هل الهوس بالحصول على نوم مثالي يزيد القلق؟
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
انتشرت مقاطع فيديو تتحدث عن محاولات بعض الأشخاص الحصول على أفضل نوم ممكن أن يحصل عليه الإنسان ونشر الناشطون تجاربهم ووسائلهم تحت موضوع "سليبماكسينغ" (Sleepmaxxing) الذي أصبح من أعلى الموضوعات تفاعلا (ترند).
شاركت إيميلي لافينيا مع صحيفة إندبندنت تجربتها مع هذا الترند وبعض آراء خبراء الصحة.
هوس النوم المثاليوأصبح الحصول على النوم المثالي هوسا عند بعض مستخدمي مواقع التواصل، واستخدام الناشطون مجموعة من الإستراتيجيات والأدوات والتقنيات بطريقة مبالغة فيها لتحسين نوعية ومدة النوم.
ويوضح الدكتور هاري غاريت الباحث في شؤون النوم من المملكة المتحدة هذا الترند الذي يصل حتى الهوس في الحصول على نوم مثالي، فيقول: "الترند يهدف إلى الكشف عن الممارسات التي يمكن أن يفعلها الشخص لتحسين نوعية النوم، أي التركيز على نوعية وعدد ساعات نوم الفرد، لتحسين الصحة العقلية والجسدية العامة له. يتضمن هذا الاتجاه استخدام أدوات وتقنيات وأجهزة ذكية ومكملات مختلفة في محاولة لتحفيز جسمك للحصول على نوم أعمق ولمدة أطول. بشكل عام، يجمع عديد من الأشخاص بين عدد من هذه التقنيات للرفع من فرص حصولهم على نوم جيد ليلا، على أمل تحقيق فوائد جسدية وعقلية محددة".
إعلانتتبع الأجهزة الذكية مقدار النوم العميق والخفيف ونوم "حركة العين السريعة"، وهو مرحلة من مراحل النوم تكون فيها العضلات -باستثناء العضلات المحيطة بالعينين- غير نشطة.
كما تتضمن الممارسات في هذا الموضوع الأكثر تفاعلا على وسائل التواصل تناول المكملات الغذائية والمشروبات التي تساعد على النوم لضمان امتلاء الجسم بالعناصر الغذائية للحصول على أفضل قسط من الراحة. واستخدام أغطية أسرّة وبيجامات تزيد الشعور بالراحة. واستخدام عديد من الأدوات والأجهزة، مثل سدادات الأذن وجهاز تنقية الهواء وغيرها، وارتداء سوار يقيس النشاط الكهربائي للقلب.
مع أن نتائج هوس النوم المثالي كانت إيجابية من حيث زيادة عدد ساعات النوم، وعدم وجود صعوبة في النوم، فإن هوس النوم المثالي يعود بآثار سلبية على ممارسيه، مثل الشعور بالقلق بشأن جودة النوم وعدد ساعاته، والذعر عند عدم الالتزام بروتين ما قبل النوم، والتحقق من المؤشرات الحيوية التي تسجلها الأجهزة الذكية بمجرد الاستيقاظ.
في النهاية ستنام دون الحاجة لكل هذا
ما يجب التساؤل عنه هو هل يبالغ الأشخاص الذين يتبعون هذا الترند في ممارساتهم؟
فالنوم ممارسة طبيعية في نهاية المطاف، ورغم أن الضغوط اليومية والقلق والهرمونات ومجموعة من العوامل الأخرى قد تتداخل مع النوم وتؤثر عليه، فإن الشخص عندما يكون مرهقا سينام في النهاية.
من جهتها، أوضحت اختصاصية فسيولوجيا النوم ستيفاني روميسزوسكي أن "النوم عملية لا تحتاج إلى أي تدخل؛ من الأفضل أن تمضي يوما جيدا، وتكون فيه اجتماعيا، وتعتني بالأشياء التي يمكنك التحكم فيها، وهذا كفيل بأن يحسن نومك. بينما أولئك الذين يحاولون أن يقيدوا أنفسهم للحصول على نوم جيد، مثل إلغاء لقاءاتهم مع الأصدقاء أو عدم الذهاب إلى صالات الرياضة، والراحة المبالغة فيها، مع إمضاء قليل من الوقت في الخارج، سوف يقودهم ذلك إلى نوعية نوم غير جيدة".
إعلانوأشار بعض الخبراء إلى أن تتبع النوم للحصول على نوعية نوم جيدة يمكن أن يؤدي إلى هوس غير صحي.
من ناحيتها، تقول الدكتورة كارليرا فايس، مستشارة علوم النوم من جامعة بافالو الأميركية، إن "تسويق النوم كمنتج أمر مثير للقلق. يجب أن نكون حريصين على عدم تحويل التركيز من اتباع العادات الصحية إلى شراء مزيد ومزيد من المنتجات للحصول على النوم المثالي".
