علي جمعة: رحلة الإسراء والمعراج أخذت بيد النبي ليتجاوز عوالم المكان والزمان
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رحلة المعراج هي إعجاز فريد خص الله سبحانه به سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ ، دون غيره من الخلائق .، ففي لحظة لطيفة خاطفة ، صعد النبي ﷺ من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا , ومنها إلى سدرة المنتهى ، وهو ما يعد كشفا كليا للغيب , وخروجا كاملا عن قوانين الأرض , وتجاوزا لا تستطيع بلوغه حواس الإنسان ومداركه.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه مما يجدر ذكره في هذه المعجزة الكبرى أنها أخذت بيد النبي ﷺ ليتجاوز عوالم الكون ومحددات الوجود , وهي عوالم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.
أما عالم الزمان : فقد طوى الله عز وجل لنبينا ﷺ الزمان بما لا تبلغه العقول ولا تستوعبه الأفهام ، إلا إذا أدركت تلك العقول نفحات من الإيمان.
وأما عالم المكان : فإنه ﷺ تجاوز كل مكان بلغه مخلوق , سواء كان مبيًا مقربًا أو ملكًا مرسلاً , حيث تجاوز السماوات السبع إلى سدرة المنتهى , إلى حيث شاء الله عز وجل ، بما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر.
وتجاوز أيضًا عالم الأشخاص : مع ما لهم من الحب والكرامة عند الله سبحانه , سواء كانوا أنبياء مرسلين أو ملائكة مقربين , بداية من آدم في السماء الأولى ، مرورًا بعيسى وموسى من أولي العزم ، حتى أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم. بل تجاوز الأمين جبريل ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , حيث قال له نبينا ﷺ : "أفي هذا المكان يفارق الخليل خليله؟" فأشار جبريل إلى قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ}.
وبخصوص عالم الأحوال : فقد فاق رسول الرحمة ﷺ كل المقامات , وبلغ أعلى الرتب والدرجات. فقد تجاوز مراتب المرسلين , ومرَّ على أحوال الملائكة المقربين الذين وصفهم الله بقوله : {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} . وقال ﷺ عن السماوات: "ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم" ، ولم يتحمل سيدنا جبريل أنوار جلال الله تعالى , فترك رسول الله ﷺ يدخل على تلك الأنوار وحده , ويتلقى الوحي والعلم والفضل من الله عز وجل دون واسطة جبريل , ليفضل الجميع بما تلقاه في تلك الحال , ويتحقق تفرده كما قال سبحانه: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.
ولقد ظهرت هذه المعاني كلها بعوالمها الأربعة في قوله تعالى:
{وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى}.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رحلة الإسراء والمعراج معجزة الإسراء والمعراج المزيد
إقرأ أيضاً:
موعد المولد النبوي الشريف.. الإفتاء توضح
المولد النبوي الشريف.. يحتفل فيه المسلمون والمسلمات في جميع أنحاء دول العالم المختلفة، بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل عام، إذ أنها عادات وتقاليد يحرص الجميع عليها منذ قديم الأزل.
المولد النبوي الشريف:ويقوم المسلم بالاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف بشراء حلوى، وحلوى الحصان والعروسة ايضًا.
موعد المولد النبوي الشريف:
وأوضحت دار الافتاء المصرية برئاسة الدكتور نظير عياد مفتي الديار موعد المولد النبوي الشريف والذي يوافق يوم الخميس 4 سبتمبر المقبل.
حكم الاحتفال بقدوم المولد النبوي الشريف
وقالت دار الإفتاء إن الاحتفالُ بقدوم المولد النبوي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.
الاحتفال بقدوم المولد النبوي:
وكذلك يَجُوزُ الاحتفالَ بموالدِ آل البيتِ وأولياء الله الصالحين وإحياءُ ذكراهم؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولورود الأمر الشرعي بتذكُّر الصالحين؛ فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ [مريم: 16]، ومريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، وكذلك ورد الأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد لأنه حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشُكر نعم الله تعالى على الناس.
حكم الاحتفال بقدوم المولد النبوي وموالد آل البيت والأولياء
والمولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ [الجمعة: 3].