أسامة الأزهري بمعرض الكتاب: 40 تيارا تكفيريا يمكن مواجهتها بالتصوف
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
استضافت القاعة الرئيسية في بلازا 1 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، لقاء مع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ضمن محور "مع الفكر".
وحضر اللقاء عدد كبير من شيوخ الأزهر، ووزارة الأوقاف الذين حرصوا على الاستماع إلى الوزير وتبادل النقاش معه.
بدأ الدكتور أسامة الأزهري حديثه قائلًا: "تشرفت بحضور افتتاح معرض الكتاب أمس مع وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو"، مؤكدًا أن المعرض يعد ثاني أكبر المعارض في العالم، ولقد استهل المعرض أول دوراته في الستينات، وما زال باقيًا حتى الآن، وقد تحول إلى حدث ينتظره العديد من أعلام العلم والثقافة، إضافة إلى عشاق الكتاب من جميع أنحاء العالم.
وأضاف: «يعد معرض الكتاب بمثابة شبكة للتلاقي بين الناشرين والقراء، فضلاً عن كونه حدثاً يعزز دور مصر البارز في مجال العلم والمعرفة، وهو الدور الذي تتبناه مصر عبر تاريخها، وهذا ما أود أن أوصي به الأجيال القادمة».
وتحدث الوزير عن دور وزارة الأوقاف في مكافحة الفكر التكفيري، موضحاً أن هذا الموضوع يرتبط بشكل وثيق بمفهوم التصوف.
وأشار إلى أن التصوف قد تم تشويهه بشكل كبير في بعض الأحيان، وتم إلصاق العديد من التهم به، بينما هو في جوهره يعكس تعاليم الإسلام السامية.
وأضاف الأزهري: "لقد جلت في العديد من الدول لأكون متحدثاً باسم المسلمين، محذراً من التكفير، حيث سعت وزارة الأوقاف لبناء جسور بين الحضارات ومنع انتشار الفتن".
وتابع الأزهري: "في وزارة الأوقاف نحن نتبع المنهجية الأزهرية، حيث نعتبر التكفير أمراً في غاية الخطورة، وهو باب كل شر. في الآونة الأخيرة، تمكنا من إحصاء حوالي 40 تياراً تكفيرياً، مثل الإخوان والجماعات الجهادية، وغيرها من التيارات التي تدعي الإسلام، ولكنها في الحقيقة تتبنى أفكاراً تروج للفرقة والفتنة".
وأوضح الوزير أن هذه التيارات التكفيرية تتبنى حوالي سبع أفكار رئيسية مشتركة، من بينها فكرة "الفرقة الناجية" و"الجهاد" و"الولاء والطاعة" و"الحاكمية" و"الجاهلية".
وأضاف أن التكفير كان بداية كل شر عبر التاريخ، مشيراً إلى أن الفكر التكفيري ظهر أولاً في عهد الإمام علي بن أبي طالب مع الخوارج، ثم اختفى لفترة قبل أن يظهر مجدداً في فكر بعض الجماعات مثل الإخوان وداعش.
في سياق آخر، تحدث الأزهري عن التصوف، مشيراً إلى أنه لا يعني سوى صدق الباطن والاعتراف بالجهل عند عدم المعرفة. وأوضح: "من يدعي العلم وهو جاهل، يكون كمن يبني بيتاً على أساس هش، وهذا البيت سينهار في يوم من الأيام".
وأضاف الأزهري مستشهداً بتصوف الشيخ الشعراوي، الذي كان يفسر القرآن بصدق وعلم، ما جعل خطابه ينتشر بين كافة طبقات المجتمع.
وتابع قائلاً: "التصوف تعرض للظلم واتهم بكل التهم التي هو براء منها. هناك أنواع من التصوف: الأول يتخذ مظاهر شعبية وقريبة من البيع والشراء، مثل تصوف الموالد. النوع الثاني هو التصوف الفلسفي، مثل تصوف ابن عربي وابن سبعين. أما النوع الثالث فيتمثل في التصوف الذي يسعى لتحقيق التوازن بين الجسد والنفس والعقل والروح".
وأشار الوزير إلى أن التصوف يعد وسيلة لتقويم سلوك الإنسان، وتحجيم النفس البشرية التي قد تدفع الإنسان إلى ارتكاب الخطايا.
وأكد أن التصوف هو العلاج لكل سلوك غير سوي في المجتمع، مثل التلاعب بالمال العام أو نشر الشائعات والكذب على وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم الوزير أسامة الأزهري حديثه مستشهداً بقصة سري الدين الصفدي، الذي استغفر الله طوال 30 سنة بعد أن أدرك أن فرحته بنجاة دكانه في حادث حريق كانت على حساب فزع الآخرين، لافتاً إلى أن التصوف يساعد في تهذيب النفس وتصحيح السلوك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب أسامة الأزهری إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجلة إسرائيلية: لم تترك التوغلات في نور شمس وطولكرم ما يمكن إنقاذه
قالت مجلة "972+" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أخلى منذ يناير/كانون الثاني الماضي مخيمي نور شمس وطولكرم في الضفة الغربية من سكانهما، وهدم مئات المنازل، وحوّل منازل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
واستعرضت المجلة -في تقرير بقلم باسل عدرا- بعض الأمثلة، من بينها حالة الفلسطينية نهاية الجندي التي اقتحم جنود الاحتلال منزلها في مخيم نور شمس قرب طولكرم، وقالت "رأيت جرافة تتقدم نحونا، مزقت حديقتنا وحطمت الجدار الخارجي، ثم توقفت على بعد أمتار وخلفها جنود يمشون في الأزقة ويقتحمون المباني المقابلة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: أوروبا تنتقد إسرائيل وتشتري منها الأسلحة بالملياراتlist 2 of 2واشنطن بوست: حرب أوكرانيا القذرة بدأت للتوend of listكان مخيم نور شمس -حسب المجلة- موطنا لأكثر من 13 ألف فلسطيني، لكنه الآن غدا مدينة أشباح بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية الأكثر عدوانية على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.