الجانب المظلم من ترند "Sleepmaxxing"
يبلغ متوسط أعمار مستخدمي تيك توك 24 عاما، ومعظم مقاطع فيديو المنتشرة في الترند -والتي تروج لهوس النوم المثالي- أصحابها في أوائل العشرينيات من عمرهم، ولديهم جميعا المنتجات والتقنيات التي يمكن استخدامها لمعالجة مشكلات النوم، ولكن بالطبع لا تمكن معرفة الفائدة التي تعود بها هذه الأدوات على مستخدميها بالفعل، فوسائل التواصل الاجتماعي لا تظهر لنا أبدا القصة كاملة.
يوضح الدكتور غاريت أن "أغلب المعلومات المقدمة للمتابعين بما يخص أي اتجاه صحي على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتم اختبارها علميا، وتُقدم في الغالب من أفراد ليست لديهم خبرة في مجال الرعاية الصحية. ويمكن أن يؤدي هذا إلى دفع الناس إلى إضاعة أوقاتهم وأموالهم في ممارسات ربما لا تكون فعالة وتقود إلى الشعور بالإحباط عندما لا تحسن من نوعية النوم".
كما تشكل مقارنة روتين نوم الشخص بآخر مشكلة تتعلق بزيادة القلق، الذي يمكن أن يعود على الإنسان بنتائج عكسية تبقيه مستيقظا. بالإضافة إلى ذلك، لا بد من مراعاة التكاليف المالية للأدوات المساعدة على النوم، فرغم أن هذه المنتجات مفيدة، فإنها في الأساس ليست ضرورية.
على صعيد آخر، يقول الدكتور غاريت: "هناك اتجاه آخر مثير للقلق وهو استخدام علاجات يجب أن يصفها طبيب للمرضى. فعلى سبيل المثال، يقترح عديد من المؤثرين على الإنترنت استخدام الميلاتونين -وهو هرمون تنتجه الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورا مهما في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان- ولا يحتاج لوصفة طبية في كثير من البلدان".
إعلان المتغيرات المتعلقة بالنوم أكثر من أن يتم ضبطهاتظهر الدراسات أننا جميعا نحتاج على الأرجح إلى عدد ساعات مختلفة من النوم الجيد في مختلف مراحل حياتنا. على سبيل المثال، يحتاج الأشخاص الذين يمرون بمرحلة البلوغ ومرحلة انقطاع الطمث إلى ساعات نوم أطول بسبب انخفاض جودة نومهم نتيجة للتقلبات الهرمونية. يمكن أن يتسبب تغير الهرمونات في التعرق الليلي وآلام في العضلات وأحلام تزيد القلق لديك ومجموعة من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلبا على النوم والراحة.
وتوضح روميسزوسكي أن "النوم يتغير بشكل طبيعي مع تغير الفصول والأسابيع والأشهر. ومن المستحيل التحكم في كل هذه التغيرات المحيطة، ولكن يمكننا التمسك بالسلوكيات الأكثر تأثيرا، ومن ثم التخلي عن حاجتنا إلى أن تكون ظروف كل ليلة متماثلة تماما، فهذا مستحيل تحقيقه".
المعاناة مع النوم والبحث عن الحلول
يصعب الوصول إلى الكمال في مجالات الحياة كلها، ولكن التحسين شيء جيد، خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء مثل النوم.
الحرمان من النوم والأرق ينعكس بشكل سلبي على الحياة والصحة الجسدية، فالنوم غير الكافي له تأثيرات عديدة، إذ يؤدي إلى ذاكرة ضعيفة جدا، وفقدان التركيز عند القيام بالأعمال ومعاناة من قلق شديد بشأن أبسط الأمور.
ووفقا لمركز كليفلاند، الحرمان من النوم له آثار سلبية على أنظمة الجسم وأعضائه وعملياته، فالأشخاص الذين يعانون الحرمان المزمن من النوم أكثر عرضة لما يلي:
الإصابة بارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول. الإصابة بمرض السكري الثاني. ضعف جهاز المناعي ضد العدوى. حساسية أعلى للألم، مما يعني أنهم يشعرون بالألم بسهولة أكبر، أو يكون الألم أكثر شدة أو كليهما. الشعور بأعراض الاكتئاب والقلق. كيف تحصل على نوم مثالي بطرق وأساليب معقولة؟ذكر الخبراء في حديث لمجلة "هيلث لاين" الأساسيات التي يمكن تطبيقها للحصول على نوم مثالي:
عدم شرب الكافيين قبل 6 ساعات من وقت النوم (قد يحتاج بعض الأشخاص إلى فترات أطول). عدم النظر إلى الشاشات قبل الذهاب إلى السرير بنحو 45 دقيقة على الأقل لتقليل التعرض للضوء الأزرق الذي يتداخل مع إفراز الجسم الطبيعي لهرمونات النوم. ممارسة الرياضة بانتظام، مع الامتناع عن الرياضات التي تسبب التعرق الشديد قبل وقت النوم. الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم. الحفاظ على غرفة نومك باردة ومظلمة. التعرض لضوء الشمس عند الاستيقاظ. إعلان كيف يمكن أن يساعد النوم الجيد في تحسين صحتك؟يقول نوح كاس، الخبير في مجال العلاج النفسي: "إن إعطاء الأولوية للراحة يفيد صحتك الجسدية والعقلية، سواء سميته نوما مثاليا أم لا".
ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إن الحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد الشخص بطرق مختلفة منها:
زيادة سرعة الشفاء من الأمراض. الحفاظ على وزن طبيعي وصحي. تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية. تقليل خطر الإصابة بمشاكل صحية، بما في ذلك أمراض القلب ومرض السكري النوع الثاني. تحسين التركيز والذاكرة. مساعدتك على أداء الأنشطة اليومية -بما في ذلك العمل- بشكل أفضل.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للحصول على الحصول على على النوم التی یمکن من النوم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
5 طرق للحصول على الطاقة في الصباح دون شرب القهوة
يلجأ معظم الأشخاص حول العالم إلى شرب القهوة عند الاستيقاظ كطريقة طبيعية للشعور بالنشاط، ولكن إذا كنت ترغب في تقليل كمية القهوة التي تشربها، فهناك بعض العادات السهلة والصحية التي تساعدك على الحفاظ على نشاطك، كل ذلك دون إضافة الكافيين إلى نظامك.
يتعتقد الكثير من الأشخاص أن القهوة هي الحل لمشاكل الإرهاق، إذ إنها تُساعدك على بدء يومك بنشاط، إلا أن هناك طرقًا أخرى تُساعدك على بدء صباحك بنشاط.
يقول الخبراء أن القهوة هي بالتأكيد وسيلة لتزويدك ببعض الطاقة، ولكن الاعتماد عليها على المدى الطويل قد يؤدي إلى آثار جانبية، الكافيين يؤدي إلى انخفاض الطاقة، واضطرابات النوم، ومشاكل الهضم. لذا، من الأفضل اللجوء إلى بعض الطرق الطبيعية للشعور بالنشاط.
تمارين رياضية
حتى لو اقتضى الأمر نزهة سريعة، فإن التمارين الصباحية وسيلة رائعة لتعزيز طاقتك، فهي تمنح خلايا جسمك الطاقة التي تحتاجها، مما يساعد جسمك على الاستعداد للمهمة ويزودك بالمزيد، يقول الخبراء إنها تحفز أيضًا إطلاق الإندورفين ومادة كيميائية تُعرف باسم النورإبينفرين، والتي تبقيك مستيقظًا ومنتبهًا.
اشرب الماء
الحفاظ على ترطيب الجسم هو أفضل طريقة للتغلب على الجفاف، وهو حالة تهدد الحياة، والحرص على شرب الماء طوال اليوم. ووفقًا للخبراء، يجب شرب من ستة إلى ثمانية أكواب من الماء، خاصةً في فصل الصيف.
مع أن الماء بحد ذاته لا يوفر الطاقة مباشرةً كالطعام، إلا أنه ضروري للحفاظ على وظائف الجسم، ويمكن أن يساهم بشكل غير مباشر في مستويات الطاقة من خلال منع الجفاف، كما يساعد الترطيب على تحسين قدرة القلب على ضخ الدم، مما يسمح بوصول الأكسجين والمغذيات بشكل أفضل إلى خلايا الجسم، مما يساعد على مكافحة التعب وتعزيز الطاقة.
تناول وجبة خفيفة من السلطة
بعد الاستيقاظ صباحًا، من المهم معرفة ما تأكله، فالسلامي أو النقانق المجمدة المصنعة والغنية بالصوديوم قد تزيد من خمولك، فضلًا عن تسببها في مشاكل صحية على المدى الطويل. لذا، احرص على تناول بعض الخضراوات والفواكه الطازجة قبل الإفطار.
لتناول الفطور، أضف مصادر بروتينية مثل البيض والزبادي اليوناني أو جبنة بانير لتشعر بالشبع لفترة أطول، أضف أيضًا دهونًا صحية مثل المكسرات والبذور للحصول على طاقة مستدامة، فوجبة فطور متوازنة تُحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم، وتمنع انخفاض الطاقة في منتصف الصباح.
مارس التأمل والتنفس العميق
تمارين التأمل والتنفس العميق تُساعدك على التركيز والنشاط، فهي تُساعد على تقليل التوتر وتحسين تدفق الأكسجين إلى الدماغ، مارس التنفس البطني العميق والتنفس التبادلي من الأنف لتحسين صفاء ذهنك. التأمل، ولو لخمس إلى عشر دقائق، يُساعدك على تصفية ذهنك وخفض مستويات الكورتيزول أو التوتر.
خذ حمامًا باردًا
الاستحمام بالماء البارد هو أفضل طريقة لزيادة معدل ضربات القلب بشكل فوري، مما يعزز الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، مما يجعلك تشعر باليقظة والنشاط. ووفقًا للأطباء، فإن التعرض للبرد ينشط الجهاز العصبي، وهو أمر جيد لتخفيف الالتهاب وتحسين المزاج.
المصدر: timesnownews.