من قائد للجيش إلى رئيس للجمهورية.. جوزيف عون يكسر الشغور الرئاسي ويحدد ملامح المرحلة القادمة
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
بعد عامين من الفراغ الرئاسي الذي عانت منه البلاد، نجح البرلمان اللبناني في انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا جديدًا للجمهورية، في خطوة تُعتبر بمثابة بارقة أمل في زمن الأزمات المتلاحقة. حصل عون على 99 صوتًا من أصل 128 في الجولة الثانية من الانتخابات، مما يعكس دعمًا قويًا من النواب في وقت حساس. هذه اللحظة لا تمثل فقط انتهاء فترة الشغور، بل تفتح أمام لبنان آفاقًا جديدة لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار.
في سياق هذا الحدث التاريخي، عبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن ترحيبه بهذا النجاح، مشيدًا بجهود عون في قيادة الجيش اللبناني وتعزيز الأمن في بلاد تتقاذفها الأزمات. فيما يأتي خطاب عون الأول بعد انتخابه ليحدد ملامح المرحلة المقبلة، حيث أكد على أهمية الحفاظ على السيادة اللبنانية وضمان استقرار البلاد.
انتخب البرلمان اللبناني جوزيف عون، رئيساً جديداً للبنان، بعد جولة انتخابية ثانية حصل خلالها عون على 99 صوتاً من أصل 128 صوتاً، في مقابل 71 صوتاً في الجولة الأولى. وعبر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن ترحيبه بنجاح لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، وقدم التهنئة للعماد جوزيف عون على انتخابه رئيساً، وحصوله على ثقة مجلس النواب اللبناني اليوم 9 يناير الجاري، لينهي شغورا رئاسيا ممتداً عاشته البلاد وكان له أثرٌ سلبي في تعقيد أزماتها.
ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط إشادته بعون منذ توليه قيادة الجيش اللبناني عام 2017، وتفانيه في خدمة وطنه وانتصاراته في معارك مهمة تصدى خلالها الجيش اللبناني ببسالة لمخاطر كبيرة، كما أشاد الأمين العام للجامعة بحكمة عون في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد وسلمه الأهلي خلال مرحلة بالغة الصعوبة مليئة بالأزمات والتحديات مرَّ بها لبنان عبر السنوات الماضية.
وقال المتحدث الرسمي إن لبنان لديه فرصة مهمة لفتح صفحة جديدة تُعيد للبلد عافيته، وتُعيد للشعب الثقة في نخبة الحكم، بما يُساعد لبنان على تجاوز تحديات صعبة تقتضي التمسك بالسيادة والاستقلال الوطني ووحدة النسيج المُجتمعي ودرء مخاطر التدخلات الخارجية.
ونقل المتحدث عن أبو الغيط خالص تمنياته الرئيس جوزيف عون بالنجاح والتوفيق في قيادة دفة البلد والعبور به إلى بر الأمان والاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة وما تفرضه من تحديات والتزامات مهمة على الدولة اللبنانية، مُعرباً عن تفاؤله بتوجهاته وثقته بصدق انتمائه للوطن اللبناني والأمة العربية.
وفي هذا السياق، أكدّ أبو الغيط مجدداً على مواصلة قيام الجامعة العربية بالدور المنوط بها ازاء دعم لبنان وشعبه، وتطلعها للعمل والتعاون مع قيادته الجديدة في كل ما من شأنه أن يسهم في ترسيخ أمنه وسيادته واستقراره وتعافيه في أسرع الآجال.
في خطابه الأول، أعلن جوزيف عون عن عدة نقاط رئيسية تتعلق بمستقبل لبنان، بما في ذلك رفض توطين الفلسطينيين وتأكيد على مسؤولية الدولة في تأمين المخيمات، حق الدولة في احتكار حمل السلاح بما يعزز من سيادة القانون.
كما أشار إلي الانفتاح على الغرب والشرق وتأسيس علاقات استراتيجية جديدة مع دول العالم، مع توطيد العلاقات مع الدول العربية والشقيقة، بما يعزز من التعاون الإقليمي.
وأكد على إجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لتفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين. وشدد على حماية أموال المودعين وعدم التهاون في ذلك، مشيرًا إلى معالجة القضايا العالقة مع سوريا، بما يشمل موضوعي الحدود والنازحين.
وتحدث عون عن مكافحة تهريب المخدرات والتصدي للبؤر الأمنية والتدخلات في القضاء. والعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون استقلال القضاء.
تُعتبر هذه التطورات مؤشرات مهمة على إمكانية استعادة لبنان لعافيته، ولكنها أيضًا تتطلب جهودًا كبيرة من القيادة الجديدة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرلمان اللبناني انتخاب العماد جوزيف عون النواب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قيادة الجيش اللبناني السيادة اللبنانية جولة انتخابية الأمین العام جوزیف عون أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
عون منح الوزير الراحل بو حبيب وسام الاستحقاق اللبناني المذهب
منح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزير الخارجية الراحل الدكتور عبدالله بو حبيب وسام الاستحقاق اللبناني المذهب خلال الصلاة عن راحة نفسه، التي ترأسها مطران بيروت بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في كاتدرائية مار جرجس بيروت.وفي كلمة تلاها الوزير يوسف رجي باسم رئيس الجمهورية، أشار إلى أن الراحل "شكّل صورة مشرقة للديبلوماسية اللبنانية"، وأنه "خدم لبنان بإخلاص في أدق المراحل، محافظًا على السيادة ومناصرًا لقضايا الوطن في المحافل الدولية".
ولفت إلى أن بو حبيب "قاد الديبلوماسية اللبنانية في ظروف بالغة الصعوبة، لا سيما خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فكان حكيماً وصاحب مواقف سيادية رصينة".
الرقيم البطريركي الذي تلي خلال القداس أشاد بمزايا الراحل، مستعرضاً مسيرته المهنية من البنك الدولي إلى السفارة اللبنانية في واشنطن، فمناصبه الوزارية والجامعية ومبادراته الفكرية، مؤكداً أن بو حبيب "ترك إرثاً ديبلوماسياً وفكرياً مميزاً، وكان صوتاً معتدلاً ساعياً للحوار، محباً لعائلته ووطنه".
وتحدثت باسم العائلة ابنته ميليا أمل بو حبيب، مستذكرة مزاياه الإنسانية وقدرته على "بناء الجسور والاستماع بانفتاح"، مشيرة إلى إخلاصه وتواضعه حتى أيامه الأخيرة.
وقد حضر الصلاة وجنازة الوداع عدد كبير من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والنيابية، من بينهم وزراء ونواب حاليون وسابقون، وسفراء، ورجال فكر وإعلام، إضافة إلى أفراد العائلة والمحبين. وبعد الصلاة، نقل جثمان الراحل إلى بلدته رومية حيث ووري في الثرى. مواضيع ذات صلة منتدى سفراء لبنان: ننعى ببالغ الاسف الوزير والسفير الراحل عبدالله بو حبيب Lebanon 24 منتدى سفراء لبنان: ننعى ببالغ الاسف الوزير والسفير الراحل عبدالله بو حبيب