سودانايل:
2025-06-16@09:42:21 GMT

الخطط الروسية في السودان مصدر قلق لمصر

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

تراقب مصر بقلق بالغ التحركات الروسية في السودان، حيث تتصاعد المخاوف من أن تؤدي هذه التدخلات إلى زيادة تعقيد المشهد السوداني، وتعزيز النفوذ الروسي في المنطقة بطرق قد لا تتماشى مع المصالح المصرية. وتبرز الخطط الروسية في السودان مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط معلومات تتحدث عن دور مزدوج تلعبه موسكو بدعمها لكلا الطرفين، إضافة إلى خطط لنقل مقاتلين من "الدعم السريع" إلى ليبيا ليكونوا بمثابة رأس حربة محتمل في أي مواجهة مستقبلية ضد الجيش السوداني.

في الوقت ذاته، لا تزال روسيا تصرّ على المضي قدماً في خطتها لإنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، بالتفاهم مع الحكومة السودانية، في خطوة يرى فيها كثيرون محاولة لتعزيز النفوذ الروسي في أفريقيا والشرق الأوسط. تضع الخطط الروسية في السودان وتحركات موسكو في هذا الإطار، مصر في موقف حساس، نظراً لدعمها الواضح للجيش السوداني، ولتأثير هذه التطورات على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

إحدى أهم أولويات موسكو في السودان هي إقامة قاعدة بحرية على البحر الأحمر، إذ تسعى روسيا منذ سنوات إلى تعزيز وجودها العسكري في أفريقيا. وبعد مفاوضات طويلة مع الحكومة السودانية (تعود فكرة إنشاء القاعدة إلى عام 2020، وأعيد إحياء الاتصالات بين موسكو والخرطوم حول القاعدة، منتصف العام الماضي)، حصلت موسكو على موافقة مبدئية لإنشاء القاعدة، لكن تنفيذها تأخر بسبب التغيرات السياسية والصراعات الداخلية. في حال إنشاء هذه القاعدة، ستمنح روسيا نقطة ارتكاز استراتيجية على أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ما يزيد من نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويمكّنها من تهديد المصالح الغربية في المنطقة. لكن بالنسبة لمصر، فإن هذا التطور يثير مخاوف من إمكانية تأثير القاعدة على التوازنات العسكرية في البحر الأحمر، خصوصاً في ظل الدور الذي تلعبه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين في هذه المنطقة.

دوافع الخطط الروسية في السودان
مع تصاعد الدور الروسي في السودان وليبيا، تجد مصر نفسها في موقف دقيق، إذ يتناقض الدعم الروسي لقوات الدعم السريع مع المصالح المصرية في استقرار السودان ووحدة أراضيه. يُضاف إلى ذلك التنافس الإقليمي، إذ تلعب دول مثل الإمارات وتركيا أدواراً مختلفة في الأزمة السودانية، ما يعقّد المشهد أكثر. تأثير الخطط الروسية في السودان بالنسبة للقاهرة، يأتي في إطار ما يشكله استقرار السودان من خط دفاع أساسي ضد انتشار الفوضى، كما أن أي دعم روسي لقوات الدعم السريع قد يضعف موقف الجيش السوداني، ما يهدد المصالح المصرية على المدى الطويل. كما أن نقل مقاتلين إلى ليبيا يخلق تهديداً مزدوجاً، إذ تخشى مصر أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الجماعات المسلحة التي قد تهدد حدودها الغربية.

هاشم علي: التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط تدفع روسيا إلى توسيع نفوذها على المياه الدولية

في هذا الصدد يؤكد الخبير في الشؤون الأفريقية هاشم علي، أن الخطط الروسية في السودان ودوافع موسكو تجاه البلد الغارق بالحرب منذ 15 إبريل/ نيسان 2023، تأتي في سياق سعي موسكو لإحداث توازن استراتيجي مع الولايات المتحدة، في ظل التنافس الدولي المحموم بين القوى الكبرى. ويوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط تدفع روسيا إلى توسيع نفوذها على المياه الدولية، بما في ذلك الشواطئ السودانية، نظراً لموقعها الاستراتيجي المقابل للشواطئ السعودية".

إجحاف بحق السودان
لكن الخطط الروسية في السودان تصطدم بعوائق عدة. ويقول الكاتب والمحلل السوداني محمد خليفة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة السودان تواجه عقبات كبيرة تحول دون تنفيذ الطلب الروسي المتعلق بإنشاء المحطة اللوجستية (القاعدة العسكرية) على ساحل البحر الأحمر"، مشيراً إلى أن أبرز هذه العقبات تتعلق بالمساس المباشر بالسيادة الوطنية".

محمد خليفة: تنص الاتفاقية المقترحة على مدة تشغيل للقاعدة الروسية تصل إلى 25 عاماً، مع إمكانية التجديد لعشر سنوات

في هذا السياق، يوضح خليفة أن "الشروط التي قدمتها موسكو لا تخلو من الإجحاف بحق السودان، إذ تنص الاتفاقية المقترحة على مدة تشغيل تصل إلى 25 عاماً، مع إمكانية التجديد لعشر سنوات إضافية، ومنع السودان من منح أي قوة أو دولة أخرى مركزاً لوجستياً مماثلاً على البحر الأحمر". ويبرز شرط أصعب، وفق خليفة، يتمثل في "عدم خضوع القاعدة للولاية القانونية السودانية، ما يعني أنها ستكون منطقة ذات سيادة روسية داخل الأراضي السودانية"، مضيفاً أن الاتفاقية "تتضمن أيضاً السماح للسفن ذات الطبيعة النووية باستخدام القاعدة، وهو أمر ينطوي على مخاطر بيئية وأمنية كبيرة، نظراً لإمكانية وقوع حوادث نووية في المنطقة". وحول الشروط الأخرى للاتفاق، يشير إلى خليفة إلى أن "الشروط الروسية تشمل إقامة منشآت على مساحة تمتد لحوالي 50 كيلومتراً داخل الأراضي السودانية بمحاذاة ساحل القاعدة، وسيتم فيها نصب هوائيات وأجهزة تنصت، ما يمثل اختراقاً خطيراً للسيادة السودانية". كما يلفت إلى أن "الاتفاق لم يحدد أي مقابل مادي متفق عليه أو معلن عنه حتى الآن، ما يزيد من الغموض حول الفوائد التي سيجنيها السودان من هذه القاعدة".

القاهرة/ العربي الجديد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع البحر الأحمر فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران

أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن موسكو تدين بشدة الإجراءات الإسرائيلية ضد إيران، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تنتهك بشدة ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي: “إنّ توجيه ضربات عسكرية غير مبررة ضد دولة عضو ذات سيادة في الأمم المتحدة، ومواطنيها، ومدنها الهادئة النائمة، ومنشآت بنيتها التحتية للطاقة النووية، أمرٌ مرفوضٌ رفضًا قاطعًا”.

وشددت وزارة الخارجية الروسية على أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل هذه الفظائع التي تُقوّض السلام وتُلحق الضرر بالأمن الإقليمي والدولي”.
ودعت الوزارة الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران، وذلك لمنع المزيد من تصعيد التوتر والانزلاق إلى حرب واسعة النطاق.
ندعو الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس من أجل منع المزيد من تصعيد التوتر وانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
وأكدت الوزارة أن الضربات الإسرائيلية على إيران ومواطنيها ومدنها ومنشآت البنية التحتية للطاقة النووية غير مبررة وغير مقبولة.
وأضافت أن التسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني لا تتضمن حلا عسكريا بل حلا دبلوماسيا فقط.
وأشارت إلى استعداد الولايات المتحدة لعقد جولة أخرى من المفاوضات مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني في عُمان.وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد أكد في وقت سابق من اليوم الجمعة، أن روسيا تشعر بقلق بالغ وتدين التصعيد في مستوى التوتر بين إسرائيل وإيران.
ووصفت الوزارة، الهجوم العسكري على إيران بأنه انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأضافت الوزارة أنه “يجب على السلطات الإسرائيلية التي اختارت التصعيد بشكل واعٍ تحمل مسؤولية عواقب الضربات على إيران”.
وجاء في بيان الوزارة: “ننتظر ردة فعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الوضع الصعب، تعرض موظفو الوكالة، إلى جانب مواطنين من جمهورية إيران الإسلامية، أيضًا لقصف إسرائيلي، نتوقع من المدير العام للوكالة تقييمات متوازنة وموضوعية لما يحدث، بما في ذلك تحليلا شاملا لعواقب الخطر الإشعاعي المحتمل جراء الهجمات على المنشآت النووية في إيران”.
يتلقى الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين تقارير فورية من وزارة الدفاع الروسية وجهاز الاستخبارات الخارجية، ووزارة الخارجية حول الأحداث التي تجري في المنطقة.
بناء على تعليمات رئيس الدولة، ستصدر وزارة الخارجية بيانا مفصلا في القريب العاجل، وسيتم توزيعه بعد ذلك على الأمم المتحدة.
وياتي هذا في وقت، أعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، أنها ضربت أهدافا نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات تهدف إلى تقويض البنية التحتية النووية ومصانع الصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية لإيران.
وبدوره، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، مقتل قائد القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري في الهجوم الإسرائيلي الأخير ضد البلاد، قائلا: إن “رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري استشهد في العدوان الإسرائيلي”.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تربية حماة تبحث تنفيذ الخطط المقرّرة لامتحانات العام الدراسي الحالي
  • خوفا من إيران.. دولة تفعل خاصية العثور على مخابئ
  • انفجارات عنيفة تهز قاعدة عين الأسد الأمريكية غربى العراق
  • خارجية روسيا: موسكو مستعدة لدعم جهود تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني
  • كيكل: قواتنا تتقدم في كردفان وإلى دارفور وحتى آخر الحدود السودانية
  • لافروف يؤكد دعم موسكو لتسوية نووية وتهدئة بين إيران وإسرائيل
  • الفوج الثاني من العودة الطوعية يغادر الأقصر إلى السودان برعاية شيخ الأزهر وبدعم القنصلية السودانية
  • بوتين يؤكد لـ نتنياهو استعداد موسكو للوساطة مع إيران لمنع تصاعد التوتر
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • موسكو: روسيا تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران