صحيفة الجزيرة:
2025-06-06@02:08:12 GMT

هكذا.. تولد البهجة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

هكذا.. تولد البهجة

وجدان الفهيد
في عالم يغمره الأسمنت، يعلو في دواخلنا حنين عميق إلى الأرض الأولى، إلى رقعة خضراء تتنفس الحياة، نسيم وديع يحلق بنا خارج صخب المدن الأسمنتية. هذا الشوق ليس ضربًا من الرومانسية العابرة، بل حاجة دفينة تسكن أعماقنا، همسة خافتة تستدعي إنسانيتنا من غفوتها.
الطبيعة ليست مجرد فسحة نلوذ إليها، بل هي امتداد حقيقي لروحنا، مرآة صافية نرى فيها أنفسنا على حقيقتها.

ومن هنا وُلدت “بهجة”، مشروع وطني يحمل في اسمه وعدًا بالسعادة، وفي رؤيته طموحًا يتجاوز التجميل إلى الأنسنة.. حلم مشترك، يسعى إلى أن يحول مدننا إلى نبض أخضر، وأماكن تحتضن الروح.
منذ القدم كانت العلاقة بين الإنسان والطبيعة علاقة تعكس احتياجاته النفسية للسلام والراحة.. واليوم تأتي “بهجة” لتعيد إحياء هذا الترابط من خلال تصميم حدائق تُشعر الإنسان بالانتماء، وتحاكي احتياجاته العاطفية والعقلية.. فقد أثبتت الدراسات النفسية أن قضاء الوقت في الطبيعة يقلل من مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 60%، ويعزز من الإبداع والشعور بالسعادة.
حين تتحدث عن “أنسنة المدن” فأنت تشير إلى إعادة تصميم المساحات الحضرية بطريقة تركز على الإنسان واحتياجاته الحقيقية بدلاً من الأولوية للبنية التحتية فقط. “بهجة” تعكس هذا المفهوم بامتياز، إذ قامت بتحويل الحدائق إلى منصات اجتماعية وثقافية، تعزز التفاعل الإنساني. أماكن نستطيع فيها أن نقرأ، نتأمل، نضحك ونشعر بالحياة.
وفقًا لدراسة أجريت في جامعة ستانفورد، فإن المشي في المساحات الخضراء يحسّن من نشاط الدماغ المرتبط بالتحليل الإيجابي، ويقلل من التفكير السلبي المتكرر، لذلك فإن مشاريع مثل “بهجة” ليست رفاهية، بل هي استثمار في الصحة النفسية والاجتماعية للمجتمع.
من يتابع مشاريع وزارة البلديات والإسكان يدرك تمامًا أنها تمتلك رؤية متفردة، تضع الإنسان في قلب التخطيط العمراني. من مشاريع تطوير الأحياء السكنية إلى “بهجة” نجد إصرارًا على تعزيز جودة الحياة، واستعادة الروح المجتمعية التي قد تندثر في ظل صخب الحياة المعاصرة.
“بهجة” فلسفة تهدف إلى بناء مدن تنبض بالحياة، يعيش فيها الإنسان بتوازن بين العمل والاستمتاع بالطبيعة. هذا المشروع يسعى لخلق بيئة تشعرنا بأننا جزء من منظومة طبيعية متناغمة، ويعيد إلينا قيمنا التي تجعلنا أكثر إنسانية ورحمة تجاه أنفسنا والآخرين.
ومع نجاح “بهجة” نحن أمام تجربة فريدة يجب أن تحتذى، تلهمنا بأن المدن ليست فقط أماكن نعيش فيها، بل فضاءات تشعرنا بالجمال.
لنكن جميعًا جزءًا من هذه الرحلة، ونساهم في جعل مدننا أكثر بهجة وأنسنة لأن “بهجة” زراعة للأمل، للألفة، ولإنسانية لا تموت.
“بهجة” فلسفة تعيد تعريف العلاقة بيننا وبين العالم من حولنا.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية ليست أعمالاً فردية

الأمم المتحدة: قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية ليست أعمالاً فردية

مقالات مشابهة

  • الفوالة تدخل البهجة على أطفال الأسر المتعففة
  • «العيدية».. رمز البهجة وروح العطاء
  •  Ooredooتتمنى للشعب الجزائري عيد أضحى مبارك
  • الأمم المتحدة: قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية ليست أعمالاً فردية
  • حلويات العيد في حمص… تقليد يحمل البهجة ويرتبط بتراث الأجداد
  • كتارا تحتفل بعيد الأضحى بباقة من الفعاليات الثقافية والترفيهية
  • جهاز قطر للاستثمار ومشيرب العقارية يوقعان شراكة استراتيجية لدعم مشاريع التنمية الحضرية المستدامة
  • خطة أمنية جديدة.. الأنبار تُخرج العسكر من المدن في العيد
  • رتيبة النتشة عن جرائم إسرائيل: استخدام الجوع كسلاح أبشع أنواع الحروب النفسية والبدنية|فيديو
  • كيف تحول الموسيقى والفن إلى علاج لتعزيز الصحة النفسية في العراق؟