قالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الإثنين، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يخطط لعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) غداً الثلاثاء لمناقشة مطالب إسرائيل في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة حماس.

 وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” تتمثل هذه المطالب في نفي قادة حماس إلى خارج قطاع غزة، تفكيك "كتائب القسام"، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وتعتبر إسرائيل أن الحرب تنتهي في حال وافقت حماس على هذه المطالب.

وأوضحت الصحيفة المفاوضات حول المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ الاثنين الماضي بعد إتمام المرحلة الأولى، ستنطلق بعد جلسة الكابينت غداً.

وفد إسرائيلي في الدوحة

 ووفقا لوسائل الإعلام فإن الوفد الإسرائيلي في الدوحة مفوّض بمناقشة إتمام المرحلة الأولى من الصفقة فقط، ويضم الوفد رئيس هيئة شؤون الأسرى غال هيرش، ونائب رئيس "الشاباك" المنتهية ولايته، بهدف متابعة الصفقة ومعالجة قضايا فنية مثل إطلاق سراح ثلاثة أسرى في الدفعة السادسة.

وقالت وسائل الإعلام العبرية إن نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، توصلوا إلى مجموعة من المبادئ الأساسية بشأن المرحلة الثانية، تشمل المطالب المشار إليها، وفي حال رفضتها حماس، ستسعى إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى لتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى.

وبحسب وسائل الإعلام العبرية فإن إسرائيل تدرس اتخاذ إجراءات ردا على حالة الأسرى الثلاثة التي أفرجت عنهم حماس مؤخرا، مثل تجميد إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 وبالرغم من ذلك، يؤكد المسؤولون أن نتنياهو لن يُفجّر الصفقة، بل سيتحمل الصعوبات في المرحلة الأولى، بهدف ضمان إتمامها، مع تأكيد أن الحرب ليست هدفاً، بل وسيلة لاستعادة الأسرى، سواء عبر الصفقة أو العودة لأساليب أخرى.

اليوم التالي

وأشارت وسائل إعلام مختلفة إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة، التي تتضمن انتهاء الحرب، تعد بمثابة "اليوم التالي" في قطاع غزة، وقد ترفض إسرائيل مطالب حماس، التي تشمل إنهاء الحرب وسحب الاحتلال من غزة وإعادة الإعمار. 

وبحسب التقارير فانه في حال عدم موافقة حماس على تمديد المرحلة الأولى، يمكن أن تواجه إسرائيل تساؤلات بشأن استئناف الحرب، في وقت لا يزال 65 محتجزاً في أيدي حماس.

من جانبه، هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وحزبه "الصهيونية الدينية" باتخاذ خطوات سياسية قد تشمل العودة إلى الحرب إذا تم قبول مطالب حماس.

واعتبر سموتريتش أن هذه المطالب تشكل سابقة خطيرة قد تؤدي إلى مزيد من التنازلات، مثل مطالب بإخلاء مستوطنات الضفة الغربية مقابل إطلاق سراح الأسرى.

 وأضاف أنه لا يمكن السماح بتجاوز "الخطوط الحمراء" في صفقة تبادل الأسرى، مشيراً إلى معارضته للصفقة في بعض جوانبها، بما في ذلك الانسحاب الجزئي من غزة، وأكد أن حكومته لن تستسلم لهذه المطالب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب بنيامين نتنياهو حركة حماس الأسرى الإسرائيليين ستيف ويتكوف تفكيك كتائب القسام المزيد المرحلة الثانیة المرحلة الأولى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل تواجه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مأزقا إستراتيجيا جديدا؟

تشهد المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حالة من التعقيد المتزايد إثر قرار إسرائيل الانسحاب من المحادثات الجارية في الدوحة، وسط تصاعد الاتهامات المتبادلة حول مسؤولية تعثر المسار التفاوضي.

وبحسب المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية توماس ووريك فإن هذا الانسحاب تكتيك تفاوضي معتاد في المفاوضات رفيعة المستوى، حيث ينسحب أحد الأطراف لحين إبداء الطرف الآخر تنازلات.

وأكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر تنتظر من حماس تغيير موقفها، خاصة فيما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم وإصرار حماس على إنهاء الحرب.

ولفت المسؤول الأميركي السابق إلى أن إسرائيل لن تغير موقفها من ضرورة تخلي حماس عن موقعها القيادي في غزة وإلقاء سلاحها، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على هذا الموقف، في الوقت الذي تبدو المفاوضات كأنها لا تحقق أي تقدم حقيقي في الوقت الراهن.

ووجّه مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف انتقادات إلى حماس متهما إياها بالأنانية، وعدم الرغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.

وأضاف أن بلاده تدرس حاليا خيارات بديلة لإعادة الأسرى إلى ديارهم، وأنه تقرر إعادة فريق التفاوض الأميركي من الدوحة بعد رد حماس الأخير.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية إنه لن يقبل من حماس أن تفرض شروط استسلام على إسرائيل.

