تُعتبر الأوبئة من أبرز التحديات التي تهدد الأمن الصحي والاقتصادي في العالم، كما أنها تضع الأنظمة الصحية تحت ضغط هائل. 

وقد أبرزت جائحة COVID-19 أهمية الاستعدادات العالمية لمواجهة الأوبئة المستقبلية بناءً على الدروس المستفادة من هذه الجائحة.

عملت منظمة الصحة العالمية (WHO) على تعزيز استراتيجياتها لتكون أكثر استعدادًا لمواجهة الأوبئة المستقبلية، من خلال تطوير آليات استجابة سريعة، تحسين التعاون الدولي، وتعزيز قدرات النظام الصحي العالمي.

تعزيز قدرات المراقبة والتقصي

من أهم الدروس المستفادة من جائحة COVID-19 هو ضرورة تحسين أنظمة المراقبة الوبائية على مستوى العالم. 

تدرك منظمة الصحة العالمية أن الوقاية تبدأ بالكشف المبكر عن الأمراض المعدية. 

وبالتالي، قامت المنظمة بتطوير نظام المراقبة العالمي للأوبئة الذي يتيح جمع وتحليل البيانات حول الأمراض المعدية الناشئة بشكل أسرع وأكثر فعالية. 

يتم هذا النظام من خلال التعاون مع الحكومات والمؤسسات الصحية العالمية، مثل مراكز مكافحة الأمراض (CDC) في الولايات المتحدة، لتحديد بؤر تفشي الأمراض في مراحلها الأولى.

كما أُدخلت تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة (Big Data) لتحسين القدرة على التنبؤ بانتشار الأوبئة وتشخيص الأمراض قبل أن تتفاقم.

تحسين الاستجابة السريعة للأوبئة

من خلال تعزيز قدرة الاستجابة السريعة، سعت منظمة الصحة العالمية إلى تحسين التنسيق بين الدول المختلفة في حالات الطوارئ الصحية. 

إحدى المبادرات المهمة في هذا الإطار هو برنامج التأهب للطوارئ الصحية العالمية (Health Emergency Programme).

يهدف هذا البرنامج إلى تجهيز البلدان ببروتوكولات واضحة للتعامل مع الأوبئة، وتوفير الموارد اللازمة مثل الأدوية والمعدات الطبية في حالات الطوارئ.

تعمل المنظمة أيضًا على تطوير مراكز التنسيق الوطني في كل دولة لتمكين الاستجابة السريعة وتنسيق الجهود المحلية والعالمية. 

كما قامت المنظمة بتوجيه دعم كبير نحو البحث والتطوير لتسريع إنتاج اللقاحات والعلاجات في حالات الطوارئ الصحية.

تعزيز القدرة على التصنيع المحلي للقاحات والأدوية

أحد أبرز التحديات التي واجهت العالم خلال جائحة COVID-19 كان تفاوت الوصول إلى اللقاحات والعلاجات بين الدول، حيث تفوقت الدول الغنية في الحصول على كميات كبيرة من اللقاحات في حين كانت الدول الفقيرة تواجه صعوبة في ذلك. لذا، تعمل منظمة الصحة العالمية على تعزيز التصنيع المحلي للأدوية واللقاحات في الدول النامية من خلال مبادرات مثل كوفاكس، التي تهدف إلى ضمان توزيع عادل للقاحات بين جميع الدول، بغض النظر عن مستوى دخلها.

كما أن المنظمة تسعى إلى بناء القدرات المحلية في مجال التصنيع الحيوي في البلدان التي تحتاج إلى تعزيز أنظمتها الصحية لمواجهة الطوارئ المستقبلية.

تعزيز التعاون الدولي

لقد أظهرت جائحة COVID-19 أن التعاون الدولي هو أمر حاسم في مواجهة الأوبئة، لذلك، تواصل منظمة الصحة العالمية تعزيز الشراكات العالمية بين الدول، والمؤسسات الصحية، والقطاع الخاص. 

على سبيل المثال، تعمل المنظمة بشكل وثيق مع التحالف العالمي للقاحات والتطعيم (GAVI) و مرفق ابتكار التأهب للأوبئة (CEPI) لتنسيق الجهود العالمية في تطوير وتوزيع اللقاحات والعلاجات.

إضافة إلى ذلك، تسعى المنظمة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان التمويل الكافي للأبحاث والتطوير، وأيضًا لتحفيز الابتكار في طرق التصدي للأوبئة.

