دعوة إسرائيلية لرصد المخاطر القادمة من مصر والأردن وسوريا بعد جبهتي غزة ولبنان
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
لا ينفك الخبراء العسكريون والأمنيون في دولة الاحتلال على اتهام قادتها بالافتقار للرؤية الاستراتيجية لما يحيط بالدولة من تدمير ممنهج بسبب الحرب الدائرة منذ ما يزيد عن العام وربع، وهم بذلك لا يُعدّونها لمعركة المستقبل، التي قد تأتي بطرق لم تأخذها على محمل الجدّ، على الأقل حتى الآن.
وأكد، الجنرال يتسحاق بريك قائد سلاح المدرعات، وقائد الكليات العسكرية، ومفوض شكاوى الجنود في الجيش لمدة عقد من الزمن، أن "المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، حتى المراسلين والخبراء، ومعظم أفراد الجمهور الإسرائيلي، ينظرون لما يحدث حولهم من خلال منظور ضيق الأفق بسبب قصر نظرهم، ولا يرون الفضاء من حولهم، ولا يدخلون لعمق الضوء؛ ولا يقرأون بشكل صحيح خريطة الأحداث على المستوى الاستراتيجي، بل يركزون على تحديد النجاحات والإخفاقات المتأرجحة ذهابًا وإيابا بمعدل ثابت".
لم نهزم حماس
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "حالة السعادة التي تحيط بالإسرائيليين عند تحقيق بعض النجاحات العسكرية، والحزن الذي يعتريهم حين يفشلون، لا تعني أنهم يفهمون العمليات التي تجري في الحاضر، ولا ينظرون للمستقبل، لأن الحاصل فعلا أن القيادة الحالية، السياسية والعسكرية، سيئة ومريرة، بدليل أننا لم ننتصر في الحرب، على العكس من ذلك، فلم نهزم حماس، ونرى أنها تزداد قوة في أنفاقها، وكذلك حزب الله، رغم الشعور الزائف بأننا في طريقنا لهزيمتهما".
وأوضح، أن "المعطيات الميدانية تتحدث أنه حتى بعد القضاء على حسن نصر الله، واصل حزبه القتال بعد فترة قصيرة من حرب الاستنزاف في الشمال، وبقوة أكبر بكثير من السنة الأولى، وقام بتوسيع عمليات إطلاق الصواريخ من الحدود الشمالية إلى تل أبيب، مما تسبب لنا في أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات، والأسوأ من ذلك، موافقة جيش الاحتلال على وقف إطلاق النار عندما أدرك أنه لا يملك القوة لهزيمة الحزب رغم الضعف الذي ألمّ به، بسبب أن جيشنا "الصغير" لا يملك القوات الفائضة التي تحلّ محلّ الوحدات القتالية".
وأشار بريك إلى أن "الجيش لا يملك القدرة على المناورة العميقة، ولا يملك قوات كبيرة للسيطرة على عدة قطاعات في نفس الوقت، كما لم يتمكن من تحرير جميع المختطفين، وإعادة المستوطنين النازحين لمنازلهم، وهذا يعني أنه بعد أكثر من عام لم يحقق أي هدف من أهداف الحرب، بل إن استمرار القتال أسفر عن خوضه حرباً لا طائل من ورائها، حتى لو استمرت قواتنا في القتال لشهور وسنوات، فلن تتمكن من هزيمة حماس وحزب الله، والقضاء على القوى المعادية المتزايدة في الشرق الأوسط".
دوامة الهبوط
وقال الجنرال المتقاعد إن "إسرائيل في حروبها الأخيرة فقدت هدفها، مما أدى إلى جرّ الدولة لدوّامة الهبوط، وإلحاق الضرر بالاقتصاد، وزيادة تكلفة المعيشة، والجمهور الإسرائيلي لا يستطيع تحمّل ذلك؛ لأنه يؤدي لانهيار علاقاتنا مع دول العالم، وانهيار الجيش الصغير، وانهيار المرونة الاجتماعية، وتدفع أفضل العقول في مجال التكنولوجيا خارج الدولة، خاصة نخبة من التكنولوجيا العالية ومجال الطب".
وبين أنه "إذا لم تتمكن الدولة من توجيه سفينتها، فستجنح ببساطة، وتغرق في بحر من الدمار، ولا يمكن البقاء هنا، وإذا استمرت الحرب، فسنفقد المزيد من المقاتلين عبثاً، ولن نتمكن من إعادة النازحين لمنازلهم، ويستمر الجيش في الاستنزاف لدرجة عدم القدرة على الدفاع عن نفسها، وبالتالي فإننا بحاجة لوقف الحرب، وتجهيز الدولة والجيش لمواجهة التهديدات المستقبلية، ووقف التدهور الاقتصادي، وإصلاح علاقاتنا المتداعية مع دول العالم، واستعادة الثقة مع جيراننا، وترميم المرونة الوطنية والاجتماعية التي تتلاشى".
وأضاف أن "ما يحصل على جبهتي غزة ولبنان يُنسي الإسرائيليين ما يحصل في جبهات أخرى، مثل مصر والأردن، فالجيش المصري مثلا أصبح أقوى جيش في الشرق الأوسط، وكل تدريباته موجهة نحونا، وقام بإعداد البنية التحتية للحرب داخل سيناء، والسلام بيننا في الوقت الراهن على حافة الهاوية، وخلال العام الماضي بدأ المصريون يديرون ظهورهم لنا، ولديهم علاقات وثيقة مع الأتراك والصينيين والإيرانيين، مما يتعين علينا الأخذ في الاعتبار القوة العسكرية لمصر، وإعداد جيش الاحتلال للدفاع عن حدودنا معها، وقد يقرر الرئيس المصري المشاركة في حرب إقليمية شاملة ضدنا".
ورغم هذه المؤشرات، فلا يتم عمل شيء على المستويين السياسي والعسكري، حيث يفتقر جيش الاحتلال لأي قوات ينشرها ضد الجيش المصري، ولا يوجد رصد استخباراتي لما يحدث فيه، وهناك تجاهل تام وانعدام للتحضير والاستعداد للحرب ضده، وهنا يتكرر التاريخ، ومرة أخرى نفس الغطرسة واللامبالاة واللامبالاة الفظيعة التي كانت من نصيب المستويات السياسية والعسكرية، وأدت للفشل الذريع في غزة، بحسب بريك.
حدود السلام المعادية
وأشار إلى أن "ما يحصل في سوريا يستحق انتباهنا، فقد سيطر عليها إسلاميون يحظون بدعم الأتراك المعادين لنا، وسيزودنهم بالأسلحة في السنوات المقبلة، مما يتطلب الأخذ في الاعتبار أنه خلال بضع سنوات ستقف على حدودنا دولة سورية معادية، ستشكل تهديدات لإسرائيل أكثر خطورة بعشرات المرات من التهديدات التي كانت قائمة في عهد نظام الأسد، ومع ذلك فلم نُبد أي استعدادات، ولا نبني جيشاً قادراً على مواجهة هذه التهديدات، ناهيك عن افتراض أن الحكام الجدد لسوريا قد يتحركون في وقت واحد مع دول أخرى ضدنا".
وقال إن "الوضع الأمني في الأردن ليس أقل خطورة على الاحتلال، في ظل مخاطر نشوب احتجاجات ضد النظام الملكي، وإذا سقطت الأردن في أيدي أعدائنا، فسنجد أنفسنا أمام دولة أخرى تدعمها إيران أو تركيا، والجهاديون في سوريا، مع ضرورة أن نتذكر أن هذه الحدود الشرقية لإسرائيل، ويبلغ طولها 500 كيلومتر، من مرتفعات الجولان إلى إيلات، وليس لدينا حاليًا قوات قادرة على الدفاع عنها".
وختم بالقول أن "كل هذه التهديدات الناشئة حولنا تتطلب من الاحتلال الاستعداد بالفعل، والمشاركة بشكل عميق في إعداد الدولة والجيش ضدها، مع أن مثل هذا الإعداد يستغرق عدة سنوات، لكن القيادة السياسية والعسكرية الحالية الضعيفة لا تنظر للمستقبل على الإطلاق، فلا توجد مناقشات حكومية وعسكرية حول هذه التهديدات، ولا توجد رؤية أمنية استراتيجية للحاضر القريب والمستقبل البعيد، بل إن قادة الدولة منخرطون في إطفاء الحرائق، وتضليل الرأي العام من أجل الاستمرار في البقاء في الحكم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة مصر سوريا سوريا مصر الاردن لبنان غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسیة والعسکریة لا یملک
إقرأ أيضاً:
كيف تحمي السعودية الحجاج من التهديدات السيبرانية؟
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع واعتماد الحجاج بشكل متزايد على الأجهزة الرقمية أثناء أداء مناسك الحج، برزت الحاجة إلى حماية ضيوف الرحمن من مخاطر الفضاء الإلكتروني، التي قد تعرضهم لمحاولات الاحتيال الإلكتروني أو الاختراقات الرقمية.
كيف تحمي السعودية الحجاج من التهديدات السيبرانية؟لذلك، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات لتعزيز الأمن السيبراني لدى حجاج بيت الله الحرام، حيث أصدرت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، دليل توعوي شامل باللغات المختلفة يصل إلى 16 لغة، يستهدف رفع وعي الحجاج بكيفية التعامل الآمن مع الهواتف الذكية والتطبيقات الرقمية المستخدمة أثناء موسم الحج.
