رأى خبراء فلسطينيون أن اليوم الأول من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رسخ معادلات جديدة، وأكدوا أن اليوم التالي للحرب سيكون فلسطينيا بامتياز.

وقال المحلل السياسي عمر عساف، إن "المقاومة الفلسطينية هي صاحبة اليد العليا قبل وبعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

بينما رأى الخبير سليمان بشارات، أن الظهور العلني لمقاتلي حماس دليل فشل "إسرائيل" في القضاء على الحركة.




فيما رجح الباحث بالشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع، أن تلجأ "إسرائيل" للتصعيد في الضفة الغربية المحتلة، لتغطية فشلها بغزة.

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل"، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

اليد العليا للقسام
في السياق، قال المحلل السياسي عمر عساف، إن اليوم الأول من وقف إطلاق النار "ثبّت عدة معادلات، أولها أن للمقاومة الفلسطينية اليد العليا قبل وبعد الطوفان (7 أكتوبر 2023) لأن من ادعى أنه يسعى لتدمير المقاومة والقضاء عليها لم يستطع فعل شيء مما يقول".

وأضاف عساف، أن المعادلة الثانية "تولد شعور لدى أبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة قد أثبتت حضورها، وأفشلت كل ما يسعى له الاحتلال، وبالتالي ازداد التفافه حولها في مشهد يخلق اهتزازا لدى كيان الاحتلال".

وفي قراءته لمجريات اليوم الأول، قال عساف، إنها "أثبتت أن اليوم التالي في قطاع غزة سيكون يوما فلسطينيا مقاوما بامتياز".

وأردف: "المقاومة عادت قوتها الإقليمية والدولية، حتى بات العالم كله يجلس على الطاولة ينتظر جوابها في كل صغيرة وكبيرة".

كما رأى أن "القضية الفلسطينية خرجت من متاهات الحل التصفوي وسياسة الاستجداء، وحظيت بدَفعة للأمام جراء إنجازات المقاومة، وهي اليوم تتحدث للعالم كله عن القضية الفلسطينية".

أما الباحث السياسي سليمان بشارات، فأشار إلى "الرغبة الإسرائيلية في عدم إتمام الاتفاق، وهذا كان واضحا في تصعيد المواقف وتوتيرها".

وصباح الأحد، قصف الجيش الإسرائيلي مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 14 فلسطينيا وإصابة عشرات، متذرعا بتأخر تسليم قائمة الأسيرات المرتقب الإفراج عنهن، وهو ما بررته حركة حماس بأسباب "فنية ميدانية".

بشارات، لفت إلى "بروز دور الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) وجديتهم في إنجاح الاتفاق وصولا إلى مراحل التنفيذ".

وأكد أن "حرب الإبادة الإسرائيلية فشلت في القضاء على المقاومة وحركة حماس"، داعما قوله بـ "الظهور العلني لمقاتلي حماس وما رافقه من تجهيزات خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاثة، ما يدلل على أن الحركة ما زال لديها من القدرة البنيوية والإدارية والتنظيمية ما يؤهلها لإدارة الملفات الحساسة".

كما أوضح أن "حماس ما زالت تحتفظ بمقدراتها، وهو عنوان للفشل الإسرائيلي في هذه الحرب، وسيخلق جدلا كبيرا في الداخل الإسرائيلي".

خطاب أبو عبيدة
وعن خطاب أبو عبيدة، متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعد الإفراج عن الأسيرات، قال بشارات، إنه "يؤشر إلى رغبة في إنجاح الاتفاق وعدم السماح بالعودة مرة أخرى إلى الحرب، وهذا ربما يعطي انطباعا بأن أي عقبات مستقبلية يمكن تجاوزها من خلال التفاهم مع الوسطاء أو بضمانات الوسطاء إلى حد بعيد".

وأضاف أن "كل الأطراف التي دفعت إلى الاتفاق معنية إلى حد كبير في استكمال المرحلة الأولى منه وصولا إلى اليوم 42، وهذا لا يعني عدم وجود خروقات أو منغصات أو محاولات لإعادة بعثره الأوراق خصوصا من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".

ورجح بشارات، أن يشكل "الشارع والمجتمع الإسرائيلي عقبة كبيرة أمام عودة الجيش الإسرائيلي إلى الحرب والمواجهة".

وأضاف أن "مشاهد الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات وتلهف الشارع الإسرائيلي لاستقبالهن يعطي انطباعا واضحا أن العودة للحرب لن تكون سهلة".

