بوابة الوفد:
2025-07-27@09:37:12 GMT

الأسرة والمعلم والقدوة الغائبة

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

أحياناً تكون الحرب الفكرية أصعب على المجتمعات من الحروب العسكرية، فهناك مخططات تستهدف الدول بغزوها فكريا وهدم قيم وأخلاقيات المجتمعات، والطريق إلى ذلك سريع وسهل ما لم تتصدى له المجتمعات والأفراد، فى ظل التطور التكنولوجى الهائل وعصر الذكاء الاصطناعى والذى جعل العالم مثل الغرفة، تصل إليك الأفكار الهدامة وأنت جالس فى منزلك.


لذا فالمسئولية مشتركة فى مواجهة الأفكار السلبية، ومن بينها محاولات التقليل من قيمة القدوة والنماذج الناجحة فى المجتمع التى تقدم إفادة للبشرية، والتقليل من المعلم ودور المدرسة فى بناء المجتمع وتشكيل شخصية الأجيال الجديدة والنساء.
والإنسان هو محور التنمية والبناء، واللبنة الأولى فى تحقيق التنمية والحضارة، وبناء الإنسان بشكل سليم يساهم فى تنشئة أجيال وكوادر واعية وقادرة على النجاح والتأثير فى تقدم الأمة والنهوض بالدولة، ولحماية الأجيال الجديدة بات من الضرورى التنبه إلى الأخطار التى تهدد قيم وأخلاقيات المجتمع.
فمن الضرورى أن نهتم بإحياء وتعزيز قيمة وأهمية القدوة والنموذج الناجح فى المجتمع؛ ليكون مثالاً لأبنائنا يقتدون به فى مسيرتهم التعليمية والعلمية والمهنية وفى تعاملاتهم مع الآخرين، ويتأتى ذلك من خلال توعية الأجيال الجديدة بقيمة الرموز والعلماء والمبدعين والمبتكرين الذى يستحقون أن يكونوا قدوة فى المجتمع، فترسيخ ذلك داخل أبنائنا يزيد من وعيهم ويحفزهم على النجاح، وتلعب الشخصيات القدوة فى المجتمع دوراً مهماً فى تشجيع الأفراد وتحفيزهم لتحقيق النجاح والتقدم، فضلاً عن دورها فى ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية، هذه القدوة يمكن أن تكون من العلماء أو الرياضيين أو الفنانين أو المعلمين أو القادة، أو حتى شخص عادى، فالقدوة نموذج للسلوك الإيجابى وقادرة على إلهام الآخرين للتغيير نحو الأفضل، لذلك يجب أن يتم تسليط الأضواء على الشخصيات التى تعد قدوة ونموذجا فى المجتمع وعلى جهودها وإنجازاتها ونجاحاتها.
ويأتى دور المدرسة فى أى مجتمع لتلعب دوراً مهماً ومؤثرا فى تشكيل وتنشئة الأجيال الجديدة من الشباب والنشء، وتساهم فى دعمهم وتحفيزهم وغرس القيم والمبادئ الإيجابية والأخلاقيات فيهم، والمعلم يعد من ركائز بناء الإنسان والمجتمع، فهو حجر الأساس فى تشكيل وتنشئة الأجيال الجديدة وبناة المستقبل، فيلعب دوراً مهماً ومؤثرا فى غرس وترسيخ القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، فضلاً عن دوره التعليمى وفى تنمية مهارات الطلاب لمساعدتهم على النجاح فى حياتهم.
ويمكن أن يكون المعلم ملهما لطلابه لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم من خلال تشجيعهم على التفكير الإبداعى والنقدى، ويساهم فى إعداد قادة المستقبل من خلال بناء شخصيات قوية وواعية قادرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات الصائبة، كما أنه يعد حلقة الوصل بين المدرسة والأسرة، مما يساعد فى تحقيق التكامل بين التعليم فى المدرسة والتربية فى المنزل.
لذلك يجب العمل على إعادة قيمة وهيبة المعلم فى المجتمع، وضرورة الاهتمام بالمعلم ودعمه وتلبية احتياجاته وتدريبه وتأهيلهم ليواكب تطورات العصر الحديث، ولا شك أن الدولة تولى أهمية كبيرة لتطوير التعليم ويجب أن يكون المعلم هو محور أى عملية تطوير العملية التعليمية، فتحتاج إلى تسليط الضوء على قيمة المعلم ودوره فى المجتمع فهو من أهم المهن ويؤدى رسالة سامية وترسيخ قيمته فى المجتمع لدى الأجيال الجديدة والتأكيد على ضرورة تقدير واحترام المعلم وحفظ هيبته يرسخ فى الأذهان هذه القيمة الكبيرة.
أما محور بناء الإنسان وتنمية المجتمع وأهم عنصر فهى الأسرة وخاصة الأم؛ وهى اللبنة الأولى فى تنشئة وتكوين الطفل وتشكيل شخصيته، فالأم تؤدى أعظم الأدوار وأكثرها تأثيراً، وهى أول مدرسة للطفل وأول قدوة، حيث تزرع فيه الأخلاق، والقيم الإنسانية والعادات الإيجابية التى تشكل شخصيته وتوجهه فى الحياة، ودورها لا يقتصر على مجرد الإنجاب، بل يتعدى ذلك ليُشكل نواة أساسية فى تحقيق نهضة المجتمعات وتقدمها، وسواء كانت ربة منزل أو عاملة فهى تسهم فى بناء المجتمع وتعزيز الوعى لدى الأفراد.
لذلك علينا أن نعزز وندعم دور الأسرة والأم ونعلى قيمتها فى المجتمع، وأن نعزز دور ومكانة وقيمة المعلم وتلبية احتياجاته ليؤدى دوره ورسالته، وأن نرسخ فى أبنائنا أهمية وقيمة القدوة والنموذج الناجح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النائب حازم الجندي لتطوير التعليم الأجیال الجدیدة فى المجتمع

