قناة بنما تشعل صراع الأجنحة من جديد.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
يبدو أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة أخرى للبيت الأبيض، سيفتح الباب نحو وجود قلاقل مع الدول التي تنافس الولايات المتحدة الأمريكية وفي القلب منها الصين، وظهر ذلك جليًا في تكييل الاتهامات لها خلال حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، مؤكدًا أن الصين أصبحت تتحكم في قناة بنما وباتت خاضعة لسيطرتها، واتجهت بدورها لفرض رسوم غير عادلة على السفن الأمريكية.
تلك التصريحات الاستفزازية تسببت في حالة من الجدل في الداحل البنمي حيث أنه عقب 25 عاما من إعادة الولايات المتحدة الأمريكية قناة بنما للبنميين يواجه الممر المائي تهديدًا واضحًا، حيث أن الرئيس الأمريكي لوح باستعادته قناة بنما، ما يعني انها تكون ملكًا لبلاده مرة أخرى.
الحكومة البنمية تتقدم بشكوى بشأن تهديد الرئيس الأميركي
وعلى إثر ذلك تقدمت الحكومة البنمية بشكوى أمام الأمم المتحدة بشأن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستيلاء على "قناة بنما، والتي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، كما حذرت روسيا الولايات المتحدة من الاستيلاء على قناة بنما سواء بالإكراه العسكري أو الاقتصادي، والتي تعد من أهم طرق التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، و يمر بها حوالي 40 % من جميع سفن الحاويات.
فهل تلك التصريحات من دونالد ترامب تأتي في سياق توفير الرسوم الجمركية على السفن الأمريكية المارة من القناة؟.. أم ينظر إلى فتح جولة جددية من الصراع، لجني الأموال خاصة أن القناة تحقق ارباحًا كثيرة ففي عام 2024، حققت القناة أرباحا إجمالية بلغت نحو 5 مليارات دولار، أم يكون الأمر تهديدًا عابرًا لضمان مصالح بلاده؟ الأيام المقبلة ستكشف الكثير.
جدير بالذكر تعتبر قناة بنما ممرًا بحريًا يمتد على مسافة حوالي 82 كيلومترا تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتم بناء قناة بنما من قبل الولايات المتحدة وافتتحت في 1914، وقد سلمت إلى بنما في 31 ديسمبر 1999 بموجب معاهدات وقعت في سبعينيات القرن الماضي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قناة بنما عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الولايات المتحدة الأمريكية السفن الأمريكية البنمي الولایات المتحدة السفن الأمریکیة دونالد ترامب قناة بنما تهدید ا
إقرأ أيضاً:
بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
دافع الاتحاد الأوروبي عن الاتفاق التجاري الجديد الذي أبرمه مع الولايات المتحدة، رغم الانتقادات من بعض العواصم الأوروبية والقطاعات الصناعية. وينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى السوق الأمريكية، وهي أقل من تلك التي هدد بها ترامب لكنها أعلى من الرسوم السابقة.
لكن الاتفاق أثار ردود فعل غاضبة، إذ وصفه رئيس الوزراء الفرنسي بأنه خضوع لأمريكا، واعتبر رئيس وزراء المجر أنه انتصار ساحق لترامب. كما انتقدته موسكو بوصفه مدمرا للصناعة الأوروبية، ووصفه محللون بأنه غير متوازن.
من جانبه، قال كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش الذي تفاوض على هذا الاتفاق على مدى أشهر مع إدارة دونالد ترامب "أنا متأكد بنسبة 100% أن هذا الاتفاق أفضل من حرب تجارية مع الولايات المتحدة".
ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ودونالد ترامب الأحد بفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن المعدل يفوق نسبة الرسوم الجمركية التي كانت مطبقة قبل عودة ترامب إلى الحكم لكنها أقلّ من تلك التي هدد ترامب بفرضها على أوروبا في حال عدم التوصل لاتفاق.
وقال شيفتشوفيتش "لا شك أنه أفضل اتفاق ممكن في ظل ظروف صعبة للغاية"، مشيرا إلى أنه سافر مع فريقه إلى واشنطن عشر مرات في إطار سعيه لإيجاد حل لهذا النزاع التجاري، مضيفا أن فرض رسوم جمركية أعلى كان سيهدد نحو خمسة ملايين وظيفة في أوروبا.
وعلاوة على الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية، التزم الاتحاد الأوروبي شراء منتجات أميركية في مجال الطاقة بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.
ولم تُكشف تفاصيل أخرى عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إسكتلندا، والذي يُتوقع أن يصدر بيان مشترك بشأنه عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.
وأثار الاتفاق غضب عواصم أوروبية عديدة، فقد اتهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أوروبا بأنها "تخضع" للولايات المتحدة واصفا الاتفاق بـ "يوم قاتم".
أما رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان المعروف بانتقاداته الشديدة لبروكسل، فقال إن دونالد ترامب "سحق" المفوضية الأوروبية، التي قادت المفاوضات التجارية باسم التكتل المكوّن من 27 بلدا.
وقال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ألبرتو ريزي "الأمر أشبه بالاستسلام"، معتبرا أن الاتفاق الذي قبل به الاتحاد الأوروبي "غير متوازن إلى حد كبير"، ويمثل "انتصارا سياسيا لترامب".
ولم تتأخر موسكو في التعليق، مستهجنة الاتفاق واصفة إياه بأنه يؤدي الى "عواقب وخيمة للغاية على الصناعة الأوروبية".
"أفضل ما يمكن تحقيقه"
من جانبها، دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن الاتفاق واصفة إياه بـ" الاتفاق الجيد" الذي من شأنه أن يحقق "الاستقرار" للمستهلكين والمستثمرين والصناعيين على جانبي الأطلسي.
كذلك، رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالاتفاق، معتبرا أنه "يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي"، بينما رأت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنه يجنب أوروبا سيناريو "مدمرا".
وتتبادل القوتان التجاريتان الأكبر في العالم ما يقارب 4,4 مليارات يورو من السلع والخدمات يوميا.
وسجّلت البورصات الأوروبية ارتفاعا ملحوظا عند افتتاح تعاملات الاثنين، في انعكاس لتفاؤل الأسواق بالاتفاق.
أما لوبي صناعة السيارات الأوروبي، أحد أكثر القطاعات تضررا من الرسوم الجمركية، فاعتبر أن الاتفاق يمثّل "تهدئة مرحّبا بها" في سياق يتّسم بـ"غموض خطير".
في المقابل، أعرب اتحاد الصناعات الكيميائية الألماني الذي يضم شركات كبرى مثل "باير" و"باسف" عن احتجاجه، معتبرا أن الرسوم الجمركية المتفق عليها لا تزال "مرتفعة للغاية".
من جهتها، رأت جمعية أصحاب العمل الفرنسية ميديف أن الاتفاق "يعكس ما تواجهه أوروبا من صعوبة في فرض قوة اقتصادها وأهمية سوقها الداخلية".