يأتي ذلك بينما قالت هيئة البث العبرية الرسمية، الأحد، إن حركة حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات الثلاثة اللواتي أفرجت عنهن ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وخلال عملية التسليم، ظهرت الأسيرات الإسرائيليات بحالة جيدة، بعكس أسرى فلسطينيين سبق أن أفرجت "إسرائيل" عنهم، إذ بدت عليهم علامات التعذيب والتنكيل والتجويع، فيما خرج بعضهم وسط حالة نفسية منهارة

تصعيد محتمل بالضفة
بدوره قال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع، إن "اتفاق وقف إطلاق النار شكل حدثا كبيرا أثار جدلا في إسرائيل، وتساؤلات عما فعله الجيش في القطاع على مدى أكثر من 470 يوما".

وأضاف أبو السباع: "الجيش الإسرائيلي دخل قطاع غزة في حرب برية هي الأطول في تاريخ إسرائيل، حيث خسرت فيها مئات الضباط والجنود، واليوم يدور الحديث داخليا عن خسارة المعركة".

وقال إن "الجدل يتعلق بكون إسرائيل دولة قوية نووية تخشاها الدول وربما الشرق الأوسط، وذات علاقات اقتصادية قوية مع قوى كبرى، لكنها عجزت في القضاء على حركة حماس المحاصرة في قطاع غزة منذ 18 عاما".

وأشار إلى أن "ظهور مسلحي القسام العلني فور بدء الهدنة أثبت صعوبة القضاء على حماس، بل إن الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن نصر مدو لحماس وعن رفع إسرائيل الراية البيضاء أمامها".

وعن اليوم التالي للحرب في إسرائيل، أشار أبو السباع، إلى "استعداد المعارضة لتوفير شبكة أمان لحكومة نتنياهو إذا اقتربت من الانهيار، لكن المعارضة تصر على محاسبة كل من قصر في 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك نتنياهو وقادة الجيش"، وفق تقديره.

كما رجح أن "إخفاق الجيش الإسرائيلي في غزة سيقابله تغول في الضفة الغربية المحتلة، لصرف الأنظار عن فشله في غزة".

وأكد أبو السباع، أن "تدهور الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين يتجلى في دباباتهم المدمرة، وكثير من أسرار الحرب وجحيم غزة".



وخلص إلى أن "اليوم التالي للحرب هو للمقاومة في غزة، وإسرائيليا يكون في بدء انتقاد الحكومة التي يبيع رئيسها تصريحات غير واقعية، بينما فشل في تحقيق ما توعد به كإنهاء حماس واحتلال غزة".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة اليوم التالي القسام غزة القسام اليوم التالي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار الیوم التالی فی قطاع غزة القضاء على أبو السباع أن الیوم فی غزة

إقرأ أيضاً:

العدو الإسرائيلي يصدر أوامر اعتقال إداري بحق 35 أسيراً فلسطينياً

الثورة نت /..

أصدرت سلطات العدو الإسرائيلي وجددت، اليوم الأحد، أوامر اعتقال إداري بحق 35 أسيرًا فلسطينيًا من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، ولعدة شهور.

وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي مشترك، قائمة بأسماء 35 معتقلاً صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري؛ تراوحت بين أوامر جديدة وأوامر تجديد.

وما يسمى “الاعتقال الإداري” هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، ودون السماح للمعتقل أو لمحاميه بمعاينة المواد الخاصة بالأدلة، في خرق واضح وصريح لبنود القانون الدولي الإنساني، لتكون “إسرائيل” هي الجهة الوحيدة في العالم التي تمارس هذه السياسة، بحسب وكالة “سند” للأنباء.

وتتذرع سلطات العدو الصهيوني وإدارة السجون بأن المعتقلين الإداريين لهم “ملفات سرية” لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.

وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون العدو الإسرائيلي حتى بداية نوفمبر الجاري، أكثر من 9250 أسيرًا ومعتقلًا، بينهم 3368 رهن الاعتقال الإداري، وذلك خلافاً عن عدد كبير من المعتقلين من قطاع غزة في معسكرات العدو.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل مسلحين اثنين شمال قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 40 مقاوما في أنفاق رفح
  • العدو الإسرائيلي يصدر أوامر اعتقال إداري بحق 35 أسيراً فلسطينياً
  • بينهم قائد كتيبة.. إسرائيل تعلن استهداف عدد من مقاتلي رفح المحاصرين
  • دبلوماسي: رفض إسرائيل للسلطة الفلسطينية يجمد المرحلة الثانية من خطة إدارة غزة
  • كشفت العقبات - صحيفة: "حماس" تشعر بعجز الوسطاء عن الضغط على إسرائيل
  • 70 ألف شهيد حصيلة جديدة لحرب الإبادة الصيهونية على غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شابًا فلسطينياً في القدس
  • حماس تتهم الجيش الإسرائيلي بتكثيف القصف على قطاع غزة
  • حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد الاحتلال وتعزيز التضامن مع قضيتنا