نزرع للاستدامة.. مشروع جديد يعزز دور المرأة الإماراتية في القطاع الزراعي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، يواصل الاتحاد النسائي العام تعزيز حضور المرأة في القطاع الزراعي من خلال إطلاق مشروع "نزرع للاستدامة" بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص.
ويهدف المشروع إلى تأهيل الكوادر النسائية الإماراتية ومنحهن المهارات والخبرات اللازمة لتطوير القطاع الزراعي في الدولة ويشمل المشروع برامج تدريبية تركز على الزراعة المستدامة ودعم المشاريع الزراعية النسائية المبتكرة وتنمية الإنتاج المحلي من خلال تعزيز الجودة والتنافسية بما يتماشى مع استراتيجيات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة التي تسعى دولة الإمارات لتحقيقها كما يهدف إلى إحياء وإدامة إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجال الزراعة.
ويتماشى مشروع "نزرع للاستدامة" مع مستهدفات البرنامج الوطني "ازرع الإمارات" الذي يعزز من معدلات الأمن الغذائي ويشجع على تبني ممارسات زراعية ذكية ومستدامة بالإضافة إلى تعزيز شراكات جديدة مع القطاع الخاص وزيادة الرقعة الخضراء في الدولة كما يأتي المشروع في إطار السياسة الوطنية لتمكين المرأة ويهدف إلى زيادة إدماج المرأة في قطاع الزراعة وتوفير فرص ريادة الأعمال في الزراعة المستدامة.
ويستهدف المشروع النساء من العاملات في القطاع الزراعي بالإضافة إلى طلاب الجامعات وربات البيوت كما يسعى إلى تدريب 3.500 امرأة خلال خمس سنوات ودعم 140 مشروعا زراعيا بقيادة النساء الإماراتيات وزيادة الإنتاج الزراعي إلى أكثر من 20%.
ويتضمن المشروع ثلاثة برامج رئيسية هي برنامج " التدريب والتطوير " ويشمل معسكرات صيفية للمدارس وورشا تدريبية في الزراعة المستدامة وتنظيم زيارات ميدانية للمزارع المحلية بالإضافة إلى ورش تدريبية لتحويل صاحبات المزارع إلى رائدات أعمال.
أخبار ذات صلةويركز برنامج "الزراعة المستدامة" على الزراعة المائية والعضوية ويستهدف صاحبات الرخص الزراعية مع إنشاء حاضنات تقنية زراعية مخصصة للمرأة.
أما برنامج "التسويق والدعم التجاري" فيشمل خلق فرص تسويقية محلية للمنتجات الزراعية النسائية ودعم مشاريع الزراعة المنزلية وتنظيم فعاليات وملتقيات تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية.
وعبرت نورة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام عن فخرها بمواصلة الاتحاد النسائي العام طرح مبادرات تعزز من قدرة المرأة على المشاركة الفعّالة في المجتمع مؤكدة على أن هذه المبادرات تخدم تمكين المرأة في مختلف المجالات بما يعزز دورها في الحفاظ على البيئة وتحقيق استدامتها.
وأضافت: أن نجاح هذه المبادرات يأتي بفضل التوجيهات السديدة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي تضع تمكين المرأة في قلب جميع المبادرات التنموية.
من جانبها أشارت المهندسة غالية المناعي رئيس لجنة الشؤون الاستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام إلى أن الاتحاد يواصل مسيرته المستلهمة من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتعزيز دور المرأة في القطاع الزراعي وتحقيق زراعة مستدامة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة القطاع الزراعي المرأة الإماراتية الاتحاد النسائی العام الزراعة المستدامة فی القطاع الزراعی بالإضافة إلى المرأة فی
إقرأ أيضاً:
من النزوح إلى الزراعة.. حكايات نساء في لبنان حوّلن الحرب إلى فسحة للحياة
في الجنوب اللبناني، حيث تتعانق أشجار الزيتون مع ذاكرة النزوح، تتشكل ملامح قصة مقاومة ناعمة، بطلاتها نساء لم يستسلمن لقسوة الحرب، بل نهضن من بين ركام التهجير ليزرعن بذور الأمل في تربة جديدة.
