عربي21:
2025-12-10@06:58:49 GMT

بين القصف والاغتصاب الجماعي.. شهادات مأساوية من دارفور

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

بين القصف والاغتصاب الجماعي.. شهادات مأساوية من دارفور

يشهد إقليم دارفور في السودان تجددًا للصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ نسيان / أبريل 2023، مما أدى إلى موجة غير مسبوقة من العنف والدمار.

ويمر المدنيون في هذه المنطقة، وخاصة النساء والأطفال، بمأساة إنسانية كبيرة تتراوح بين القتل والاغتصاب الجماعي وفقدان الحياة اليومية، ويروي الكثيرون شهادات مفجعة، في وقت أصبحت فيه الاتصالات مع المنطقة شبه مستحيلة بسبب قطع الإنترنت والمواصلات.



وبحسب تقرير لشبكة بي بي سي، التي نقلت شهادات من داخل النزاع ورت ريهام، وهي أم في الثلاثينات من عمرها، تفاصيل مأساة فقدانها لابنتها الكبرى البالغة من العمر 23 عامًا، التي تعرضت لاغتصاب جماعي أمام أعين الأسرة.

كما فقدت طفلتيها الأخرى وابنها أثناء القصف العشوائي على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. قالت ريهام: "جاء شخصان مسلحان يرتديان ملابس قوات الدعم السريع، واقتحما منزلنا، وتناوبا اغتصاب ابنتي الكبرى، وكل ذلك أمام أعيننا."

بعد هذا الحادث المروع، اضطرت ريهام للهرب مع بناتها من منزلها مشيًا على الأقدام في طريق مليء بالمخاطر، قائلة: "اضطررنا للمشي على أقدامنا لمدة خمس ساعات متواصلة، وكنا في خوف مستمر من أن نُقبض من قبل المسلحين."


وبحسب تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الذي نُشر في 29 تشرين الأول / أكتوبر 2024، يُعتبر العنف الجنسي في دارفور جزءًا من الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع، حيث يتم ارتكاب الاغتصاب الجماعي واختطاف النساء والفتيات. تقرير المفوضية وثق حالات اغتصاب متعددة، مُشيرًا إلى أن غالبية هذه الحالات ارتكبتها قوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من دارفور والخرطوم.

ووصف الناشط الحقوقي في معسكرات النزوح في دارفور أحمد عاصم، الحوادث التي وثقها بنفسه قائلاً: "لقد وثقتُ ثلاث حالات اغتصاب جماعي، وكان أصعب ما شاهدته بنفسي هو ذبح المدنيين وتمزيق أحشائهم على الملأ". يضيف أحمد أن الهجمات لا تقتصر على النساء، بل تشمل أيضًا الأطفال، الذين يتم اختطافهم أو دفعهم للمشاركة في القتال.

وتفاقمت الظروف في معسكرات النزوح في دارفور بسبب نقص الغذاء والمياه، فضلاً عن الأزمات الصحية. تعيش الأسر في معسكرات تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والمرافق الضرورية. قالت ريهام، "نضطر أحيانًا لتناول علف الأمباز الذي نستخدمه عادةً كعلف للحيوانات." كما تُعاني النساء من الحاجة المستمرة للماء، حيث يضطرن لحمل المياه لمسافات طويلة، بما في ذلك عبر مناطق مليئة بالخطر.

ووفقًا لمسؤول الإعلام في مكتب حاكم إقليم دارفور، عقاد بن كوني، فإن عدد القتلى في دارفور منذ بداية الحرب في أبريل 2023 بلغ حوالي 6877 قتيلاً، لكن هذا الرقم لا يشمل ضحايا الحروب الجانبية مثل الأمراض أو المجاعة. فقد سجلت التقارير أيضًا "أعداداً هائلة من الضحايا، لا يمكن حصرها، بسبب ظروف الحياة القاسية في مناطق النزاع".


واتهمت العديد من المنظمات الحقوقية، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش، قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في غرب دارفور، مُشيرة إلى أن الهجمات كانت تستهدف بشكل رئيسي قبيلة المساليت وأبناء الأقليات غير العربية في المنطقة.

