شمس أخرى على الأرض.. العالم على موعد مع إنجاز جديد| ما القصة؟
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
فى محاولة لتقليد الشمس على الأرض، سعي العلماء فى الصين لتحقيق إنجاز علمي جديد أذهل العالم أجمع، وذلك من خلال تشغيل مفاعل الاندماج النووي "EAST" لأكثر من 1,000 ثانية، محققين رقماً قياسياً جديداً في محاولاتهم لتقليد الشمس على الأرض.
تقليد الشمس على الأرضاستمر تشغيل مفاعل الاندماج النووي "EAST" لمدة 1,066 ثانية، أي ما يقارب 18 دقيقة، وتعد تلك المدة هي الأطول التي يتم خلالها الحفاظ على البلازما عالية الحرارة والمستقرة داخل المفاعل.
وتعد محاولة تقليد الشمس على الأرض إنجازا نحو إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة باستخدام الاندماج النووي، وهو مصدر طاقة يُعتقد أنه قد يصبح حلاً جذريًا لأزمة الطاقة العالمية.
وبحسب موقع "ScienceAlert" للأبحات العلمية، استمر الجهاز في العمل لمدة 1,066 ثانية، أي ما يقارب 18 دقيقة، وتعتبر هذه التجربة جزءًا من مشروع أوسع يهدف إلى تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، وهي العملية التي تحاكي الطريقة التي تنتج بها الشمس طاقتها، والتي تعتمد على دمج ذرات الهيدروجين معًا لإطلاق طاقة هائلة.
تمكن الباحثون فى هذه التجربة من زيادة قدرة نظام التسخين، الذي أصبح الآن قادرًا على توليد طاقة تعادل تشغيل 140,000 فرن ميكروويف في وقت واحد، ما يعزز قدرة الجهاز على الوصول إلى درجات حرارة أعلى وأكثر استقرارًا.
ما هي الشمس الاصطناعية؟فى يناير 2022، حافظ مفاعل الاندماج النووي الصيني "إيست" (EAST) على درجة حرارة مقدارها 70 مليون درجة مئوية لمدة 1056 ثانية، وهذا أكثر من درجة الحرارة في نواة الشمس بنحو خمسة أضعاف.
وتأتي الشمس الاصطناعية نسبة إلي الضغط الشديد في نواة الشمس والذي يؤدي إلي ارتفاع درجة الحرارة بشدة لتصبح نحو 15 مليون مئوية، فتتحوَّل المادة إلى حالتها البلازمية، وهي الحالة التي تنسلخ فيها الإلكترونات من الذرة لتسبح بحرية تامة في حساء حار، هنا يكون الوضع ملائما لحدوث اندماج نووي، يعني ذلك أن تجبر الحرارة أنوية ذرّات الهيدروجين كي “تندمج” معا لتصنع الهيليوم، وفي أثناء ذلك يخرج قدر هائل من الطاقة، هو ما يعطي الشمس قدراتها بوصفها نجما.
هل هناك تجارب أخرى للشمس الاصطناعية؟هناك الكثير من التجارب التي تنتهج تلك الآلية حول العالم، حيث تستمر الأبحاث في هذا المجال، ويُتوقع أن يحدث تقدم كبير في مشروع "ITER" الذي يُبنى حاليًا في جنوب فرنسا.
ويعتبر "ITER" أكبر مفاعل اندماج في العالم، وهو يعِد بالكثير من الإنجازات المستقبلية التي قد تكشف عن المزيد من الأرقام القياسية وتفتح الطريق نحو عصر جديد من الطاقة النظيفة.
ويؤكد هذا التقدم الذي تحقق في "EAST" أن الاندماج النووي قد يكون في المستقبل القريب مصدرًا للطاقة البديلة التي ستحقق الاستدامة البيئية وتساهم في حل أزمة الطاقة العالمية.
يذكر أن أول إنجاز رسمي جاء من الاتحاد السوفيتي عام 1968، حيث تمكَّن الباحثون هناك من تحقيق درجة من الثبات في درجات الحرارة لزمن قصير جدا لكنه غير مسبوق، ومنذ تلك الفترة بدأت تطورات كبيرة في أبحاث الاندماج النووي أدتإلى تقدم مقداره آلاف الأضعاف في المدة التي يمكن قضاؤها في الحفاظ على ثبات البلازما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شمس شمس اصطناعية مفاعل نووي المزيد الاندماج النووی الشمس على الأرض
إقرأ أيضاً:
صالح للحياة .. كوكب جديد يبتعد 35 سنة ضوئية عن الأرض| ما القصة؟
فى تطور علمى جديد كشف فريق بحثي دولي من معهد تروتييه لأبحاث الكواكب الخارجية (IREx) بجامعة مونتريال الكندية، عن اكتشاف كوكب جديد يحتمل أن يكون صالحا للحياة، ويقع على مسافة تقدر بنحو 35 سنة ضوئية من الأرض.
الكوكب الجديد، الذي أُطلق عليه اسم L 98-59 f، هو جزء من نظام كوكبي مكون من خمسة كواكب تدور حول نجم قزم أحمر يُعرف باسم L 98-59.
وكان النظام يعرف سابقا باحتوائه على أربعة كواكب فقط، إلا أن تحليل دقيقا لبيانات تم جمعها عبر تلسكوبات فضائية وأرضية، أبرزها تلسكوب "تيس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، كشف عن وجود الكوكب الخامس.
المنطقة الصالحة للحياةويمتاز الكوكب الجديد بوقوعه داخل ما يُعرف بـ"المنطقة الصالحة للحياة"، وهي المنطقة التي تسمح بوجود الماء في حالته السائلة على السطح، نظرا لتلقيه كمية من الطاقة النجمية مماثلة تقريبًا لما تستقبله الأرض من الشمس.
وتعد هذه الخاصية من أبرز المؤشرات التي تعزز احتمال وجود ظروف بيئية داعمة للحياة.
وعلى عكس الكواكب الأخرى في النظام، لم يُرصد L 98-59 f أثناء عبوره بين نجمه والأرض، بل جرى اكتشافه باستخدام تقنية "السرعة الشعاعية"، التي تعتمد على تحليل التغيرات الدقيقة في حركة النجم المضيف.
النظام الكوكبي الصخريوأشار العلماء إلى أن هذا النظام الكوكبي الصخري المتنوع يُشكل فرصة واعدة للبحث عن مؤشرات للحياة خارج كوكب الأرض، لاسيما أن قربه النسبي من الأرض يجعل من دراسته هدفا مثاليا للأبحاث الفلكية المستقبلية.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة علمية متخصصة، وسط اهتمام واسع من المجتمع العلمي الذي يرى في هذا الاكتشاف خطوة جديدة في رحلة البحث عن عوالم بديلة قد تحتضن الحياة.