أبو حمزة يحذر من كثافة القصف الصهيوني في الساعات الأخيرة على حياة الأسرى
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
وقال أبو حمزة في تغريدة له عبر قناته عبر التيليغرام "على أهالي أسرى العدو أن تطالب الجيش الاسرائيلي بوقف قصف الساعات الأخيرة، الذي يكون سبباً في قتل أبناءكم ،أثناء قيام المقاومة بالترتيبات الميدانية النهائية لإطلاق سراحهم".
وتابع ابو حمزة " كثافة القصف الإسرائيلي تذهب بنا نحو مسارين ، أولهما أن تستقبل عائلات الأسرى الصهاينة أبناءها في توابيت، أو في البيوت وخيار الساعات الأخيرة بيد الجيش الاسرائيلي وحده".
وأعلنت رئاسة الوزراء القطرية مساء الأربعاء الماضي نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، على أن يبدأ تنفيذ بنوده يوم الأحد.
ويقضي الاتفاق في مرحلته الأولى التي تمتد 42 يوما وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإفراج المقاومة عن 33 أسيرا إسرائيليا من قطاع غزة -بين أحياء وجثامين- مقابل إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، بينهم نحو 300 من المحكومين بالمؤبد.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
العالم في القاهرة.. كواليس الساعات الأخيرة في شرم الشيخ
في القاهرة، التي طالما كانت مسرحًا للتاريخ، عاد المشهد من جديد، المدينة التي شهدت توقيع «كامب ديفيد» قبل نصف قرن، تستعد اليوم لتوثيق اتفاق جديد، لا يقلّ خطورة ولا رمزية. هذه المرة ليست بين دولتين فقط، بل بين واقعٍ عربيٍ مشتعلٍ وأملٍ دوليٍ مترددٍ في السلام.
في شرم الشيخ، المدينة الهادئة التي تتحوّل كل عقدٍ إلى مركز القرار، تدفّق قادة العالم فجأة، وكأنّهم يسيرون على صفيحٍ من نار. كل وفد يحمل أجندة، وكل رئيسٍ يحمل روايته الخاصة لما يجب أن يُكتب في الوثيقة التي ستحمل اسم «اتفاق غزة».
المرحلة الأولى.. بنود غير مُعلنةلم تُكشف بعد كل بنود الاتفاق، لكن المؤكد أن المرحلة الأولى ليست سوى وقف مؤقت للنزيف. تتضمن تفاهمات حول إعادة الإعمار، وضمانات أمنية بإشرافٍ مصري وأمريكي، وممرٍّ إنساني دائم من رفح، مع ترتيبات غامضة حول من سيُدير القطاع بعد وقف النار. تسريبات من مصادر أوروبية تحدثت عن «نقطة اشتعال» داخل الغرف المغلقة: من يوقّع عن الجانب الفلسطيني؟ هل هي السلطة في رام الله، أم ممثل من «حماس» يحضر بغطاء عربي؟ سؤال واحد أربك الجلسات الأولى وأجّل لحظة التوقيع أكثر من مرة.
كواليس المفاوضات.. صراع الكلمات لا البنادقداخل أروقة فندق المؤتمرات المطل على خليج نعمة، بدا التفاوض أكثر توترًا من جبهة القتال. الوفد الأمريكي بقيادة وزير الخارجية أصرّ على «لغة ناعمة» في البند الأمني، بينما دفع الوفد المصري إلى صيغة أكثر استقلالًا تضمن عدم تحوّل غزة إلى ساحة مراقبة دولية دائمة. القطريون لعبوا دور «الوسيط المالي» كعادتهم، والأتراك بدوا غائبين رغم الحضور، وكأنّهم يراقبون بعيونٍ لا صوت لها. أما الوفد الفرنسي فجاء مسلّحًا بورقة مطلبٍ واضحة: أن تُرفع الوثيقة فور توقيعها إلى مجلس الأمن لاعتمادها كوثيقة دولية تحت مظلة الأمم المتحدة. الرئيس الفرنسي لم يُخفِ قلقه من أن تتحوّل الاتفاقية إلى «هدنة قابلة للاشتعال»، لذلك أصرّ أن تُضاف فقرة تضمن «المساءلة الدولية في حال الخرق»، وهو ما رفضه الوفد الإسرائيلي بشدّة، مدعومًا من واشنطن.
