كشفت وسائل إعلام عبرية، عن زيادة مخاوف جنود الاحتلال الإسرائيلي من محاولات ملاحقتهم عبر دول العالم، إذ تكررت عمليات هروب بعضهم خلال تواجدهم  في دول العالم، بعد تقديم مؤسسة هند رجب بلاغات ضدهم، والتي تلاحق أكثر من ألف جندي، وهو ما يدفعهم لبعض التصرفات قبل السفر إلى الخارج خوفًا من تعرضهم للاعتقال أو المحاكمات.

تصرف غريب لجنود الاحتلال للهروب من المحاكمات الدولية

وقالت القناة 12 العبرية إن جنود الاحتلال الإسرائيلي يعانون من مخاوف متزايدة تتعلق بملاحقتهم قضائيًا واعتقالهم في الدول التي ينوون السفر إليها، بسبب تورطهم في جرائم حرب وإبادة جماعية في قطاع غزة، وجرائم حرب أخرى في لبنان.

وأضافت أن العديد من الجنود الإسرائيليين، الذين شاركوا في تلك الحروب، أقدموا على حذف حساباتهم من منصات التواصل الاجتماعي قبل سفرهم للخارج، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الجنود يخططون للسفر إلى البرازيل قريبًا.

وتزايدت هذه المخاوف بعد ورود طلبات إلى محاكم برازيلية لاعتقال جندي إسرائيلي يُعتقد أنه شارك في الحرب على غزة، حيث تم التعرف على وجوده في البرازيل من خلال صوره التي نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لكن هذا الجندي تمكّن من الهرب من البرازيل قبل اعتقاله.

العالم بات يلاحق جنود الاحتلال

وقال جندي إسرائيلي يُدعى «جاي»، إن العالم بات يلاحق الجنود الإسرائيليين، موضحًا إنه يخطط للسفر مع أصدقائه الذين خدموا معه في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أنهم قاموا بحذف جميع الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها على فيس بوك وإنستجرام لتجنب التعرض للاعتقال.

وأضاف أن السلطات في البرازيل قد تتجاوب مع دعاوى منظمات مؤيدة للفلسطينيين ومنها مؤسسة هند رجب، مما قد يُفشل رحلتهم، مؤكدًا أن هدفهم هو تجنب تقديم أي أدلة قد تُستخدم ضدهم.

جندي آخر أكد أهمية محو الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي لتجنب المشاكل القانونية أثناء السفر، موضحًا إنهم يهدفون إلى القيام برحلة «ما بعد الخدمة العسكرية» دون ملاحقات، على أن يعيدوا حساباتهم بعد عودتهم من الرحلة.

الخوف يلاحق حتى غير المقاتلين

وأضافت القناة أن بعض الجنود المسرحين، الذين لم يخدموا في وحدات قتالية بل في مهام دعم مثل الطهي والصيانة، قاموا أيضًا بحذف حساباتهم على الشبكات الاجتماعية قبل سفرهم للبرازيل تحسبًا لأي ملاحقة.

وأشار أحد هؤلاء الجنود إلى أنه كان في غزة ونشر صورًا لنفسه هناك، لكنه لاحظ أن تلك المنظمات لا تفرق بين نوع الخدمة العسكرية التي قام بها الجنود، مما دفعه لحذف الصور ومقاطع الفيديو.

تعليمات بإخفاء هوية الجنود الإسرائيليين

وفي سياق متصل، أصد رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، تعليمات بإخفاء هوية جميع الجنود والضباط المشاركين في العمليات العسكرية في غزة، وذلك لتجنب الملاحقة القانونية في الخارج.

وشملت هذه التعليمات منع نشر أي صور أو أسماء قد تُستخدم كأدلة في التحقيقات المتعلقة بجرائم الحرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جنود الاحتلال اسرائيل مؤسسة هند رجب

إقرأ أيضاً:

تحقيق إسرائيلي: إعدام ميداني لأخوين فلسطينيين خلال مداهمة في نابلس

كشف مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي في تحقيق موسع انتهاكات خطيرة ارتكبتها قوّات الجيش الإسرائيلي خلال مداهمة طويلة لمنطقة البلدة القديمة في نابلس، رصدت اقتحام منازل واعتقال عشرات الفلسطينيين والاعتداء على مدنيين، وصولا إلى تنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق الأخوين نضال وخالد عميرة، ومنع الطواقم الطبية من تقديم الإسعاف لهما رغم إصابتهما.

وداهمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي وحرس الحدود وجهاز الأمن العام الشاباك عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الثلاثاء 10 حزيران/يونيو  منطقة البلدة القديمة في نابلس، بعدما اقتحم أفرادها عدة منازل واعتقلوا عشرات الفلسطينيين بغرض استجوابهم. 

وبدأ السكان منذ ساعات الصباح بمغادرة الحي بحثا عن الأمان، نتيجة الانتشار الكثيف للقوات وخشيتهم على حياتهم في ظل تكرار حالات استشهاد مدنيين خلال المداهمات العسكرية لمدن ومخيمات فلسطينية، ووصل مُسعفون بعد ساعتين إلى الحي لمساعدة عائلة قطب التي أرادت المغادرة، فيما كان صحفيون يوثقون ما يجري.



وعند طرف الحي، أوقف جنود الاحتلال أربعة شبان من العائلة في زقاق مجاور، بينما خرج باقي أفراد العائلة وظل المُسعفون والصحفيون ينتظرون عند مدخل الشارع.

وذكر التحقيق أنّ نضال عميرة (40 عاماً) وأخاه خالد عميرة (35 عاماً) قدما في ذلك الوقت إلى الحيّ لمساعدة عائلة أخرى حاولت المغادرة خشية من العملية العسكرية، موضحا أن نضال كان ضابطا في أجهزة السلطة الفلسطينية، لكن وجوده في المكان لم يكن ضمن مهامه ولم يكن مسلحا.

وصور الصحفيون شريط فيديو وهم يقفون عند طرف الشارع وثق تقدم نضال، مرتديا قميصا أبيض، نحو مجموعة من الجنود ببطء رافعا يديه الخاليتين.

وتوقف على بعد بضعة أمتار ورفع قميصه بناء على طلبهم، فيما أشارت إفادات شهود عيان أدلوا بها لبتسيلم إلى أن أحد الجنود طلب منه أيضا خلع سرواله، لكنه رفض، ويظهر الفيديو أن نضال تقدم خطوة واحدة باتجاه الجنود، ليقفز ثلاثة منهم عليه وينهالوا عليه ضربا.

وحاول خالد عميرة، الذي كان يرتدي أيضا قميصا أبيض، مع عدد من المسعفين الاقتراب من المكان.

ويظهر التوثيق أحد الجنود وهو يصوب سلاحه نحوهم، بينما تراجع المسعفون قليلا فيما واصل خالد التقدم ويداه ممدودتان، وتسمع بعد ذلك ست طلقات، تظهر إحداها وهي تصيب الأرض قرب رجلي خالد، وأخرى تصيب الحائط المجاور، فيما أصابت شظايا أحد المسعفين ومصورا.



وواصل الجنود في الوقت نفسه ضرب نضال، بينما حاول حماية نفسه ومقاومتهم، وأمسك جنود آخرون بخالد وجروه إلى زقاق مجاور حيث كان الشبان الأربعة من عائلة قطب محتجزين.

وحاول الجنود طرح خالد أرضا داخل الزقاق، فيما حاول أحدهم خنقه، وتسمع من داخل الزقاق طلقتان، ثم جرى سحب نضال إلى مدخل الزقاق وهو يقاوم، وفي تلك اللحظة، يسمع إطلاق رصاص كثيف يرافقه غبار متصاعد من داخل الزقاق خارج نطاق الكاميرا، ما أدى إلى إصابة نضال وأحد الجنود على الأقل.

وظهر في الفيديو أن نضال أفلت من الجنود وهو يعرج محاولا الابتعاد، لكنه واجه طريقا مسدودا بواسطة جنديين على الأقل، ويُظهر التحليل الجنائي الذي أجرته بتسيلم وإيندِكس أن جنديا كان يقف على مسافة قريبة أطلق النار على ظهره فأوقعه أرضا.

