بمجرد وصولهم.. العائدون لشمال غزة يشرعون ببناء خيامهم على أنقاض منازلهم
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
لم يتعرف بعض العائدين إلى مدينة جباليا شمالي قطاع غزة على بيوتهم لفرط ما لحق بها من دمار، وحتى من وصلوا لم يجدوا من القديم كله إلا أنقاضا فوق أنقاض.
التقت الجزيرة عددا ممن وصلوا إلى شمال القطاع بعد انسحاب قوات الاحتلال اليوم الاثنين، وقد شرعوا في إنشاء بيوت من بقايا أخشاب بيوتهم المهدمة.
ودمر الاحتلال خلال حربه على غزة ما يصل إلى 80% من المباني، وكان الشمال صاحب نصيب الأسد من الدمار إذ تعرض لعملية تدمير واسعة وممنهجة خلال 100 يوم الأخيرة من الحرب.
وكان الاحتلال يهدف لإخلاء المنطقة تمهيدا لإعادة الاستيطان فيها ضمن ما عرف بـ"خطة الجنرالات"، وهو ما دفعه إلى تسويتها بالأرض تماما.
تخييم على أنقاض البيوت
ووفقا لأحد العائدين، فإن المشكلة ليست فقط في دمار البيوت بل في الكلفة والإمكانات الكبيرة التي يتطلبها رفع أنقاضها تمهيدا لبنائها.
ونصب العائدون خياما مؤقتة، وقالوا إنهم سيعيدون تعمير هذه البيوت بشكل أفضل مما كانت عليه وإنهم سيعيدون الكرّة لو جاء الاحتلال وهدمها مرة أخرى.
ولا يظهر السكان أي نية للتخلي عن أرضهم التي قطعوا ما بين 10 و20 كيلومترا سيرا على الأقدام عائدين إليها في مشهد دفع وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير إلى وصفه بأنه "إهانة لإسرائيل".
إعلانورغم صعوبة المشهد وندرة الإمكانات وفداحة الخسارة، فإن النازح محمد المدهون أكد للجزيرة أنهم سيخيمون إلى جوار بيوتهم لحين بنائها مجددا، وقال إنهم لن يرحلوا إلى أي مكان آخر حتى لو سمح لهم بالخروج من القطاع.
والتقت الجزيرة أحد النازحين الذين رفضوا مغادرة الشمال وليس مغادرة غزة كلها، وقد أكد أنه شرع بتعمير المكان حتى يشجع بقية النازحين على العودة سريعا.
وقال نازح آخر إنهم يستعينون على هذا الوضع بالأمل، مضيفا أن "الأسرى المحكومين بالسجن مدى الحياة يقضون أكثر من 30 عاما في سجون الاحتلال ولا يفقدون الأمل في الحرية، فهل نفقد نحن الأمل بعد 15 شهرا من الحرب؟".
العودة سيرا على الأقدام
وبدءا من السابعة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي، بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال القطاع رجالا وركبانا بعد نزوح استمر 15 شهرا بسبب الحرب التي استهدفت إبادتهم تماما.
كذلك بدأ الآلاف المرور بمركباتهم من جنوب قطاع غزة عبر محور نتساريم الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، وقد بدأت مركبات تحمل نازحين وأغراضهم بالمرور من المحور عبر شارع صلاح الدين، بعد خضوعها لتفتيش أمني.
ومنذ ساعات الصباح، اصطفت مئات المركبات على شارع صلاح الدين بانتظار مرورها إلى الشمال، حيث كان مقررا بدء عبورها في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش)، لكن الأمر تأخر حتى وصول الفريق الفني المختص بالتفتيش.
وتخضع المركبات التي تمر عبر المحور من شارع صلاح الدين لتفتيش أمني بجهاز "إكس ريه" (X-RAY)، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
منسقية النازحين: كارثة إنسانية تلوح في الأفق بدارفور
منسقية النازحين واللاجئين، طالبت الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية بتكثيف جهودها لمعالجة الأوضاع الإنسانية المزرية.
الخرطوم: التغيير
حذرت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، من كارثة إنسانية محتملة في جميع مناطق النزوح بالسودان ودارفور، خاصةً في منطقتي جبل مرة وطويلة، حيث تهطل أمطار غزيرة، وقالت إن دارفور تمزقت بشكل شبه كامل وتوشك على الخروج عن السيطرة.
الجوع وسوء التغذيةوأضاف الناطق باسم المنسقية آدم رجال في تقرير عن الأوضاع الإنسانية والصحية والأمنية بدارفور للفترة من أبريل الماضي، أن الجوع والمجاعة وسوء التغذية والعطش لاتزال تشكل تهديدًا مستمرًا للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، إضافة لندرة مواد الإيواء.
وأوضح أنه مع حلول فصل الخريف، يهدد هذا الوضع الأسر التي لا مأوى لها، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية محتملة في جميع مناطق النزوح.
ودعا رجال الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية لتكثيف جهودها لمعالجة هذه الأوضاع الإنسانية المزرية، لا سيما مع استمرار النزوح اليومي من الفاشر إلى منطقة طويلة وجبل مرة، اللتين أصبحتا أكبر مركزين للنزوح في الصراع الدائر.
وأشار رجال إلى أن الأوضاع الصحية في المناطق التي يتركز فيها النازحون، تعاني مشاكل الصرف الصحي، وهو ما يُعدّ في حد ذاته مصدرًا للأمراض والأوبئة، مما يُثير قلقًا بالغًا من حدوث كوارث صحية تُكلف هذه المجتمعات أضعافًا مضاعفة.
منسقية النازحين واللاجئين انتهاكات حقوق الإنسانوأكد استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بسبب تمزق النسيج الاجتماعي بفعل الحرب، وتكريس خطاب الكراهية، ومواصلة أطراف الصراع في ارتكاب الفظائع والمجازر.
وقال إن قوات الدعم السريع تقصف معسكر أبو شوك يوميًا، مما يُسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما تشنّ قوات الجيش السوداني غارات جوية على مناطق مأهولة بالسكان في أنحاء دارفور، مستخدمةً أسلحة ثقيلة محرمة دوليًا، وأشارت إلى ارتكاب انتهاكات على الطريق بين الفاشر وطويلة.
وأكد رجال تسجيل 95 حالة عنف قائم على النوع الاجتماعي، و15 حالة وفاة بسبب الجوع والعطش، و24 حالة صدمات نفسية، و17 حالة إطلاق نار مباشر، إضافةً إلى ثلاث حالات قتل فردي في كاس وأربع حالات في بنديس.
وعبر عن قلق بالغ إزاء جميع هذه الحالات، لا سيما الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واستخدام الأسلحة الفتاكة داخل التجمعات السكانية المدنية الكبيرة، مما يعرض حياتهم للخطر.
وطالب رجال بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في المناطق المكتظة بالسكان في دارفور، ولجنة أخرى للتحقيق في قصف قافلة مساعدات إنسانية في منطقة الكومة بشمال دارفور، كانت متجهة إلى الفاشر.
والتمس من المؤسسات القضائية الدولية دوراً في إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة للناجين من الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين العزل.
الوسومآدم رجال الأسلحة الكيميائية الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان الفاشر الكومة المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور حقوق الإنسان طويلة