الثورة نت:
2025-05-14@05:41:03 GMT

اليمن السعيد ينتصر لغزة

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

 

يبدو أن القحطانيين حطّوا عروبتهم هناك دون العرب البائدة والعرب المستعربة، ليبقى اليمنُ عربياً سعيداً، فلم يتاجروا بأصالتهم وتاريخهم، وامتدت جذور انتمائهم إلى فلسطين. هم الذين وصفهم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه : «هم أرقُّ أفئدةً، وألينُ قلوباً، الإيمانُ يمان، والحكمةُ يمانية».
هذا ما تبقى من العرب والإسلام جماعة صغيرةٌ ظهرت على الباطل والعدوان، وظهرت على الإبادة والجرائم، لم تثنها تهديدات ترامب ولا بايدن من قبله، ولا تهديدات سيد الإبادة والإجرام نتنياهو، جابهت «ترومان» ومن قبلها «أيزنهاور» و”يو إس إيه” وكل أنواع الاعتداءات من جنسيات بريطانية وفرنسية وألمانية وإيطالية.

اليمنيون السعداء لم تُرهبهم أساطيل أكبر قوة في العالم، وأكبر قوة إجرام صهيونية نتنياهوية، لم يُرعبهم قصف مدنهم وقتل المدنيين، فأظهروا التحدي لدول العدوان الغربي، فكان حصادهم نصرة فلسطين ونصرة غزة المظلومة، فأحرجوا «سُنة» العرب والإسلام، ولم يتاجروا «بشيعتهم»، فكانوا مثالا في الابتعاد عن المذهبية والعرقية والطائفية. قصفوا وضربوا وهاجموا العدوان، وكانت صفعتهم من حديد، كانت في الصميم، أصابت العدو بمقتلٍ وهزّت كيانه، ووصلت ارتدادات هجومهم إلى ما وراء البحار إلى بلاد العم سام، وغيّرت من مفاهيم وتصاميم الهجمات الصاروخية ومواجهة القطع البحرية المتقدمة تكنولوجياً.
اليمن أخضع العدو لحصارٍ بحري واليوم لحصارٍ جوي، وسخر من عتادهم وجبروتهم، عَمل اليمنيون – الفقراء لكنهم سعداء – على تغيير قواعد الاشتباك وردع العدوان، ولم تكن مواجهتهم للعدوان الإسرائيلي لعبةً سياسية وحرب بازار لكسب المواقف، أو لتغيير مسار العلاقات بين سين وجيم، ولم تكن مواقفهم إلا جدِّيةً منذ اليوم الأول لاشتداد العدوان على غزة وأهلها. كان فعلهم وصداه لشحذ همم الأشقاء وإيقاظهم من غفوتهم المديدة، وتنبيه الضمير العالمي والإنساني لتفعيله. لم يكن تحرّكهم ومواجهاتهم خاضعةً لتجاذباتٍ سياسيةٍ معينة، فكانوا أصفياء أتقياء أنقياء. كانت استهدفاتهم لمطار بن غوريون وتل أبيب وضواحيها وميناء إيلات والقواعد العسكرية في النقب، تؤكد صحة موقفهم وفعالية الصواريخ التي حملت رسائل سياسية قبل العسكرية، خاصة بعد اتخاذ حكومة نتنياهو قراراً بتوسيع الحرب في غزة، فأفشلت صواريخ فلسطين 1 وفلسطين 2 المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وكشفت عن عجز بنيوي في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حاتس والمنظومة الأمريكية ثاد. واستطاع صاروخ فلسطين 2 اختراق أربع طبقات دفاعية جوية لدولة الكيان، ما أربك الجبهة الداخلية الإسرائيلية وخلق حالات من الذعر والخوف والهلع والشلل لكل جوانب الحياة، وإيقاف الشركات العالمية رحلاتها الجوية إلى دولة الكيان المحتل. وكأنهم يقولون للنظام العربي أوقفوا التطبيع وقاطعوا بضائعهم واطردوا سفراءهم وفعّلوا سلاح نفطكم وثرواتكم وأموالكم. فيتوقف تدفق السلاح الغربي إلى الكيان ويوقف العدوان.
لقد كانت أنشودتهم دوماً «بيانٌ صادرٌ عن القوات المسلحة اليمنية»، بمثابة أغنية لغزة وأهل غزة، ليتنفسوا الصعداء، مما بقي لهم من أوكسجين الحياة من اليمن الحر الأبي، وبكلماتٍ عربيةٍ صادقةٍ وتسمياتٍ فلسطينيةٍ وليست عبريةٍ لمدن فلسطين. هكذا هو اليمن سيبقى مثلما كان في ماضي الزمن مقبرةً لكل الغزاة، ليس لوعورة جغرافيته ولا تضاريسه، بل لوعورة إنسانه الطيب المؤمن الملتزم بعروبته وإيمانه ولصلابته وقوته ومنعته أمام كل الضغوطات وإرهاب الدولة. لطالما حرص الغربُ على تمزيق اليمن فكان وحدةً لطمتْ وجوههم، أرادوا تقسيمه فكان صفعةً لمشاريعهم، أرادوا إذلاله بالحصار فكان عصياً على التجويع والقتل والتدمير والخضوع، كان مارداً أمام أقزام العدوان، لقد خبر اليمن وقادته معركة الأمة وكيف تُدار، وخبروا دهاليز السياسة ودهاء الدبلوماسية الغربية، فحافظوا على أواصر الأخوة حتى مع من ناصبهم العداء من الأشقاء، ووضعوا أولويات المعركة لنصرة غزة وشعب فلسطين، فترفعوا عن كل الترّهات والإساءات، وواجهوا التحديات بصلابةٍ تعجز الكلمات عن الارتقاء لوصف ما يحدث. كانوا فصل الخطاب في أمةٍ صامتةٍ، بل راكعةٍ لتاجر الاستثمارات والعقارات ورجل الصفقات. لقد جعلوا من مواقفهم صورة خزيٍ وعارٍ لكل المتخاذلين القريبين والبعيدين، الذين انكشفت عوراتهم أمام هذا الاستحقاق الإنساني والأخلاقي والعروبي والديني، فكانوا صرخةً في عالم الجريمة الممنهجة والمنظّمة، صرخةً في غزة العزة التي أصبحت مقبرةً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. لقد صدحوا بصرخةٍ مدوّيةٍ وصلت إلى كل الأرجاء والأصقاع، وإلى كل الشعوب التي تعشق الحرية “أن هبّوا وقاوموا وانتفضوا “، فليس قدرنا أن نعيش أبد الدهر أذلّاء خانعين، وليس قدرنا أن نكون سلعةً تُباع وتُشترى في سوق السياسة والاتجار العالمي، بل قدرنا أن نعيش أسياداً وأحراراً فلا حياة مع الاستسلام والقهر والعبودية. إن التاريخ لا يخلّد إلا العظماء وسيبقى اليمنُ عظيماً حراً شامخاً وعزيزاً.

