وصلت العاصفة المدارية هيلاري إلى اليابسة في شبه جزيرة باخا كاليفورنيا المكسيكية، الأحد، مصحوبة بأمطار غزيرة قبل أن تتجه نحو جنوب غربي الولايات المتحدة حيث حذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمال حدوث فيضانات "كارثية" قد تعرض حياة الناس للخطر.

ولقي شخص حتفه في المكسيك، وسط تقارير عن سيول في شبه الجزيرة حيث تضررت بعض الطرق بشدة.

وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي سيولا جارفة تتدفق في شوارع المدينة.

وفي الولايات المتحدة، أحدثت العاصفة قبل وصولها بالفعل فوضى في الرحلات الجوية والأحداث الرياضية، بينما طالب المسؤولون السكان بالبقاء في منازلهم وإبقاء إمدادات الطوارئ في المتناول.

ومن المنتظر أن يصحب العاصفة هيلاي هطول أمطار غزيرة على العديد من أنحاء جنوب غربي الولايات المتحدة الأكثر اعتيادا على الظروف الجافة.

وقال الجيش في المكسيك إنه نقل نحو 1900 شخص إلى ملاذات في باخا كاليفورنيا.

كما أغلقت السلطات المدارس وألغت بعض الأنشطة غير الأساسية حتى يوم غد الاثنين. وحثت السلطات في تيخوانا، ثاني أكبر مدينة في المكسيك، الناس في المناطق المعرضة للخطر على الانتقال إلى ملاجئ مؤقتة.

وذكر موقع فلايت أير الإلكتروني أن السلطات ألغت نحو 250 رحلة جوية كانت مقررة، الأحد، في مطار سان دييغو الدولي و364 رحلة أخرى غدا.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي

تُعد نظرية المجال الحيوي (Lebensraum) من أكثر المفاهيم الجيوسياسية إثارة للجدل، لارتباطها بالممارسات التوسعية لألمانيا النازية.  وتعود جذورها إلى فريدريك راتزل الذي رأى الدولة ككائن حي يحتاج لمساحة للنمو. لكن كارل إرنست هاوسهوفر حوّل هذا المفهوم الوصفي إلى أداة سياسية تبرر التوسع والهيمنة والاستحواذ على موارد الشعوب الأضعف لضمان الاكتفاء الذاتي من الموارد.

إن إعادة قراءة هذا المفهوم في سياق السياسة الأمريكية المعاصرة، خاصة مع طموحات إدارة دونالد ترامب، خطوة ضرورية لفهم الدوافع الجيوسياسية الخفية.

أولاً، كشفت مساعي ترامب لضم كندا وجرينلاند وبنما عن عقلية توسعية غير تقليدية. لم يكن الهدف غزواً عسكرياً، بل "شراء" أو استحواذ لتأمين الموارد الاستراتيجية (جرينلاند)، وتعزيز الأمن القومي (قناة بنما)، وتوسيع النفوذ الاقتصادي. هذه الرغبة في "تأمين" أصول جغرافية خارج الحدود التقليدية تحمل في طياتها روح التوسع لضمان المجال الحيوي.

ثانياً، تُعزز أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي يبرزها بلوغ الدين العام مستويات غير مسبوقة تلامس 38 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025. في ظل هذه الضغوط المالية وتحديات الحفاظ على الرفاهية الداخلية، تتحول النظرة للخارج كحل محتمل. هذا يتجلى في البحث عن مصادر جديدة للموارد الرخيصة، أو فتح أسواق جديدة، أو تقليل التبعية الاقتصادية لمنافسين.

وهذا يعكس حاجة ضمنية لـ"مجال حيوي اقتصادي" يضمن استمرارية الازدهار ويقلل نقاط الضعف، حتى لو تطلب نفوذاً سياسياً واقتصادياً على حساب الآخرين.

ثالثاً، تتضمن خطط أمريكا الاستراتيجية، في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، عنصراً قوياً للهيمنة العالمية. السيطرة على سلاسل التوريد الحيوية، تأمين مصادر الطاقة، نشر القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية، وفرض المعايير التعريفات الجمركية، كلها أشكال معاصرة لتأمين "المجال الحيوي" الذي يتجاوز الحدود الوطنية. الحفاظ على مركزية الدولار وهيمنة الشركات التكنولوجية الأمريكية جزء من هذا "المجال الحيوي" غير الإقليمي.

رابعاً، يؤثر هذا السعي على شكل المستقبل والنظام العالمي. في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، قد تسعى القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، لتعزيز "مجالها الحيوي" عبر كتل اقتصادية أو تحالفات عسكرية، مما يؤدي إلى تزايد التنافس الجيوسياسي وصراعات بالوكالة.

خامساً، تمثل هذه التحركات التمهيد للاستعمار الجديد. فبدلاً من الاحتلال المباشر، يتجسد في السيطرة الاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، والتدخل في شؤون الدول السيادية عبر القوة الناعمة والخشنة. عندما تسعى دولة قوية لتأمين موارد أو ممرات استراتيجية عبر صفقات غير متكافئة، فإنها تعيد صياغة مفهوم "المجال الحيوي" في قالب معاصر يحقق أهداف الهيمنة الأساسية.

في الختام، توفر دراسة مفهوم المجال الحيوي في سياق هاوسهوفر عدسة نقدية لتحليل الدوافع التوسعية غير المباشرة. السعي الدائم لأي قوة عظمى لضمان أمنها وازدهارها عبر السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية يعكس جوهر هذا المفهوم السياسي، حتى وإن اتخذ أشكالاً أكثر تطوراً وتخفياً في القرن الحادي والعشرين. الواجب النقدي يكمن في كشف هذه الدوافع، وفهم تأثيرها على الاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • لغز في المتوسط .. اختفاء يخت إسرائيلي قبل وصوله إلى قبرص
  • ترامب يهدد المكسيك بزيادة الرسوم 5% بسبب نزاع على المياه
  • ترامب يطالب المكسيك بإطلاق «حصص المياه» قبل نهاية ديسمبر!
  • ترامب يهدد المكسيك بزيادة الرسوم 5%.. فما السبب؟
  • ترامب يهدد المكسيك برسوم جمركية جديدة بسبب نزاع على المياه
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • زلزال عنيف يضرب اليابان وتحذيرات من "تسونامي"
  • كاليفورنيا تحذر من فطر قبعة الموت
  • ترحيل عشرات الإيرانيين والعرب على متن رحلة واحدة من الولايات المتحدة
  • مصرع 18 مهاجرًا إثر غرق قارب مطاطي جنوب جزيرة كريت اليونانية