في إطار المتابعة المستمرة لأعمال التطوير بالمواقع الثقافية في مختلف محافظات الجمهورية، تفقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أركان حرب الدكتور طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، أعمال تطوير ورفع كفاءة قصر ثقافة السويس، وذلك لمتابعة تنفيذ توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته السابقة للقصر، والتي وجّه فيها بسرعة دعم المشروع والانتهاء من أعمال التطوير في أقرب وقت ممكن.

وتفقد الوزير والمحافظ القصر المقام على مساحة إجمالية تبلغ 3880 مترًا مربعًا، ويضم مبنى مكوّنًا من دور أرضي وثلاثة أدوار علوية على مساحة 1225 مترًا مربعًا، تتوزع بها قاعة المسرح الرئيسي بسعة 480 مقعدًا، وعدد من القاعات والمكاتب الإدارية المتخصصة، وقاعات تدريب للفنون الشعبية والموسيقية، وناديًا للمرأة والتكنولوجيا، ومكتبتين إحداهما عامة والأخرى للطفل، ومرسمًا للفنون التشكيلية، إلى جانب غرف للبروفات والمخازن.

وخلال الجولة، استمع الوزير والمحافظ إلى شرح من الشركة المنفذة حول نسب التنفيذ والجدول الزمني للانتهاء من المشروع، الذي يشمل أعمال تطوير شاملة تتضمن القيام بالمعالجات الخرسانية للعناصر الإنشائية، واستكمال أعمال المباني، وتأسيس شبكات الكهرباء وإنذار الحريق، والأعمال الصحية وصيانة شبكة الإطفاء، إلى جانب تركيب أنظمة التكييف المركزي وشبكات الصوت والضوء والميكانيزم بالمسرح.

كما تشمل الأعمال تركيب الأسقف المعلقة والتشطيبات النهائية من دهانات وإضاءة، بالإضافة إلى تركيب أنظمة الحريق وكاميرات المراقبة وأجهزة الصوت والإضاءة وكراسي المسرح، بما يضمن جاهزية القصر لاستقبال الفعاليات الثقافية والفنية على أعلى مستوى.

 

وزير الثقافة يوجّه بسرعة الانتهاء من المشروع استعدادًا لافتتاحه في احتفالات ثورة 30يونيو 2026

 

وشدد وزير الثقافة على ضرورة الانتهاء من أعمال التطوير وافتتاح القصر تزامنًا مع احتفالات ثورة 30 يونيو 2026، ليكون جاهزًا لاستقبال الأطفال والشباب خلال الإجازة الصيفية، وليتحول إلى منارة للإبداع ومتنفس ثقافي لأبناء المحافظة، يتيح لهم الفرصة لاكتشاف وتنمية مواهبهم من خلال الأنشطة والفعاليات الصيفية.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أنه سيتابع بشكل دوري سير العمل وبرنامج التطوير حتى الانتهاء من المشروع في الموعد المحدد، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة النهوض بالبنية الثقافية والفنية في جميع المحافظات.

وفي ختام الزيارة، تبادل الدكتور أحمد فؤاد هنو واللواء الدكتور طارق حامد الشاذلي الدروع التذكارية، وذلك في إطار احتفالات محافظة السويس بعيدها القومي الموافق 24 أكتوبر، تأكيدًا على التعاون المثمر بين وزارة الثقافة ومحافظة السويس في دعم الفنون والإبداع والأنشطة الثقافية لخدمة أبناء المحافظة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ثقافة «نحن» في زمن «أنا»

