لجريدة عمان:
2025-05-09@19:11:10 GMT

أولئك الأشخاص ليسوا أنت

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

(1)

يتحدَّثون بلسان الحكمة عمَّا يخلِّفه المرء بعد وفاته، وأنا أتفكَّر في كل ما حدث له بعد ولادته.

(2)

أضيف كلمة أخرى إلى النَّص كمن يزيح رقعة أخرى من السُّحُب.

(3)

لا يستطيع المرء أن يكون خَلوقا في هذا العالم، وذلك لأن مهمَّته هي أن يكون أخلاقيَّا في ذلك الوجود.

(4)

ما معنى «التوازن في الحياة» سوى التَّطفيف بإحدى الكفَّتين (وهي تحديدا الكيل الأقرب إلى روحك والأنأى عن موازينهم)؟

(5)

الإجابة الوحيدة، الواثقة، الجامعة، المانعة التي لا يأتيها الجهل من بين يديها ولا من أمامها، والتي عليك التَّمسك بها في جلسات «المثقَّفين»: لا أعرف.

(6)

يتكاثر العيد في الأطفال والأموات.

(7)

في ما تبقى العمر كانت السَّكرات قد جاءت.

(8)

في كل قرويٍّ مأساة صامتة ومُتَرَفِّعة.

(9)

أنت امرأة أخرى خرجت من المعجم، ثم عادت إليه.

(10)

أندم لأنَّكِ الخرير (أندم أكثر لأنَّكِ الفَلَج).

(11)

قام كل شيء على الكبت، والحرقة، والمرارة، والحنق، والكثير من الأعمال الشِّريرة في عدم رغبة أي أحد تقديم تبرير لأي أحد، وتمنيِّات الخير للأرض، والشعور الداخلي العميق بالخزي والانكسار.

الكارثة هي أنه لم يتعمَّد ذلك أبدا، بل وجد نفسه في الخضِّم.

وهناك كارثة أكبر.

(12)

أنتِ مثل الطَّحالب، والأرخبيلات، والأقمار التي تسقط في البحر، والقواقع، والسِّيرة التي لا تحتاج إلى أية إضافة.

أنا أقل من ذلك بكثير: أنا المجد.

(13)

يمكن أن يأتي الحب في كل الأوقات (ويمكن أن يتكرر)، لكن لِنَدَمِه وقت واحد فقط (ومن الأفضل ألا يتكرَّر). (14)

أهرب من التَّاريخ إلى الشِّعر (وليس العكس).

(15)

أولئك هم أعرق الأقوام (وإلا لماذا تحنَّطوا في القِلاع وذهبوا إلى المتحف)؟

(16)

وا أسفاه، لقد زاد عدد الأصدقاء عن أصابع اليد الواحدة (سيبترون أصابع الثانية في الأوان الدَّقيق والمناسب تماما).

(17)

حدث الانتصار للفكرة فقط (وهذا لم يعد يكفي).

(18)

ثمَّة مُفْتَرَقات على كل طريق (وثمَّة أيضا ذاكرة لكل مفترق، إلا واحدا فقط).

(19)

ما كان مطلوبا من الأمّهات أن ينجبْنَنَا. كان لزاما عليهن أن يُقِمْنَ في أشجار وارفات باسقات لا تُثمر غير الحصرم.

(20)

كل هذا الطِّين، والحديد، والأسمنت تمرين للزَّوال. «في نهاية المطاف لا تبقى إلا الصَّحراء. الصحراء هي الشيء الوحيد الذي يعيش حقا» (هاروكي موراكامي).

(21)

يقولون إن الكاتب «يُضخِّم» الأشياء كثيرا حين ينقل الأمر من التَّجربة العابرة أو المقيمة إلى البوح بها إبداعيَّا. لكن تلك هي مهمَّته في مسعى الإبقاء على الخيال في صناعة تاريخ الأرض والبشر: إضفاء اللغة على الذي لا يوصف.

لذلك فإنه ينبغي إعادة النظر (دوما ومن جديد) في الأشياء «الملقاة على الطريق».

