مشروعات المدن المستدامة تواصل جذب المستثمرين

2.4% نمو الأنشطة العقارية، ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي ترتفع إلى 691 مليون ريال

تقرير - أمل رجب

ترصد الإحصائيات المساهمة الملموسة للأنشطة العقارية في نمو الناتج المحلي لسلطنة عُمان، وتواصل مشروعات التطوير الحضري والمدن المستدامة جذب استثمارات جديدة تعزز هذا النمو وتزيد مساهمة القطاع العقاري في تنويع مصادر الإيرادات العامة للدولة، وارتفعت القيمة المتداولة للعقار في سلطنة عُمان من 2.

6 مليار ريال عُماني في عام 2023 إلى 3.4 مليار ريال عُماني خلال عام 2024، بزيادة 29%، وحسب بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان، بلغت مساهمة الأنشطة العقارية في الناتج المحلي بالأسعار الثابتة بنهاية سبتمبر 2024 نحو 691 مليون ريال عُماني، وارتفعت مساهمتها بنسبة 2.4% مقارنةً مع نفس الفترة من عام 2023، مما يشير إلى استمرار نشاط القطاع العقاري، كما ارتفعت الرسوم المحصلة للتصرفات العقارية خلال عام 2024 بنسبة 6.4% لتصل إلى 69 مليون ريال عُماني.

وفي إطار دعم نمو القطاع وزيادة جاذبيته لدى المستثمرين، يشهد القطاع تطورات مهمة تشمل بدء العمل في المشروعات الكبرى ضمن تنفيذ الاستراتيجية العمرانية، واستعداد القطاع لتطور تشريعي جديد من خلال قانون التنظيم العقاري الذي بدأت دورته التشريعية تمهيدًا لإصداره خلال الفترة المقبلة، ويواكب القانون التطورات الحالية في القطاع والمستجدات في التوجهات الاستثمارية العالمية، كما يستهدف زيادة مساهمة القطاع العقاري في النمو الاقتصادي، وتنظيم العلاقة بين مختلف أطراف المتعاملين في القطاع، وتحديث أطر الإجراءات والمعاملات العقارية داخل سلطنة عُمان، ويندرج تطوير القانون العقاري ضمن التحديث المستمر للأطر القانونية والتشريعية، والتوسع في الخدمات الرقمية المحفزة للاستثمار والمعززة لتنافسية الاقتصاد العُماني، بما يواكب تنفيذ "رؤية عُمان 2040" والتطور المتواصل في بيئة الأعمال في كافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية.

وتضمن التطوير في القطاع العقاري تدشين "قاعة الخدمة الممتازة"، التي تُعنى بتقديم باقة من الخدمات للمستثمرين والمطورين العقاريين، إلى جانب منصة "أملاك" الإلكترونية التي تقدم خدمات متعلقة بمجالات الأراضي والسجل العقاري والتخطيط العمراني ونظم المعلومات الجغرافية والتطوير العقاري والإسكان الاجتماعي، وكذلك منصة "تطوير" المعنية بطرح الفرص الاستثمارية، وتأتي هذه المنصات ضمن جهود ترقية وتسهيل الخدمات للمستفيدين، وفي إطار برنامج التحول الرقمي للخدمات الحكومية.

ويُعد بدء تنفيذ مشروعات الاستراتيجية العمرانية نقلة جديدة في القطاع العقاري، إذ تسهم في توسع منظومة المدن المستدامة، وتعد مدينة السلطان هيثم أحد أهم المشروعات التي بدأ تنفيذها، حيث توفر نمط حياة عصريًا وفق أعلى المعايير، واجتذبت استثمارات كبيرة من القطاع الخاص لتطوير أحيائها.

ومع بداية عام 2025، تترقب الأوساط العقارية والاستثمارية انعقاد اللقاءات الإعلامية لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، والتي سيتم خلالها إعلان تطورات تنفيذ الاستراتيجية العمرانية، التي شهدت تقدمًا كبيرًا خلال العام الماضي، مع توقيع حزمة اتفاقيات التطوير والشراكة لمشروع مدينة السلطان هيثم للمرحلة الأولى (2024-2030م)، ومشاريع المدن المستقبلية للإسكان والتخطيط العمراني مع الشركاء الاستراتيجيين، بقيمة استثمارية تجاوزت مليار ريال عُماني، وشهد العام الماضي تقدمًا في الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى من مشروع مدينة السلطان هيثم، وبدء تطوير الأحياء الجديدة في المدينة التي تتجاوز مساحتها 5 ملايين متر مربع، ومن المتوقع أن تستوعب أكثر من 39 ألف نسمة، وتشمل أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية.

وتمتد الاستراتيجية العمرانية في عدد من المحافظات من خلال توقيع اتفاقيات المخططات الهيكلية في ولاية عبري وولاية الرستاق وولاية صور، إلى جانب مشاريع رئيسية في محافظة مسقط، منها مشروع "الخوير داون تاون"، وتطوير الواجهة البحرية، وتعد الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية من الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، حيث تهدف إلى تحقيق توازن التنمية في بعدها المكاني في كافة المناطق والمحافظات، وتوجيه الاستثمار والتنمية بما يحقق التكامل بين الأنشطة التنموية، ويوفر الحوافز اللازمة لتعزيز الازدهار الاجتماعي والاقتصادي، مع الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

ويتضمن تنفيذ الاستراتيجية العمرانية سبعة أهداف رئيسية تشمل مدنًا ومجتمعات مرنة ملائمة للعيش تحافظ على الهوية العُمانية، والاستجابة لتغير المناخ والتكيف مع آثاره والتخفيف منها، والنمو والتنوع الاقتصادي استنادًا إلى مقومات كل محافظة، والاستخدام المستدام للموارد، بما في ذلك إنتاج الطاقة المتجددة وكفاءة إدارة المياه والنفايات، وحماية وتعزيز البيئة من خلال إدارة التأثيرات البيئية في المناطق الحساسة، وتحقيق الأمن الغذائي وكفاءة إدارة الموارد المائية، فضلًا عن نظام نقل مستدام يعزز وسائل بديلة للتنقل، مثل المشي واستخدام الدراجات الهوائية، وتوفير بنية أساسية تتسم بالصمود والاستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستراتیجیة العمرانیة القطاع العقاری الناتج المحلی ریال ع مانی فی القطاع

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد الفلسطيني: عدوان إسرائيل يستهدف الإنسان والهوية والاقتصاد الوطني(فيديو)

أكد المهندس محمد العامور، وزير الاقتصاد الوطني في دولة فلسطين، أن الاقتصاد الفلسطيني والشعب الفلسطيني يعيشان تحت وطأة إجراءات إسرائيلية ممنهجة منذ سنوات، مشيرًا إلى أن هذا الضغط لم يبدأ بعد السابع من أكتوبر 2023، بل هو امتداد لسياسات قديمة تعمقت حدّتها مؤخرًا.

تبعية اقتصادية 

وأوضح "العامور"، في لقائه على قناة "إكسترا نيوز"، مساء الخميس، أن الاقتصاد الفلسطيني محكوم بالغلاف الجمركي الإسرائيلي، ما يعني تبعية شبه كاملة للسياسات الجمركية والمالية الإسرائيلية، وهو ما يُقيّد قدرة السلطة الفلسطينية على إدارة شؤونها الاقتصادية بشكل مستقل.

وتحدث عن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023، واصفًا إياه بـ "آلة للقتل والدمار والتجويع"، مشيرًا إلى أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة، نتيجة استهداف البنية التحتية، المستشفيات، والخدمات الأساسية.

وشدد على أن الحرب ليست موجهة ضد منشآت أو جماعات بعينها، بل تستهدف الإنسان الفلسطيني وحقه في الحياة على أرضه.

الضفة الغربية والعدوان

وبيّن أن تداعيات الحرب امتدت إلى الضفة الغربية عبر اجتياحات وعمليات اقتحام يومية، خصوصًا في جنين وطولكرم ونابلس، إضافة إلى استهداف المخيمات الفلسطينية، مما أدى إلى شلل في النشاط الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق، في ظل حالة شبه دائمة من الحصار والعزلة.

واختتم العامور تصريحاته بالتأكيد على أن الإجراءات الإسرائيلية تأتي ضمن استراتيجية ضغط ممنهجة لدفع الفلسطينيين قسرًا إلى مغادرة أرضهم، معتبرًا أن ما يحدث هو "حرب على الهوية الوطنية وحق الفلسطينيين في البقاء".

وأشار إلى أن العالم بدأ يدرك حقيقة المشهد، فالأمر لم يعد صراعًا سياسيًا تقليديًا، بل محاولة لإعادة تشكيل الوجود الفلسطيني بأكمله.

مقالات مشابهة

  • صناعة النواب: تصدر مصر لقائمة الدول الإفريقية بجذب الاستثمارات يعكس قوة الاقتصاد الوطني
  • كتاب توثيق المطبخ العماني يفوز بجوائز جورماند العالمية
  • غرفة الجيزة التجارية: الأسواق مستقرة والمخزونات الاستراتيجية تكفي 9 أشهر
  • الغرفة التجارية بتبوك.. 45 عامًا من الريادة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز دور قطاع الأعمال
  • وزير الاقتصاد الفلسطيني: عدوان إسرائيل يستهدف الإنسان والهوية والاقتصاد الوطني(فيديو)
  • محلل اقتصادي: إدارة المملكة ورؤيتها القوية تسهم في استقرار الاقتصاد الوطني
  • برلماني: الاعتماد على التصنيع المحلي لأجهزة السونار يعزز الاقتصاد الوطني
  • محافظ بني سويف يشهد جلسة حوار مع المستثمرين ضمن فعاليات النموذج الوطني للموازنة التشاركية
  • محافظ بني سويف يشهد جلسة حوار مع المستثمرين ضمن فعاليات النموذج الوطني للموازنة
  • «بصمة العقارية» تنجح في بيع أراضٍ بأكثر من 1.6 مليار ريال في مزاد «خام قرطبة» وتؤكد متانة السوق العقاري السعودي