بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس، في روما مع نظرائه الأوروبيين سبل إرساء الاستقرار في سوريا ومنع اندلاع نزاع، في حين تهدّد أنقرة بشنّ هجوم ضد القوات الكردية في البلد الذي دمّرته الحرب

وهذه الجولة هي الأخيرة على الأرجح لبلينكن قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن وتولّي دونالد ترامب سدة الرئاسة خلفاً له في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري.


وفي هذه الجولة التي قادته إلى كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا، توجّه بلينكن إلى روما للمشاركة في اجتماع عمل حول سوريا. 

وفي تصريح لصحافيين لدى بدء المحادثات قال وزير الخارجية الإيطالية أنتونيو تاياني، إن القوى الغربية تسعى لكي تكون "سوريا مستقرة وموحدة"، بعد شهر على إطاحة فصائل معارضة مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" الرئيس بشار الأسد.
وتناول بلينكن العشاء في روما مساء الخميس مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني والإيطالي.
واتفق الوزراء الخمسة خصوصاً على ضرورة حماية الأقليات الدينية. كما دعوا "جميع الجماعات في سوريا إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي" وضمان ألا تشكل سوريا تهديداً لجيرانها و"ألا تشكل قاعدة للإرهاب"، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.
وتزايدت المخاوف على خلفية تهديد تركيا بشنّ هجوم ضدّ القوات الكردية في سوريا، خصوصاً تلك المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة "إرهابياً". 

وقُتل 37 شخصاً الخميس في معارك استُخدم فيها الطيران بين القوات الكردية والفصائل المعارضة الموالية لتركيا في منطقة بشمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، لجعل الأكراد في موقع ضعيف بسوريا، في ضوء الأحداث الأخيرة.
في المقابل، يرى حلفاء غربيون لتركيا تتقدمهم الولايات المتحدة، أن القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على مناطق في شرق البلاد وشمالها، أدت دوراً جوهرياً ضد تنظيم داعش، وستكون أساسية للحؤول دون محاولته إعادة تجميع صفوفه.
وأصرّ بلينكن الأربعاء على أن تركيا لديها "مخاوف مشروعة" بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل سوريا، ودعا إلى حلّ في البلاد يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب". 

أدوا دوراً جوهرياً ضد داعش..بلينكن: نعمل مع أنقرة على تجنب الهجوم على أكراد سوريا - موقع 24قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن واشنطن تبذل جهودها مع أنقرة، لمنع عملية عسكرية ضد الأكراد في سوريا، وذلك بعد تهديد تركيا للمقاتلين الأكراد الذين تصنّفهم "إرهابيين".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس "هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصبّ بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سوريا، سيكون (اندلاع) نزاع، وسنعمل بجدّ بالغ لضمان ألا يحصل ذلك".

مسألة العقوبات 

وشارك في محادثات روما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ومسؤولان رفيعان من فرنسا وألمانيا.



وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأربعاء في تصريح إذاعي إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا "قد يُرفع سريعاً".
وأعلنت واشنطن من جهتها الأسبوع الماضي تخفيفاً مؤقتاً للعقوبات المفروضة على سوريا "لعدم عرقلة" توفير الخدمات الأساسية.
لكنّ المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم سينتظرون لرؤية التقدم قبل أي تخفيف أوسع للعقوبات - ومن غير المرجح أن تقبل إدارة بايدن في أيامها الأخيرة التكاليف السياسية لشطب هيئة تحرير الشام في سوريا من لائحة "الإرهاب" السوداء.
من جهتها، تبدو القوى الغربية متفقة إلى حد كبير بشأن سوريا، إلا أن بعض الخلافات لا يزال قائماً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا بلينكن الولايات المتحدة بلينكن سوريا الولايات المتحدة القوات الکردیة وزیر الخارجیة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تركيا في قلب الدفاع الأوروبي: الاتحاد الأوروبي يفتح الباب رسميًا أمام أنقرة

دخل الصندوق الدفاعي الأوروبي الجديد المعروف باسم الإجراء الأوروبي للأمن (SAFE) حيز التنفيذ، ليشمل تركيا أيضًا، رغم محاولات اليونان لإقصائها. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تُظهر انفتاح العديد من دول الاتحاد الأوروبي على التعاون الدفاعي مع أنقرة، على غرار شراكة “بيرقدار – ليوناردو”.

