«ندوة الثقافة والعلوم» تناقش كتاب «محمد سعيد الملا.. سيرة مشرقة»
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة لمناقشة كتاب «محمد سعيد الملا سيرة مشرقة في تاريخ الإمارات المعاصر»، بحضور محمد سعيد الرقباني، وعبدالله المزروعي، وعبدالغفار حسين، وقاسم سلطان البنا، وعلي العويس، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، وجمع غفير من محبي وأسرة الراحل. وشارك في الجلسة معالي محمد أحمد المر، ومعالي أحمد حميد الطاير، وعائشة محمد سعيد الملا، والباحث مؤيد الشيباني.
وأدارها علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، الذي أكد أن الجلسة تتناول سيرة شخصية استثنائية عصامية، قدمت نموذجاً فريداً في العمل الوطني وفي بناء الإدارات والشخصيات، وأصبحت نموذجاً لكل الأجيال، شخصية لا تؤمن بالفشل، وتقول إنك إذا قبلت الفشل، فإن الفشل سينجح وأنت من يخسر.
ولد معالي محمد سعيد الملا في منطقة الشندغة بدبي عام 1927، نشأ يتيم الأب وتربى عند والدته التي أحسنت تربيته، وعمل في البدايات في التجارة، كما عمل في مجلس تخطيط أبوظبي، وكلف في أول تشكيل وزاري عام 1971 بالعمل وزير دولة لشؤون الاتحاد والخليج، ووزارة الكهرباء بالوكالة، وفي التشكيل الوزاري الثاني عام 1973 والثالث عام 1977 والرابع 1979 والخامس 1990، عين وزيراً للمواصلات وبعدها تفرغ لأعماله الخاصة.
أشار معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، إلى الخلفية الاجتماعية لمحمد سعيد الملا، الذي كان فقده لوالده مبكراً تحدياً ودافعاً للتغلب على صعوبات الحياة، فقد نشأ في أسرة مترابطة، محاطاً بعائلات احتوته وخلقت حميمية في علاقاته ولحمة مجتمعية حوله، وقد كان ثاني بن عبدالله الرميثي، وعلي بن عبدالله العويس، هما من لعبا دور الأب في توجيهه والأخذ بيده للبدء في الحياة التجارية، حيث كان يمتلك منذ بدايته ذلك الحس التجاري الناجح.
وأضاف المر أن محمد سعيد الملا كان متحدثاً بارعاً، وكان شخصية محببة لكل من حوله، تاجر في السيارات والذهب، وأنشأ فنادق، وساهم في تأسيس بنك دبي الوطني ووزارة الكهرباء والمواصلات، وقد تولد وعيه من المعرفة والكتب والمجلات التي تأتي من مصر ولبنان.
وأكد المر أن تميز محمد سعيد الملا في لم يركز على التجارة فقط، ولكنه دخل معترك العمل العام والسياسي، وشارك في أوائل الحكومات الاتحادية، وأسس وأنشأ وطور وزارة المواصلات وأدارها بمهنية ونزاهة، رغم بساطة البدايات، إلا أنه كان يتعلم من مختلف التجارب ممن حوله محلياً وعربياً، إضافة إلى وطنيته وغيرته على الوطن.
وعلى المستوى العام أنشأ ثاني فندق في الإمارات، وثاني مركز تجاري، ومستشفىً فخماً، وكثيراً من الأعمال، رغم كثير من العثرات التي اعترضت مسيرته.. وقد تعرض لعدة أزمات صحية، ولكنه لم ينعزل مجتمعياً وكان مساهماً في كثير الأعمال، محباً للحياة والاختلاط بالآخرين، وهو ما جعله متيقظاً ذهنياً حتى لحظاته الأخيرة.
وأكد المر أن الخسارة الحقيقية هي عدم توثيق مسيرة محمد سعيد الملا أثناء حياته وتسجيل الكثير من الذكريات والأحداث، التي تشكل نموذجاً ناجحاً في تاريخ الإمارات، سواء شخصيات أو أحداث.
واستهل معالي أحمد حميد الطاير مشاركته بمقولة ابن خلدون «الأيام الصعبة تخرج رجالاً أقوياء.. والرجال الأقوياء يصنعون الرخاء»، مشيراً إلى أن هذا القول ينطبق على الراحل محمد سعيد الملا الذي فقد والده وهو في الثانية من عمره، واقترن اليتم بحالة الفقر التي مرت على مجتمع الإمارات في ذلك الوقت بعد انهيار تجارة اللؤلؤ وفترة ما بين الحربين العالميتين.