تحسين الاستعداد في النظم الصحية الوطنية

تُركز منظمة الصحة العالمية على تحسين الأنظمة الصحية الوطنية لتكون أكثر قدرة على مواجهة الأوبئة المستقبلية. 

تتضمن هذه الجهود تدريب القوى العاملة الصحية على التعامل مع الأزمات الصحية، وتعزيز البنية التحتية للأعمال الصحية الأساسية مثل المستشفيات والعيادات، وتحديث البروتوكولات الصحية بشكل دوري لضمان التوافق مع أحدث التطورات العلمية.

تقوم منظمة الصحة العالمية أيضًا بتقديم الدعم الفني والمالي للدول لتنفيذ خطط التأهب الوطني التي تشمل استراتيجيات الوقاية، والاستجابة، والتعافي من الأوبئة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية كوفيد 19 كارثة صحية الأوبئة المستقبلية النظام الصحي العالمي المزيد منظمة الصحة العالمیة من خلال

إقرأ أيضاً:

المملكة تحقق نتائج متقدمة عالميًا في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية لقياس الوعي بالملكية الفكرية لعام 2025

حققت المملكة إنجازًا جديدًا على المستوى الدولي بعد تسجيلها نتائج متقدمة في تقرير قياس الوعي بالملكية الفكرية 2025 (WIPO Pulse) الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، الذي يعد أحد أهم التقارير الدولية المعنية بقياس وعي المجتمعات بالملكية الفكرية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي، وشمل استطلاع آراء 35,500 مشارك من 74 دولة حول العالم.

وجاءت المملكة ضمن الدول الأعلى عالميًا في الوعي بدور الملكية الفكرية في دعم الاقتصاد، إذ بلغت نسبة الوعي الوطني بأثر الملكية الفكرية على النمو الاقتصادي وتحفيز الابتكار نحو 80%، وهو ما وضع المملكة في مقدمة الدول عالميًا في هذا المؤشر.

وسجّلت المملكة العربية السعودية نموًا ملحوظًا في وعي الشباب والنساء بحقوق الملكية الفكرية، لتكون من بين الدول الأكثر مساهمة في رفع متوسط أداء مجموعة الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في هذا الجانب.

اقرأ أيضاًالمملكةمركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ المشروع الطبي التطوعي لجراحة القلب في عدن

ويجسد هذا الأداء المتقدم الجهود المبذولة من الهيئة السعودية للملكية الفكرية في تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير منظومة احترام حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب تكثيف المبادرات الوطنية الرامية إلى رفع الامتثال وتقليل الانتهاكات، مما أسهم في تعزيز ثقة المستهلك السعودي بالمنتجات الأصلية وحجم القيمة التي توفرها حقوق الملكية الفكرية للمجتمع.

يُذكر أن تقرير قياس الوعي بالملكية الفكرية 2025 (WIPO Pulse) يُعد مرجعًا دوليًا لقياس فهم المجتمعات لحقوق الملكية الفكرية وأثرها في الاقتصاد، ويركز على خمسة محاور رئيسة تشمل: الوعي بالحقوق، نظرة المستهلك للمنتجات المحمية، فوائد الابتكار، والثقة بدور الملكية الفكرية في الاقتصاد.

مقالات مشابهة

  • «الصحة العالمية» تصدر توصيات أساسية لاستخدام أدوية التخسيس في علاج السمنة كمرض مزمن
  • منظمة الصحة العالمية: الإيدز يواصل انتشاره عالميًا رغم التوسع في العلاج والوقاية
  • منظمة الصحة العالمية تصدر إرشادات جديدة حول استخدام أدوية إنقاص الوزن
  • تحذيرات منظمة الصحة العالمية من ماربورج.. كيف ينتقل الفيروس؟
  • دليل عالمي شامل.. منظمة الصحة العالمية تصدر توصيات لتحسين علاج العقم
  • الغذاء والدواء: المضي قدمًا في تطوير وظائف إدارة الممارسات الجيدة للأدوية وفق برنامج منظمة الصحة العالمية
  • المملكة تحقق نتائج متقدمة في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية
  • المملكة تحقق نتائج متقدمة عالميًا في تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية لقياس الوعي بالملكية الفكرية لعام 2025
  • وفد من الصحة العالمية يقيّم مدينة صلالة الصحية
  • منظمة الصحة العالمية تنشر للمرة الأولى توجيهات لمكافحة العقم