عُمان ومصر.. شراكة استراتيجية وتاريخ متجذّر
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
ليست معارض الكتب مكانا لبيع الكتب فقط ولكنها منصات ثقافـية فكرية تقرأ فـيها المسارات الحضارية للأمم والشعوب والتحولات التي يشهدها العالم انطلاقا من المنتج الفكري الذي يكون مبثوثا فـي معارض الكتب.
وفـي معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تحل فـيه سلطنة عمان ضيف شرف يحضر حوار العلاقات العمانية المصرية بشكل أساسي، وإن كان هذا الحوار ينطلق من البحوث التاريخية إلا أنه ينطلق أيضا من المواقف السياسية ومن التجارب الإنسانية.
وبالعودة إلى العلاقات العمانية المصرية يمكن القول إن جسور التجارة والثقافة ربطت عُمان بمصر حيث كانت الموانئ العُمانية محطة رئيسية للقوافل البحرية المتجهة إلى البحر الأحمر، ما جعل من العلاقة بين البلدين علاقة تعاون وتبادل حضاري. وفـي العصر الحديث، تعززت هذه العلاقات مع بروز مصر كقوة ثقافـية وسياسية فـي المنطقة، حيث كان لعُمان دور بارز فـي دعم القضايا العربية المشتركة، مستندةً إلى سياستها القائمة على التوازن والحوار.
وتتميز العلاقات العُمانية المصرية بطابعها الاستراتيجي، الذي يتجاوز المصالح الظرفـية ليصل إلى مستوى من الشراكة العميقة التي انعكست على المستويين السياسي والاقتصادي. فعلى الصعيد السياسي، كانت عُمان من الدول التي تبنّت سياسة الحياد الإيجابي والحوار البناء، وهو ما جعلها قادرة على لعب دور الوسيط النزيه فـي العديد من القضايا الإقليمية، بما يخدم استقرار المنطقة ويعزز العمل العربي المشترك. وقد التقت هذه الرؤية مع النهج المصري، الذي يسعى بدوره إلى تحقيق التوازن فـي العلاقات الدولية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
أما على المستوى الاقتصادي، فقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة فـي حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، ما يعكس إدراك البلدين لأهمية التكامل الاقتصادي كأداة لتعزيز العلاقات السياسية. وفـي هذا السياق، تأتي الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين فـي مجالات الطاقة، والتصنيع، والسياحة، والتعليم، كدليل على الرؤية الاستراتيجية التي تحكم هذه العلاقات.
وفـي الجانب الثقافـي، تشكّل الندوات والمناقشات التي جرت خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب محطة هامة لتسليط الضوء على الروابط الثقافـية بين البلدين، حيث كانت الثقافة دائما جسر التواصل الأهم بين الشعوب. فالحضور العُماني فـي هذا المعرض أكد على أهمية المشترك الثقافـي، وحرص عُمان على إبراز مساهماتها الفكرية والأدبية على الساحة العربية.
إن العلاقات العُمانية المصرية تمثل نموذجا للعلاقات العربية التي تتأسس على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدا عن التجاذبات السياسية والصراعات الإقليمية. وما تم تسليط الضوء عليه خلال ندوات ومحاضرات وحوارات المعرض يؤكد أن مسار هذه العلاقة ليس مجرد تراكم تاريخي، بل استثمار فـي المستقبل، حيث تدرك قيادتا البلدين أن تعميق هذه العلاقات يصب فـي مصلحة الاستقرار والتنمية المستدامة فـي المنطقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العلاقات الع
إقرأ أيضاً:
العليمي في موسكو.. دعم روسي قوي لليمن وخطط لفتح سفارة في عدن وتعزيز شراكة استراتيجية
في زيارة رسمية إلى روسيا، التقى رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، اليوم الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أعرب عن شكره العميق لروسيا ولدعمها المتواصل لليمن في مختلف المنصات الدولية.
وخلال اللقاء الذي عقد في الكرملين، أكد بوتين أن العلاقات الروسية اليمنية تتمتع بتاريخ عريق يعود إلى عهد الاتحاد السوفييتي، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يمتد لما يقرب من مئة عام، وأن روسيا واليمن أقاما علاقات دبلوماسية عام 1928.
وأشار بوتين إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تشهد نمواً جيداً، خاصة في مجالات التعدين والزراعة ومصايد الأسماك والطاقة، مع حجم تبادل تجاري يبلغ نحو 400 مليون دولار.
ودعا بوتين العليمي للمشاركة في قمة “روسيا والعالم العربي” المزمع عقدها في موسكو في أكتوبر المقبل، مؤكداً حرص روسيا على تطوير العلاقات مع دول العالم العربي بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
من جانبه، أعرب العليمي عن تطلعه لتعزيز التعاون بين اليمن وروسيا، مشيراً إلى توجيه الحكومة اليمنية للاستعداد للاحتفال بالمئوية القادمة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد العليمي أن اليمن يثمن دعم روسيا المستمر وخاصة في دعم الطلاب اليمنيين والجالية اليمنية في روسيا، مشيراً إلى أن الاتحاد السوفييتي كان من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة اليمنية.
وأعلن رئيس المجلس الرئاسي اليمني ترحيبه بعودة عمل السفارة الروسية في اليمن، معبراً عن أمله في افتتاح السفارة الروسية في العاصمة المؤقتة عدن قريباً.
كما أكد العليمي حرص اليمن على السلام والاستقرار واستعادة الدولة، مشيداً بالدور الروسي في دعم هذا التوجه.
وتطرق العليمي إلى التاريخ المشترك بين البلدين، موضحاً أن أحد أعضاء وفده في موسكو هو خريج الأكاديمية العسكرية الروسية وكان وزيراً للدفاع عام 2012، وهو الآن مستشار للرئاسة اليمنية.
وتأتي زيارة العليمي إلى روسيا وسط جهود مكثفة لتطوير التعاون الثنائي والتنسيق بشأن القضايا الدولية الراهنة.