ماذا تعرف عن صاحب فكرة تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتصريحاته حول مستقبل قطاع غزة، حيث طرح فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".
وكشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها أن البروفيسور جوزف بيلزمان، أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، ورئيس مركز التميز للدراسات الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هو من صاغ هذه الخطة وقدمها لفريق ترامب منذ عام 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيلزمان يرى أن الدمار الهائل الذي لحق بغزة يجعل إعادة إعمارها أمراً مستحيلاً في ظل الوضع الراهن، مؤكداً أن أي جهة استثمارية خاصة أو دولية لن تخاطر بالدخول إلى القطاع في هذه الظروف. وترتكز الرؤية الاقتصادية التي قدمها بيلزمان على ثلاث قطاعات رئيسية هي: السياحة، الزراعة، والتكنولوجيا.
وتتضمن خطة بيلزمان إخلاء قطاع غزة بالكامل من سكانه، وإعادة تدوير الخرسانة المُدمرة لاستخدامها في مشاريع لاحقة، مع التأكيد على عدم بقاء أي أثر للبنى التحتية العمودية أو الأنفاق التي كانت تُستخدم من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس.
كما تقترح الخطة تحويل غزة إلى منطقة تعتمد بشكل كامل على الطاقة الشمسية، مع إنشاء شبكة سكك حديدية وموانئ جوية وبحرية، لضمان استقلاليتها عن الاحتلال الإسرائيلي في مجال الطاقة.
ووفقاً لتقديرات بيلزمان، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة بشكل كامل ستتراوح بين 1 إلى 2 تريليون دولار، وقد تستغرق عملية الإعمار ما بين 5 إلى 10 سنوات.
وتتخيل الخطة تحويل الجانب الغربي من القطاع المطل على البحر إلى منطقة سياحية تضم مطاعم وفنادق ومرافق فاخرة، بينما يُخصص الجانب الشرقي للمباني السكنية التي قد تصل إلى 30 طابقاً، مع تخصيص المناطق الوسطى للزراعة والدفيئات.
كما يقترح بيلزمان إلغاء النظام المالي التقليدي في غزة بعد إعادة الإعمار، والاستعاضة عنه بشبكة إلكترونية للتبادل المالي، تكون جزءاً من نظام اقتصادي يراقب تدفق الأموال من الخارج.
وفيما يتعلق بالتعليم، تركز الخطة على تطوير مناهج تعليمية تُحارب التطرف، مع الاستفادة من خبرات بعض الدول في تصميم برامج تعليمية متكاملة لجميع المراحل الدراسية.
يأتي ذلك في وقت أشار فيه ترامب إلى أن تنفيذ هذا المقترح لا يحتاج إلى عجلة، مما أثار تساؤلات حول مدى إدراكه لتداعيات مثل هذه الخطط على الصعيدين الإنساني والسياسي.
وكشف المؤرخ الإسرائيلي كوبي باردا عن هذه الخطة خلال بودكاست "أميركا بايبي" في آب/أغسطس الماضي، وفقًا لموقع "زمان يسرائيل". وأوضح بيلزمان في مقابلة مع باردا أنه أعد الخطة من منظور اقتصادي، متناولًا كيفية التعامل مع "اليوم التالي" في غزة، ونقلها إلى مستشاري حملة ترامب الذين أبدوا اهتمامًا بها.
*Gaza as a BOT-Based City, Possible?*
In this episode, I hosted Professor Joe Pelzman, an expert in economics, law, and international relations, to discuss a plan developed by a group of renowned economists at a research institute. The plan focuses on developing Gaza as an… https://t.co/fpTqomHFaY — קובי ברדה-Dr. Kobby Barda (@kobbybarda) August 25, 2024
وأشار بيلزمان إلى أن اقتصاد غزة وصل إلى أدنى مستوياته، حيث بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2007 و2022 نسبة 0.4% فقط، بينما انخفض نصيب الفرد بنسبة 2.5% سنويًا بسبب الزيادة السكانية الطبيعية، وذلك استنادًا إلى بيانات البنك الدولي.
فيما يتعلق بتهجير سكان غزة، اقترح بيلزمان أن يصدر الجيش الإسرائيلي بطاقات بيومترية لجميع سكان القطاع للحصول على معلومات فورية عند تنقلهم، مدعيًا أن هذا الإجراء سيساعد في التمييز بين المدنيين والمسلحين.
تتضمن الخطة، المنشورة على موقع CEESMENA، نموذج BOT الذي يسمح للشركات الخاصة بالمشاركة في الاستثمار إلى جانب هيئات دولية، مقابل حصولها على استئجار أراضٍ لمدة خمسين عامًا، وبناء وإدارة مشاريع طوال هذه الفترة، على أن تُسلم في نهايتها إلى هيئة عامة.
كما أكد بيلزمان، خلال مقابلة أجراها قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، أنه في حال فوز دونالد ترامب بالرئاسة، سيكون بإمكان الأخير إقناع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بالموافقة على تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر، مقابل تقديم مساعدات أمريكية تساعد القاهرة في التعامل مع دينها القومي، الذي بلغ في ذلك الوقت 155 مليار دولار.
وصرح بيلزمان بأن "مصر دولة فاشلة اقتصادياً، وهي على شفا الإفلاس، مما يضطرها إلى قبول المساعدات من مختلف دول العالم. وما يتعين على مصر فعله هو السماح للغزيين بالعبور إلى أراضيها، ومن هناك يمكنهم الانتشار إلى بقية أنحاء العالم، سواء بالبقاء في سيناء أو الانتقال إلى دول مثل تونس".
وأضاف أن شكل الحكم المستقبلي في غزة يجب أن يكون على نمط "مدينة-دولة"، تتمتع بحاكم محلي وانتخابات محلية، لكن دون سيادة كاملة أو جيش أو علاقات خارجية.
ووصف بيلزمان هذه المدينة المستقبلية بأنها "مدينة عملاقة منزوعة السلاح، تعتمد على شبكة مواصلات كهربائية، وزراعة صديقة للبيئة، وسياحة متطورة، ونظام تعليمي مختلف تماماً عن النظام الحالي".
وأكد بيلزمان أن "التعاون مع حكم حماس في قطاع غزة لن يجدي نفعاً، بل يجب تصفية جميع عناصرها"، معتبراً أن "حماس لن تتنازل أبداً عن سلطتها، فهم مجرد رجال عصابات يسعون للسيطرة، ولن يعترفوا بإسرائيل أبداً". وأعرب عن أمله في أن "يكون المختطفون على قيد الحياة، وأن يتم التخلص من حماس بشكل نهائي".
يُذكر أن أكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة لم يُستشاروا في هذا المخطط المثير للجدل، الذي أعلن ترامب عزمه على تنفيذه. كما أن المخطط، وكذلك تصريحات ترامب، لم تتطرق إلى الدول التي يمكن أن يستقبل المهجرين من الغزيين، خاصة في ظل رفض جميع دول العالم، باستثناء إدارة ترامب والاحتلال الإسرائيلي، لهذا المخطط ورفضها استقبال أي مهجرين من غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب غزة ريفييرا حماس الاحتلال حماس غزة الاحتلال ترامب ريفييرا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لضرب إيران
تلقى مسؤولون أميركيون معلومات تفيد أن إسرائيل "على أهبة الاستعداد" لشن عملية عسكرية ضد إيران، حسبما ذكرته مصادر متعددة لشبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية.
وقالت الشبكة إن مسؤولين إسرائيليين ومتحدثين باسم البيت الأبيض امتنعوا عن التعليق على هذه المعلومات.
ولسنوات أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشككا عميقا في أي اتفاق مع إيران، ويقول مكتبه إن إسرائيل نفذت "عمليات علنية وسرية لا تحصى" لكبح نمو البرنامج النووي لطهران.
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى رغبة إسرائيل في توجيه ضربة لإيران، حتى مع المطالب الأميركية لها بعدم فعل ذلك طالما استمرت المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.
وفي شهر مايو الماضي، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنا أنه حث نتنياهو على عدم مهاجمة إيران، بينما تواصل إدارته المفاوضات معها.
ووقتها قال ترامب: "أخبرته (نتنياهو) أن هذا سيكون من غير المناسب القيام به الآن، لأننا قريبون جدا من الحل".
وفي حال وقعت الضربة الإسرائيلية، تتوقع الولايات المتحدة أن ترد إيران على بعض المواقع الأميركية في العراق المجاور.
وكانت واشنطن أعلنت عزمها تقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد لأسباب أمنية، حسبما أكد ترامب الذي اعتبر الشرق الأوسط "مكانا خطيرا"، وذلك عقب تهديد إيران باستهداف القواعد الأميركية بالمنطقة في حال اندلاع نزاع.
وتحدث ترامب عن إيران أثناء ظهوره في مركز كينيدي، الأربعاء، قائلا للصحفيين إن الأميركيين نُصحوا بمغادرة الشرق الأوسط "لأنه قد يكون مكانا خطيرا"، كما أكد مجددا أن الولايات المتحدة "لن تسمح" أن تطور إيران سلاحا نوويا.
وتسعى إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق مع إيران للحد من برنامجها النووي، في حين تقول هيئات الرقابة الدولية إن طهران واصلت تخصيب اليورانيوم إلى ما يقارب المستوى اللازم لصنع الأسلحة النووية.
وتجرى المحادثات في مسار حساس، وليس من الواضح مدى قرب الطرفين من التوصل إلى اتفاق، فقد صرح ترامب أنه لن يقبل أي تخصيب لليورانيوم، لكن إيران ترى أن ذلك حق لن تتنازل عنه، مع نفيها بشدة السعي لصنع أسلحة نووية.
وصرح مسؤولان أميركيان لـ"سي بي إس"، أن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لا يزال يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، في جولة سادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني.