هل يجب الالتزام بعدد الأذكار بعد الصلاة وبترتيبها؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
أكد الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأذكار بعد الصلوات المفروضة تعد من العبادات التوقيفية، أي أنها وردت عن النبي ﷺ، ويُفضل الالتزام بها كما جاءت عنه، إلا أن عدم التقيد بعددها لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة يستحب اتباعها.
وأوضح العجمي، خلال بث مباشر على صفحة دار الإفتاء المصرية، أن النبي ﷺ كان يلتزم بأذكار معينة بعد الصلاة، مثل الاستغفار ثلاث مرات، ثم الدعاء "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، ثم التسبيح والتحميد والتكبير بواقع 33 مرة لكل منها، ويُتم المائة بقوله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
وأضاف أن هناك عدة أذكار وردت عن النبي ﷺ عقب الصلاة، منها ما رواه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله كان يقول:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
كما روى عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقول بعد كل صلاة:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"، مؤكدًا أن النبي ﷺ كان يرددها بعد كل صلاة مكتوبة.
وأشار العجمي إلى ما ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، حين أخذ النبي ﷺ بيده وقال له: "يا معاذ، والله إني لأحبك، فلا تدعنَّ أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، مؤكدًا أن هذا الدعاء من أهم ما يُستحب أن يلتزم به المسلم بعد كل صلاة.
وختم حديثه بالتأكيد على أن المداومة على هذه الأذكار فيها بركة عظيمة، وراحة للنفس، وزيادة للحسنات، مشيرًا إلى أن المسلم إن نسيها أو لم يلتزم بعدد معين منها فلا إثم عليه، لكن اتباع سنة النبي ﷺ فيها خير عظيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء أذكار النبي بعد الصلاة المزيد لا إله إلا الله النبی ﷺ کل صلاة
إقرأ أيضاً:
حكم نسيان سجود التلاوة في الصلاة.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: كنت أصلي خلف إمام المسجد، وقرأ آية فيها سجدة، لكنه نسي السجود لها، وأتم صلاته، وبعد الصلاة اختلف المصلون؛ فقال بعضهم: لو تذكَّر في الركوع كان عليه أن يعود ويسجد لها، وقال بعضهم الآخر: هي سُنَّة، ولا شيء في تركها؛ فما الصواب في هذه الحالة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن سجود التلاوة من تمام إظهار العبودية لله تعالى، وسببه تلاوة آية من آيات القرآن الكريم التي تتضمن الدعوة للسجود لله تعالى ولو معنًى، أو عند سماعها، وهو مشروعٌ باتفاقِ الفقهاء.
وذكرت دار الإفتاء أن الأصلُ في ذلكَ: قولُه تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 107 - 109].
واختلف الفقهاء في تحديد سجدات التلاوة الواردة في القرآن الكريم؛ فمنهم من يرى أنها أربعة عشر موضعًا، ومنهم من يرى أنها أحد عشر موضعًا، ومنهم من يرى أنها خمسة عشر موضعًا، وقد ذكر هذا الاختلاف بعض العلماء.
وكما اختلف الفقهاء في تحديد مواضعها في القرآن الكريم اختلفوا في حكمها، فمنهم من أوجبها كالحنفية، ومنهم من يرى أنها سُنَّةٌ، يثاب فاعلُها، ولا شيء على من تركها، وهذا ما عليه جمهورُ الفقهاء مِن المالكية والشافعية والحنابلة.
أما إذا قرأ الإمام آية فيها سجدة، ثم تذكَّر بعد تَلَبُّسِه بركنٍ بعد القيام كالركوع أو شيءٍ مما بعده كما هي صورة السؤال، فلا يعود إلى السجود، ويجب عليه أن يكمل صلاته، ولا شيء عليه عند الجمهور من المالكية، والشافعية، والحنابلة وهو المختار للفتوى؛ لأنه تلَبَّس بالفرض، فلا يتركه للعَوْد إلى سُنَّة، ولأنه يصير زائدًا ركوعًا عامدًا والزيادة في الأفعال عامدًا تبطل الصلاة.
حكم سجود التلاوةوقال الإمام ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني" (2/ 23) عند بيان حكم من ترك شيئًا ليس واجبًا كسجود التلاوة وأنه يلزمه المضي دون العَوْد للسجود: [فإنْ مضى في موضع يلزمه الرجوع، أو رجع في موضع يلزمه المضي، عالمًا بتحريم ذلك، فسدت صلاته؛ لأنه ترك واجبًا في الصلاة عمدًا. وإن فعل ذلك معتقدًا جوازه، لم تبطل؛ لأنه تركه من غير تعمد، أشبه ما لو مضى قبل ذكر المتروك، لكن إذا مضى في موضع يلزمه الرجوع، فسدت الركعة التي ترك ركنها، كما لو لم يذكره إلا بعد شروعه في القراءة. وإن رجع في موضع المضي لم يعتدَّ بما يفعله في الركعة التي تركه منها، لأنها فسدت بشروعه في قراءة غيرها، فلم يعد إلى الصحة بحال] اهـ.
بينما ذهب الحنفية، وابن القاسم من المالكية، إلى أنه إن تلبس بالركوع أو ركنٍ بعده وتذكر سجود التلاوة فإنه يسجد للتلاوة، وللحنفية تفصيلٌ، مُحصَّلُه: أنه يعود إلى ما كان فيه من أفعال الصلاة بعد تداركه لسجدة التلاوة، فيعيده استحبابًا ويسجد للسهو، وعند ابن القاسم يقوم فيبتدئ الركعة فيقرأ شيئًا ويركع.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإذا قرأ الإمام أثناء صلاته بالناس آية فيها سجدة، ولكنه نسي فلم يسجد لها، ثم ركع فلا يعود للإتيان بها، بل عليه أن يتم صلاته، وصلاته صحيحة ولا شيء عليه.