إسرائيل ترفض استكمال مفاوضات الدوحة ومناقشة سيناريوهات «اليوم التالي» في غزة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى إرسال وفد المفاوضات إلى الدوحة بذريعة اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الأنصاري في مقابلة مع الموقع الأمريكي “بريتبارت”: “في اليوم السادس عشر [من وقف إطلاق النار في غزة] كان من المفترض أن يصل وفد إسرائيلي إلى الدوحة حتى نتمكن من بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
وأضاف: “كما أفهم، يريد رئيس الوزراء نتنياهو أولا مقابلة الرئيس ترامب ومناقشة [اتفاق غزة] معه ثم إرسال وفد. ونتوقع من ترامب وإدارته أن يبعثوا بإشارة واضحة مفادها أنهم يدعمون عملية التفاوض والمرحلة الثانية [من الاتفاق]”
وتابع: “نأمل أن يرسل نتنياهو فور عودته إلى إسرائيل فريقه التفاوضي إلى الدوحة لبدء المشاورات بشأن المرحلة الثانية مع [مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط] ستيفن ويتكوف، وأن تستمر المفاوضات”.
وأشار إلى أن الدوحة مقتنعة بأن الرئيس الأمريكي “يؤمن بهذه العملية” لأنه “بفضل مساعدة ترامب تمكن العديد من المحتجزين العودة إلى عائلاتهم”.
وفي الجانب الآخر، قال مصدر مسؤول في “حماس” لوسائل إعلام إن الحركة “منفتحة تماما على تقديم كل التسهيلات اللازمة في المرحلة الثانية من المفاوضات لمنع تجدد الحرب على أهالي غزة”.
وأضاف أن هذا الانفتاح “ليس من موقف ضعف، بل من موقف قوة لحماية سكان القطاع من جانب، ولأن الحركة لا تزال تمتلك أوراق قوة، منها الأسرى الإسرائيليون الذين ما زالوا بيدها حتى بعد انتهاء المرحلة الأولى”.
وحذر المسؤول من أن إسرائيل قد تتلاعب في المفاوضات لاستئناف الحرب لفترة قصيرة، توجه خلالها ضربات للمقاومة، مؤكدا “حرص المقاومة، ويقظتها حيال كل السيناريوهات الممكنة”.
بدورها، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرا حول سيناريوهات “اليوم التالي” في غزة.
وأكدت الصحيفة أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة لإدارة قطاع غزة في “اليوم التالي”، لكل منها تعقيدات تؤثر على إسرائيل وسكان القطاع.
السيناريو الأول: استمرار حكم حماس
على الرغم من أن هذا الخيار يبدو مستبعدًا من وجهة النظر الإسرائيلية، إلا أنه يظل احتمالًا قائمًا، حيث تمتلك حماس آلاف المسلحين والكوادر الأمنية والإدارية التي لا تزال تعمل في القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي حماس امتنعوا عن الظهور العلني خلال الحرب، لكنهم عادوا إلى ارتداء الزي الرسمي فور سريان وقف إطلاق النار.
إبقاء حماس في الحكم سيعرقل جهود إعادة إعمار القطاع، حيث ستحتاج إلى سنوات من المساعدات الدولية التي قد لا تكون متاحة بسهولة، خاصة إذا رفضت الحركة تفكيك جناحها العسكري.
السيناريو الثاني: لجنة مدنية بإشراف السلطة الفلسطينية
شهدت الأشهر الأخيرة محاولات لتشكيل “لجنة مدنية” لإدارة غزة، تضم شخصيات تكنوقراطية فلسطينية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يواجه معارضة شديدة من حماس، التي تسعى للحفاظ على “نموذج حزب الله” في غزة، أي فصل الحكم السياسي عن الذراع العسكري، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية وإسرائيل على حد سواء.
السيناريو الثالث: الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع
يعد هذا الخيار الأكثر تطرفًا، حيث يطالب به وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. يضغط سموتريتش لاستئناف القتال بمجرد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، مؤكدًا أن إسرائيل يجب أن تدمر القدرات العسكرية والإدارية لحماس، بل ويطالب باحتلال غزة بالكامل.
ويرى بن غفير أن الاحتلال يجب أن يترافق مع إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع، مما قد يعقد الموقف السياسي لإسرائيل على الساحة الدولية.