غير أنه على الكاتب الكفُّ عن الاعتقاد أنه وحده من يلتقطها (قد يكون الأمر أن الآخرين قد التقطوا الجواهر، وأنت شأنك الحصى. ولذلك فمن الممكن أن الكتابة حصاة صغيرة في الطريق ولا داعي للاعتداد بها أكثر مما ينبغي).

على الكاتب أن يتعلَّم الإحباط، وأن يكفَّ عن الكتابة (مرتين في كل مرة على الأقل)، وأن يفسح الطريق و«المعاني» لغيره (أيضا).

(22)

كل ما أتيت به باعتباره الواجب كان مجرد احتياط جدير بالثقة به في أجندات الآخرين.

(23)

الثورة اختلاف. الثوريُّ هامشي. على الهامشي أن يقاطع كل أعياد الانتصار.

(24)

الليل جرح، أسوأ الجراح، أكثر اللغة، أبهظ التكاليف، الكَمَدُ الذي لم يخرج من الغابة.

(25)

انكسرتُ في هذه المرة أيضا (ريحان كثير عند ركبتيكِ).

(26)

يتحقَّقون كما تفعل السَّلاحف.

(27)

في حثِّه على الصَّفح كان المسيح يحاول تعميم عزلته (والأرجح أنه قد فشل في ذلك حتى في السِّينما).

(28)

يقول الطريق للمسافر: أنا أيضا قد سافرت قبلك، ولم أصل.

(29)

تبزغ النجمة في السماء، لكنها تترعرع في كوب قهوتك الذي لم تكمليه.

(30)

قبل مواجهة الأعداء، عليك فعل شيء ما نحو الأصدقاء.

(31)

لديَّ أخْتٌ عظيمة: السَّماء.

(32)

كي لا يعرف الغرق إلا الغريق، لا تعطوه سفينة، ولا تمنحوه جبلا، ولا تهبوه قشَّة، ولا تُورِّثوه موجة، ولا أبا يَتَنَوَّح في إحدى رسائله بالحرف الواحد: «لقد دعوتك أن تركب معنا في السفينة، لكنك آثرت أن تأوي إلى الجبل».

كي لا يعرف الغرق إلا الغريق، قولوا له: «أنوح كنِّي في بحرِ نوح/ وانته بْسِفينَة نوح ناجي/ أنا بس أبا ماء وانته لِسْيوح/ شتَّان مستانس وشاجي» (راشد الخضر).

(33)

البلاغة عجز ضروري، ولا مفرَّ منه.(34)

علينا أن نكون دقيقين، وحذرين، ووسواسيِّين: كلمة «كُتَّاب» جمع لمفردة «كاتب». أما «الكاتب» فلا يُجْمَع.

(35)

لا يحتاج الكذب إلى الكذَّاب، بل يريد من يصدِّقون الكذبة (وهؤلاء أكثر من كل الأكاذيب).

(36)

أتذرَّعُ حتى أصير أُمَّا.

(37)

يغنّوُن، ويصفِّقون، ويرقصون (مثل الفزَّاعات).

(38)

أموت سهوا عن موت آخر.

(39)

كل ذلك كان خطأ في الثَّورة، ولم تكن الثّورة خطأ.

(40)

يتطاولون في القصور القصيرة.

(41)

لدى التفكر مليَّا في شأن «الشِّيبة العود» (كارل ماركس) يكتشف المرء، من جديد، أن البشريَّة لا تستطيع أن تندم أكثر من ذلك.

«كل ما أعرفه هو إنني لست ماركسيَّا» (ماركس).

(42)

لم تعد الحقيقة جوهرة مصونة في ضمير الأرض أو النَّاصع والأصيل في أفئدة النِّساء والرجال، بل من الموضوعات النَّظريَّة والأكاديميَّة القابلة للأخذ، والرد، وتعدُّد وجهات النظر، ولذلك فإنه يستطيع أن يكذب على كل الناس كل الوقت (بمباركة السَّماء، تقريبا).