وبحسب محللين، فإن شمول تركيا ضمن آلية التمويل الدفاعي الأوروبية الجديدة “SAFE” رغم اعتراضات اليونان، يعكس رغبة عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بتعزيز التعاون مع تركيا في مجال الدفاع، مثل التعاون الحالي بين شركة Baykar التركية وLeonardo الإيطالية.

ضغوط أمريكية دفعت أوروبا للبحث عن استقلال دفاعي
لطالما عجز الاتحاد الأوروبي عن التحرك بشكل مستقل عن حلف الناتو والولايات المتحدة في مجالي الدفاع والأمن، لكن الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دفعت الاتحاد للبحث عن استقلالية دفاعية.

وفي هذا السياق، كشفت المفوضية الأوروبية في 19 مارس عن “الكتاب الأبيض” الذي يتضمن استراتيجية جديدة لرفع الإنفاق العسكري وتعزيز الإنتاج المحلي وتخصيص موارد للمشاريع الدفاعية المشتركة حتى عام 2030.

ولتنفيذ هذه الأهداف، أعدت المفوضية حزمة تمويل باسم SAFE بقيمة 150 مليار يورو.

تركيا من بين الدول المؤهلة للاستفادة من SAFE
نصت المادة 17 من الحزمة على إمكانية مشاركة الدول المرشحة لعضوية الاتحاد، مثل تركيا، في البرنامج، مما جعل مشاركتها محل نقاش أوروبي واسع.

وقد أُقر الصندوق رسميًا في 27 مايو من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي بأغلبية مؤهلة، ودخل حيّز التنفيذ في اليوم التالي.

بموجب هذه الآلية، يمكن لدول الاتحاد، وأيضًا أوكرانيا، النرويج، ليختنشتاين، وآيسلندا، استخدام قروض تصل إلى 150 مليار يورو للمشتريات الدفاعية المشتركة، ويمكنها أيضًا شراء منتجات صناعات دفاعية من بعضها البعض.

كما يمكن للدول المرشحة مثل تركيا، وللدول التي لديها اتفاقيات مع الاتحاد مثل المملكة المتحدة، الانضمام لهذه المشتريات، بشرط أن يكون 65% من مكونات المنتجات الدفاعية من داخل أوروبا، بينما يمكن أن يأتي 35% المتبقي من دول مثل تركيا وبريطانيا.

اقرأ أيضا

زلزال يضرب أنطاليا التركية

الأحد 01 يونيو 2025

اليونان تعارض بشدة.. وألمانيا تدعم تركيا
منذ الإعلان عن الخطة في مارس، قامت اليونان بحملات ضغط مكثفة لإقصاء تركيا من البرنامج، الأمر الذي أثار جدلًا في كواليس بروكسل.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع التركي: لا خطط لدينا لسحب قواتنا من سوريا.. نقدم التدريب لدمشق
  • هل يعود الجنود الأتراك من سوريا؟
  • تركيا تبدأ تسير رحلات جوية منـتظمة إلى دمشق
  • تركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طويل الأمد
  • وزير الخارجية السوري: اتفاق سوري قطري على توريد الغاز إلى سوريا عبر الأردن
  • وزير الخارجية الإيراني: التعاون مع مصر يحقق الاستقرار بالمنطقة.. وندعم جهودها في غزة
  • أردوغان: استقرار سوريا يعود بالفائدة على دول المنطقة
  • وزير الخارجية يناقش مع نظيره الإيراني ملفات الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار في المنطقة
  • الباعور يناقش جهود دعم الاستقرار في ليبيا مع السفير اليوناني
  • تركيا في قلب الدفاع الأوروبي: الاتحاد الأوروبي يفتح الباب رسميًا أمام أنقرة