مصرع 14 وإصابة 29 في حادث قطار مروع شرق إثيوبيا

شهدت إثيوبيا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء حادثا مأساويا جديدا أعاد إلى الأذهان سلسلة من الكوارث التي عرفتها البلاد في الماضي، بعدما خرج قطار ركاب عن مساره شرق البلاد، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلا وإصابة 29 آخرين بجروح تفاوتت بين الخطيرة والطفيفة، وفقا لما نقلته وسائل إعلام رسمية محلية.

القطار المنكوب كان في رحلة داخلية انطلقت من مدينة ديويل متجها إلى دير داوا الواقعة على بعد نحو مئتي كيلومتر، حين وقع الحادث في منطقة شينيل التابعة لإقليم الصومال الإثيوبي قرابة الساعة الثانية صباحا بتوقيت أديس أبابا.

 

ورغم مرور ساعات طويلة على الحادث، لم تصدر السلطات أي بيان رسمي يوضح السبب وراء هذا الانقلاب المفاجئ، في وقت تتواصل فيه جهود فرق الإنقاذ والإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.

وأكدت وسائل الإعلام الأثيوبية أن الحادث كان مروعا إلى حد كبير، حيث أظهرت الصور المتداولة مشاهد لعربات مقلوبة بالكامل وأخرى تحولت إلى كتل معدنية مشوهة جراء قوة الارتطام، كما أظهرت اللقطات تكدس الركاب في محيط الحادث وسط محاولات حثيثة لإنقاذ العالقين داخل العربات.

وبحسب ما أورده تلفزيون "دير"، فإن الحصيلة الأولية شملت مصرع 14 شخصا وإصابة 29 آخرين، بينهم حالات حرجة نقلت بطائرات إسعاف إلى مستشفيات متقدمة في دير داوا وأديس أبابا. 

ولم تشر التقارير إلى وجود أجانب بين الضحايا، كما لم يتم الإعلان بعد عن أعداد الركاب الذين كانوا على متن القطار لحظة وقوع الحادث.

حادث مأساوي يعيد الذاكرة إلى كوارث السكك القديمة

يعد هذا الحادث من أكثر الحوادث دموية في السنوات الأخيرة في إثيوبيا، التي قلما تشهد كوارث من هذا النوع نظرا لقلة خطوطها الحديدية مقارنة ببعض الدول الإفريقية الأخرى. 

ومع ذلك، فإن الذاكرة الجماعية للإثيوبيين لا تزال تحتفظ بحادث مأساوي وقع عام 1985 عندما انحرف قطار متجه من جيبوتي إلى أديس أبابا وسقط في واد عميق، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة نحو 500 آخرين، في واحدة من أبشع الكوارث في تاريخ السكك الحديدية بالمنطقة.

ووفقا لتقارير صحفية أثيوبية، فإن شبكة القطارات في إثيوبيا تعد من أقدم الشبكات في شرق إفريقيا، لكنها ما زالت تواجه تحديات في الصيانة والتحديث، إذ تعاني بعض الخطوط من ضعف البنية التحتية وقدم المعدات، الأمر الذي يزيد من احتمالية وقوع الحوادث في ظل الظروف المناخية القاسية والتضاريس الجبلية الوعرة.

وفي ظل غياب المعلومات الرسمية حول السبب المباشر للحادث، رجح محللون في تقارير صحفية أن يكون الانحراف ناجما عن خلل فني أو ضعف في نظام الإشارات، إلا أن الجهات المعنية لم تصدر حتى الآن أي تأكيد أو نفي لهذه الفرضيات.

يشار إلى أن الحكومة الإثيوبية كانت قد أعلنت خلال السنوات الماضية عن خطط لتوسيع شبكة القطارات وربطها بموانئ جيبوتي لتسهيل حركة البضائع والركاب، إلا أن الحادث الأخير قد يعيد فتح ملف سلامة القطارات والبنية التحتية للسكك الحديدية في البلاد من جديد.

المصدر: بوابة الوفد