داخل البيت الأبيض.. كيف يدير ترامب يومه وسط زخم القرارات والمفاجآت؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
منذ اللحظة الأولى التي عاد فيها إلى البيت الأبيض، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسلوبًا إداريًا حيويًا، حيث يمزج بين الاجتماعات المتواصلة، واتخاذ القرارات المثيرة للجدل، والتفاعل المباشر مع المسؤولين وقادة العالم أسلوبه غير التقليدي حوّل البيت الأبيض إلى خلية نحل تعجّ بالحركة، في مشهد يعكس رغبته الجامحة في إعادة ترتيب الأولويات الوطنية بوتيرة غير مسبوقة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست.
جدول مزدحم حتى منتصف الليل
يبدأ ترامب يومه في السادسة صباحًا، ولا ينتهي إلا قبيل منتصف الليل بعد سلسلة من الاجتماعات والقرارات والمباحثات.
ورغم بلوغه 78 عامًا، يظهر ترامب طاقة غير مألوفة، متفوقًا في حيويته حتى على من هم أصغر منه بأربعة عقود، أول ما يخطر في باله عند الاستيقاظ هو "العمل، كل شيء عمل.. إنه عمل سياسي"، وفق ما ينقل عنه التقرير.
في المقابل، لا يفوّت ترامب الفرصة لانتقاد سلفه، الرئيس جو بايدن، معتبرًا إياه رمزًا للركود السياسي، حيث قال متهكمًا: "لا أفكر في الاستجمام أو الذهاب إلى الشاطئ مثل جو بايدن النائم، الذي غلبه النعاس أمام الصحفيين، كيف تغفو أمام الصحافة؟".
العلاقات الدولية
في غضون أسابيع قليلة فقط، ترك ترامب بصمته على الساحة السياسية الأمريكية والدولية.
فقد وقع على 500 إجراء تنفيذي، واستقبل في البيت الأبيض زعماء بارزين مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الياباني شيغيرو إيشيبا، وأجرى محادثات مع عشرات القادة السياسيين الأمريكيين والعالميين.
على النقيض من بايدن، الذي فضّل اللقاءات الصحفية المحدودة، يحرص ترامب على عقد مؤتمرات صحفية حاشدة، يتفاعل فيها مع الصحفيين بشكل مباشر، ما يعزز حضوره السياسي في المشهد الإعلامي.
إيلون ماسك على خط المواجهة ضد الفساد
من أبرز الشخصيات التي يعتمد عليها ترامب في رؤيته لإعادة هيكلة الحكومة، الملياردير إيلون ماسك، الذي كلفه ترامب بمهمة القضاء على الهدر والفساد الحكومي، ما وفر بالفعل أكثر من تريليون دولار سنويًا لدافعي الضرائب.
ماسك يرأس فريقًا جديدًا يُدعى "إدارة الكفاءة الحكومية" (DOGE)، والذي يضم نخبة من الخبراء الشباب لإصلاح الهيئات الفيدرالية الكبرى.
وفي تطور لافت، أجرى ترامب مراجعة واسعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، معتبرًا أنها تعاني من مشاكل كبيرة، وقال صراحة: "أعتقد أنه يجب إغلاقها ودمجها ضمن وزارة الخارجية".
كما منح ماسك صلاحيات إضافية لتوظيف 45 شخصًا من شركاته التكنولوجية المختلفة للمساعدة في عمليات الإصلاح.
والخطوة التالية قد تشمل إعادة هيكلة وزارة الدفاع (البنتاغون)، وربما مراجعة دقيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA).
ترامب وماسك علاقة غير تقليدية
حسب التقرير، يتعامل ترامب مع ماسك بمودة أبوية، ويراه واحدًا من أكثر الأشخاص الذين أحدثوا تغييرًا جوهريًا في الولايات المتحدة، ويصفه قائلًا: "إنه شخص مختلف.. رجل جيد جدًا وذكي للغاية لطالما اعتقدت أنه انطوائي، لكنه أصبح اجتماعيًا بشكل مذهل إنه يشعر أن ما يفعله الآن هو أحد أهم الأمور التي يمكنه القيام بها".
وكان ماسك قد زار المكتب البيضاوي بصحبة الصحفي تاكر كارلسون، وكلاهما يرتدي قبعات "MAGA" الحمراء الشهيرة.
في المقابل، نشر ماسك على منصته "إكس" تعليقًا لافتًا، قال فيه: "أنا أحب دونالد ترامب بقدر ما يمكن لرجل مستقيم أن يحب رجلًا آخر".
إدارة ترامب بين الجرأة والجدل
لا شك أن أسلوب ترامب في الحكم يواصل إثارة الجدل، فهو يمزج بين الحزم والقرارات المفاجئة، ويعتمد على شخصيات غير تقليدية لإحداث تغييرات جذرية.
وبينما يرى أنصاره أنه القائد القادر على "إنقاذ البلاد"، يصفه منتقدوه بأنه رئيس لا يتردد في تجاوز الأعراف السياسية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتخاذ القرار اجتماعات استجمام الاجتماعات الاستيقاظ الأولويات الوطنية الأولويات البيت الأبيض البنتاغون التفاعل الحكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الرئيس جو بايدن الساحة السياسية العلاقات الدولية الصحفيين الفرص المباحثات المواجهة بارزين ترامب وماسك ترتيب الأولويات
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل جديدة حول المشتبه به في حادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض
كشفت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، عن معطيات جديدة تتعلق بالمهاجر الأفغاني رحمن الله لاكانوال، المشتبه في تنفيذه الهجوم الذي استهدف اثنين من أفراد الحرس الوطني قرب البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عملية تطرفه الفكري تمت بعد وصوله إلى الولايات المتحدة.
وقالت نويم في مقابلة مع شبكة NBC إن لاكانوال كان مقيماً في ولاية واشنطن عندما ظهرت عليه مؤشرات التشدد، مضيفة أن المحققين يعملون حالياً على جمع مزيد من المعلومات من أفراد عائلته والمقربين منه داخل المجتمع المحلي.
وأكدت الوزيرة: "نعتقد أنه اتجه للتطرف هنا داخل الولايات المتحدة، وسنواصل التحدث مع كل من كانت تربطه به علاقة مباشرة".
ترامب يلمح إلى تعليق قبول طلبات اللجوء
وفي سياق متصل، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية بأن إدارته قد تتجه إلى تعليق استقبال طلبات اللجوء لفترة طويلة، دون تحديد سقف زمني واضح. وقال: "قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً… لدينا ما يكفي من التحديات، ولا نريد المزيد من هؤلاء الأشخاص"، في إشارة إلى المخاوف الأمنية المرتبطة ببعض الملفات.
خلفية الحادث
وكانت السلطات قد أعلنت أن لاكانوال، البالغ من العمر 29 عاماً، هو المشتبه بإطلاق النار قرب البيت الأبيض الأربعاء الماضي، في حادث أسفر عن مقتل مجندة من الحرس الوطني وإصابة آخر بجروح خطيرة.
ويذكر أن لاكانوال عمل سابقاً ضمن وحدة أفغانية مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
ورغم انتقادات إدارة ترامب للإجراءات الرقابية خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، أشارت سجلات حكومية إلى أن لاكانوال حصل على حق اللجوء في أبريل الماضي خلال فترة إدارة ترامب، بعد دخوله الولايات المتحدة عام 2021 ضمن عمليات الإجلاء التي شملت آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأميركية قبل انسحابها من أفغانستان.