وفي مدينة صور، التي تختزن في زواياها تاريخًا عريقًا وحضارة موغلة في القدم، وجدت زينب مهدي ملاذها بعد أن اضطرتها الحرب لترك بلدتها الناقورة. فزينب، التي كانت يومًا صاحبة أرض ومواسم، تنحني اليوم فوق التربة بأنامل متشققة، تعمل بجد وإصرار لإعادة نبش الحياة من جديد.
تقول للجزيرة نت "منذ بداية الحرب وأنا نازحة، ومنذ عام ونصف العام أعمل في هذا المشروع" وتضيف أن هذا العمل ليس مجرد مصدر دخل، بل "بداية حياة جديدة" تعيد فيها بناء ذاتها وتفتح صفحة من الأمل بعد سنوات من الألم والتهجير.
وليس المشروع الذي تحتضنه أرض صور تقليديًا، بل هو مبادرة بيئية واجتماعية وُلدت من رحم الأزمة، هدفها تمكين النازحات ماديًا ونفسيًا، وفتح أفق جديد لهن بعيدًا عن الارتهان للمساعدات العاجلة. وفي هذا المكان، تتلاقى التجارب والهموم، لتتحوّل المعاناة إلى طاقة خلاقة تنبض بالحياة.
وتتابع زينب "ساعدنا المشروع على التخفيف من أعباء الحياة، أصبحنا نعيش بكرامة، ونجد فيه مساحة للراحة من ضغوط البيت، من وجع الأولاد ومشاكل الأزواج، التقينا نساء يشبهننا، نسمع لبعضنا البعض، ونتشارك الهموم والتجارب".
وفي هذا الحقل، تتعلم النساء كيف يُروى الزرع بماء الصبر والمعرفة. وبعيدًا عن المبيدات الكيميائية التي أضرت بالتربة والهواء، يزرعن زراعة عضوية، ويحوّلن بقايا الخضار والأعشاب إلى سماد طبيعي يُعرف بـ"الكومبوست" يعيد خصوبة الأرض.
وتوضح زينب بثقة "نصنع مبيدتنا بأيدينا، من الأعشاب المحيطة مثل الزنزلخت، الدفلى، والريحان، ننقعها ونرشقها على المزروعات، تطرد الحشرات وتحمي الثمار، وكل شيء طبيعي مئة بالمئة".
على طرف آخر من الحقل، تزرع عبلة مصطفى سويد أكثر من مجرد خضراوات، تزرع الأمل والحياة. وهي النازحة من بلدة ضهيرة في الجنوب، حيث كانت الحرب سببًا في مغادرتها لأرضها، لكنها لم تفقد عشق التراب. وفي هذا المشروع وجدت فرصة لإعادة بناء نفسها واستعادة هويتها.
إعلانوتقول عبلة للجزيرة نت "كنا نزرع، لكن لم نكن نعرف كيف نحافظ على الرطوبة أو نستفيد من التبن. وهنا تعلمنا أن التبن يغطي التربة، يمنع نمو الأعشاب، ويوفر الماء. تعلمنا كيف نحافظ على كل نقطة ماء، وكيف نزرع بوعي".
وفي منطقة تعاني من شح الموارد وقسوة الظروف، أصبحت الزراعة شكلًا من أشكال المقاومة، مقاومة للنسيان والتهميش والجفاف. وتضيف عبلة بابتسامة يملؤها الفخر "المشروع أعطانا خيرًا من الأرض ومن داخلنا. وعلى هذه الأرض لا تُزرع الخضرة فقط، بل تُزرع كرامتنا وفرص جديدة للحياة".
أما حنان محمد سويد، وهي نازحة أخرى من ضهيرة، فتعبّر عن تعلقها العميق بالأرض التي هجرتها قسرًا، لكنها لم تهجر قلبها، وتقول "نحب أن يبقى لبنان أخضر لكن للأسف كل شيء يتلاشى، لا زيتون، لا زراعة في بلدتنا. لكن ربما إذا زرعنا اليوم هنا، نستطيع أن نحافظ على أرضنا".
