيدة الأمريكية الأولى. فوسط حديثه عن روسيا وأوكرانيا، أطل ترامب بلغة غير معتادة حول معاناة المدنيين في غزة، معترفًا ضمنيًا بوجود "مجاعة حقيقية" هناك، وهو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية.
ميلانيا تُغير المعادلة.. من بوتين إلى غزة
خلال الرحلة، لفت أحد الصحفيين إلى إشادة ترامب بزوجته، التي كان لها تأثير واضح في مواقفه الأخيرة. وأوضح الرئيس أن ميلانيا كانت أول من نبهه إلى استمرار القصف الروسي على المدن الأوكرانية، رغم محادثاته "الودية" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
قال ترامب: "لقد قالت لي إن بوتين لا يزال يقصف، وأن هذا يجب أن يتوقف". ومنذ ذلك الحين، تبنى ترامب لهجة أكثر حدة تجاه الكرملين، وصلت إلى حد التلويح بإنذار لإنهاء الحرب.
غزة في قلب المحادثات الخاصة
لكن اللافت في تصريحات ترامب كان التحول في موقفه من الوضع الإنساني في قطاع غزة، إذ أشار بشكل غير مباشر إلى أن ميلانيا أثّرت أيضًا في رؤيته لهذه الكارثة المتفاقمة.
قال الرئيس: "إنها تعتقد أن الوضع مروع. إنها ترى نفس الصور التي تراها، والتي نراها جميعًا. وأعتقد أن الجميع يعتقد ذلك - إلا إذا كانوا قاسيين القلب، أو حمقى".
وأضاف: "لا يمكن وصف الوضع إلا بأنه مريع... عندما ترى الأطفال. سواء تحدثوا عن المجاعة أم لا، هؤلاء أطفال يتضورون جوعًا".
اعتراف ضمني يحرج نتنياهو
تصريحات ترامب لم تمر مرور الكرام، إذ اعتبرتها وسائل الإعلام الأمريكية المرافقة له على الطائرة بمثابة اعتراف ضمني بوجود "مجاعة حقيقية" في غزة، وهو موقف يخالف صراحة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ينكر استهداف المدنيين الفلسطينيين بالتجويع، رغم الصور وشهادات الإغاثة التي تثبت عكس ذلك.
وتابع ترامب: "ترى الأمهات، لا يبدو أنهن قادرات على فعل أي شيء. عليهن أن يطعمن أطفالهن، ونحن سنساعدهن. سنجلب لهن الطعام".
رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. حتى الآن
ورغم لهجته المتعاطفة مع سكان غزة، رفض ترامب حتى الآن تبني موقف بريطانيا وفرنسا بربط تقديم المساعدات بالاعتراف بدولة فلسطينية. فقد أوضح أنه لن يهدد إسرائيل سياسيًا، لكنه شدد على ضرورة إيصال الطعام للمدنيين، في موقف وصفه البعض بـ"المتناقض لكنه لافت".
في خضم الأزمات العالمية والتجاذبات السياسية، قد لا يكون من السهل توقع تغير في مواقف قادة مثل دونالد ترامب. لكن ما بدا واضحًا في رحلته الأخيرة هو أن تأثير السيدة الأولى ميلانيا يمتد أبعد من حدود البيت الأبيض، إلى قضايا إنسانية ملحة. غزة، الجريحة والمنسية، وجدت أخيرًا من يذكر معاناتها على لسان رئيس أمريكي.. حتى ولو جاء ذلك على استحياء.