«ندوة الثقافة والعلوم» تناقش كتاب «محمد سعيد الملا.. سيرة مشرقة»
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة لمناقشة كتاب «محمد سعيد الملا سيرة مشرقة في تاريخ الإمارات المعاصر»، بحضور محمد سعيد الرقباني، وعبدالله المزروعي، وعبدالغفار حسين، وقاسم سلطان البنا، وعلي العويس، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، وجمع غفير من محبي وأسرة الراحل. وشارك في الجلسة معالي محمد أحمد المر، ومعالي أحمد حميد الطاير، وعائشة محمد سعيد الملا، والباحث مؤيد الشيباني.
وأدارها علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، الذي أكد أن الجلسة تتناول سيرة شخصية استثنائية عصامية، قدمت نموذجاً فريداً في العمل الوطني وفي بناء الإدارات والشخصيات، وأصبحت نموذجاً لكل الأجيال، شخصية لا تؤمن بالفشل، وتقول إنك إذا قبلت الفشل، فإن الفشل سينجح وأنت من يخسر.
ولد معالي محمد سعيد الملا في منطقة الشندغة بدبي عام 1927، نشأ يتيم الأب وتربى عند والدته التي أحسنت تربيته، وعمل في البدايات في التجارة، كما عمل في مجلس تخطيط أبوظبي، وكلف في أول تشكيل وزاري عام 1971 بالعمل وزير دولة لشؤون الاتحاد والخليج، ووزارة الكهرباء بالوكالة، وفي التشكيل الوزاري الثاني عام 1973 والثالث عام 1977 والرابع 1979 والخامس 1990، عين وزيراً للمواصلات وبعدها تفرغ لأعماله الخاصة.
أشار معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، إلى الخلفية الاجتماعية لمحمد سعيد الملا، الذي كان فقده لوالده مبكراً تحدياً ودافعاً للتغلب على صعوبات الحياة، فقد نشأ في أسرة مترابطة، محاطاً بعائلات احتوته وخلقت حميمية في علاقاته ولحمة مجتمعية حوله، وقد كان ثاني بن عبدالله الرميثي، وعلي بن عبدالله العويس، هما من لعبا دور الأب في توجيهه والأخذ بيده للبدء في الحياة التجارية، حيث كان يمتلك منذ بدايته ذلك الحس التجاري الناجح.
وأضاف المر أن محمد سعيد الملا كان متحدثاً بارعاً، وكان شخصية محببة لكل من حوله، تاجر في السيارات والذهب، وأنشأ فنادق، وساهم في تأسيس بنك دبي الوطني ووزارة الكهرباء والمواصلات، وقد تولد وعيه من المعرفة والكتب والمجلات التي تأتي من مصر ولبنان.
وأكد المر أن تميز محمد سعيد الملا في لم يركز على التجارة فقط، ولكنه دخل معترك العمل العام والسياسي، وشارك في أوائل الحكومات الاتحادية، وأسس وأنشأ وطور وزارة المواصلات وأدارها بمهنية ونزاهة، رغم بساطة البدايات، إلا أنه كان يتعلم من مختلف التجارب ممن حوله محلياً وعربياً، إضافة إلى وطنيته وغيرته على الوطن.
وعلى المستوى العام أنشأ ثاني فندق في الإمارات، وثاني مركز تجاري، ومستشفىً فخماً، وكثيراً من الأعمال، رغم كثير من العثرات التي اعترضت مسيرته.. وقد تعرض لعدة أزمات صحية، ولكنه لم ينعزل مجتمعياً وكان مساهماً في كثير الأعمال، محباً للحياة والاختلاط بالآخرين، وهو ما جعله متيقظاً ذهنياً حتى لحظاته الأخيرة.
وأكد المر أن الخسارة الحقيقية هي عدم توثيق مسيرة محمد سعيد الملا أثناء حياته وتسجيل الكثير من الذكريات والأحداث، التي تشكل نموذجاً ناجحاً في تاريخ الإمارات، سواء شخصيات أو أحداث.
واستهل معالي أحمد حميد الطاير مشاركته بمقولة ابن خلدون «الأيام الصعبة تخرج رجالاً أقوياء.. والرجال الأقوياء يصنعون الرخاء»، مشيراً إلى أن هذا القول ينطبق على الراحل محمد سعيد الملا الذي فقد والده وهو في الثانية من عمره، واقترن اليتم بحالة الفقر التي مرت على مجتمع الإمارات في ذلك الوقت بعد انهيار تجارة اللؤلؤ وفترة ما بين الحربين العالميتين.
