روائيون يشاركون جمهور «الشارقة للأدب الأفريقي» سر إبداعاتهم
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
في اليوم الختامي لمهرجان الشارقة للأدب الأفريقي في دورته الأولى، اجتمع نخبة من الروائيين في حلقة نقاشية حملت عنوان «صياغة شخصيات متحررة من قيود الزمان»، حيث كشف الكتاب المشاركون أبعاد صياغة شخصيات أدبية تجسد بعمق تعقيدات الثقافات الإفريقية والشرق أوسطية.
شهدت الجلسة حواراً مليئاً بالسرد القصصي، تبادل خلاله الضيوف رؤاهم حول التحديات المرتبطة بالأصالة والتمثيل الثقافي، وكيفية ابتكار شخصيات تلامس وجدان القارئ، إذ شارك في الجلسة كل من الروائية النيجيرية تشيكا أونيغوي، الروائية النيجيرية فاطمة بالا، الروائي النيجيري ننامدي إهيريم، والكاتبة الإماراتية صالحة عبيد.
كائنات حية
استهلّت الروائية النيجيرية تشيكا أونيغوي حديثها عن بنائها لشخصياتها الروائية، قائلةً «شخصياتي كائنات حية وحقيقية في عقلي، وكل ما أفعله هو أن أسمح لها بالتصرف بحرية، ثم أقوم بتسجيل أفعالها على الورق»، ولأجل كتابة شخصيات روائية ذات تأثير عميق، قدمت أونيغوي للكتاب الجدد نصيحة من ذهب، وأضافت: «من المهم أن تمنح شخصياتك الاحترام الذي تستحقه وأنت تكتبها، وتعاملها كأفراد حقيقيين»، وعن روايتها الأشهر «الابنة الوسطى» فقد أوضحت أونيغوي أنها كُتبت بأربعة أصوات، وهي إعادة تخيل حديثة لأسطورة بيرسيفوني.
حياة يومية
من جانبها، تطرقت الروائية النيجيرية فاطمة بالا للحديث عن شخوص روايتها «محطمة»، و«حفصة بيبي»، مشيرة إلى أنها تستمد إلهامها من واقع الحياة اليومية، قائلة «معظم شخصياتي مستوحاة من الأشخاص من حولي، الحوارات التي أسمعها والمواقف التي ألاحظها تجد طريقها إلى كتاباتي»، وأضافت: «مثلاً أنا الآن في الشارقة التي أدهشتني بتنوعها الجميل، وليس بعيداً أن تظهر الشارقة في كتابي القادم، إن لم يكن الآن، فبالتأكيد يوماً ما».
لا أكرر شخوصي
من القضايا التي تطرقتْ لها فاطمة بالا في الحديث عن شخوصها الروائية، هو عدم التعلق كثيراً بالشخصيات حتى لا تتكرر في أعمال قادمة، حيث قالت «لأتمكن من الاستمرار في الكتابة، أغلق الباب على شخصياتي بمجرد أن أنتهي منها، وأنفصل شعورياً عنها؛ لأنني لا أريد أن أكرر كتابة نفس الشخصية مراراً وتكراراً، فمن المهم بالنسبة لي أن تكون شخصيتي القادمة مختلفة تماماً، لأنني أعلم أن جمهوري يتطلع إلى التنوع».
أبدأ من الفكرة
أما الروائي النيجيري نامدي إهيريم صاحب رواية «أمير القرود» التي رشحت لجائزة «فيووتشر أووردز» للأدب، فيؤمن بأن الواقع هو مصدر لا ينضب للإلهام، حيث قال «لا شيء يفوق الواقع في إلهامه لنا نحن الروائيين، وأستند دوماً في كتابة أعمالي إلى أحداث وشخصيات حقيقية، وأغوص في ثقافة الفترات التاريخية التي أكتب عنها، وبالنسبة لي أهم شيء يجعلني أنطلق لخلق شخصياتي هي الفكرة، فعندما أجد الفكرة أستكشفها جيداً، وأتركها تختمر في عقلي تماماً قبل أن أضعها على الورق».وأوضح إهيريم أنه عندما يجد الفكرة ويستكشفها جيداً يقوم بإجراء محادثات بينه وبين نفسه حولها، وكلما اكتشف شيئاً أخرج هاتفه فوراً ودونه في الملاحظات، وهكذا، يستمر في التفكير من خلال الشخصيات واستكشاف الأفكار عبر الحوارات بينهم، وفي النهاية يكتبها في روايته، كما أكد إهيريم على أهمية الأسماء في عمله، بقوله: «أجعل أسمائي مثيرة للاهتمام وغير قابلة للنسيان».