سألت صديقي السؤال المعتاد، الذي نبدأ به كل لقاء بعد طول انقطاع: كيف العمل؟
ابتسم وقال بلغة محبطة:” الصراع في العمل لا ينتهي بين الإدارات ورؤساء الأقسام. الكل يريد أن ينتصر، حتى لو على زميله. في المكان الذي أعمل فيه، لا أحد يفرح لنجاح الآخر، بل يتمنى أن يفشل ليبقى هو في الصورة”. ثم قال جملة علقت في ذهني:”الكل يبحث عن مجد شخصي لنفسه، ولا يريد أن يشاركه أحد”.
تأملت كلماته طويلاً. المجد الشخصي بدلاً من نجاح الفريق! كيف يمكن لمؤسسةٍ أن تنهض، أو لإنجازٍ أن يكتمل، إذا كانت الأنانية هي اللغة السائدة، والحسد هو الوقود الذي يحرك العلاقات؟ هذه ليست مجرد مشكلة في مستشفى يعمل فيه صديقي، بل هي مرآة لثقافةٍ آخذة بالانتشار في كثير من بيئات العمل الحديثة، حيث يُقاس النجاح بعدد النجوم على الصدر لا بعدد الأيدي التي تعاونت للوصول إلى الهدف.
قرأت مؤخراً مقالاً للكاتب والطبيب الأمريكي إيمامو توملينسون بعنوان” اصنع ثقافة تقدّر إنجاز الفريق أكثر من النجاح الفردي”، تحدث فيه عن تجربة مؤسسته الطبية التي اختارت أن تبني مجدها على روح”نحن” بدلاً من”أنا”. يصف الكاتب تلك الثقافة بـ”الثقافة الباهرة”، لأنها تُعيد تعريف النجاح لا بوصفه بطولة فردية، بل عملاً جماعياً يخلق معنى وولاءً وابتكاراً لا يتحقق إلا بتكامل الجهود.
في عالمٍ يرفع شعار المنافسة الفردية، تبدو هذه الفكرة مثالية وربما ساذجة للبعض. لكن توملينسون يثبت العكس؛ فحين تُمنح الفرق الثقة والمسؤولية، وتُكافأ على التعاون لا على التفوق الفردي، يصبح الإنجاز أعمق وأبقى. لقد تحولت مؤسسته من مجموعة أطباء طوارئ إلى شراكة وطنية متعددة التخصصات؛ بفضل هذا المبدأ البسيط: إن النجاح الحقيقي يولد عندما يُضيء الجميع، لا حين يسطع نجم واحد ويخفت ما حوله.
ثقافة الفريق لا تعني إلغاء الطموح الفردي، بل تهذيبه وتوجيهه نحو هدفٍ مشترك. ففي الفرق الناجحة، لا يُقاس التميز بمن يسجل الهدف، بل بمن صنع التمريرة. في الرياضة يسمونها “التمرير الحاسم”، وفي الحياة يسمونها”المساندة الصامتة” التي تجعل الآخرين يبدون عظماء. هذا النوع من العظمة لا يحتاج إلى تصفيق، لأنه يعرف أن قيمته في أثره لا في اسمه.
ولأن القيادة هي من تصنع المناخ، فإن القائد الذي يزرع هذه الثقافة يبدأ بنفسه. لا يخاف أن يشارك المجد، ولا يضيق إذا أُشيد بغيره. إنه يخلق بيئةً يزدهر فيها الجميع، بيئةً يشعر فيها كل فرد بأن صوته مسموع، وأن رأيه مهم، وأن نجاح الفريق ينعكس عليه بالكرامة والرضا لا بالجوائز فقط.
في المقابل، المؤسسات التي يهيمن فيها منطق “أنا أولاً” تتحول إلى ساحات صراع. الكل يراقب الكل، الثقة تتآكل، الإبداع يخنق نفسه خوفاً من السرقة أو الإقصاء، وتتحول بيئة العمل إلى سجنٍ ناعم لا يُنتج سوى التعب.
العمل الجماعي ضرورة إستراتيجية في عالمٍ معقد لا يمكن لفردٍ واحد أن يحيط به. فالعقل الجماعي أذكى من أذكى الأفراد، حين يكون موجهاً نحو هدفٍ مشترك. ومن يفهم هذا المبدأ يدرك أن النجاح الحقيقي لا يقوم على مبدأ الفوز والخسارة، بل على مبدأ “نربح جميعاً أو نخسر جميعاً”.
ربما كان صديقي على حق في وصفه للواقع، لكن الأمل أن يتحول الوعي بهذا الواقع إلى بداية تغيير. فالمؤسسات لا تنهض بالعقول الفردية فقط، بل بالأرواح التي تتناغم، وبالقلوب التي تدرك أن المجد حين يُشارك… يكبر.

مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة تُعلن المشاريع الحاصلة على منح إعانات جمعيات النفع العام الثقافية
  • وزير الزراعة يكشف تفاصيل هامة عن أعمال تطوير حديقة الحيوان و موعد الإفتتاح
  • وزير الثقافة: مصر تتبنى توجهًا يقوم على تطوير البنية التحتية الثقافية وتمكين المبدعين
  • في العدد الجديد من مجلة سلاف الثقافية:الدكتور المقالح.. وجه اليمن الثقافي
  • ثقافة «نحن» في زمن «أنا»
  • الخديعة الثقافية الكبرى بأسيوط
  • تفاصيل العرض المسرحي "أجمل أصحاب"
  • وزير الاتصالات ومحافظ الدقهلية يتفقدان موقع تنفيذ شبكة الفايبر المعلق بالمنصورة
  • وزير الاتصالات ومحافظ الدقهلية يتفقدان موقع تنفيذ شبكة الفايبر المعلق بالمنصورة لتعزيز البنية الرقمية
  • الحميدي والتجاري يتجملان من جديد.. ومحافظ بورسعيد يطلق شرارة التطوير الشامل