إقرأ أيضاً:

اعتداء جماعي على امرأة يشعل الغضب في تركيا.. ووزارة الأسرة تتحرك

أعلنت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في تركيا عن بدء تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لامرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرّضت لاعتداء عنيف من قبل خمسة أشخاص وسط الشارع في قضاء بالاندوكن بولاية أرضروم (شرق البلاد).

 

وفي بيان نُشر عبر حساب الوزارة على منصات التواصل الاجتماعي، أكدت أن الفرق التابعة لمديرياتها الإقليمية تحركت فور تلقي البلاغ من الشرطة، وبدأت باتخاذ إجراءات فورية لدعم الضحية وأفراد أسرتها.

 

اقرأ أيضا

تركيا تكشف عن تقنيات دفاعية “تُغير قواعد اللعبة”…

الخميس 24 يوليو 2025

وقالت الوزارة إنها قدّمت خدمات استشارية للمرأة التي تعرّضت للعنف، وأوضحت أنها ستتابع الإجراءات القانونية المترتبة على الحادث عن كثب، مضيفة: “سنتدخل في أي دعوى قضائية قد تُرفع بخصوص القضية”.

 

مقالات مشابهة

  • البلخي لـ سانا: اللقاءات الميدانية مع كل مكونات الشعب السوري جاءت بهدف ضمان أوسع مشاركة شعبية في صياغة المعايير الانتخابية، ونسعى لتشكيل مجلس شعب جديد يكون معبّراً عن كل السوريين، ويعكس تطلعاتهم ببناء سوريا الجديدة
  • البرازيلية لوسيانا كريستينا تتحدى الصعاب وتلهم الأجيال في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
  • نقابة موظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية تستنكر التضييق على أشكالها النضالية
  • أزهري يوجه رسالة لـ سوزي الأردنية بعد النجاح في الثانوية العامة
  • ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل
  • اعتداء جماعي على امرأة يشعل الغضب في تركيا.. ووزارة الأسرة تتحرك
  • الأميرة ريم بنت الوليد تكشف كيف ورطها خط والدها في المدرسة.. فيديو
  • حوار الأجيال: عصام السيد وإسلام إمام في لقاء فني ملهم ضمن برنامج وصلة بالمهرجان القومي للمسرح
  • اتحاد العمال: ثورة يوليو ستظل منارة تُضيء طريق الأجيال القادمة
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار خلال جلسة حوارية على هامش المنتدى الاستثماري السوري السعودي: منذ عقود ونحن ننتظر هذه اللحظة مع المملكة العربية السعودية، والتي حرمنا منها منذ 60 عاماً للأسف بسبب أسباب شخصية عائدة للنظام البائد، واليوم نمضي