خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم الطوارئ
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
نيودلهي- في تصعيد جديد للتوترات بين الهند والأقلية السيخية، أثار إصدار الفيلم الهندي "الطوارئ" جدلاً واسعا ليصبح نقطة جديدة في الصراع السياسي المستمر بين الطرفين، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وتعرض الفيلم لانتقادات حادة من لجنة إدارة "الغوردوارا" العليا التي تشرف على المعابد السيخية في ولاية البنجاب والولايات المجاورة في الهند، وأكدت اللجنة أن الفيلم يقدم صورة سلبية عن السيخ ويروج لرواية منحازة ومشوهة ضدهم، مما أثار استياءً واسعا داخل المجتمع السيخي.
الفيلم، الذي أخرجته وأنتجته وقامت ببطولته الممثلة الهندية وعضوة البرلمان عن حزب "بهاراتيا جاناتا" كانجانا رانوت وجسدت فيه شخصية رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي، مستوحى من حالة الطوارئ التي استمرت لمدة 21 شهرا في الهند من عام 1975 إلى 1977، خلال ولايتها.
وبعد إصدار الفيلم الأسبوع الماضي، احتجت جماعات سيخية في المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، تتهمها الهند بدعم حركة "خالستان" الساعية لإنشاء دولة في البنجاب، مطالبةً بحظره، مما دفع بعض دور السينما لحذف مشاهد أو سحبه بالكامل في البنجاب والمملكة المتحدة.
يقول جاسوير سينغ كبير مسؤولي الصحافة في جمعية الصحافة السيخية في لندن، وهي منظمة إعلامية معنية بالتثقيف حول قضايا السيخ، إن "الفيلم يقدم تصورا سلبيًا عن زعماء السيخ المقدسين وشهدائهم"، كما يرى أن الفيلم يسعى لتبييض "إرث غاندي في العنف ضد السيخ".
إعلانوأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن "عملية الإنتاج والعروض الترويجية للفيلم كشفت عن توجهه لتصوير حياة إنديرا غاندي، بما في ذلك دورها في الإبادة الجماعية للسيخ واغتيالها على يد حراسها السيخ الشخصيين، بطريقة يراها المجتمع السيخي غير متوازنة وغير دقيقة".
وفي ظل احتجاجات السيخ بالمملكة المتحدة ضد الفيلم، أكد المتحدث باسم الخارجية الهندية راندهير جايسوال توقع بلاده أن يكون هناك تحرك بريطاني، وقال إن "حرية التعبير لا يمكن تطبيقها انتقائيا"، مشددا على محاسبة من يعرقلونها.
وأضاف جايسوال أن الهند تعرب باستمرار عن مخاوفها للحكومة البريطانية بشأن حوادث الاحتجاجات العنيفة والترهيب من قبل "عناصر معادية للهند".
يذكر أن إنديرا غاندي أمرت في يونيو/حزيران 1984 بعملية عسكرية ضد زعيم السيخ المسلح جارنايل سينغ بيندرانوالي في المعبد الذهبي، وهو أقدس موقع ديني للسيخ على الإطلاق، وقد أسفرت العملية عن دمار أجزاء من المعبد وأثارت غضبًا واسعا في المجتمع السيخي.
وبعد أربعة أشهر، تم اغتيال إنديرا غاندي على يد حارسها السيخ الشخصيين، مما أدى إلى موجة عنف ضد السيخ في شمالي الهند، قُتل فيها 2733 شخصا.
حركة خالستانوفي ظل تصاعد الجدل حول احتجاجات السيخ في الخارج، تربط وسائل الإعلام الهندية والسياسيون الهنود هذه التحركات بحركة خالستان، وهي أيديولوجية تدعو إليها المنظمات السيخية لإنشاء دولة للسيخ في البنجاب، ترى بعض الجماعات السيخية أن حدود هذه الدولة ينبغي أن تمتد لتشمل مناطق مجاورة، وفقًا لسينغ.
وحسب ما أوضح سينغ للجزيرة نت، فإن هناك ثلاث نقاط تدفع السيخ للعمل من أجل إنشاء دولة مستقلة:
من حيث الخلفية اللاهوتية، إذ تقول عقيدة السيخ إن لهم الحق بأن يتمتعوا بالسيادة. دافع تاريخي، إذ سبق أن كانت هناك إمبراطوريات سيخية. ما يتعرض له السيخ في الهند من اضطهاد في السياق الحديث.وفي الماضي، كانت هناك حركات تمرد سيخية عديدة في الهند، لكن بحسب سينغ، فإن حركة خالستان الآن تتبنى وسائل سلمية.
إعلانوفي السياق ذاته، قال سينغ للجزيرة نت إن "حركة خالستان حاليا مدعومة باستفتاء ديمقراطي غير ملزم أجرته حركة السيخ من أجل العدالة، وهو قانوني وسلمي، ويجري تنفيذه عالميًا، بما في ذلك إيطاليا وأستراليا وكندا، لكن الهند تصنفه ضمن الإرهاب".
