صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-03@15:14:45 GMT

النسق الرأسمالي في حرب السودان

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

النسق الرأسمالي في حرب السودان

 

النسق الرأسمالي في حرب السودان

محمد بدوي

في البدء التهاني للصديقات والأصدقاء المسيحيين بكافة طوائفهم بأعياد الميلاد المجيدة، والتهاني بحلول العام ٢٠٢٥، أتمنى ان يكون عام سلام مستدام لجميع النزاعات وأخص بذلك حرب أبريل ٢٠٢٣ بالسودان.

استهل الكتابة في ٢٠٢٥ بالسمة الرأسمالية لحرب أبريل ٢٠٢٣ بالسودان، حيث لا يزال أفق وقف الحرب رازحا تحت وطاة رغبة الأطراف المتقاتلة، بعد أن خفت صوت المدنيين أصحاب المصلحة الحقيقين في اتخاذ مواقف مواحدة تفضي لالتقاطهم القفاز لوقف الحرب، لا أود الخوض في الأسباب لكن هذا الغياب مهد لتطورات مفصلية قد تهدد بقاء السودان موحدا، مثل مقترحات حكومة الظل التي قد يراها البعض قد برزت في الربع الاخير من ديسمبر٢٠٢٤، لكن حقيقة الأمر انه مقترح ظل في بعض الأجندة منذ يوليو ٢٠٢٣ وذلك لغياب التأسيس لمركز وطني للعمل الجاد والمشترك لوقف الحرب .

في هذا المقال كما أشرت فقد خصص وفقا للعنوان أعلاه فقد دفعت التطورات على الأرض بما كفاني عناء الشرح والاسهاب، أولها في ٨ يناير ٢٠٢٤ اعلنت حكومة جنوب السودان عن إعادة ضخ بترول دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية إلى ميناء بورتسودان، وقد توقف الضخ في اكتوبر ٢٠٢٣ نتيجة للحرب بالسودان، مما انعكس في تراجع قيمة الجنيه الجنوب سوداني إلى أدنى مستوياته، حيث كان الدولار الأمريكي يساوي ٨٠٠ جنيه جنوب سوداني قبل بدء الحرب ليصل إلى حوالي ٣٥٠٠ جنيه جنوب سوداني للدولار الواحد،  انعكس ذلك في ارتفاع الأسعار وملاحظ في عجر الدولة عن دفع رواتب العاملين في قطاعات واسعة لعدة اشهر،  الواقع يشير إلى أن إعادة الضخ لم يتم الا بموافقة طرفي الحرب في السودان، ونتيجة ذلك المساهمة في وقف التراجع الاقتصادي وما قد ينتج عنه في الجنوب، الالتزام يقابله بالضرورة ضمان الانسياب للضخ، الذي يمكن ترجمته بحماية الخط الناقل، في المقابل رفض الأطراف اي مساع لوقف الحرب أو حماية الاعيان المدنية، إذن اثبت الأطراف بانهم يمكن أن يتفقوا على مصالح أخري لكن ليس وقف الحرب.

في التاسع من يناير ٢٠٢٥ صرح وزير المالية السوداني الدكتور جبريل ابراهيم ان جملة الذهب المستخرج في العام ٢٠٢٤ بلغ ٦٤ طنا تم تصدير نصف هذه الكمية، بالنظر إلى التصريح فهو يشمل مناطق سيطرة الجيش بما يعني أن الاحصائية لا تشمل مناطق سيطرة الدعم السريع، الأمر الثاني هو استمرار الاستخراج والتصدير للذهب في سياق الحرب، هذا بالضرورة يعني استقرار مناطق التعدين بعيدا عن الاقتتال، وهنا مربط الفرس فالقصف الجوي والمدفعي وسرقة الممتلكات جلها تستهدف المدنيين، بمعنى أن المناطق الآمنة هي المرتبطة بالموارد مقابل القصف الذي تشهده تلك المناطق التي يستظل بها المدنيون طلبا للسلامة، مع غياب المقترحات الجدية بإنشاء مناطق امنة يلتزم الأطراف بعدم الاعتداء عليها، كما يثور السؤال عن عائدات الذهب والصمغ العربي الذي استمر أيضا تصديره منذ بدء الحرب، لعل الاجابة على السؤال سيظل قائما نظريا اما عمليا فالاجابة تكمن في استمرار الحرب والاسلحة التي لأول مره تشهدها حرب من حروب السودان منذ الاستقلال مثل المسيرات والمدرعات الحديثة التي تعرف في قاموس الأطراف بـ”المنظومة” لميزة التحكم عن بعد في  إطلاق المسيرات والمقذوفات، حداثة هذه الأسلحة تدفع إلى ضرورة تقصي منشأ صناعتها، لأن ما خلفته من انتهاكات في مواجهة المدنيين، يجعل الربط بينها وبين الموارد الوطنية المستغلة في أوقات النزاع امر راجح، بما يكشف الأطراف الخارجية ذات الارتباط.

