الجزيرة:
2025-08-11@23:31:29 GMT

خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم الطوارئ

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم الطوارئ

نيودلهي- في تصعيد جديد للتوترات بين الهند والأقلية السيخية، أثار إصدار الفيلم الهندي "الطوارئ" جدلاً واسعا ليصبح نقطة جديدة في الصراع السياسي المستمر بين الطرفين، سواء داخل البلاد أو خارجها.

وتعرض الفيلم لانتقادات حادة من لجنة إدارة "الغوردوارا" العليا التي تشرف على المعابد السيخية في ولاية البنجاب والولايات المجاورة في الهند، وأكدت اللجنة أن الفيلم يقدم صورة سلبية عن السيخ ويروج لرواية منحازة ومشوهة ضدهم، مما أثار استياءً واسعا داخل المجتمع السيخي.

الفيلم، الذي أخرجته وأنتجته وقامت ببطولته الممثلة الهندية وعضوة البرلمان عن حزب "بهاراتيا جاناتا" كانجانا رانوت وجسدت فيه شخصية رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي، مستوحى من حالة الطوارئ التي استمرت لمدة 21 شهرا في الهند من عام 1975 إلى 1977، خلال ولايتها.

وبعد إصدار الفيلم الأسبوع الماضي، احتجت جماعات سيخية في المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، تتهمها الهند بدعم حركة "خالستان" الساعية لإنشاء دولة في البنجاب، مطالبةً بحظره، مما دفع بعض دور السينما لحذف مشاهد أو سحبه بالكامل في البنجاب والمملكة المتحدة.

السيخ يعترضون على فيلم "الطوارئ" بحجة أنه يقدم صورة سلبية عنهم (الجزيرة) لماذا المعارضة؟

يقول جاسوير سينغ كبير مسؤولي الصحافة في جمعية الصحافة السيخية في لندن، وهي منظمة إعلامية معنية بالتثقيف حول قضايا السيخ، إن "الفيلم يقدم تصورا سلبيًا عن زعماء السيخ المقدسين وشهدائهم"، كما يرى أن الفيلم يسعى لتبييض "إرث غاندي في العنف ضد السيخ".

إعلان

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن "عملية الإنتاج والعروض الترويجية للفيلم كشفت عن توجهه لتصوير حياة إنديرا غاندي، بما في ذلك دورها في الإبادة الجماعية للسيخ واغتيالها على يد حراسها السيخ الشخصيين، بطريقة يراها المجتمع السيخي غير متوازنة وغير دقيقة".

الفيلم من إنتاج وإخراج وبطولة عضوة البرلمان عن حزب "بهاراتيا جاناتا" كانجانا رانوت (غيتي)

وفي ظل احتجاجات السيخ بالمملكة المتحدة ضد الفيلم، أكد المتحدث باسم الخارجية الهندية راندهير جايسوال توقع بلاده أن يكون هناك تحرك بريطاني، وقال إن "حرية التعبير لا يمكن تطبيقها انتقائيا"، مشددا على محاسبة من يعرقلونها.

وأضاف جايسوال أن الهند تعرب باستمرار عن مخاوفها للحكومة البريطانية بشأن حوادث الاحتجاجات العنيفة والترهيب من قبل "عناصر معادية للهند".

يذكر أن إنديرا غاندي أمرت في يونيو/حزيران 1984 بعملية عسكرية ضد زعيم السيخ المسلح جارنايل سينغ بيندرانوالي في المعبد الذهبي، وهو أقدس موقع ديني للسيخ على الإطلاق، وقد أسفرت العملية عن دمار أجزاء من المعبد وأثارت غضبًا واسعا في المجتمع السيخي.

وبعد أربعة أشهر، تم اغتيال إنديرا غاندي على يد حارسها السيخ الشخصيين، مما أدى إلى موجة عنف ضد السيخ في شمالي الهند، قُتل فيها 2733 شخصا.

حركة خالستان

وفي ظل تصاعد الجدل حول احتجاجات السيخ في الخارج، تربط وسائل الإعلام الهندية والسياسيون الهنود هذه التحركات بحركة خالستان، وهي أيديولوجية تدعو إليها المنظمات السيخية لإنشاء دولة للسيخ في البنجاب، ترى بعض الجماعات السيخية أن حدود هذه الدولة ينبغي أن تمتد لتشمل مناطق مجاورة، وفقًا لسينغ.

وحسب ما أوضح سينغ للجزيرة نت، فإن هناك ثلاث نقاط تدفع السيخ للعمل من أجل إنشاء دولة مستقلة:

من حيث الخلفية اللاهوتية، إذ تقول عقيدة السيخ إن لهم الحق بأن يتمتعوا بالسيادة. دافع تاريخي، إذ سبق أن كانت هناك إمبراطوريات سيخية. ما يتعرض له السيخ في الهند من اضطهاد في السياق الحديث.

وفي الماضي، كانت هناك حركات تمرد سيخية عديدة في الهند، لكن بحسب سينغ، فإن حركة خالستان الآن تتبنى وسائل سلمية.

إعلان

وفي السياق ذاته، قال سينغ للجزيرة نت إن "حركة خالستان حاليا مدعومة باستفتاء ديمقراطي غير ملزم أجرته حركة السيخ من أجل العدالة، وهو قانوني وسلمي، ويجري تنفيذه عالميًا، بما في ذلك إيطاليا وأستراليا وكندا، لكن الهند تصنفه ضمن الإرهاب".

وأضاف "نحن نرى المزيد من الدعم لحركة خالستان، مئات الآلاف من الناس يشاركون في هذا الاستفتاء، وإذا ذهبت إلى أي حدث سيخي عام أو غوردوارا كبير، فسوف ترى الدعم لحركة خالستان".

وخلافًا لما يدّعيه مؤيدو خالستان، أعلنت الحكومة الهندية أنها قدّمت للمحكمة أدلة لتمديد الحظر المفروض على حركة السيخ من أجل العدالة، وقد تم إعلان الموافقة على الحظر أمس الأربعاء.

وفي هذا السياق، أفادت وزارة الداخلية الهندية بتلقي رسالة صوتية على الهاتف الثابت لمنزل وزير الدفاع راجنات سينغ، نُسبت إلى زعيم الحركة جورباتوانت سينغ بانون، زعمت بأن السيخ يواجهون تهديدات وجودية، وحذرت أعضاء البرلمان من مغادرة منازلهم إذا لم يرغبوا في رؤية استفتاء خالستان.

وقالت وزارة الداخلية للمحكمة إن "بانون حرض المزارعين الهنود المحتجين على تسليح أنفسهم ومحاربة القوات الهندية، وصرح بأن الأسلحة ستصل إليهم عبر الحدود".

وأضافت أن "حركة السيخ من أجل العدالة تواصل دعم أيديولوجية الانفصال وأشكال التطرف العنيفة والتشدد في البنجاب من أجل إقامة ما تسمى بدولة خالستان على أراضي الهند".

الهند تتهم زعيم حركة "السيخ من أجل العدالة" جورباتوانت بالسعي إلى إنشاء دولة مستقلة للسيخ داخل الهند (رويترز) دعم للفيلم

قال عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين بوب بلاكمان إن "إرهابيين ملثمين من حركة خالستان اقتحموا دار السينما، وهددوا الجمهور وأجبروا القائمين على الدار على وقف العرض".

وأشار بلاكمان إلى أن الفيلم مثير للجدل للغاية، لكنه شدد على أنه لا يعلق على جودته أو محتواه، وأضاف "لكنني أدافع عن حق من انتخبني، وناخبي أعضاء آخرين، في أن يتمكنوا من مشاهدته واتخاذ قرار بشأنه".

إعلان

من جهتها، رحبت منتجة الفيلم والممثلة رانوت بموقف بلاكمان لدعم الفيلم في المملكة المتحدة، وأعربت عن خيبة أملها بسبب نقص الدعم من السياسيين الهنود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إندیرا غاندی فی البنجاب فی الهند

إقرأ أيضاً:

انقلاب الحلفاء.. نتنياهو يواجه أخطر عاصفة سياسية في إسرائيل

قالت دانا أبو شمسية، مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، إن الخلافات تتصاعد داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، موضحة أن هذا الخلاف عاد إلى الواجهة خلال اجتماع الكابينت الأمني والسياسي الأخير، الذي صادق فيه على خطة احتلال قطاع غزة.

 وتضمنت الخطة مطالب رئيس الأركان الإسرائيلي بتغيير بعض الأهداف، بما في ذلك إزالة ملف إعادة المحتجزين، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.

اجتماع مغلق بجامعة الدول العربية لمناقشة احتلال غزة والتحرك الدوليأسامة الدليل: المشهد على حدود مصر مع غزة تحيط به الأكاذيب ويجب كشف الحقائق للرأي العام

وأضافت أبو شمسية أن الخلافات بين سموتريتش ونتنياهو تفاقمت، حيث وجه سموتريتش انتقادات حادة لقرار نتنياهو شفهيًا بوقف العملية العسكرية في حال التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، مؤكدة سموتريتش في تصريحاته أنه لا يثق بقدرة نتنياهو على إتمام المهمة، مشيرًا إلى أن ما يجري ربما يكون مجرد مناورة تهدف إلى دفع حماس للتنازل عن مواقفها

 كما أضاف أن الهدف الحقيقي هو إنهاء حركة حماس وسحقها، ومن ثم فرض السيادة الإسرائيلية على غزة.

وأشارت أبو شمسية إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، حيث من المتوقع أن تشهد المزيد من الخلافات الداخلية حول الخطط العسكرية والإستراتيجيات السياسية، في ظل الظروف المتوترة. 

كما لفتت إلى أن هناك دعوات لأسر المحتجزين الإسرائيليين لتنظيم إضراب اقتصادي يوم الأحد المقبل، وهو ما قد يزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

طباعة شارك القدس المحتلة الحكومة الإسرائيلية نتنياهو قطاع غزة غزة

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: خطة إعادة احتلال غزة مناورة لفرض واقع جديد
  • الخطوط الجوية الهندية تعلق رحلاتها إلى واشنطن
  • سبب غير متوقع وراء تجنب جوز الهند والموز لمرضى الكلى
  • خلافات نتنياهو وسموتريتش: مناورة سياسية أم انقسام حقيقي؟
  • انقلاب الحلفاء.. نتنياهو يواجه أخطر عاصفة سياسية في إسرائيل
  • رسائل سياسية واقتصادية في زيارة فيدان إلى القاهرة
  • مفوضية الانتخابات تلغي المصادقة على (6)تحالفات سياسية
  • الرقب: إسرائيل تمارس بلطجة سياسية وسط صمت وتواطؤ دولي
  • قائد القوات الجوية الهندية: أسقطنا 6 طائرات عسكرية باكستانية في حرب مايو
  • إعلان يضع الهندية ديبيكا بادكون في ورطة