بالقيديو .. الحاجة بحرية صاحبة أقدم تكية بالإسكندرية
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
أسمى معاني الإنسانية والرحمة، حينما تكون النية نابعة من القلب خالصةً لوجه الله صادقة، ومع شدة المصائب والابتلاءات والألم الذي يعتصر القلب وبدلاً من الحزن والاعتراض على القضاء والقدر، تقرر أن تدخل في تجارة مع الله وتزهد الدنيا، فينعم الله على الإنسان بالخير والبركة ويسخر له عباده، فبعدما تلقت خبر استشهاد فلذة كبدها، قررت أن تخرج الصدقات على روحه، ليشفى غليلها ويطفئ نار قلبها، ويلهمها الصبر، وأن ترحم ضعف الفقراء والمساكين، فتبدأ مع أذان الفجر تعد من داخل مطبخها الصغير المتواضع، ما لذ وطاب من الطعام والشراب، لتملئ أكبر الموائد في أصغر الأزقة المتوارية خلف أسوار مسجد المرسي أبو العباس، يمكث المئات من الناس الذين غلبهم التعب والشقاء لتناول الطعام في هدوء وسكينة، ثم ينفض الحشد مناديين إيها بالدعوات "أطعمك الله من طعام الجنة"، إنها الحجة بحرية صاحبة أقدم تكية بالإسكندرية.
"بحرية"، من سكان منطقة بحري، في العقد السابع من عمرها، تلقت خبر استشهاد أخيها في حرب 73، وأخذت والدتها عهد على نفسها أنها لن تأخذ قرشًا عوضًا عن روح ابنها الذى أفدى بنفسه وبروحه ودمه، من أجل وطنه وحفظًا لأهله، وقررت أن تتصدق على روحه، وتفتح مطعمًا مجانيًا لإطعام الفقراء والمساكين والمحتاجين لوجه الله، وأن تمتد هذه التكية إلى يوم يبعثون، لعلها تكون شفيعًا عند الله، وتوفت الحجة البحرية، وأخذت أكبر بناتها تكمل طريق والدتها وتنفيذًا للعهد التي قطعته على نفسها، واستمرت بنفس نهج والدتها تعد أشهى الأكلات وتنظم أكبر الموائد وتستقبل ضيوفها بأحسن تحية ووجهها البشوش.
وتقول بحرية في لقائها مع جريدة الوفد، أن فكرة التكية بدأت سنة 73 بعد انتهاء حرب أكتوبر، وتلقيهم خبر استشهاد أكبر إخوانها، وغيم الحزن والألم على الأسرة، وعاهدت والدتها نفسها على أنها لن تقبل بأي مالاً عوضًا عن ابنها، لأن ذلك لن يعيده لأحضانها، فقررت أن تطعم فقراء ومحتاجين الإسكندرية بشكل مجاني، وفي بادئ الأمر كانت تقوم بتوزيع الوجبات على الفقراء في المنطقة، ثم اتخذت مكانًا صغيرًا عبارة عن مطبخ صغير وممر بجوار مسجد المرسي أبو العباس الموجود بمنطقة بحري، واختارت هذا المكان على وجه التحديد لتكون قريب من كل المحتاجين ولسهولة الوصول لمكان التكية، وشرعت في إعداد أنواع الطعام المختلفة بنفسٍ راضية، ونظمت المقاعد والموائد، لاستقبال ضيوفها.
وأضافت بحرية، أنه بعد وفاة والدتها قررت أن لا تقطع عهدها وتكمل مسيرتها، وتبدأ استعدادها ليوم التكية في اليوم الذي يسبقها، حيث تجهز الأواني والصحون، وتبدأ في تجهيز الطعام بجمع المكونات مثل، الأرز والخضروات واللحوم، وجلبها لمكان المطبخ الخاص بمكان التكية، ووضع قدور الطعام على شعلة موقد الغاز، وتحضير مكون تلو الأخر، وتنتهي من ذلك عقب انحسار النهار ودخول الليل، ثم تقوم بتغطيته، وفي صباح يوم التكية تبدأ في كنس المكان وفرش الحصير، وتنظيم الطبيليات والكراسي، وتحضير الأواني وتجهيزها لتصبح جاهزة لوضع الطعام فيها، وتضع الصحون والملاعق على الطبليات، لتصبح التكية جاهزة لاستقبال الناس.
وأوضحت بحرية أنها تنظم التكية في صباح يومي الجمعة والإثنين من كل أسبوع، وأن هناك من يقوم بدعمها ومساعدتها ومدها بالمال والمواد الغذائية التي تحتاجها لإعداد الطعام الخاص بالتكية للمشاركة في عمل الخير وكسب الثواب، مضيفتًا أن وجود الناس من حولها وأنها قادرة على الإطعام، يبعث في نفسها الراحة وينزل على قلبها السكينة، وأن التكية غيرت حياتها بشكل كبير، فالبرغم من المجهود البدني والعضلي الكبير التي تبذله لإعداد الطعام وتجهيزه بأفضل شكل، إلا أنها لا تشعر بالتعب والنصب، بل على العكس زادها بركةً في صحتها وقدرة تحمل بدنها بالرغم من كبر سنها.
