جدد الأردن ومصر رفضهما مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وحذّرا من مخاطره على الشرق الأوسط بأكمله وعلى استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

ووفقا لبيان للخارجية المصرية اليوم الخميس، فقد حذرت القاهرة من "تداعيات التصريحات الصادرة اليوم من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وبما يعد خرقا صارخا وسافرا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأضاف البيان أن تداعيات "كارثية" قد تترتب على هذا "السلوك غير المسؤول والذي يضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار ويقضي عليه، كما يحرض على عودة القتال مجددا، إلى جانب المخاطر التي قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام".

وقد دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وقال أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستسيطر على القطاع، ثم عاد ليؤكد أن إسرائيل "ستسلم" غزة إلى الأميركيين بعد انتهاء القتال لتنفيذ خطة تنمية، حسب تعبيره.

واليوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أوعز للجيش بتجهيز خطة لمغادرة سكان القطاع طوعا، مبديا ترحيبه بمخطط الرئيس الأميركي.

إعلان

"لن نكون طرفا"

وشددت مصر على أنها ترفض تماما "أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي".

وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن مصر لن تكون طرفا في ذلك، مؤكدة على "ضرورة التعامل مع جذور الصراع والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود".

كما جددت مصر التأكيد على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة، مشيرة إلى اعتزامها "الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في تنفيذ تصورات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية".

في الوقت نفسه، نقلت وكالة رويترز عن 3 من كبار المسؤولين الأردنيين أن ملك الأردن عبد الله الثاني -الذي من المقرر أن يلتقي ترامب في 11 فبراير/شباط الجاري- سيحمل معه تحذيرات تتعلق بتهجير الفلسطينيين.

وأوضح المسؤولون -الذين رفضوا نشر أسمائهم- أن الملك عبد الله سيحذر ترامب من أن نقل سكان من غزة إلى الأردن هو "وصفة للتطرف سوف تنشر الفوضى في الشرق الأوسط وتعرض السلام بين المملكة وإسرائيل للخطر، بل وتمثل تهديدا وجوديا للبلد ذاته".

"أكبر امتحان للعلاقات"

وقال أحد المسؤولين إن الملك عبد الله أجرى سلسلة من الاتصالات لحشد الدعم من القوى الإقليمية الكبرى ضد مخطط التهجير.

وأضاف أن هذا "أكبر امتحان في علاقتنا مع حليفنا الإستراتيجي".

وقال المسؤولون إن الأردن يخشى أن يكون تهجير الفلسطينيين من غزة مقدمة لطرد 3 ملايين فلسطيني آخرين من الضفة الغربية.

في الوقت نفسه، قال مروان المعشر وزير الخارجية الأردني الأسبق -الذي ساعد في التفاوض على معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994- إن هذا "أمر وجودي. هناك معارضة شعبية قوية جدا، وهذا ليس شيئا يمكن للأردن أن يتقبله. هذه ليست قضية اقتصادية أو أمنية بالنسبة للأردن، إنها قضية هوية".

إعلان

وأضاف المعشر أن المسوغ الرئيسي الذي جعل المملكة تبرم معاهدة مع إسرائيل هو منع إقامة دولة فلسطينية في الأردن، لكن "هذه الحجة الرسمية أصبحت اليوم موضع شكوك جدية، ليس من الناس العاديين، لكن من المؤسسة نفسها".

ويأتي المخطط الأميركي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة بعد حرب إبادة ضد سكان القطاع على مدى 15 شهرا أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 160 ألف شخص، جلهم أطفال ونساء، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الفلسطینیین من من غزة

إقرأ أيضاً:

مزيد من شهداء المساعدات في غزة بمجزرة جديدة

وثقت مصادر في مستشفيات قطاع غزة استشهاد 27 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر اليوم السبت، بينهم 11 من منتظري المساعدات، إذ أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع مجزرة جديدة قرب نقطة لتوزيع المساعدات بمنطقة جسر وادي غزة.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أحصت -حتى أول أمس الخميس- استشهاد 245 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2152 آخرين جراء الاستهدافات الإسرائيلية لمنتظري المساعدات قرب نقاط التوزيع المحددة ضمن المشروع الإسرائيلي الأميركي الذي دانته الأمم المتحدة باعتباره أداة عسكرية وسياسية ووسيلة لتهجير الفلسطينيين.

واستشهد اليوم أيضا 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين قرب مسجد الخالدي المدمر شمال غربي مدينة غزة، وفقا لوسائل إعلام محلية.

في الوقت نفسه، استهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مناطق عدة في القطاع الفلسطيني المحاصر، من بينها حي التفاح شرقي مدينة غزة، ومنطقة الدحدوح خلف الكلية الجامعية جنوبي المدينة.

تشييع شهداء قتلهم الاحتلال بغاراته واستهدافاته المتواصلة في قطاع غزة صباح اليوم. pic.twitter.com/rJ2pnXQVeo

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 14, 2025

إعلان

وكذلك، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أبراج مدينة حمد السكنية شمال خان يونس (جنوب القطاع)، ومجموعة من الأهالي شرق الجامعة الإسلامية في خان يونس.

كما أطلقت آليات جيش الاحتلال النار بشكل مكثف صوب خيام النازحين بمنطقة أصداء شمال خان يونس.

قصف مدفعي يستهدف منطقة الدحدوح خلف الكلية الجامعية جنوب مدينة غزة. pic.twitter.com/Gp7nbOSnsh

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 14, 2025

من ناحية أخرى، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة سقطا قرب السياج الحدودي دون إصابات.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة -وفق توصيف خبراء دوليين- وقد استشهد خلالها أكثر من 55 ألف فلسطيني وأصيب نحو 128 ألفا، وشُرد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

مقالات مشابهة

  • برلماني: مصر تصدت بحزم لمحاولات تهجير الفلسطينيين بتوجيهات حاسمة من الرئيس السيسي
  • مباحثات فلسطينية مع 5 دول أوروبية بشأن جهود وقف الحرب على غزة
  • هاكان فيدان يتحرك.. اتصالات عاجلة مع وزيري خارجية العراق والأردن بشأن هجمات إيران
  • مزيد من شهداء المساعدات في غزة بمجزرة جديدة
  • سقوط أجسام مجهولة يهدد أجواء الأردن وسوريا.. تحذيرات طارئة وسط تصاعد التوتر بالمنطقة
  • الوكالة الروسية تحظر الطيران فوق الأردن إيران وإسرائيل والأردن والعراق
  • مجازر صهيونية مستمرة : 52 شهيدًا بينهم 32 من منتظري المساعدات في غزة والاحتلال يقطع الانترنت والاتصالات عن سكان القطاع
  • أحمد موسى: قافلة الصمود تستهدف تشويه مصر ودعم مخطط تهجير الفلسطينيين
  • السيسي يهنئ المستشار الألماني بفوزه في الانتخابات ويؤكد رفض تهجير الفلسطينيين: مصر وألمانيا شراكة قوية في زمن الأزمات
  • القطاع السياحي يواصل تحقيق نتائج إيجابية في الأردن حتى أيار 2025