يشتمل هذا الدليل على إرشادات عملية ونصائح أمنية مبسطة تساعد الحجاج على حماية بياناتهم الشخصية وتجنب الوقوع ضحايا لعمليات النصب والاحتيال الرقمي، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية في إنجاز معاملات الحج، مثل إصدار التصاريح، والحصول على الخدمات اللوجستية، والتواصل عبر التطبيقات الرسمية.
تمت ترجمة الدليل إلى 16 لغة، من بينها «العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والماليزية والأردية»، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، وضمان استيعابهم للمفاهيم الأساسية للأمن السيبراني.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شاملة للمملكة لتعزيز سلامة الحجاج من كل المخاطر، ليس فقط على المستوى الصحي والتنظيمي، بل أيضًا في عالم الإنترنت الرقمي، لتوفير بيئة حج آمنة ومتطورة تضمن راحة ضيوف الرحمن وتركيزهم الكامل على أداء مناسكهم بكل طمأنينة.
إرشادات التوعوي للحجاج- أمن التطبيقات
من المهم أن يقوم الحاج أو المعتمر بتثبيت التطبيقات الرسمية فقط من المتاجر الموثوقة مثل متجر Google Play أو App Store، والابتعاد عن الروابط العشوائية أو الرسائل التي توصي بتطبيقات غير معروفة. التطبيقات غير الرسمية قد تحتوي على برمجيات خبيثة يمكنها سرقة البيانات الشخصية أو تتبع تحركات المستخدم دون علمه.
- التحديثات الأمنية
ينبغي التأكد من تحديث نظام التشغيل والتطبيقات بشكل دوري، فالتحديثات لا تقدم فقط ميزات جديدة، بل تحتوي على إصلاحات أمنية تغلق الثغرات التي يمكن للقراصنة استغلالها، وحذر الدليل من تجاهل التحديثات الأمر الذي يجعل الجهاز عرضة للهجمات السيبرانية.
- التحقق الثنائي
تفعيل خاصية التحقق بخطوتين (Two-Factor Authentication) يضيف طبقة أمان إضافية للحسابات الرقمية، حيث لا يكتفي النظام بكلمة المرور فقط، بل يطلب رمزا يرسل إلى الهاتف أو البريد الإلكتروني، هذا الإجراء يقلل بشكل كبير من احتمالية اختراق الحسابات حتى لو تم تسريب كلمة السر.
- كلمات المرور الآمنة
ينبغي استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة تحتوي على حروف كبيرة وصغيرة، أرقام، ورموز. كما ينصح بعدم استخدام نفس كلمة المرور لأكثر من حساب، وعدم تدوينها في أماكن مكشوفة أو مشاركتها مع الآخرين، كما ينبغي تغيير كلمات المرور بشكل دوري حيث يُقلل ذلك من فرص تعرض الحساب للاختراق.
- الهندسة الاجتماعية والتصيد
الهجمات الإلكترونية لا تعتمد دائمًا على التقنية، بل على خداع المستخدم نفسه، فيجب توخي الحذر من الرسائل التي تطلب معلومات شخصية أو مالية، أو التي تحتوي على روابط مجهولة، حيث يستخدم كثير من المحتالين أسماء جهات حكومية أو دينية لإقناع الضحية بالنقر على الروابط أو تسليم معلوماتهم.
-التصفح الآمن
ينبغي تجنب تصفح المواقع غير الموثوقة أو تحميل الملفات من مواقع مشبوهة، خاصةً إذا لم يكن هناك بروتوكول الأمان HTTPS في بداية رابط الموقع، كما يفضل عدم استخدام شبكات Wi-Fi العامة المفتوحة في الأماكن العامة لإجراء عمليات حساسة مثل الدخول إلى الحسابات البنكية أو تعبئة بيانات شخصية.
-النسخ الاحتياطي
ينصح دائمًا بعمل نسخ احتياطي منتظم للبيانات المهمة سواء على جهاز الحاسوب أو الهاتف المحمول. في حال تعرض الجهاز للاختراق أو التلف، يمكن استعادة البيانات بسهولة، ويفضل استخدام خدمات التخزين السحابي الآمنة أو نقل البيانات إلى قرص خارجي.
اقرأ أيضاً«الحج السعودية» تجري محاكاة لتفويج 215 ألف حاج إلى جسر الجمرات خلال 120 دقيقة
آخر أفواج الحج البري يغادرون إلى الأراضي المقدسة عبر ميناء نويبع
من الإحرام إلى الطواف.. تعرف على مناسك الحج بالترتيب