وأضاف "نحن نرى المزيد من الدعم لحركة خالستان، مئات الآلاف من الناس يشاركون في هذا الاستفتاء، وإذا ذهبت إلى أي حدث سيخي عام أو غوردوارا كبير، فسوف ترى الدعم لحركة خالستان".
وخلافًا لما يدّعيه مؤيدو خالستان، أعلنت الحكومة الهندية أنها قدّمت للمحكمة أدلة لتمديد الحظر المفروض على حركة السيخ من أجل العدالة، وقد تم إعلان الموافقة على الحظر أمس الأربعاء.
وفي هذا السياق، أفادت وزارة الداخلية الهندية بتلقي رسالة صوتية على الهاتف الثابت لمنزل وزير الدفاع راجنات سينغ، نُسبت إلى زعيم الحركة جورباتوانت سينغ بانون، زعمت بأن السيخ يواجهون تهديدات وجودية، وحذرت أعضاء البرلمان من مغادرة منازلهم إذا لم يرغبوا في رؤية استفتاء خالستان.
وقالت وزارة الداخلية للمحكمة إن "بانون حرض المزارعين الهنود المحتجين على تسليح أنفسهم ومحاربة القوات الهندية، وصرح بأن الأسلحة ستصل إليهم عبر الحدود".
وأضافت أن "حركة السيخ من أجل العدالة تواصل دعم أيديولوجية الانفصال وأشكال التطرف العنيفة والتشدد في البنجاب من أجل إقامة ما تسمى بدولة خالستان على أراضي الهند".
قال عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين بوب بلاكمان إن "إرهابيين ملثمين من حركة خالستان اقتحموا دار السينما، وهددوا الجمهور وأجبروا القائمين على الدار على وقف العرض".
وأشار بلاكمان إلى أن الفيلم مثير للجدل للغاية، لكنه شدد على أنه لا يعلق على جودته أو محتواه، وأضاف "لكنني أدافع عن حق من انتخبني، وناخبي أعضاء آخرين، في أن يتمكنوا من مشاهدته واتخاذ قرار بشأنه".
إعلانمن جهتها، رحبت منتجة الفيلم والممثلة رانوت بموقف بلاكمان لدعم الفيلم في المملكة المتحدة، وأعربت عن خيبة أملها بسبب نقص الدعم من السياسيين الهنود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إندیرا غاندی فی البنجاب فی الهند
إقرأ أيضاً:
باكستان ترشح دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام
يونيو 21, 2025آخر تحديث: يونيو 21, 2025
المستقلة/- أعلنت باكستان أنها سترشّح دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده في المساعدة على حل النزاع الأخير بين الهند وباكستان.
جاءت هذه الخطوة، التي أُعلن عنها يوم السبت، في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الأمريكي الانضمام إلى إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت باكستان في بيان: “أظهر الرئيس ترامب بُعد نظر استراتيجيًا كبيرًا وحنكة سياسية بارعة من خلال تواصل دبلوماسي قوي مع كل من إسلام آباد ونيودلهي، مما ساهم في تهدئة الوضع المتدهور بسرعة”. وأضافت: “يُعد هذا التدخل دليلًا على دوره كصانع سلام حقيقي”.
للحكومات الحق في ترشيح أشخاص لجائزة نوبل للسلام. ولم يصدر رد فوري من واشنطن.
في مايو/أيار، أدى إعلان مفاجئ من ترامب عن وقف إطلاق النار إلى نهاية مفاجئة لصراع استمر أربعة أيام بين الخصمين النوويين الهند وباكستان. ومنذ ذلك الحين، كرر ترامب مرارًا وتكرارًا أنه تجنّب حربًا نووية، وأنقذ ملايين الأرواح، وتذمّر من أنه لم ينل أي ثناء على ذلك.
تُوافق باكستان على أن التدخل الدبلوماسي الأمريكي أنهى القتال، لكن الهند تُصرّ على أنه كان اتفاقًا ثنائيًا بين الجيشين. وفي مكالمة هاتفية مع ترامب الأسبوع الماضي، أوضح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، “بوضوح تام” أن الأعمال العدائية لم تتوقف إلا بعد أن طلبت باكستان وقف إطلاق النار، وأنه لم تحدث أي وساطة من طرف ثالث، وفقًا لوزير الخارجية الهندي، فيكرام مصري.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، استعرض ترامب قائمة طويلة من النزاعات التي قال إنه حلّها، بما في ذلك الهند وباكستان واتفاقات إبراهيم في ولايته الأولى بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
وأضاف: “لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك روسيا/أوكرانيا، وإسرائيل/إيران، مهما كانت النتائج، لكن الشعب يعلم، وهذا كل ما يهمني!”.
جاءت خطوة باكستان لترشيح ترامب في نفس الأسبوع الذي التقى فيه قائد جيشها، المشير عاصم منير، بالرئيس الأمريكي.
أشار مشاهد حسين، الرئيس السابق للجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الباكستاني، إلى أن ترشيح ترامب لجائزة السلام كان مُبررًا.
وقال: “ترامب مفيد لباكستان. إذا كان هذا يُرضي غرور ترامب، فليكن. جميع القادة الأوروبيين يتملقونه بشدة”.