ووفقا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد أسفر الهجوم -الذي استمر أكثر من 4 أشهر على مخيمي نور شمس وطولكرم للاجئين- عن استشهاد ما لا يقل عن 13 فلسطينيا -بينهم طفل وامرأتان- وإصابة العشرات وتشريد أكثر من 4200 عائلة.
اختفى كل شيء في ثوان
وبصفتها رئيسة جمعية نور شمس للمعاقين حصلت الجندي (53 عاما) على إذن نادر بالعودة إلى المخيم في مارس/آذار الماضي لجلب أجهزة الأكسجين وغيرها من المعدات الطبية للسكان النازحين.
إعلانوقالت الجندي للمجلة "لقد صدمت بحجم الدمار، دمر الجنود كل شيء، من المعدات الطبية إلى أثاث المطبخ، لم يبق شيء لننقذه".
ونبهت المجلة إلى أن موجة من أوامر الهدم الإسرائيلية ضربت المخيمين، مستهدفة 106 بنايات سكنية، وقالت الجندي "لا توجد قائمة بأسماء ولا إحصاء دقيق للعائلات التي دُمرت منازلها، لكن عندما تنظر إلى أرجاء المخيم يمكنك أن ترى التحول بأم عينيك، لقد هُدم نحو 240 منزلا بالفعل وأُحرق 40 بالكامل".
ومع أن بعض العائلات النازحة وجدت ملاجئ مؤقتة أنشأتها البلديات المحلية والمجالس القروية بالقرب من المخيم فإن هذه المرافق لا توفر سوى القليل من الخصوصية ولا تلبي الاحتياجات الأساسية، ولذلك اختار كثيرون استئجار شقق في مدينة طولكرم، وهم يعيشون على المساعدات المتقطعة والقروض.
ووصف مجدي عيسى (28 عاما) من سكان نور شمس كيف قلب اجتياح إسرائيل المخيم حياته رأسا على عقب، وقال "ادخرت لسنوات وبنيت منزلا فوق منزل عائلتي، ثم اشتريت محمصة قهوة وفتحت متجرا في المخيم".
وعندما عاد من أداء العمرة وجد أن أفراد عائلته أُجبروا على الفرار من المخيم، ويقول "كانوا قد غادروا المخيم بالفعل، وأخبروني أن الجيش كان يطرد السكان، اضطررت لاستئجار مكان في المدينة مع زوجتي، وخسرت المتجر الذي كان يعيل عائلتي بأكملها".
نريد العودة إلى ديارناومثل نور شمس أُخلي مخيم طولكرم للاجئين شمال مدينة طولكرم من سكانه، وكان يؤوي أكثر من 21 ألف شخص قبل أن يشن الجيش الإسرائيلي واحدة من أكبر عمليات التهجير في تاريخ شمال الضفة الغربية عليه.
وقال نور الدين شحادة -وهو أحد سكان المخيم ورئيس جمعية مكافحة الفقر المدقع- الذي استهدف منزله "ما يحدث في طولكرم جزء من تصفية ممنهجة لقضية اللاجئين، أجبروا عائلتي و10 عائلات أخرى على الفرار تحت تهديد السلاح، لم يسمح لنا بأخذ أمتعتنا، الآن نستأجر منزلا في مدينة طولكرم ونعيش حياة لم نعهدها من قبل".
إعلان
وأشارت المجلة إلى أن التقديرات الحالية المستندة إلى تقارير السكان تشير إلى أن ما لا يقل عن 250 منزلا في طولكرم قد دمرت بالكامل، في حين تضرر 400 منزل آخر جزئيا.
واقترحت السلطة الفلسطينية إيواء العائلات النازحة في كرفانات مؤقتة، ولكن شحادة رفض الفكرة تماما، وقال "لا نريد كرفانات، نريد العودة إلى ديارنا، هذه المخيمات مهما كانت متواضعة تجسد كرامتنا وهويتنا".
وأضاف شحادة "هذه نكبة جديدة نعيشها، على من لا يزالون يتحدثون عن الحلول السياسية أن يشاهدوا أولا ما يحدث هنا، أصبحت مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية مسرحا لكوارث لا تنتهي، من هدم وتهجير وحرمان من أبسط الحقوق".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان للمجلة إن "الجيش يعمل في يهودا والسامرة -وتحديدا في منطقة طولكرم- لمكافحة الإرهاب وإحباطه، مع الالتزام الصارم بالقانون الدولي".