بعد تهديدات ترامب حول غزة| خبير: أمريكا تتعامل مع الدول كإنها شركات وعليها قبول المناقصات المقدمة لها
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في أعقاب تداول اقتراحات حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، في أول تواصل بينهما بعد هذه التصريحات، حيث استعرض الزعيمان العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، خلال هذا الاتصال، مؤكدين على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وكان الاتصال أيضا فرصة لتوضيح المواقف السياسية وتبادل الآراء حول الوضع الفلسطيني والاقتراحات المتعلقة بالتهجير، وأكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، يقول عبدالله نعمة، المحلل اللبناني السياسي، إن الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان قبل أن ينتخب رئيس للجمهورية لولاية ثانية قد صرح وقال إنه عندما يصبح رئيسا سيوقف كل الحروب وأنه لو كان هو رئيس للجمهورية لما كانت هذه الحروب، وذلك بمعنى أنه رجل سلام وازدهار وهذا ما بدأ يقوم به منذ بدء حملته الانتخابية وأصبح مشروعه الانتخابي الجديد وعد منه بوقف كل الحروب إذا نجح.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، وبالطبع نجح دونالد ترامب وكان فوزه كاسحا كما أن الامريكيين انتخبوا دونالد ترامب لأنه سيجلب الاستثمارات للولايات المتحدة الأمريكية لأنه هو يتميز أنه رجل أعمال ناجح وهو بالفعل اليوم يتعاطف مع العالم اجمع على أنه مجموعة شركات صغيرة وامريكا هي الشركة الام والأكبر وهو يضع المناقصات للجميع بشروطه وعلى الجميع القبول لأنه هو من سيربح في النهاية المناقصة وشركته هي التي تفوز .
وأكد أن أمريكا جعلت العالم شركات وهي من تضع لها القوانين للأسف هذا هو الوضع الحالي اليوم لقد وضعوا لنا قانون السامية الجديد، لذلك نرى الرئيس الامريكي يقول على مصر والأردن أن يبادرا ويأخذا قسما من الفلسطينيين إلى سيناء والأردن بلغة التهديد وقد حسم هو الأمر أيضا على الصحفيين.
واختتم: "والشعب المصري لا يريد ذلك، وبدا الشعب المصري بالتظاهر رافضا دخول الفلسطينيين إلى سيناء وبالتأكيد نتنياهو اليوم يقول أنه يؤجل تطبيق وقف إطلاق النار والتفاوض في غزة لحين عودته من الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على مصر".
دعوة رسمية للرئيس ترامب لزيارة مصروخلال الاتصال، وجه الرئيس السيسي دعوة رسمية للرئيس ترامب لزيارة مصر في أقرب وقت ممكن، من أجل بحث سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتشاور حول القضايا الإقليمية المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي عن ترحيبه بالدعوة، كما وجّه دعوة مماثلة للرئيس السيسي لزيارة واشنطن ولقائه في البيت الأبيض.
ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، أعرب الرئيس السيسي عن ثقته في أن إدارة الرئيس ترامب قد تمهد لعصر جديد من السلام في الشرق الأوسط. كما ناقش الرئيسان الدور المحوري الذي لعبته مصر في إطلاق سراح الرهائن من غزة، إلى جانب تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي والتحديات المرتبطة به.
وفي تعليق على أهمية الاتصال، أكد الدكتور أسامة السعيد، الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأخبار، أن الحوار بين الرئيسين يمثل خطوة مهمة في تعزيز التعاون المشترك، ويعكس حرص البلدين على استمرار التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن الاتصال يعكس رغبة واضحة في تطوير العلاقات الثنائية، خاصةً في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة.
كما أشار إلى أن المباحثات تناولت ضرورة استكمال تنفيذ الهدنة في قطاع غزة، وإيجاد حل سياسي دائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مما يعزز الاستقرار الإقليمي.
وأوضح أن تبادل الدعوات بين القيادتين يعكس إرادة مشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي إلى مصر، والتي قد تتضمن حضوره لافتتاح المتحف المصري الجديد.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن تهنئة الرئيس السيسي للرئيس ترامب بفوزه بفترة رئاسية ثانية تأتي تأكيدًا على الثقة التي يحظى بها لدى الشعب الأمريكي، إلى جانب دور مصر في دعم استقرار المنطقة من خلال التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة.
والجدير بالذكر، أن تتواصل مواقف مصر والدول العربية الرافضة للتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، في ظل محاولات إسرائيلية لتغيير الواقع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية.
