وسط أجواء ثقافية في معرض الكتاب يقف الفن جنبًا إلى جنب مع العلم والمعرفة، حيث برزت إحدى المشاركات في جناح الأزهر بموهبتها الفريدة في تحويل المواد المهملة إلى أعمال فنية بديعة. 

قدمت هند زكريا عبد الموجود، مدرسة التربية الفنية والخط العربي بمنطقة أسوان الأزهرية نموذجًا ملهمًا في مجال إعادة التدوير، حيث نجحت في استغلال خامات بسيطة مثل السيديهات القديمة والخيش والكتان لصنع قطع فنية تجمع بين الجمال والفائدة البيئية.

ورش يومية وتفاعل جماهيري واسع


تشارك هند في المعرض للعام الثاني على التوالي، حيث لم تكتفِ بعرض أعمالها فحسب، بل تنظم ورشًا يومية لزوار الجناح، وخاصة الأطفال، لتعريفهم بأساسيات إعادة التدوير والفنون اليدوية. 

وتوضح قائلة: "كل يوم بقدم ورشة مختلفة، مرة نشتغل بالخيش، مرة بالسيديهات، ومرة نصنع عرائس، والناس بتشارك معايا ويتعلموا الخطوات بنفسهم".

وتضيف أن الإقبال على الورش كبير، حيث يجذب الجناح أعدادًا كبيرة من الزوار، من الأطفال وحتى الكبار، الذين يشاركون في التقطيع واللصق والتشكيل بأنفسهم، مما يخلق تجربة تفاعلية ممتعة وتعليمية في الوقت نفسه.

إبداع بأسواني وتمثيل مشرف للأزهر


عن رحلتها للمشاركة في المعرض، تقول هند إنها جاءت ممثلة عن منطقة أسوان الأزهرية، بعد أن تم اختيار أعمالها لتميزها من قِبل موجهي الأزهر. 

وتوضح: "الدكتورة المسؤولة عن المعرض بتطلب من كل منطقة أزهرية تقدم أعمال المبدعين فيها، وبعد مراجعة الشغل من حيث الفينيش والدقة، بيتم اختيار المشاركين، والحمد لله، شغلي أعجبهم ودي ثاني سنة أشارك في معرض الكتاب".

وتتابع هند بفخر أن العام الماضي ركزت مشاركتها على زينة رمضان، لكنها قررت هذا العام أن تتنوع بورش يومية مختلفة، مما أتاح لها التفاعل مع عدد أكبر من الزوار، ونقل خبرتها إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين بهذا الفن.

عرض فني وليس للبيع


على الرغم من جمال الأعمال المعروضة، فإنها ليست للبيع، بل يتم الاحتفاظ بها داخل قطاع المعاهد الأزهرية كأعمال متميزة تمثل إبداع المعلمين والطلاب.

حيث وضحت هند قائلة : "الحاجات دي بتروح للقطاع بعد المعرض، لأنها جزء من أنشطة الأزهر الإبداعية، مش للبيع".

رسالة بيئية وفنية


تؤمن هند بأن إعادة التدوير ليست مجرد هواية، بل أسلوب حياة يهدف للحفاظ على البيئة واستغلال الخامات المهملة بطرق مبتكرة.

 وتقول: "السيديهات القديمة بدل ما نرميها، نقدر نعمل منها تحف فنية، وكمان الخيش والكتان، كلها خامات بسيطة لكن بتطلع منها حاجات مبهرة".

بفضل جهودها وإبداعها، نجحت هند زكريا في تقديم تجربة فنية ملهمة داخل جناح الأزهر بمعرض الكتاب، حيث جمعت بين التعليم، والإبداع، والتفاعل المباشر مع الجمهور، لتثبت أن الفن يمكن أن يكون أداة قوية لنشر الوعي البيئي وتعزيز الإبداع لدى الأجيال الجديدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض الكتاب جناح الأزهر المعرض أسوان جناح الأزهر بمعرض الكتاب إعادة التدویر

إقرأ أيضاً:

نداء أهل القبلة.. في ندوة لـ حكماء المسلمين بمعرض الكتاب الإسلامي بجاكرتا

نظَّم مجلس حكماء المسلمين ندوة فكرية بعنوان “نداء أهل القبلة وجهود تعزيز الحوار الإسلامي–الإسلامي”، وذلك ضمن مشاركته في فعاليات معرض الكتاب الإسلامي 2025 بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، وذلك وسط حضور وتفاعل كبير من الزوار والمشاركين في المعرض.