السيناريو الرابع: إدارة دولية بدعم عربي
يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إدخال قوات أجنبية إلى غزة قد يكون الحل الأكثر واقعية. حاليًا، هناك وجود محدود لشركات أمنية دولية في المعابر، لكن هناك مقترحات بتوسيع هذا الدور ليشمل إدارة القطاع بمشاركة دول عربية مثل السعودية والإمارات.
وتشير تقارير إلى أن نتنياهو، تحت ضغط أمريكي وعربي، قد يمنح السلطة الفلسطينية دورًا رئيسيًا في إدارة القطاع، ربما بالتعاون مع قوات دولية أو “متعاقدين” دوليين.
تداعيات سياسية وأمنية
يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية فيما يتعلق بمستقبل غزة. فبينما يضغط اليمين المتطرف لمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب إلى إنهاء القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.
ويبدو أن أي قرار بشأن “اليوم التالي” في غزة سيؤثر أيضًا على جهود التطبيع مع السعودية، فيما أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أن بلاده لن تدعم أي خطط مستقبلية لغزة ما لم يكن هناك مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.
ومع تصاعد الضغوط والتباينات في المواقف، يبدو أن مستقبل غزة سيظل ملفًا شائكًا يهيمن على المشهد السياسي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اتفاق تبادل الأسرى حماس وإسرائيل وقف إطلاق النار غزة المرحلة الثانیة الیوم التالی فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تُؤكد صعوبة مفاوضات المرحلة الثانية واستعدادها لمواجهة العدوان
في وقت سابق، اتفقت إسرائيل وحماس على إنهاء الحرب عقب اتفاق توسطت فيه مصر وقطر وتركيا، واستعرض موافقة الاحتلال على خطة دونالد ترامب، الذي قد يزور منطقة الشرق الأوسط يوم الأحد أو الاثنين.
من غير المرجح أن تحضر حركة حماس مراسم التوقيع الرسمي على اتفاق السلام في غزة أو في مصر.
وأكد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس، أن مفاوضات المرحلة الثانية ستكون على الأرجح صعبة نظرًا لبعض "التعقيدات والصعوبات".
ونقلت الصحف عن بدران قوله: "إن الحديث عن طرد الفلسطينيين، سواءً كانوا أعضاءً في حماس أم لا، من أرضهم ضرب من العبث والهراء"،
مضيفًا أن حماس مستعدة لمواصلة القتال إذا استؤنفت الأعمال العدائية مع إسرائيل.
وأضاف: "نأمل ألا نعود إلى الحرب، لكن شعبنا الفلسطيني وقوى المقاومة سيواجهون بلا شك هذا العدوان بكل ما أوتوا من قوة، وسيستخدمون كل ما لديهم لصده إذا فُرضت هذه المعركة".
في وقت سابق، اتفقت إسرائيل مع حماس على إنهاء الأعمال العدائية عقب اتفاق توسط فيه ترامب.
وأعلن ترامب، الذي يدّعي أنه أنهى حروبًا متعددة، عن ذلك، وقال أثناء حديثه للصحفيين: "سأحاول القيام بزيارة. سنحاول الوصول إلى هناك".
بموجب الاتفاق، ستفرج إسرائيل عن جميع الفلسطينيين المعتقلين في سجونها، وبالمثل ستفرج الحركة الفلسطينية عن جميع الرهائن الإسرائيليين الـ 48، سواء أحياءً أم أمواتًا.
من المرجح أن يتم تسليم الرهائن اعتبارًا من يوم الاثنين. وفقًا لمسؤول في حماس، من المتوقع أن يبدأ تسليم الأسرى اعتبارًا من يوم الاثنين، وبمجرد أن تُفرج حماس عن جميع الأسرى الـ 48، ستبدأ إسرائيل بالإفراج عن 2000 أسير فلسطيني من سجونها.
وصرح أسامة حمدان، ممثل حماس: "بموجب الاتفاق الموقّع، من المقرر أن يبدأ تبادل الأسرى صباح الاثنين كما هو متفق عليه، ولا جديد في هذا الشأن".
وصل نحو 200 جندي أمريكي إلى إسرائيل لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، ووفقًا لمسؤول أمريكي، ستنشئ القوات مركزًا لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
وقال الأدميرال براد كوبر، بحسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس: "إن هذا الجهد الكبير سيتحقق بدون وجود أي قوات أمريكية على الأرض في غزة".