وكشف التحقيق أن الجندي نفسه اتجه بعد إطلاق النار على نضال نحو المكان الذي كان فيه جندي آخر يثبت خالد على الأرض، ليعدمه بإطلاق النار على رأسه من مسافة صفر.

ووقف مسعفي الهلال الأحمر على مسافة قصيرة من موقع الحادثة طوال الوقت، وحاولوا الاقتراب لتقديم العلاج للأخوين عميرة، إلا أن الجنود أبعدوهم مهددين بالسلاح، ويبين التوثيق أن نضال كان لا يزال على قيد الحياة في تلك المرحلة، وربما كان إنقاذه ممكنا لولا منع العلاج عنه.

وفي تلك الأثناء، وصلت مركبات عسكرية إضافية، وشرع الجنود في تفريق الحضور باستخدام الرصاص الحي والقنابل الصوتية.



واعتدى الجنود، بعد إبعاد المصورين والمسعفين، على الشبان الأربعة من عائلة قطب، ووجهوا فوهات بنادقهم نحو رؤوسهم وحطموا هواتفهم، ثم كبلوا أيديهم وغطوا رؤوسهم واقتادوهم إلى دكان ملابس مجاور، واحتجزوهم حتى نحو الساعة 17:00 قبل إطلاق سراحهم تباعا.

ونقل الشبان الأربعة بسيارة إسعاف إلى أحد مستشفيات المدينة، حيث شخص الأطباء كسورا في الأضلاع لدى اثنين منهم.

وقال المركز الحقوقي إن المداهمة العسكرية لمنطقة البلدة القديمة في نابلس استمرت نحو 30 ساعة حتى صباح اليوم التالي، داهم خلالها أفراد القوّات مئات المنازل واعتقلوا نحو 10 فلسطينيين.

ووفقا لبيان جيش الاحتلال، فقد أطلقت النار على الأخوين عميرة "أثناء فحص مشبوهين" حين "حاولا خطف سلاح أحد المقاتلين"، ما أدى إلى إفلات رصاصات أصابت أربعة جنود بجراح متفاوتة، أحدهم بجراح متوسطة والباقون بجراح طفيفة، ليرد الجنود بإطلاق النار ويقتلونهما.

مع ذلك، يوضح التحليل الجنائي وإفادات الشهود لبتسيلم أن ما جرى تضمن إعدام خالد عميرة بإطلاق رصاصة مباشرة على رأسه بينما كان مثبتاً على الأرض وغير قادر على تشكيل أي خطر، فيما أصيب نضال برصاصة أُطلقت على ظهره من مسافة قصيرة بعدما كان مصاباً في رجله ويواجه جنوداً يعترضون طريقه، دون أن يشكل أي تهديد.

ويظهر التوثيق أيضا أن الجنود هم من هاجموا الأخوين، ورغم محاولة الجيش إلصاق لقب "مخرّبين" بهما، إلا أن التوثيق لم يُظهر أي تعمّد من جانب الأخوين للدخول في صدام مع الجنود، كما يثبت أن المسعفين مُنعوا بعد إطلاق النار من الاقتراب منهما أو فحص إمكانية تقديم علاج قد ينقذ حياتهما.

مقالات مشابهة

  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • الاحتلال يحكم بسجن أسير ويُجدد الاعتقال الإداري لآخرين
  • الاحتلال يصدر ويُجدد الاعتقال الإداري بحق 41 معتقلًا
  • مصر تواجه منتخب البرازيل قبل كأس العالم
  • كامل الوزير: أسعار الطاقة في مصر أقل من الهند والمغرب وتركيا
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • الاحتلال يصدر ويُجدد الاعتقال الإداري بحق 57 معتقلًا
  • تحقيق إسرائيلي: إعدام ميداني لأخوين فلسطينيين خلال مداهمة في نابلس
  • نادي الأسير: الاحتلال اعتقل وحقّق ميدانيًا مع 100 مواطن بالضّفة