ماذا يفعل المسلم فى هذا الزمن المليء بالفتن؟ على جمعة يجيبماذا يفعل المسلم إن أصابه هم أو بلاء؟.. الأزهر يوضح

شارك في الندوة كلٌّ من؛ الدكتور شفيق مغني، نائب رئيس جمعية المحمدية، والدكتور محمد زين المجد، عضو المكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين، و أليسا قطر الندى وحيد، منسقة شبكة غوسدوريان.

وفي مستهل الندوة، أكَّد الدكتور شفيق مغني في كلمته أهمية الحوار الإسلامي-الإسلامي في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم الإسلامي داخليًّا وخارجيًّا، موضحًا أن هذه التحديات تمثل اختبارًا حقيقيًّا للأمة الإسلامية بصفتها “خير أمة أخرجت للناس”.

وأشار إلى أن بلوغ هذه المكانة يتطلب امتلاك المعرفة والعلم، إلى جانب التحلي بالأخلاق والقيم، مبينًا أن التقدم العلمي لا يكتمل من دون منظومة أخلاقية.

وأضاف: “تكمن مفاتيح نهضة الأمة في المزج بين العلوم الحديثة والأخلاق السامية؛ فالأخلاق هي عماد الأمة، وإذا انهارت الأخلاق، انهارت الأمة.” وشدد على ضرورة تعزيز الوسطية والاعتدال في التعامل مع الاختلاف، مشيرًا إلى أن الارتقاء بالعلم والأخلاق معًا هو ما يصون الأمة من الانزلاق نحو الغلو والتكفير.

من جانبه، تناول الدكتور محمد زين المجد أهمية مؤتمر الحوار الإسلامي–الإسلامي، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين والأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبحرين واستضافته مملكة البحرين في فبراير 2025، الذي صدر عنه “نداء أهل القبلة”، والذي يمثل دعوة صادقة لاستعادة روح الوحدة، مؤكدًا أن هذه الدعوة تنبع من ضرورة شرعية تحث عليها آيات القرآن الكريم، ومن ضرورة حضارية ترتبط ببناء مستقبل الأمة من خلال ثقافة الحوار والبحث عن نقاط الالتقاء لا الخلاف.

بدورها، أكدت أليسا وحيد أن التنوع الثقافي والديني في إندونيسيا جعل من الإسلام فيها نموذجًا للانفتاح والرحمة، مشيرةً إلى أن المجتمع الإندونيسي بطبيعته متعدد الأعراق، داعية إلى ترسيخ قيم الأخوة في مواجهة خطابات الكراهية والانغلاق.

طباعة شارك مجلس حكماء المسلمين أهل القبلة الحوار الإسلامي معرض الكتاب الإسلامي 2025 جاكرتا

مقالات مشابهة

  • اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان الإحصاء والفلسفة
  • ظاهرة «الإكليل الجوي» تزين سماء الصيف في جدة
  • طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون اليوم امتحان مادة التوحيد
  • نداء أهل القبلة.. في ندوة لـ حكماء المسلمين بمعرض الكتاب الإسلامي بجاكرتا
  • اتحاد الكتاب العرب يستنكر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران
  • الدبيبة يهاجم المسؤولين عن طباعة الكتاب المدرسي ويدعو إلى توطينها داخل ليبيا
  • رئيس الأخدود يقود لجنة فنية لدراسة ملفات الأجانب
  • الوزراء يستعرض جهود مصر لاستقبال وترسية سفن إعادة التغييز.. فيديو
  • بسبب ابنتهما..معلمة تقاضي زوجين بتهمة السب والشتم
  • "حدوتة مدينتين: إيطاليا والإسكندرية".. إعادة إحياء الحوار الثقافي على ضفّتي المتوسط