وأشارت بحرية، أن أولادها وبناتها وإخواتها، يساهمون معاها في التكية حيث يقدمون على إعداد الطعام بالتناوب معها، بالإضافة إلى تطوع بعض الناس للعمل معاها ومساعدتها، دون طلب مقابل مادي، رغبةً في كسب الثواب والتقرب إلى الله، مضيفتًا أن التكية خلال شهر رمضان المبارك تكون بشكل يومي وأن الدعم الغذائي يكون أضعاف مضاعفة مقارنة بالأيام العادية، وأن الإقبال يزيد خلال الشهر الكريم.
لمشاهدة الفيديو اضغط على
IMG-20250202-WA0031 IMG-20250202-WA0030
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ن الطعام والشراب ن سك الملاعق على الفقر بشكل مجاني
إقرأ أيضاً:
تقى حسام تكشف لـ صاحبة السعادة كواليس قلبي ومفتاحه ورحلتها من الإذاعة للتمثيل
في حلقة خاصة احتفت بالوجوه الدرامية الصاعدة، استضافت الفنانة والإعلامية القديرة إسعاد يونس، عبر برنامجها الشهير "صاحبة السعادة" على قناة "dmc"، نخبة من النجوم الشباب الذين برزوا في الساحة الفنية مؤخرًا. وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الشابة تقي حسام، التي أسرت قلوب المشاهدين بحديثها الصريح وتجربتها الملهمة في عالم الفن، ورحلتها الشيقة من العمل الإذاعي إلى شاشة التلفزيون.
استهلت تقي حسام حديثها بالتعبير عن سعادتها الغامرة بما وصفته بـ "الحظ الكبير" الذي لازمها هذا العام. وأشارت إلى أن نقطة التحول الرئيسية في مسيرتها الفنية كانت اللحظة التي تلقت فيها اتصالًا من المخرج القدير تامر محسن، الذي اختارها للمشاركة في مسلسله الأخير "قلبي ومفتاحه". وعبرت عن دهشتها وفرحتها قائلة: "كمبتدئة ولسه في أول الطريق، مخرج بقيمة تامر محسن يكلمني! أنا من أشد المعجبين بمسلسلاته، وكان العمل معه حلمًا بالنسبة لي".
وأكدت تقي أن تجربة العمل تحت قيادة تامر محسن كانت بمثابة مدرسة فنية متكاملة، حيث استفادت وتعلمت منه الكثير على الصعيدين المهني والشخصي، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات جميع الممثلين المشاركين في العمل.
إشادة خاصة بمي عز الدين والتزام النجوم الكبار
لم تنسَ تقي حسام أن توجه كلمات شكر وتقدير خاصة للفنانة المتألقة مي عز الدين، واصفة إياها بأنها من أكثر الفنانات اللاتي شعرت بالراحة في التعامل معهن. وأشادت بالتزامها الشديد أثناء التصوير، قائلة: "مي مش بتمسك موبايلها خالص في اللوكيشن، مركزة في شغلها طول الوقت، وهي إنسانة جميلة جدًا على المستوى الشخصي والمهني".
كما أعربت عن فخرها بالعمل جنبًا إلى جنب مع كوكبة من النجوم الكبار في المسلسل، وعلى رأسهم الفنان القدير أشرف عبد الباقي، مؤكدة على التزامهم المهني العالي الذي كان له بالغ الأثر في مساعدتها وتوجيهها في خطواتها الأولى بعالم التمثيل.
تحديات المشاهد الصعبة وتجاوز التوتر
وعند سؤالها عن أصعب المشاهد التي واجهتها خلال التصوير، كشفت تقي أن مشهد الرقص ومشهدها الذي جمعها بالفنان الراحل أحمد خالد صالح كانا من أكثر التحديات التي واجهتها، مشيرة إلى الشعور بالقلق الذي انتابها قبل تصويرهما.
وأضافت أن أول مشهد قامت بتصويره في المسلسل كان مشهدًا حادًا تضمن مشاجرة مع الفنان دياب، ووصفته بأنه كان "ثقيلاً وطويلاً". إلا أنها أكدت أن الأجواء الإيجابية التي سادت موقع التصوير ساعدتها على تخطي هذا التوتر، خاصة بعد التعارف الأول على فريق العمل.
من الإذاعة إلى المسرح وبداية الحلم
وفي سياق الحديث عن حياتها الشخصية وبداياتها الفنية، أوضحت تقي حسام أنها من محافظة الإسكندرية ولا تقيم عائلتها في القاهرة، الأمر الذي يضطرها للإقامة في أحد الفنادق أثناء فترة التصوير.
وكشفت عن بدايتها في المجال الإعلامي من خلال ورشة إذاعية مع الإعلامي أسامة منير، حيث قدمت برنامجًا على الراديو. وبعد هذه التجربة، قررت دراسة الأدب المسرحي.
وأشارت إلى أن أول عرض مسرحي شاركت فيه كان بمثابة نقطة انطلاق حقيقية لها، حيث بدأت بعدها رحلة البحث عن ورش التمثيل المختلفة لتطوير موهبتها وصقل أدواتها الفنية، لتشق طريقها بثبات نحو تحقيق حلمها في عالم التمثيل.