وذكر معاليه أن الملا عهد مجالس الحكام وهو في مقتبل عمره، وكان دائماً في مجلس الشيخ سعيد بن مكتوم، وكان يستذكر تلك المجالس باستمرار، مستفيداً من أحاديث القوم وأحداث المنطقة.
وأوضحت عائشة محمد سعيد الملا أن والدها ترك إرثاً إنسانياً عظيماً، وقالت إن علاقة والدها بأبنائه كانت علاقة مميزة، وإنها كانت مرتبطة بوالدها، تعرف الكثير عن تاريخه وطفولته وما مر به من مواقف، من خلال أحاديثها مع جدتها «مريم» التي كانت تعيش في كنفها منذ طفولتها.
وقالت عائشة إن والدها كان يهتم بالاطلاع والقراءة، ويحث جميع أبنائه على القراءة واقتناء الكتب لأنه كان قارئاً نهماً، وكان محباً للتصوير ولديه الكثير من الكاميرات والصور الفريدة. وأكدت في الختام أن والدها رغم كثرة أسفاره وأعماله، إلا أنه كان حريصاً على التواجد الدائم مع العائلة وفي مختلف الأماكن والمناسبات.
وأشار الباحث مؤيد الشيباني، مؤلف الكتاب، إلى أن الكتاب يضم سيرتين، السيرة الشخصية لمحمد سعيد الملا، وسيرة المكان. وأضاف الشيباني أن محمد سعيد الملا وجيله يمثلون معارف مفتوحة على فضاءات واسعة من الاحتكاكات والمواكبة والرؤى، كلاً في موقعه، دون زيادة أو نقصان. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة تاريخ الإمارات الإمارات
إقرأ أيضاً:
مكتوم بن محمد يلتقي رئيس مجلس إدارة “دويتشه بنك” العالمي
التقى سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، رئيس مركز دبي المالي العالمي، في مكتب سموّه اليوم ، ألكسندر ويناندتس، رئيس مجلس إدارة “دويتشه بنك”، أحد أكبر وأعرق المصارف في العالم.
وأعرب سموّه خلال اللقاء عن تقديره لعلاقات التعاون المثمرة بين دولة الإمارات والبنك العالمي الرائد.
تناول اللقاء نشاط البنك وما يقدمه من خدمات متكاملة على مستوى دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا انطلاقاً من مقره في مركز دبي المالي العالمي، والتي تشمل الخدمات المصرفية الاستثمارية، وإدارة الأصول، وإدارة الثروات الخاصة، والخدمات المصرفية للمعاملات الدولية.
وأشار سموّه إلى التطور الكبير والنمو السريع الذي يشهده القطاع المالي والمصرفي في دولة الإمارات مدفوعاً بتبنّي الابتكار المالي وتسريع معدلات التحوّل الرقمي، ما يفتح المجال رحباً أمام القطاع المصرفي العالمي للاستفادة من المزايا التنافسية القوية التي تتمتع بها الدولة من عمليات حوكمة تتبع أرقى المعايير العالمية، وبيئة تنظيمية وتشريعية داعمة للأعمال، وبنية تحتية تُعد من الأفضل على مستوى العالم.
وتطرّق اللقاء إلى دور دبي الرائد كأحد أبرز المراكز المالية والاستثمارية على مستوى العالم، وجهة جذب رئيسية لرؤوس الأموال والمؤسسات المالية العالمية في ضوء التزام الإمارة بتوفير كافة الممكنات الداعمة لنمو وتوسّع المؤسسات المصرفية والمالية المحلية والدولية، وبما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 والرامية إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي لدبي وجعلها واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2033.
حضر اللقاء معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية، ومعالي هلال سعيد المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وسعادة عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، وسعادة هشام عبدالله القاسم، نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني.
يُذكر أنّ “دويتشه بنك” يُعد من البنوك العالمية العريقة إذ يعود تأسيسه إلى العام 1870، وينتشر البنك في 56 دولة بطاقم عمل ضخم يضم قرابة 90 ألف موظف في مختلف فروعه حول العالم.
ويدير البنك أصولاً بقيمة نحو 1.054 تريليون يورو، كما يدير ثروات تقدر بنحو 675 مليار يورو، وذلك حتى نهاية الربع الثالث من عام 2025، في حين حقق البنك نمواً بلغ 4% في صافي إيراداته عام 2024 لتبلغ 30.1 مليار يورو.وام