جسر بين الثقافات
في ختام الجلسة، تحدثت الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد عن فنيات كتابتها لشخصيات أعمالها الروائية والقصصية، وقالت «في رواياتي، يمكنك أن ترى الشخصيات مرتبطة بجذورها وبالمكان، سواء كان ذلك في الشارقة أو دبي، أما في القصص القصيرة، فأنا أركز أكثر على الفكرة والمشاعر بدلاً من التركيز على الشخصية بحد ذاتها أو على هوية المكان الذي تنتمي إليه».
وعن شخصياتها التي تُرجمت للعديد من اللغات الإفريقية، قالت عبيد «لا يهم إذا كانت الشخصية من بلد معين، الأهم هو الرابط الذي ينشأ بين الكاتب كإنسان والقارئ كإنسان آخر، وأفرح حين أجد القراء متعلقين أكثر بمشاعر الشخصيات وكيف وجدوا أنفسهم مرتبطين بهم، أكثر من كونهم مهتمين بمكان نشأة تلك الشخصيات». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي
إقرأ أيضاً:
ضعف الطلب يجبر آبل على تقليص إنتاج iPhone Air: ابتكار بلا جمهور؟
أطلقت آبل هذا العام هاتف iPhone Air كأكثر هواتفها نحافة على الإطلاق، إذ يبلغ سمكه 5.6 ملم، أي أقل بنسبة 19% من iPhone 6 التاريخي، ما مثّل إنجازاً هندسياً سمح ببطارية تدوم يوماً كاملاً حسب تصريحات آبل، وكاميرا خلفية مميزة بدقة 48 ميجابكسل.
أما أبرز ما يميزه فهو الهيكل فائق النحافة الذي عبّرت عنه آبل كقمة الإبداع التصميمي.
تقليص الإنتاج: أرقام الطلب لا تحقق الطموحرغم الضجة الإعلامية، كشفت تقارير كورية جنوبية إلى أن آبل قررت تقليص الإنتاج بمليون وحدة بعد مبيعات ضعيفة، في وقت زادت فيه إنتاج iPhone 17 وiPhone 17 Pro وPro Max بما يصل إلى 7 ملايين وحدة إضافية.
تشير الإحصاءات إلى أن جزءاً كبيراً من العملاء فضّل الإصدارات الكلاسيكية التي يعرفها جيداً عن التجربة الجديدة للهاتف النحيف.
أسباب ضعف الإقبال: تطور الجيل الأساسي يغطي على التجديديُرجع المحللون هذا الفتور إلى أن آبل أدخلت العديد من التحسينات الكبيرة على iPhone 17 القياسي، وخاصة ميزة الشاشة ProMotion ذات التحديث المتغير من 1 إلى 120 هيرتز وزيادة كبيرة بعمر البطارية (حتى 30 ساعة من تشغيل الفيديو مقارنةً بـ22 ساعة في الجيل السابق).
إضافة لذلك، فإن افتقار iPhone Air لتعدد العدسات يجعل التصوير محدوداً نسبياً، بينما تظل الكاميرات والبطارية وسهولة التعامل مع النماذج الأخرى نقاط تفوق واضحة للجيل الأساسي.
هذه ليست أول مرة تواجه فيها آبل هكذا تحدي؛ فقد جربت سابقاً طرح نماذج Mini ونماذج اقتصادية ولم تلق نجاحاً واسعاً.
يفضل المستهلك المتعود الأداء الشامل والمجرب بدلاً من خوض مغامرة مواصفات مبتكرة لكنها تقدم تنازلات (كتخلي الهاتف عن بعض الميزات الاحترافية في Pro).
دلالات وأثر استراتيجي على مستقبل آبلرغم أن iPhone Air قد يكون نواة أو نموذج بروتوتايب لهواتف آبل القابلة للطي مستقبلاً إذ تشير مصادر إلى تصور لفكرة iPhone Fold مكون من جهازين Air ملتصقين جانباً لجانب إلا أن ضعف المبيعات قد يؤثر على وتيرة تطوير الطرازات المستقبلية.
يتوقع محللون أن تؤجل الشركة إطلاق أول آيفون قابل للطي حتى 2027 لعدم الاستقرار النهائي على التصميم.
تقييم المستخدمين والانطباعات العامةالتقييمات التي حصدها iPhone Air كانت متوازنة بين الإعجاب بالشكل النحيف والشاشة السريعة، وبين انتقادات للسماعة الأحادية، الأداء الحراري كاميرا أحادية العدسة، وصعود درجة حرارة الجهاز.
حتى ألوان الجهاز الجديدة (الأسود، الأبيض، الذهبي، الأزرق) لم تبدد حالة الفتور في السوق.
تجربة آبل مع iPhone Air تكشف أزمة بين الابتكار التصميمي وحاجات السوق الفعلية، وتؤكد أن التوجهات المستقبلية يجب أن تراعي رغبات المستخدمين الواقعية والاستفادة من نقاط القوة في السلاسل الرئيسية، مع التمهل في مغامرات هواتف الفئة الجديدة إلى حين نضج تقني وتوافق سوقي أوسع.