وذكر معاليه أن الملا عهد مجالس الحكام وهو في مقتبل عمره، وكان دائماً في مجلس الشيخ سعيد بن مكتوم، وكان يستذكر تلك المجالس باستمرار، مستفيداً من أحاديث القوم وأحداث المنطقة.
وأوضحت عائشة محمد سعيد الملا أن والدها ترك إرثاً إنسانياً عظيماً، وقالت إن علاقة والدها بأبنائه كانت علاقة مميزة، وإنها كانت مرتبطة بوالدها، تعرف الكثير عن تاريخه وطفولته وما مر به من مواقف، من خلال أحاديثها مع جدتها «مريم» التي كانت تعيش في كنفها منذ طفولتها.
وقالت عائشة إن والدها كان يهتم بالاطلاع والقراءة، ويحث جميع أبنائه على القراءة واقتناء الكتب لأنه كان قارئاً نهماً، وكان محباً للتصوير ولديه الكثير من الكاميرات والصور الفريدة. وأكدت في الختام أن والدها رغم كثرة أسفاره وأعماله، إلا أنه كان حريصاً على التواجد الدائم مع العائلة وفي مختلف الأماكن والمناسبات.
وأشار الباحث مؤيد الشيباني، مؤلف الكتاب، إلى أن الكتاب يضم سيرتين، السيرة الشخصية لمحمد سعيد الملا، وسيرة المكان. وأضاف الشيباني أن محمد سعيد الملا وجيله يمثلون معارف مفتوحة على فضاءات واسعة من الاحتكاكات والمواكبة والرؤى، كلاً في موقعه، دون زيادة أو نقصان. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة تاريخ الإمارات الإمارات
إقرأ أيضاً:
خلوة الجاهزية الرقمية تناقش النماذج المستقبلية وتعزيز التكامل
نظمت اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي الدورة الثالثة من خلوة الجاهزية الرقمية لحكومة دولة الإمارات، بمشاركة نحو 1000 قيادي ومسؤول حكومي في الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، وممثلي أهم الشركات الوطنية والعالمية، لمناقشة أبرز التطورات والنماذج الرقمية الحكومية المستقبلية، وحلول تعزيز التكامل الرقمي في خدمة المجتمع، وسبل تعزيز الجاهزية الحكومية في العصر الرقمي الجديد.
شهدت الخلوة إطلاق النسخة الثانية لتقرير حالة التحول الرقمي الحكومي في دولة الإمارات، الذي تناول منجزات التحول الرقمي في الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والقطاعات الحيوية، بما فيها الاقتصاد، والخدمات المالية، والموارد البشرية، والصحة، والتعليم، والمجتمع، والثقافة والشباب، وخدمات الجنسية والإقامة والشؤون الخارجية، والأمن والعدل، والبنية التحتية والطاقة والخدمات اللّوجستية، والبيئة.
أطلقت الخلوة برنامج قيادات التحول الرقمي من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية. وشهدت توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الرقمي عبر القطاعات، وعقد اجتماع رفيع للقيادات الرقمية في دولة الإمارات.
وهدفت خلوة الجاهزية الرقمية إلى تعزيز التكامل والتعاون الرقمي بين الجهات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا، واستعراض الحلول الرقمية الحكومية الرائدة في دولة الإمارات، وبحث التوجهات الرقمية العالمية المستقبلية، والنماذج الرقمية الناشئة وتكنولوجيا المستقبل المستدامة، واستشراف وتصميم مفاهيم جديدة للعمل الرقمي الحكومي ذي الأثر الإيجابي في المجتمع.
شراكة استراتيجيةونظمت الخلوة بشراكة استراتيجية مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وبالتعاون مع شركة e& شريك التحول الحكومي، وشركة «بريسايت» شريك التحول الرقمي، وبدعم «مايكروسوفت» و«سيرفيس ناو» شريكي تكنولوجيا الحكومات، في منصة تجمع القيادات الحكومية لتبادل التجارب والاطلاع على أفضل الممارسات في تعزيز الجاهزية والتنافسية الرقمية لحكومة دولة الإمارات.
لقاء استثنائيوأكدت عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، أن خلوة الجاهزية الرقمية لقاء استثنائي يجمع الوزراء والمسؤولين الحكوميين وقادة التحول الرقمي، والشركاء الاستراتيجيين من القطاع الخاص، ونخبة العقول والخبرات الحكومية من مختلف إمارات الدولة، وتمثل جهداً وطنياً تكاملياً هادفاً لتعزيز الجاهزية الرقمية الحكومية ومنظومة العمل الحكومي.