كما يُلاحَظ أن قصف المناطق السكنية والمستشفيات قد أدى إلى تفشي الأمراض ونقص الأدوية، حيث قُطعت خطوط المياه وتُرك السكان في حالة من الجوع والعوز.

ويستمر الوضع في دارفور في التدهور بسرعة، مما يجعل من الضروري تزايد الضغوط الدولية على الأطراف المتنازعة لوضع حد لهذا النزاع المدمر. في الوقت ذاته، يحتاج المتضررون إلى دعم عاجل من منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتقديم المساعدات الغذائية والطبية وحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، من هذا الوحشية المستمرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية دارفور السودان الجيش السوداني الدعم السريع الاغتصاب السودان دارفور الاغتصاب الجيش السوداني الدعم السريع صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع فی دارفور

إقرأ أيضاً:

سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق النفط.. متغيرات جديدة في حرب السودان

بدخول قوات الدعم السريع إلى حقل هجليج النفطي بغرب كردفان، أكبر حقول البترول في السودان، تصبح كل مناطق النفط في غرب السودان تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

تقرير: التغيير

الجيش السوداني – وبحسب مصادر عسكرية – أكد انسحاب اللواء (90) التابع لبابنوسة من المنطقة باتجاه دولة الجنوب، حيث سبقته إلى هناك قوات الفرقة (22) بابنوسة واللواء (89) مشاة واللواء (170) مدفعية، تجنبًا للخسائر المادية والبشرية، برفقة عدد من المهندسين والعاملين بالحقل.

الهجوم المتكرر بالطائرات المسيّرة والمدافع من قبل قوات الدعم السريع على حقول النفط بغرب كردفان دفع العاملين والشركات العاملة إلى مغادرة حقول الإنتاج منذ وقت مبكر، حيث توقف العمل.

تراجع وأرقام

إنتاج النفط السوداني تراجع إلى (60) ألف برميل يوميًا قبل الحرب، وتوقف تمامًا أثناء الحرب. وكان حقل هجليج ينتج (70) ألف برميل قبل أن يتراجع إلى حوالي (40) ألف برميل، في منطقة تقع فيها حوالي (70) بئرًا وترتبط بحقول النفط في حقول (نيم) و(دفرة) و(كنار)، بخط الأنابيب الرئيسي، وبالمنشآت النفطية ووحدة المعالجة المركزية في هجليج.

قوات الدعم السريع أكدت في بيان صحفي أن سيطرتها على الحقل لصالح الشعب السوداني، فيما راجت أنباء عن اعتزام قوات تأسيس التنسيق مع حكومة الجنوب فيما يتعلق بالنفط المُصدّر للخارج.

وقال القيادي بتحالف (تأسيس) محمد بشير، إن تحرير منطقة هجليج بولاية غرب كردفان يمثل مرحلة جديدة في الحرب، باعتبار أن المنطقة لديها ثقل اقتصادي واستراتيجي يتمثل في حقول النفط، الداعم الأبرز للاقتصاد، والسيطرة عليها تعني امتلاك ورقة استراتيجية في أي عملية بناء للدولة السودانية بشكلها الجديد.

وأضاف: في الجانب العسكري، موقع المنطقة الحيوي يجعلها نقطة ارتكاز تتحكم في خطوط الإمداد وحركة القوات، مما يغيّر ميزان القوى على الأرض بشكل أوضح.

وأشار بشير إلى أن سيطرة قوات تأسيس على كامل ولاية غرب كردفان تعني بداية مرحلة الحرب على ولايات شمال كردفان ووسط السودان.

هجليج حسابات واتفاقيات

الباحث الاقتصادي عبد الله محمد أكد لـ(التغيير) أن السودان سيفقد ما بين (300) و(400) مليون دولار سنويًا جراء توقف نفط الجنوب.

مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الصادرات، حيث كانت الحكومة السودانية تأخذ حصتها كمواد بترولية وتصدر بقية النفط، وبالتالي ستضطر لتعويض ذلك بالاستيراد.