حكايات الساعات الأخيرة قبل التوقيعفي الليلة الأخيرة، قبيل الفجر بساعات، ساد صمت ثقيل في ممرات الفندق. المفاوض الفلسطيني المكلّف خرج من قاعة الاجتماعات وعيناه تُشيحان عن الكاميرات. لم يكن يريد أن يُعلن أنه سيوقّع، لكنه أيضًا لا يملك رفاهية الرفض. القاهرة كانت واضحة: «من يرفض اليوم، سيُترك وحيدًا غدًا». عند الثالثة فجرًا، وصلت رسالة عاجلة من مبعوث الأمم المتحدة إلى مكتب وزير الخارجية المصري، مضمونها أن «المجتمع الدولي ينتظر الصيغة النهائية قبل الظهر»، وإلا سيتحول الاتفاق إلى مبادرة مؤجلة. عندها فقط تحركت العقول لا القلوب. تم الاتفاق على الصياغة النهائية عند السابعة صباحًا، بعد تعديل فقرتين تتعلقان بـ «الضمانات الأمنية» و«إعادة الانتشار»، وتم تحديد أن يوقّع عن الجانب الفلسطيني ممثلٌ توافقي برعاية الجامعة العربية، لتجنّب أيّ شرخ داخلي.
بين القاهرة وشرم الشيخ.. رسائل السياسة والواقعالقاهرة في هذه اللحظة لا تبحث عن مجدٍ دبلوماسي جديد، بل عن تثبيت موقعها كـ «العاصمة التي لا تنام حين تشتعل المنطقة»، حضور قادة العالم في شرم الشيخ لم يكن مجاملة، بل اعترافًا بأن مفتاح التهدئة في يدها، وأنّ الطريق إلى غزة لا يمرّ عبر تل أبيب أو الدوحة بل عبر النيل. ورغم كل مظاهر التفاهم، فإنّ الخلافات العميقة لم تنتهِ. فبين لغة العواصم وألم الميدان فجوةٌ يصعب ردمها. الاتفاق قد يُوقَّع، لكنّ الروح التي تُنقذ الأوطان لا تُكتب بالحبر، بل بالإرادة.
انعكاسات الاتفاق.. إعادة ترتيب المشهد الإقليمياتفاق شرم الشيخ، إذا ما صمد، لن يكون مجرد وقف إطلاق نار، بل بداية مرحلة جديدة في ميزان الشرق الأوسط. مصر استعادت مركز الثقل الذي تراجع لعقود، وأكدت أن دبلوماسيتها الصامتة قادرة على جمع الأضداد دون ضجيج. إسرائيل خرجت بوجهٍ متعب رغم انتصارها الإعلامي، فهي تدرك أن كل هدنة طويلة تُقيد ذراعها الاستراتيجي في غزة. أما تركيا وقطر، فوجدتا نفسيهما في موقع المراقب أكثر من الفاعل، بعدما احتكرت القاهرة زمام المبادرة بدعمٍ خليجي صامت. إيران من جانبها تقرأ المشهد بقلقٍ متزايد، إذ تخشى أن تُترجم التفاهمات الجديدة إلى تضييق على نفوذها في المنطقة، خاصة في ظل توافق عربي- أمريكي غير معلن. يبقى السؤال الأهم: هل يكفي الاتفاق لصناعة سلامٍ دائم، أم أنّ شرم الشيخ ستُضيف إلى ذاكرتها اتفاقًا آخر يذوب مع الزمن؟ الإجابة لا تزال معلقة بين ضجيج البنادق وصمت الوثائق.. .بين واقعٍ يئنّ، وعالمٍ ما زال يبحث عن سلامٍ لا يشبه سراب الصحراء.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي وترامب يعقدان مباحثات بعد ظهر اليوم في شرم الشيخ
اليوم.. انطلاق قمة «شرم الشيخ للسلام» لإنهاء حرب غزة
شرم الشيخ.. منصة مصر الدائمة للحوار والسلام