وأعلن مكتب نتنياهو أن رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، قيد الدراسة حاليا، وأنه تقرر إعادة فريق المفاوضات الإسرائيلي من الدوحة للتشاور.

رفض الاتهامات الأميركية

ومن جهته، طرح الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد وجهة نظر مختلفة تماما، ترفض الاتهامات الأميركية الموجهة لحماس بعدم حسن النية وعدم التنسيق.

إعلان

واستشهد زياد بتصريح لأحد المطلعين على المفاوضات يؤكد أن حماس قدمت ردا إيجابيا ومرنا حول موضوع إعادة الانتشار وتبادل الأسرى، مشيرا إلى التناقض في التصريحات الأميركية.

واعتبر زياد أن هذا الاضطراب في التصريحات الأميركية يهدف إلى التهيئة لظروف سلبية قبيل زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى البيت الأبيض.

وأكد أن حماس أبدت مرونة كبيرة في عدة ملفات، بما في ذلك تنازلها عن 8 أسرى جنود في اليوم الأول وتقديم إيجابية أكبر في ملفات الانتشار والمساعدات ووقف إطلاق النار.

ومن زاوية أخرى، أشار الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إلى أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر -الذي يرأس الوفد الإسرائيلي المفاوض- شخص عاش معظم حياته في الولايات المتحدة ومتأثر باليمين الأميركي المحافظ.

وأوضح أن ديرمر لا يفهم التجربة الإسرائيلية التاريخية ويعتبر موضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة أولوية ثانوية مقارنة بأهداف الحرب المركزية.

وكشف الخبير في الشأن الإسرائيلي أن عائلات الأسرى الإسرائيليين تحمل ديرمر المسؤولية عن تعثر المفاوضات، لأنه يركز على تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حكم حماس وليس على إنقاذ الأسرى، لافتا إلى أن نتنياهو أوكل لديرمر رئاسة الوفد بعدما كان رئيس الموساد هو المسؤول عن هذا الملف.

مأزق إسرائيل

ويرى زياد أن إسرائيل تواجه مأزقا حقيقيا ولا تملك خيارات بديلة فعالة، مؤكدا أنها جربت كل الوسائل العسكرية مع غزة دون تحقيق نتائج حاسمة، لافتا إلى أن إسرائيل ستضطر للعودة إلى طاولة المفاوضات لأنها لا تملك القدرة على كسر الإرادة الفلسطينية.

وفيما يتعلق بطول فترة بقاء الوفد الإسرائيلي في الدوحة، والتي بلغت 18 يوما، أوضح زياد أنها فترة غير مسبوقة في سلسلة المفاوضات منذ بداية الحرب، واعتبر أن هذا يدل على أن إسرائيل لا تملك أن تعلن انهيار المفاوضات، أمام مرونة حماس.

ويواجه نتنياهو مأزقا مزدوجا، فهو من جهة يريد صفقة لإنهاء الحرب لعدم وجود أفق عسكري واضح، ومن جهة أخرى يخاف من أن هذه الصفقة ستؤدي إلى انهيار حكومته، وفقا لمصطفى، خصوصا عقب تصاعد الخطاب الإسرائيلي حول التهجير في الأيام الأخيرة، معتبرا أن اليمين الإسرائيلي يحاول الضغط على نتنياهو.

ويجيب ووريك عن سؤال حول الخيارات البديلة للمفاوضات بأنه لا يعرف على وجه اليقين ما يدور في خاطر المسؤولين، لكنه يرجح أن تشمل عمليات عسكرية لإنقاذ الأسرى أو صفقات جانبية مع فصائل أخرى.

ويؤكد زياد أن حماس تواجه خيارين سيئين وليس خيارا حسنا وآخر سيئا، مشيرا إلى أن ما يُعرض على الحركة هو وصفة للانتحار والاستسلام، وحذر من أن معظم الشعب الفلسطيني في غزة يدرك أن الخريطة المعروضة تعني هلاكهم المحقق، ولذلك يفضلون الصمود رغم المأساة الشديدة.

مقالات مشابهة

  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الحكومة تخدعنا ونريد اتفاقا ينهي حرب غزة
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى لو توقفت الحرب
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب على غزة
  • واشنطن تراجع خطتها بشأن غزة وعائلات الأسرى تطالب بصفقة تبادل
  • حماس والجهاد ينتقدان تصريحات ويتكوف ويؤكدان حرصهما على المفاوضات
  • لماذا غضبت واشنطن من رد حماس بينما رحّب به الوسطاء؟
  • مصدر في “حماس” يكشف تفاصيل رد الحركة على مقترح وقف إطلاق النار
  • هل تواجه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مأزقا إستراتيجيا جديدا؟