وتشارك حنان للمرة الأولى في مشروع "بذور صور" لكنها تشعر بأن روحها سبقتها إلى هذا المكان، وتقول "تعلمنا طرقًا جديدة للزراعة، خاصة كيفية استخدام التبن لتغطية التربة والحفاظ على رطوبتها. عندما نعود إلى قريتنا، سنعيد الزراعة كما كانت، بل أفضل".
وتسترجع ذكرياتها قبل التهجير وتقول "كنت أملك أرضًا أزرع فيها كل شيء: خضراوات، بقدونس، بندورة، فليفلة. ولم أكن أشتري شيئًا، كل ما أحتاجه كان من أرضي" وتضيف بابتسامة "اليوم، تعلمنا كيف نستخدم مواردنا بشكل أفضل، وهذا يعلمنا كيف نزرع بوعي ومسؤولية".
وتحت ظل شجرة زيتون، تجلس ملك مصطفى تروي للجزيرة نت جزءًا من فصل جديد في حياتها، أعادت اكتشافه في هذا المشروع، وتقول "كنا نزرع كما نعرف، لكن لم نكن نعلم فوائد التبن أو الرماد أو السماد العضوي. تعلمنا كيف نعيد استخدام بقايا الطعام والخضار لصناعة سماد طبيعي يعيد الحياة للتربة".
وتتابع ملك التي تمتلك خبرة طويلة مع الأرض وتقول "كانت لي أرض أزرع فيها التبغ، الخضراوات، والقمح والشعير، وأملك بعض الماعز. الأرض لم تكن غريبة عني، لكن هنا تعلمنا أن نرى الزراعة من زاوية مختلفة، صرنا نزرع بأيدينا، ونتعلم أساليب جديدة ومفيدة أكثر".
وتشير إلى أطراف الحقل حيث تنمو أعشاب خضراء بهدوء "تعلمت كيف نصنع الكومبوست والنقوع، واستخدام التبن، وأعشاب لطرد الحشرات. أشياء بسيطة لكنها تصنع فرقًا كبيرًا".
وبحس عميق تقول "كنا في أمسّ الحاجة إلى هذا المشروع، لم يكن مجرد زراعة، بل حياة بدأت تنبت من جديد".
حلم أخضر يتجاوز الحدودوراء هذه القصص الإنسانية، يقف مشروع "بذور صور" برعاية "الحركة الزراعية في لبنان" وتشرف عليه سارة سلوم التي تؤكد أن المشروع يسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: تمكين النازحات عبر تدريبهن على الزراعة المستدامة الخالية من المواد الكيميائية، وتوفير مصدر دخل دائم يكفل الاستقلالية والكرامة.
وتوضح سلوم -في حديثها للجزيرة نت- أن المشروع يشمل كامل سلسلة الإنتاج الزراعي، من إنتاج بذور محلية وإكثارها، إلى التصنيع الغذائي. وتستخدم الخيم الزراعية مشاتل لإنتاج الشتول التي تخدم منطقة صور واتحاد بلدياتها، مع تركيز خاص على الأشجار المثمرة، لا سيما الأنواع البرية المهددة بالاندثار جراء العدوان الإسرائيلي.
إعلانوتتابع "المستفيدات الأساسيات هن نازحات من القرى الحدودية، ومعظمهن مزارعات يحملن معرفة زراعية محلية. نأمل أن تُنقل هذه الخبرات إلى قراهن الأصلية حين تسمح الظروف بالعودة".
وتختم سارة حديثها بالإشارة إلى طموح يتجاوز حدود المشروع القائم "نحن نسعى إلى تعميم هذا النموذج ليُنفّذ في كل بلدة، بحيث تنتقل المعرفة الزراعية من منطقة إلى أخرى، وتوزَّع البذور والأغراس البلدية على القرى كافة، ليبقى لبنان أخضر رغم كل التحديات".