(43)

تأسَّس التَّاريخ على سرد قناعات. تلك القناعات مبنيَّة على استنتاجات أو ناتجة عنها. تلك الاستنتاجات توصل إليها أشخاص. أولئك الأشخاص ليسوا أنت.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أمر قضائي يفتح أبواب أميركا لـ12 ألف مهاجر

أمر قاض إدارة الرئيس دونالد ترامب الإثنين بالسماح بدخول نحو 12 ألف لاجئ إلى الولايات المتحدة، مما يمثل صفعة لمساعي الحكومة نحو إعادة صياغة سياسات الهجرة الأميركية.

ويوضح القرار حدود الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف والذي سمح لإدارة ترامب بتعليق نظام قبول اللاجئين، لكنه نص على وجوب قبول الأشخاص الحاصلين بالفعل على صفة لاجئ ممن يخططون للسفر إلى الولايات المتحدة.

وفي دفوعها قالت إدارة ترامب في جلسة الأسبوع الماضي أنه يترتب عليها قبول 160 لاجئا فقط كان من المقرر أن يغادروا خلال أسبوعين من صدور أمر تنفيذي في يناير بوقف البرنامج.

لكن قاضي المحكمة جمال وايتهيد رفض الإثنين تلك الدفوع قائلا إن "تفسير الحكومة، هو بعبارة ملطفة، تحريف تفسيري من الدرجة الأولى".

وكتب وايتهيد في حكمه أن "الأمر لا يتطلب مجرد قراءة ما بين السطور" لقرار الاستئناف، بل يتطلب أيضا "تخيل نص جديد غير موجود".

وكان وايتهيد قد عطّل في الأصل الأمر التنفيذي الذي أوقف بموجبه ترامب قبول لاجئين، مرجحا في حكمه في فبراير أن يكون الأمر التنفيذي ينتهك قانون اللاجئين لعام 1980. ولكن محكمة الاستئناف بالدائرة التاسعة ألغت قراره بعد شهر.

وكتب وايتهيد "لو كانت الدائرة التاسعة تنوي فرض حد زمني لمدة أسبوعين - وهو ما من شأنه خفض عدد المشمولين بالحماية من حوالي 12,000 إلى 160 فردا - لفعلت ذلك صراحة".

وأضاف أن "هذه المحكمة لن تقبل إعادة صياغة الحكومة بطريقة قائمة على النتائج، لأمر قضائي ينص بوضوح على ما ينص عليه".

ورفعت الدعوى منظمة يهودية غير ربحية للاجئين (HIAS) ومنظمة خدمة الكنيسة العالمية المسيحية، ومنظمة خدمات المجتمع اللوثرية لشمال غرب الولايات المتحدة، وعدد من الأفراد.

 وصرحت هذه المنظمات غير الربحية في دعواها القضائية المرفوعة في فبراير أن العديد من الأشخاص الذين كانوا على وشك السفر، بعد أن باعوا جميع ممتلكاتهم في بلدانهم، أصبحوا فجأةً في وضع غير مستقر بسبب قرار ترامب.

وكانت مسألة توطين لاجئين أحد السبل القانونية القليلة للحصول على الجنسية الأميركية في نهاية المطاف، وقد تبناه الرئيس السابق جو بايدن الذي وسع نطاق أهلية البرنامج ليشمل الأشخاص المتضررين من تغير المناخ.

واتسمت حملة ترامب الرئاسية بهجوم لاذع على المهاجرين. كما دافع ترامب عن برنامج لترحيل مهاجرين إذ نقلت رحلات جوية عسكرية حظيت بتغطية إعلامية واسعة أشخاصا مكبلين إلى دول في أميركا اللاتينية.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المجتمع المتماسك هو الذي يبني الأمل
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • قتلى في إطلاق نار قرب العاصمة الأوكرانية
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • حبس المتهمين بالاستيلاء على مبلغ مالي من أجنبي بالجيزة
  • كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
  • إحباط محاولة شخصين النصب على أحد الأشخاص ببيع تمثالين من الجرانيت عقب إيهامه أنها قطع أثرية
  • هآرتس: المختطفين ليسوا على قائمة أولويات الخطة الإسرائيلية لغزة 
  • ضبط المتهمين بالنصب على وافد فى مبلغ مالى بالجيزة
  • أمر قضائي يفتح أبواب أميركا لـ12 ألف مهاجر