وتتبنى الدول العربية بقيادة مصر موقفا ثابتا يرفض أي محاولات لتشريد الشعب الفلسطيني، مشددة على حقه في العودة إلى أراضيه وحمايته من أي محاولات لتغيير هويته الوطنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب السيسي قطاع غزة غزة الفلسطينيين تهجير الفلسطينيين شمال غزة المزيد الرئیس السیسی دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من كارثة| ملايين الأرواح في خطر ونُظم صحية مهددة بالانهيار.. خبير يوضح
في عالم لا يزال يواجه تحديات صحية جسيمة، من تفشي الأوبئة إلى النقص في الرعاية الأساسية في الدول الفقيرة، أطلق الملياردير والناشط في مجال الصحة العالمية بيل جيتس تحذيرًا شديد اللهجة بشأن نية الولايات المتحدة تقليص تمويلها المخصص لبرامج الصحة والتنمية العالمية. تحذير لم يكن صدى لمخاوف عامة فقط، بل جاء مدعومًا ببيانات واقعية، وأثار ردود فعل واسعة بين خبراء الصحة، كان أبرزها من الدكتور محمد حنتيرة، وكيل كلية الطب بجامعة طنطا، الذي وصف الأمر بأنه تهديد فعلي لحياة ملايين البشر.
خطر فعلي على الأرواح.. أزمة تتجاوز الأرقام
يرى الدكتور محمد حنتيرة أن تصريحات بيل جيتس ليست مجرد وجهة نظر، بل تمثل تحذيرًا مبنيًا على معطيات علمية دقيقة.
ويؤكد أن الدول ذات الدخل المنخفض ستكون الأكثر تضررًا من خفض التمويل، لكونها تعتمد بشكل أساسي على هذه المساعدات الدولية في إدارة برامج الرعاية الصحية الأساسية ومكافحة الأمراض القاتلة.
ويضيف: "إذا كانت التقديرات تشير إلى أن نحو 14 مليون شخص قد يواجهون خطر الوفاة بحلول عام 2030 نتيجة هذه التخفيضات، فهذه ليست مبالغة، بل نتائج محسوبة استنادًا إلى مؤشرات أداء فعلية لبرامج صحية تمولها الولايات المتحدة."
عقود من التقدم مهددة بالضياع
يُحذر حنتيرة من أن التقدم الكبير الذي أحرزته البشرية في تقليل نسب الإصابة والوفاة بالأمراض المعدية، خصوصًا في إفريقيا وجنوب آسيا، بات مهددًا. ويرى أن برامج مثل "PEPFAR" لمكافحة الإيدز، ومبادرات تطعيم الأطفال، هي أمثلة حية على كيف يمكن للتمويل الأمريكي أن ينقذ الأرواح.
ويتابع: "أي تقليص في هذا التمويل لا يعني فقط تهديد حياة الأفراد، بل انهيار البنية التحتية الصحية في بعض الدول الفقيرة، ما قد يؤدي إلى عودة الأوبئة وانتشارها بصورة أوسع".
الاستثمار في الصحة هو استثمار في الأمن العالمي
يركز الدكتور حنتيرة على أهمية النظرة الاستراتيجية لقضية التمويل الصحي، مشيرًا إلى أن الأمر يتجاوز الجانب الإنساني ليطال أبعادًا سياسية وأمنية، إذ أن الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة تكون أكثر عرضة للاضطرابات الداخلية، والنزاعات المسلحة، والهجرة الجماعية.
ويؤكد: "الصحة ليست مجرد خدمة، بل هي أساس للاستقرار والتنمية، وأي تراجع في تمويلها سيؤدي إلى نتائج كارثية تطال ليس فقط الدول الفقيرة، بل العالم بأسره."
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.. أمل المستقبل
أشاد الدكتور حنتيرة بدعوة بيل جيتس للمبتكرين الأفارقة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، معتبرًا أن هذه الرؤية تُعد مفتاحًا لتطوير حلول صحية فعالة ومنخفضة التكاليف في ظل محدودية الموارد.
وقال: "علينا كأدميين ومؤسسات طبية في إفريقيا أن نكون جزءًا من هذا التحول، ونستثمر في البحث العلمي لتطوير أدوات رقمية تساعدنا في التشخيص المبكر، وإدارة الأوبئة، وتحسين الخدمات الصحية للمجتمعات المحرومة."
التزام إنساني نادر وإلهام عالمي
في ختام حديثه، عبّر الدكتور حنتيرة عن تقديره لموقف بيل جيتس المعلن بالتبرع بـ99% من ثروته لدعم الصحة والتعليم في إفريقيا، واصفًا هذه الخطوة بأنها من "أسمى صور الالتزام الأخلاقي في التاريخ الحديث للعمل الخيري".
وأكد: "هذه المبادرات يجب أن تكون مصدر إلهام لكل رجال الأعمال حول العالم لدعم قضايا العدالة والصحة، فالمال وسيلة للبناء وليس فقط للتكديس."
الرسالة التي يوجهها الدكتور محمد حنتيرة واضحة ان الصحة ليست رفاهية، بل حق أصيل لكل إنسان. والعبث بتمويلها لا يعني فقط تقليص ميزانية، بل هو اعتداء على حياة الملايين من البشر ممن لا صوت لهم، ولا نظام صحي يحميهم. في زمن الأزمات، تبقى الإنسانية والوعي العالمي هما الطريق الوحيد نحو مستقبل آمن ومتوازن.