*كاتب

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس: الإدارة الأمريكية عليها وقف العدوان وسحب القوات الإسرائيلية من غزة

أكد محمود طه، مسئول العلاقات الاعلامية لحركة حماس، أن العدوان الاسرائيلي على غزة خلف الألاف من الشهداء والجرحى، مشيرا إلى أن هذا العداون تم وسط صمت من العالم.

نتنياهو: سندخل غزة بكل قوة لاستكمال هزيمة حماس في الأيام المقبلةحماس: إطلاق سراح ألكسندر ليس نتيجة للعدوان الإسرائيلي أو وهم الضغط العسكري

وقال محمود طه، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن”، عبر فضائية “الحدث اليوم”، أنه كان هناك مفاوضات  استمرت لعدة ايام بين حركة حماس وموفد
 من الرئيس الامريكي ترامب، وانتهت إلى إطلاق سرح أسير إسرائيلي، مع العمل على فتح معبر رفح ودخول المساعدات الانسانية والغذائية، ووقف العدوان على قطاع غزة.

القوات الإسرائيلية

وتابع مسئول العلاقات الاعلامية لحركة حماس، الإدارة الامريكية عليها الايفاء بوعودها والعمل على وقف العدوان وسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وداخل المساعدات 
 

طباعة شارك محمود طه حركة حماس العدوان الاسرائيلي الشهداء إسرائيلي

مقالات مشابهة

  • حماس: الإدارة الأمريكية عليها وقف العدوان وسحب القوات الإسرائيلية من غزة
  • وقفات ولقاءات قبلية بتعز إسناداً لغزة وإعلان البراءة من الخونة
  • وقفات ولقاءات قبلية في تعز إسناداً لغزة وإعلاناً للبراءة من الخونة والعملاء
  • عدد الفلسطينيين تضاعف 10 مرات منذ نكبة عام 1948 نصفهم يعيشون خارج فلسطين التاريخية
  • من اليمن إلى فلسطين: المشروع القرآني يفرض معادلاته
  • وقفتان مسلحتان في الجراحي والدريهمي بالحديدة نصرةً لغزة وتنديداً بجرائم العدوان
  • أبناء الرضمة بإب يعلنون النفير العام نصرة لغزة والبراءة من الخونة
  • لقاء قبلي في بعدان بإب إعلاناً للنفير نصرة لغزة والبراءة من الخونة
  • بدلاً من عزل اليمن عن فلسطين.. اليمن يعزل أمريكا عن كيان العدو الإسرائيلي