وأوضح عبد الله أنه حتى في حالة اتفاق قوات الدعم السريع والجنوب على تشغيل الحقول، لا يمكن تعديل الاتفاقيات الموقعة من جانب حكومة السودان، التي تمتلك ورقة ضغط مهمة تتمثل في امتلاك الخط الناقل وصولًا إلى الميناء في بورتسودان.

وأبدى تخوفه من أن يؤدي الصراع على النفط إلى انفصال جديد لغرب السودان على غرار ما حدث في جنوب السودان، حيث كان النفط أحد محفزات الانفصال.

تجنب المخاطر

العقيد المتقاعد النور سعد، وصف لـ(التغيير) الوضع بالخطير بعد سيطرة قوات الدعم السريع على اللواء (90) آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، مشيرًا إلى أن الانسحاب كان لا بد منه في ظل سقوط الفرقة في بابنوسة، كما أن القتال في منطقة حيوية واستراتيجية كان سيوقع خسائر كبيرة في المنطقة، حتى لو كان اللواء (90) يمتلك إمكانيات قتالية، إذ كان سينسحب تجنبًا للخسائر كما ذكرنا.

#غرب_كردفان | محلية هجليج

◉ سيطرت مليشيا الدعم السريع على منطقة هجليج النفطية، بما في ذلك مقر قيادة اللواء 90 مشاة عقب انسحاب القوات المسلحة ليلًا تجنبًا لوقوع دمار في المنطقة، مع إجلاء العمال السودانيين والصينيين من الموقع النفطي.

◉ توغلت مليشيا الدعم السريع نحو 22 كيلومترًا… pic.twitter.com/Qnvh1ED1DM

— VISTA (@VistaMaps) December 8, 2025

وأكد سعد أن خطوط إمداد الدعم السريع باتت مفتوحة من ولاية شرق دارفور (الضعين)، مما يضيّق الخناق على مناطق جنوب كردفان المحاصرة وهي كادوقلي والدلنج. وأشار  إلى ضرورة تحرك سريع ومدروس للجيش لفك حصار جنوب كردفان.

قائلًا: مرحلة الاستنزاف يجب ألا تطول حتى لا تتمكن قوات الدعم السريع – بمساعدة الإمارات – من بناء منظومات دفاعية في مناطق سيطرتها الجديدة كما حدث في نيالا.

وتابع: دولة جنوب السودان أيضًا متضررة من توقف النفط، وربما سيتم الضغط عليها من قبل داعمي قوات الدعم السريع لفتح خطوط إمداد جديدة من هناك للسودان، ولكن لا ننسى أن الحكومة في بورتسودان تمتلك أيضًا ميزة خطوط الصادر شرقًا، وبالتالي الوضع معقد جدًا.

وأضاف: الدعم السريع تقاتل بلا أخلاق، وهي جهة غير مؤتمنة على ممتلكات السودانيين، تمارس النهب والسرقة، وكلنا شهود عيان على الدمار والسرقات في حقول وشركات النفط. وأكد سعد ثقته في خطة قيادة الجيش السوداني في قلب الطاولة وتغيير المعادلة على الأرض.

الوسومإنتاج النفط في السودان حقل هجليج ولاية غرب كردفان

مقالات مشابهة

  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على شبكة كولومبية تدعم الدعم السريع
  • خبير عسكري: سقوط هجليج يمهد لفصل غرب السودان عن شرقه
  • سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق النفط.. متغيرات جديدة في حرب السودان
  • الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية في السودان
  • معارك ضارية في منطقة كردفان "الاستراتيجية".. ماذا يحدث في السودان؟
  • الدعم السريع تعلن السيطرة على حقل نفط استراتيجي جنوب كردفان
  • يضم مناجم ذهب.. "الدعم السريع" تسيطر على أكبر حقل نفطي في السودان
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل نفطي غربي السودان
  • «الدعم السريع» يقصف المدنيين في كردفان
  • روضة ومستشفى تحت القصف: الدعم السريع يتسبب بمقتل الأبرياء في جنوب كردفان