عطفا على كمية الذهب المستخرجة في ٢٠٢٤ وكما اشرنا في مناطق سيطرة الجيش اي بما لا يشمل مناطق سيطرة الدعم السريع حيث لا تتوفر معلومات معلنة عنها، تساعد على استقصاء قيمتها السوقية وفقا للاسعار المحدثة فان اسعار الذهب بالطن وفقا للعيار كالآتي

سعر الطن من عيار ٢٤ = ٨٦.٠٦٠.٠٠٠

سعر الطن من عيار ٢٢= ٧٨.٨٨٨.٣٣٣

سعر الطن من عيار ٢١=٧٥.٣٠٢.٥٠٠

سعر الطن من عيار ١٨= ٦٤.٥٤٥.٠٠٠

سعر الطن من عيار ١٤ = ٥٠.٢٠١.٦٦٧

إذن لمعرفة قيمة الـ٦٤ طنا يتطلب الأمر ببساطة ضرب الكمية في الأسعار المعلنة، وحتى لا نسرح بعيدا فدعونا نركن لعياري ٢٤ و١٨ كادنى واعلى قيمة سوقية، حيث نحصل بالتقريب وعلى التوالي على ٥ مليار دولار و٥٠٠ مليون، و٣ مليار و٣٠٠ مليون دولار أمريكيا، والحصول افتراضا على الكمية المستخرجة بما في ذلك مناطق الدعم السريع علينا أن نضاعف القيم أعلاه لتكون ١١ مليار، ٦ مليارات و٦٠٠ مليون دولار امريكي، إضافة إلى الذهب المستخرج في مناطق سيطرة الحركات المسلحة غير الموقعة على اتفاق سلام السودان ٢٠٢٠  الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال وحركة وجيش تحرير السودان قيادة الأستاذ عبدالواحد نور، فضلا عن الذهب المهرب والذي كانت كمياته ليس بالقليلة للدرجة التي خصص فيها نسبة ١٠% لفرق الضبط ادبان الفترة الانتقالية كتحفيز على الاستقلالية والاداء،  ولنا أن نتأمل انه في العام ٢٠١٧ ظل الرئيس المخلوع عمر البشير يساسق بين المملكة العربية السعودية وموسكو بحثا عن قروض لوقف تراجع الاقتصاد والمقدر ب ٨ مليار دولار أمريكي.

الخلاصة: منذ العام ١٩٩٧ دخلت موارد البترول دائرة تمويل الحروب في السودان، ومنذ العام ٢٠١٣ بدء الذهب يدخل في دائرة العلاقة بين الحكومة والقوات الرديفة “المليشيات” قبل أن يدخل العائد قي سياق التسليح والعتاد العسكري  في ٢٠١٧، ليمضي الحال إلى رجحان فرضية استغلال الذهب في تمويل حرب أبريل ٢٠٢٣، إذن الخلاصة على مدار ما تجاوز الـ٢٥ عاما يتم استغلال الموارد الذهب والبترول في تمويل الصراعات المسلحة في السودان أو بصيغة ثانية انعاش أسواق سيارات الدفع الرباعي والأسلحة العالمية، مع الاخذ في الاعنبار بان هنالك شركات اجنبية تعمل قي قطاع تعدين الذهب تربطها علاقة نسبة قد لا تصل الثلث من الذهب المستخرج  بالسلطات الحكومية، إضافة إلى ارتباط الحرب الحالية بأطراف خارجية التي بدأت عقب الازمة المالية العالمية في ٢٠١٣ والردود الاقتصادي ادبان جائحة الكرونا في التخطيط الاستراتيجي للسيطرة على الموارد في العديد من الدول الافريقية وغيرها  التي اقعدتها الدكتاتوريات، سوء ادارة الدول، والصراعات المسلحة المتكاثرة من رؤية مواردها الحقيقة ناهيك عن التفكير في الاستغلال الراشد وفي البال النفط العراقي والغاز الافغاني .

 

الوسومالذهب حرب السودان شراء السلاح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الذهب حرب السودان شراء السلاح

إقرأ أيضاً:

مصر وقطر :لابديل عن المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة

آخر تحديث: 2 يونيو 2025 - 11:40 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت كل من مصر وقطر عن استمرار جهودهما المشتركة والمكثفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، والعمل على تذليل النقاط الخلافية تمهيدا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنادا إلى المقترح الذي طرحه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.وأكد الجانبان، في بيان مشترك صدر مساء أمس الاحد، عزمهما على مواصلة التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتكثيف المساعي الدبلوماسية الرامية إلى تجاوز العقبات التي تعترض المفاوضات، مع دعوتهما جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بالمسؤولية، ودعم جهود الوسطاء بهدف إنهاء الأزمة في غزة، بما يُسهم في استعادة الاستقرار والهدوء في المنطقة.وأشار البيان إلى تطلع مصر وقطر إلى التوصل العاجل إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما، تمهّد الطريق أمام اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، وتفتح المجال لبدء مفاوضات غير مباشرة بين الأطراف بصورة متزامنة، إلى جانب فتح المعابر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، بما يضمن رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.وشدد البيان على أن إنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في عملية إعادة إعمار القطاع، يشكّلان أولوية مشتركة، وفقًا لما نصّت عليه الخطة المعتمدة من القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة 13 مارس 2025.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تجدد تهديداتها لسفن الوقود التي تصل مناطق الحوثيين بـ "عقوبات قاسية"
  • الأمم المتحدة: أربعة ملايين شخص فروا من السودان منذ بدء الحرب  
  • أول ماتشوف حميدتي خرج يهرتل، تأكد تماما أنه أخذ ضربة موجعة لدرجة الفرفرة
  • شهادات مروعة.. العبور من مناطق وحواجز الدعم السريع في السودان (شاهد)
  • مبعوثة أوروبية: لابد من إنهاء حرب السودان والحل الوحيد التفاوض
  • الذهب والنفط يرتفعان مع تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية
  • ان كانت هذه رؤيته فمرحبا بها و عليه أن يثبت ذلك بالأفعال لا بالاقوال
  • مصر وقطر :لابديل عن المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد