ترجمت حديثاً إلى اللغة السويدية أربعة أعمالٍ أدبية سعودية، وتأتي هذه المبادرة ضمن مشروع «مبادرة ترجم»، التي أطلقتها «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في وزارة الثقافة السعودية، «سعياً لتعزيز الحراك الترجمي ونقل محتوى عربي ذي قيمة أدبية وفكرية إلى لغاتٍ عالمية أخرى».

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” يشمل هذا المشروع ترجمة أعمالٍ متنوعة بين الشعر والرواية والقصة القصيرة؛ من بينها رواية «في ديسمبر تنتهي كل الأحلام» للروائية أثير عبد الله النشمي، وكتاب «ومضات سيرية» و«سيرة ذاتية نسائية لكاتبات سعوديات» بإشراف الدكتورة نوال السويلم، وديوان «مقام النسيان» للشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وكتاب «في الميزان» للشاعر والأديب حاتم الشهري الحاصل على جائزة ابن عربي للشعر في إسبانيا.

حوار عابر للحدود

أخبار قد تهمك هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم مشاركة المملكة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب2025 9 فبراير 2025 - 8:23 مساءً بهدف إبراز الإرث الثقافي لمنطقة جازان.. هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض جازان للكتاب 2025 9 فبراير 2025 - 11:03 صباحًا

يقول المترجم والصحافي السوري عبد اللطيف حاج محمد، عن مبادرة «ترجم»، وتجربته في الترجمة من العربية للسويدية: «لا تقتصر أهمية هذه المبادرة على مجرد نقل نصٍ من لغة إلى أخرى؛ فالترجمة فعلٌ ثقافي يتيح إمكانات جديدة للنص ويُعيد صياغته ضمن إيقاع مختلف… فالترجمة ليست مجرد جسر لغوي عابر للثقافات، بل إعادة تشكيل للنص في سياق جديد، حيث تتلاقى الأصوات المتباينة لتُشكّل رؤية أدبية أكثر شمولاً وتنوُّعاً، وبالنسبة لي، كمترجم ومهاجر، فإن هذا المشروع يمثل أكثر من مجرد تجربة ترجمة، بل هو جزء من رحلتي الشخصية في العبور بين ثقافتين، ومحاولة مستمرة لإعادة تعريف الذات من خلال اللغة».

ويروي عبد اللطيف حاج محمد أنه عندما غادر بلده الأصلي سوريا جراء استمرار الحرب للعيش في مملكة السويد لاجئاً قبل سنوات؛ لم يحمل معه شيئاً أكثر من مجرد حقيبة كانت مليئة بالكتب آنذاك، ولم يعلم بأن هذه الحقيبة ستأخذه لعالم الترجمة. يقول: «حملت لغتي العربية بأكملها، ثقافة معقدة، وأصواتاً تحاول أن تجد صدى آخر في سياق جديد، فالترجمة بالنسبة لي لم تكن يوماً مجرد عملية نقل للكلمات، بل كانت عملية ترجمة ذاتيَّة؛ إعادة تشكيل للهوية عبر إعادة تشكيل النصوص بين العربية والسويدية، إني أجد نفسي في منطقة حدودية، حيث تتقاطع اللغة بالانتماء، والكلمات بالهوية».

وعن أسباب اختياره هذه الأعمال بالذات، يقول: «اخترت (في ديسمبر تنتهي كل الأحلام) للروائية أثير عبد الله النشمي، لأن هذه الروائية تمتلك قدرة نادرة على تجسيد نبض العالم الحالي بأسلوبٍ يجمع بين العمق والإمتاع».

أما بالنسبة لاختياره «في الميزان» للشاعر حاتم الشهري، فيذكر أن جميع الأعمال التي تحمل توقيع حاتم الشهري تمتاز بالفرادة و«كتاب في الميزان» ليس استثناءً لأنه يأسر القارئ منذ بداية الصفحة الأولى، وسبق لي ترجمة ديوانه «أعرف وجه اليأس جيداً». ويقول عن ترجمة ديوان «مقام النسيان» للشاعر محمد إبراهيم يعقوب: «لقد أعاد إلي هذا الديوان إحساسي بالغربة من زاوية مختلفة، حيث تتحول الذاكرة إلى وطن بديل، فكانت ترجمته ليست مجرد مهمة لغوية، بل كانت رحلة شخصية لفهم الحنين، والفقد، والتوق إلى الوطن».

جسورٌ إنسانية

وتُمَثِّل هذه الترجمات محاولة لسد الفجوة بين «الآخر» و«الأنا» بالنسبة للمترجمين المهاجرين بحسب عبد اللطيف، منوهاً بأنها معركة ضد النسيان، كنسيان اللغة الأولى والذكريات والجذور وبالنسبة للقرّاء السويديين، «هي فرصة للتعرّف على عوالم أدبية جديدة ومجتمعٍ يعيش مرحلة تحولاتٍ متسارعة في الزمن الحاضر»، حيث تصبح الترجمة حواراً متبادلاً يثري الجميع، ويُظهر أنَّ الأدبَ قادرٌ على هدم الجدران وبناء الجسور؛ «سواء أكان ذلك عبر قصة ترويها سيدة سعودية في سيرتها الذاتية، أو قصيدة تجوب دهاليز الذاكرة باحثة عن مرفأ للنسيان».

بهذا المعنى، لا تُعدُّ الترجمة مجرَّد جهدٍ لغوي، بل هي عمل إنساني وسياسي واجتماعي في آنٍ واحد؛ إذ تُعيد تشكيل نصوصٍ كانت محدودة الانتشار لتصبح قوة قادرة على تحريك المياه الراكدة، يقول عبد اللطيف حاج ويزيد: «لتحرير الخيال من قيود الحدود اللغوية والثقافية.، وبمثابة دعوة إلى اكتشاف عوالم أدبية جديد، وأنَّ الكلمة حين تُنقل بصدقٍ واحترافية، بإمكانها أن تتجاوز كل القيود وتصنع مساحاتٍ أكبر للتفاهم والتكامل. من هنا. تتجاوز الترجمة بُعدها اللغوي لتغدو حواراً بين ثقافتين».

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: هيئة الأدب والنشر والترجمة عبد اللطیف

إقرأ أيضاً:

أنس الشريف:رحيل الصوت وخلود الصدى

#أنس_الشريف:رحيل الصوت وخلود الصدى

#شبلي_العجارمة

من قال أن اللسان ليس بندقية !، وأن الكلام لا يشبه الرصاص ؟ ، من قال أن الصورةُ ليست وثيقة ! وأن المشاهد ليست أوراقًا وقيودًا للتحقيق ؟، هكذا هي تكاملية الشعوب التي ترسم خطط النضال الطويل ، وتكتب بدماء أبنائها سطر النصر الأخير ، وتلون الفجر في آخر النفق الذي امتد إلى قرنٍ حالكٍ من الزمن .
على بوابة معراج روحه الأبدي ، وهو يختم بصوته على وثائق الوحشية ، وينقل بكاميرته رجعية العالم الكاذب، كانت وصيته في الجيب المجاور لقلبه الذي كان أصلب من فولاذ الميركافا، وصوته الذي ذاب في أثيره أزيز أسراب طائرات كفير والF16، لقد رتب لروحه كيف تحيا بين فجائع الموت الغزي بألوانه وأشكاله وآخر طرائزه الجوع ، كما إحب أن يجرب مذاق الموت والشهادة كي يكتمل الخبر بأبعاده الأربع ، ليكون بذرة حقيقة لا مجرد فقاعة صوت وصورة وديكورٍ مزيف الأبعاد .
أنس الشريف الذي كان يضع في أبصارنا وأسماعنا مشهد الوجع في غزة وصوت الألم لشعب غزة المرابط على حدود سلسلة الموت ، هو ذاته لم تسعفه البلاغة إلا أن يوقع التقرير الآخير بأرجوان دمه الطهور ، وصوت أنفاسه وهي تحاول الخروج بين غبار المعركة ودم الكلمات التي فضلت أن ترافقه إلى خلود كرامته الأخيرة .
سيرحل البقية وكل أشباه أنس الشريف ، ونحن لا زلنا في جدلية شرعنة المقاومة أو بطلانها لشعبٍ تساوى عنده مذاق الموت والحياة ، فالحياة في ظلال المحتل الغجري هي ذلٌ آخر غير بقية تفاصيل الإذلال والتجويع ، لكن الموت في ثقافة المقاوم للصوص الأرض والتاريخ والحضارة والإنسان ؛ هي الثقافة التي ستكتب النصر بكل صفحات الصبر والمعاناة ،وسترويه بكل فصوله عندما تضع الحرب أوزارها ، وحينما يندحر الظالم بظلمه وينتصر المظلوم بصبره المكابر على كل جروحه الغائرة .
في كل نبأ من غزة ؛ درس في الصمود والعزيمة ، وفي كل خبر موت من أرض النضال هو سطر حياة أبدي ، غزة التي تخلت عن لهجة العتب واختارت شتى دروب الموت والتعب ، غزة التي صارت من بلادة قلوبنا مجرد تكتكيات نتدوالها مثل نكهة علكةٍ من الحزن، أو مارثون سباقٍ لمن ينقل خيرًا أقسى أو مشهدٍ أكثر ترويعًا .
في رحيل الصوت خلود للصدى ، وفي موت الشاهد تحيا الجريمة لتأخذ بعدًا آخر من الحياة، في موت الحناجر الحرة هو موت الحضارة العالمية المزعومة وفصل حياةٍ جديد للرجعية الجديدة!

مقالات ذات صلة مهارات المبيعات، والحر الشديد 2025/08/10

مقالات مشابهة

  • زامير: عائلة نتنياهو قررت التخلص مني
  • زامير: عائلة نتنياهو قررت التخلًص مني
  • المنيف: الحب قبل الزواج مجرد إعجاب .. فيديو
  • نيويورك تايمز: هل اتفقت الصين مع إيران والحوثيين لمواصلة عبور سفنها البحر الأحمر؟ (ترجمة خاصة)
  • أنس الشريف:رحيل الصوت وخلود الصدى
  • سِفْر العدالة أول ترجمة عربية مباشرة لشريعة حمورابي من أصلها المسماري للباحث نائل حنون
  • الناشطة السويدية ثونبرغ تعلن المشاركة في أسطول جديد لكسر حصار غزة نهاية الشهر الجاري
  • إصابة جندي إسرائيلي برصاص قناص شمالي القطاع
  • الناشطة السويدية جريتا ثونبرج: سنعود بأسطول جديد إلى غزة في نهاية أغسطس
  • جامعة أسيوط الأهلية تطرح برنامجين بكلية الألسن واللغات التطبيقية للعام الجامعي «2025 - 2026»