وقالت إن تسارع تطور التكنولوجيا وتعاظم أثرها بشكل غير مسبوق، أسهما في تغيير مقاييس ريادة الدول، التي لم تعد ترتكز على حجم الموارد أو الثروات وحسب، بل بمستوى الابتكار، وسرعة تبني وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، والقدرة على مضاعفة أثر الحلول المبتكرة في المجتمع والاقتصاد والعالم.
ولفتت إلى أن حكومة الإمارات أنجزت 173.7 مليون معاملة حكومية رقمية عام 2024. فيما بلغ عدد الخدمات الحكومية الرقمية 1419 خدمة، تجاوز عدد المستفيدين منها 57 مليون متعامل، وبلغت نسبة رضا المتعاملين عنها 91%.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات نجحت في بناء منظومة رقمية طموحة خلال العقود الثلاثة الماضية، أسهمت في تعزيز ريادتها في مؤشرات التنافسية العالمية، إذ حلت الدولة في المركز الرابع عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، وحققت المركز الحادي عشر عالمياً في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة، ومؤشر التنافسية الرقمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
مرحلة جديدةوأضافت أن حكومة دولة الإمارات بدأت مرحلة جديدة تتخطى التحول الرقمي، إلى إرساء فكر رقمي شامل متجدد، قادر على مجاراة التقدم السريع للتكنولوجيا، واستيعاب التغيرات الكبرى. وأشارت إلى أن السؤال المستقبلي الأهم يتمثل في طبيعة الدور الجديد للقيادات الحكومية في عصر يصبح فيه تبني التكنولوجيا أمراً محسوماً.
منهجية واضحةوأكد المهندس ماجد المسمار، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، أن الهيئة تواصل قيادة هذا التحول بمنهجية واضحة ونتائج ملموسة تعكس جاهزية دولة الإمارات الرقمية. وقال: تم ربط جميع الجهات الاتحادية بالشبكة الاتحادية (FEDNet)، وتفعيل 1500 تكامل رقمي حكومي عبر الرابط الحكومي للخدمات، ما أتاح تنفيذ أكثر من 2.6 مليار معاملة رقمية حتى الآن. كما أسهمت الهوية الرقمية الوطنية في تخطي عدد المستخدمين 11 مليوناً، وإصدار 20 مليون وثيقة رقمية ومشاركة 12 مليون مستند إلكتروني رسمي، بينما قدّم المساعد الحكومي الذكي في عام واحد إجابات عن أكثر من 500 ألف استفسار بدقة فاقت 99.7%، وبأسلوب بشري يعكس فهماً حقيقياً لاحتياجات المتعامل. وأضاف أنه بهذه الممكنات الرقمية، أصبحنا قادرين على تمكين برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية»، الذي حقق نتائج إيجابية ملموسة في مرحلته الأولى، فقد بدأت الجهات الحكومية إلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي، مع تقليص 50% من الزمن اللازم للحصول على الخدمات.
فرصة مهمةوأكد اللواء سهيل الخييلي، المدير العام للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، أن الخلوة فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب. ورحلة التحول الرقمي في الهيئة أسهمت في سرعة إنجاز العمليات والخدمات ورفع مستوى الإنتاجية والأداء بما يوائم تطلعات القيادة الحكيمة والتوجهات الحكومية. وهي تنجز 7 ملايين معاملة يومياً، بما يعادل أكثر من 200 مليون معاملة شهرياً بحسب إحصاءات إبريل 2025، ومن بين المعاملات نحو 5 ملايين معاملة يومياً تتم عبر الربط الإلكتروني مع 292 جهة حكومية وخاصة.
وأشار إلى أن تجربة الهيئة في التحول الرقمي تتّسم بالثراء والإبداع والابتكار في طرح الحلول لمواجهة التحديات التي طرأت خلال رحلة التحول.
تحديات متسارعةوأكد الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن الأمن السيبراني دعامة رئيسية لمسيرة التحول الرقمي المستدام، وتحقيق الجاهزية الرقمية عبر ضمان استمرارية الخدمات الرقمية وكفاءتها في ظل بيئة تشهد تحديات متسارعة وتحولات متنامية.
وأشار إلى أن مجلس الأمن السيبراني يواصل في إطار رؤية متكاملة تنسجم مع توجهات اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، بناء منظومة دفاعية رقمية مستدامة، حيث أطلق المجلس مبادرات وطنية نوعية.
وفي سياق متصل، أكَّد مسعود محمود، الرئيس التنفيذي ل «إي آند الإمارات»، أن خلوة الجاهزية الرقمية تتجاوز مفهومَ توفُّر التقنيات لتجسِد رؤية شاملة تقوم على تشريعات مرنة، وشراكات ذكية، ومواهب مدرّبة، وهو ما جعل الإمارات نموذجاً عالمياً للتحوُّل الذكي. وأوضح أن البنى التحتية التقليدية لم تعد كافية، ما يتطلب ابتكار أنظمة ذكية تُواكِب تعقيدات العصر الرقمي، خاصةً مع تسارُع اعتماد الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح شرياناً حيوياً لقطاعات عدة، مؤكداً أن دور المؤسسات التكنولوجية هو ترجمة هذا التقدم إلى حلول تعزِّز جودة الحياة وكفاءة الاقتصاد.
الاستثمار في المواهبوقال خالد مرشد، الرئيس التنفيذي ل «إي آند إنتربرايز»، إن تجربة الإمارات أثبتت قدرة المؤسسات المحلية على تحقيق الريادة العالمية في التحول الرقمي، بفضل الرؤية الاستباقية للقيادة والاستثمار في الشراكات والمواهب. وشدد على أن التكامل بين الحكومات والمؤسسات ضرورة لبنى تحتية ذكية قادرة على مجاراة تسارُع الذكاء الاصطناعي.
التحول الشاملقال توماس برامودهام، الرئيس التنفيذي لشركة «بريسايت» شريك التحول الرقمي لخلوة الجاهزية الرقمية «نفخر بكوننا الشريك الرسمي للتحول الرقمي لهذا الحدث، وكوننا شركة إماراتية وطنية، فإن رسالتنا هي دفع الذكاء الاصطناعي الذي يقود التحول الشامل. وحلول الشركة في الذكاء الاصطناعي المطورة في دولة الإمارات والمطبقة في قطاعات استراتيجية، تحقق أثراً ملموساً، لكن دور الشركة يتجاوز التكنولوجيا، إلى الشراكة في الفكر والابتكار وتمكين الذكاء التطبيقي.
وأطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية ضمن فعاليات الخلوة برنامج قيادات التحول الرقمي، وهو برنامج تنفيذي موجه لقيادات الحكومة الاتحادية من المديرين التنفيذيين ومديري إدارات التحول الرقمي، لتزويدهم بالمهارات والمعارف والخبرات اللازمة لقيادة جهود التحول الرقمي الشامل في الوزارات والجهات الحكومية.
وفي إطار استراتيجيتها لتنفيذ الدورة الثانية لخطتها لتصفير البيروقراطية، وقعت الهيئة الاتحادية للضرائب أربع مُذكِّرات تفاهم مع كلٍ من«مايكروسوفت» و«زوهو كوربوريشن بي تي إي. إل تي دي»، و«حلول تالي للبرمجيات»، و«سيجنت للبرمجيات»، للاستفادة من إمكانيات منصة «مايكروسوفت ديناميكس 365 للمالية والعمليات»، واتفاقية لتنفيذ آلية للربط المباشر بين منصة الهيئة للخدمات الضريبية الرقمية «إمارات تاكس» والأنظمة المُحاسبية المُعتمدة لدافعي الضرائب، لتعزيز التكامُل الرقمي وتحسين تجربة المُتعاملين عبر إرساء شراكات استراتيجية فعَّالة مع القطاع الخاص.
واستشرفت الخلوة المستقبل الرقمي، والأدوات والحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الجهات الحكومية لمتطلبات العصر التكنولوجي الجديد، في جلسات حوارية وتفاعلية وورش شارك فيها عدد من المسؤولين الحكوميين والقيادات الرقمية وقادة القطاع الخاص وخبراء عالميون.
وشارك مسؤولون في حكومة دولة الإمارات قصص نجاح ريادية في تسريع التحول الرقمي، في جلسة بعنوان «القيادة الرقمية.. تجارب حكومية رائدة»، تحدث فيها المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وخليل الخوري، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لعمليات سوق العمل والتوطين، وخالد البستاني، مدير الهيئة الاتحادية للضرائب.
وناقشت جلسة حوارية رئيسية بعنوان «الحكومات الرقمية.. الإنسان أولاً»، تجارب التحول الرقمي الحكومي المرتكز على المتعامل، تحدث فيها كل الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير دائرة الشارقة الرقمية، ووسام لوتاه، مدير الحكومة الرقمية في دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي، ومطر الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي الرقمية، ومحمد الزرعوني، نائب المدير العام لقطاع الحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.
وأكد الشيخ سعود بن سلطان القاسمي أن «خلوة الجاهزية الرقمية تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التكامل الرقمي، وصناعة مستقبل حكومي أكثر ذكاءً ومرونة.
وقال نعمل على ترسيخ المرونة المؤسسية الشاملة، حيث تتحوّل المبادرات إلى منظومات، وتصبح الغاية هي البوصلة، وذلك عبر إرساء بنية تحتية ذكية تتكامل بسلاسة مع مختلف الجهات المحلية والاتحادية والخاصة، بما يسهّل رحلة المتعامل، فهو الحكم في نهاية الأمر. كما نؤمن بأن التحوّل الحقيقي توجّهه قيادة تستشرف وتُحدث فرقاً في مجتمع لا يُقاس إلا بما يُنجز وما يُحدث من أثر. نسعى لأن نرسّخ الذكاء والتفكير الاستباقي في العمل الحكومي، وأن نحوّل طموحاتنا الرقمية إلى أثر ملموس يشعر به كل فرد في الدولة».
وقال وسام لوتاه «تشكل الخلوة منصة استراتيجية لدعم جهودنا واستراتيجياتنا الوطنية في بناء حكومة المستقبل، التي تبتكر وتعمل من أجل الإنسان. وفي الفضاء الرقمي المتسارع، بات الذكاء الاصطناعي ليس خياراً ثانوياً، بل أداة رئيسية لتلبية الاحتياجات المتطورة لمجتمعات المستقبل، ولذلك نسعى في الدائرة التي تتولى تنفيذ «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027» لأن نكون أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام 2027».
تكامل الجهات الأساسوقال مطر الحميري «لقد كرست خلوة الجاهزية الرقمية خلال السنوات الأخيرة من مسيرة التحول الرقمي في دولة الإمارات مكانتها محطة سنوية مهمة تسهم في إحداث نقلات نوعية. ونحن نرى أن التكامل بين الجهات هو الأساس لبناء منظومة رقمية شاملة، فنحن جميعاً ننطلق من أهداف مشتركة يقع في مقدمتها تعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات برقمنة الحياة وصولاً إلى سعادة الإنسان».
وشارك المؤلف ومستشرف المستقبل بريت كينغ في جلسة «كيف سيعيد الابتكار الرقمي والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي تشكيل الحكومات»، رؤاه لمستقبل الحكومات في ظل ثورة تكنولوجية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، وتطرق إلى منظومة التحديات والفرص التي سيحملها التحول الرقمي للحكومات والمجتمعات، والحلول المبتكرة الكفيلة بتوظيف مخرجات هذه المرحلة في إعادة تصميم العمل الحكومي وتعزيز جاهزيته الرقمية والتكنولوجية. ونظمت الخلوة جلسة «نحو 2030: 5 توجهات رقمية تشكل مستقبل الحكومات»، استعرض فيها دين لاشيكا، نائب رئيس التحليل في مؤسسة «غارتنر»، أبرز التوجهات الرقمية التي ستشكل مستقبل الحكومات على المدى القريب، وتشمل تسارع تبني حلول وكلاء الذكاء الاصطناعي، وتطور منصات حوكمة الذكاء الاصطناعي، وظهور مجالات جديدة من ضمنها أمن المعلومات المضللة، وتطور منظومة جديدة لأنظمة التشفير، وأنظمة الذكاء المخفية الشاملة لكل مجالات الحياة والنشاط الإنساني.
وشارك مديرون ورؤساء تنفيذيون لشركات رائدة في القطاع الخاص رؤاهم لأهمية الشراكات الرقمية في تعزيز العمل الحكومي، ضمن جلسة «الشراكات الرقمية الاستراتيجية.. مسرعات التحول الحكومي»، بحثت أثر عصر الذكاء الاصطناعي، في تحويل العلاقة بين الحكومات ومقدمي التكنولوجيا من عقود توريد إلى شراكات استراتيجية عميقة تُشكل جوهر الحوكمة، وتطرقت إلى تحول الجاهزية الرقمية إلى ضرورة للتنافسية الوطنية والكفاءة، وأهمية تعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الابتكار والمرونة الحكومية.
وشهدت الخلوة عقد فعاليات متزامنة شملت طاولة مستديرة للقيادات الرقمية، فيما نظمت شركة «إي آند الإمارات» جلسة رئيسية بعنوان «ما بعد الرقمنة.. إعادة بناء الأنظمة الحكومية للمستقبل»، استشرف المتحدثون فيها معالم عصر التكنولوجيا المقبل، وحلول إعادة تشكيل مفهوم العمل الحكومي.
واختتمت الخلوة بجلسة «الطيران والفنادق والمصارف مصدر إلهام للحكومات.. ماذا بعد؟»، تحدث فيها عادل الرضا، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، وتوماس ماير الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا.