العدوان المنسق على اليمن.. كيف ارتد عكسياً على ثلاثي الشر
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
علي الدرواني
قالت “هيئة البث الإسرائيلية”، الجمعة، إنه للمرة الأولى يتم تنفيذ هجوم مشترك في اليمن بين الاحتلال “الإسرائيلي” و”التحالف الدولي الأمريكي البريطاني”، وهو ما يعني عُدوانًا ثلاثيًّا على اليمن لنُصرته غزة فلسطين، وفي تصريح تلا العدوان مباشرة قال وزير حرب العدو “يسرائيل كاتس” في بيان: “لقد سمع آلاف الحوثيين الذين شاركوا في مسيرة كراهية ضد “إسرائيل” قوة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي”.
القصف العدواني الثلاثي لم يقتصر على محيط السبعين، فقد استهدفت أكثر من عشرين طائرة بخمسين قنبلة كما نقل ذلك الإعلام العبري، توزعت على محطة كهرباء حزيز، وموانئ الحديدة ورأس عيسى ومحطة كهرباء الحديدة أيضًا، فيما تعرضت منطقة جربان وحرف سفيان لعدد من الغارات العدوانية.
مع انكشاف الأهداف التي ركز عليها العدوان “الإسرائيلي” يمكن الجزم بأن الكيان لم يحقق شيئاً في هذه العملية، وهذا ما أكده الإعلام العبري بعد عودة الطائرات الحربية الصهيونية من مهمتها على مسافة 2000 كم، ولخصت ذلك صحيفة “معاريف”، بالقول: “لا يوجد الكثير في الهجوم على اليمن، واستهداف نفس الأهداف السابقة، الهجوم أحدث ضجيجاً ودخاناً أسود، وعادت الطائرات إلى مواقعها”.
هذا الضجيج والدخان هما الهدف الرئيس من الهجمة العدوانية، لأن الحقيقة أنها ليست أهدافاً يمكن لها أن توقف الضربات اليمنية، ولا تعيقها، ولا تؤثر فيها، أولاً لأنها مجرد أعيان مدنية، وثانيًا لأنها كما قالت “معاريف”: “نفس الأهداف السابقة”، فمحطة حزيز قصفت من قبل مرتين، كذلك الحال بالنسبة لمحطة الحديدة وموانئها.
لكن كيف نقول إنها ارتدت عليهم؟ بالنظر إلى أنها كانت رسالة تخويف كما سماها كاتس، إلى الجماهير المحتشدة في السبعين، والذين يطلقون الكراهية ضد “إسرائيل”، فالنتيجة كانت عكسية، وما رأيناه من مشاهد ميدان السبعين رداً على العدوان، كان كفيلاً بأن يصفع نتنياهو ، فهتافات الجماهير الغفيرة “يا صهيوني نتحدّاك”. بهذه العبارات في أثناء الغارات الصهيونية المُعادية بالتزامن مع التوافد الجماهيري لمليونية “جهاد في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنُواجه كل الطواغيت”.كانت إعلانًا بفشل العدوان، وزادتها فشلاً عبارات، وهتافات الحشود المليونية: “ما نبالي ما نبالي ما نبالي.. واجعلوها حرب كبرى عالمية”.
هذا من جهة، لكن هناك زاوية أخرى يجب النظر إليها، وهي أن المظاهرات المليونية الداعمة لفلسطين في اليمن، تثير حالة من القلق والغيظ لدى قادة الكيان المجرم، لا سيما أنها تتزايد زخمًا، مع الاستمرار بشكل أسبوعي متكرر دون كلل ولا ملل، والعدو يعرف ويدرك أهمية الحضور الجماهيري في الساحات، والتكامل والتناغم بين الشعب وقيادته وقواته المسلحة، في صورة ليست موجودة في أي بلد آخر، لا سيما أن ذلك التكامل موجه إلى نحر العدو الصهيوني ومن خلفه واشنطن دون سواهما.
النقطة الثالثة، ولا تقل أهمية، هي إبراز تلك الحشود للعالم، في حين أن وسائل ووكالات الإعلام الدولية تكاد تتجاهل تلك المسيرات، إلا أن الغارات العدوانية في محيطها، تساهم من حيث لا يدرك العدو، في نشر وإبراز ذلك الحدث الأسبوعي المهم، لمن لا يصل إليهم ربما من أبناء هذا العالم، فبالتأكيد قد شاهد العالم تلك الحشود وهي تصرخ في وجه أمريكا وإسرائيل، وتساند غزة، ولم تهتز لهم شعرة في أثناء الغارات، وستثير تلك الصورة الكثير من التساؤلات لدى قطاعات واسعة في كل أنحاء العالم، عن اليمن وشعبها وعن سر هذا الإصرار، وستلفت العالم إلى تلك المظلومية في غزة. ولهذا نجزم أن العدوان الأخير المنسق بين ثلاثي الشر، أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، قد ارتد عليه عكسيًا.
* المادة الصحفية نقلت من موقع العهد الاخباري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
حصيلة الغارات الإسرائيلية على غزة ترتفع إلى 136 شهيدا خلال يوم
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتفاع عدد الشهداء إلى مستوى غير مسبوق منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة الضحايا بلغت حتى صباح اليوم 53,010 شهيدًا، بالإضافة إلى 119,919 مصابًا، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.
وأفادت مصادر طبية بأن 136 شهيدًا سقطوا منذ فجر أمس الخميس فقط، في سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت مناطق متفرقة في القطاع، ما يشير إلى استمرار التصعيد العسكري بشكل عنيف، رغم مناشدات دولية متكررة بوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية.
وفي تحديث جديد، قالت وزارة الصحة إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط 82 شهيدًا و152 مصابًا، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواجه صعوبات شديدة في انتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو المنتشرين في الطرقات، بسبب شدة القصف وتعمد استهداف المناطق السكنية.
وأشارت الوزارة إلى أن عشرات الجثث لا تزال تحت الركام، بينما تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بفعل الدمار الهائل وانهيار البنية التحتية.
وتوضح بيانات وزارة الصحة أن 2,876 شهيدًا و7,957 مصابًا سقطوا منذ 18 مارس الماضي، وهو اليوم الذي استأنفت فيه إسرائيل عدوانها الشامل على القطاع بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار المؤقت. ويُذكر أن العدوان الأخير جاء بعد فشل جهود التهدئة وتعثّر المفاوضات حول اتفاق طويل الأمد.
في ظل هذه الحصيلة المروعة، تتصاعد التحذيرات من انهيار شامل للمنظومة الصحية في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والوقود والمستلزمات الطبية. كما باتت آلاف العائلات بلا مأوى بعد تدمير منازلها، وسط انقطاع الكهرباء والمياه، وانتشار الأوبئة في مراكز الإيواء المزدحمة.