تتزامن الأحداث الجارية في فلسطين مع محاولات متعددة من قبل بعض القوى الدولية لطرح حلول للقضية الفلسطينية، حيث رفضت الدول العربية بشكل قاطع فكرة تهجير الفلسطينيين أو توطينهم في مناطق أخرى، مؤكدين تمسكهم بحق الفلسطينيين في أرضهم. 

رفض عربي قاطع لتهجير الفلسطينيين

وكان آخر هذه المواقف ما عبر عنه العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث أكد موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن  هناك احتمالان للتحركات العسكرية الإسرائيلية في الفترة المقبلة، الأول هو استئناف العمليات العسكرية وإنهاء الاتفاقات الحالية، والثاني هو فرض سيطرة كاملة على قطاع غزة من خلال توسيع المنطقة العازلة، مع نقل الفلسطينيين من المناطق الوسطى إلى الجنوب.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تحدث ملك الأردن عبدالله الثاني عن خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيرا إلى الدور المحوري الذي تقوم به مصر في تقديم مشروع شامل لإعمار القطاع، وأكد أن هذا المشروع سيُطرح خلال القمة العربية المقبلة، حيث سيتم تسويقه دوليا عبر مؤتمر دولي خاص تعمل مصر على تنظيمه بأعلى مستوى.

وأشار فهمي، إلى أن يعتمد التحرك المصري على مبدأ بدء عملية الإعمار في وقت متزامن مع وجود الفلسطينيين على أرضهم، مؤكدا ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي هذه الجهود، سواء من خلال التمويل أو عبر المؤسسات المانحة والمنظمات الدولية، كما أوضح أهمية ترجمة التصريحات الدولية حول القضية الفلسطينية إلى أفعال ملموسة، لضمان استقرار المنطقة والعالم بشكل عام.

وتابع: "دعت القاهرة للقمة العربية الطارئة والمقررة في السابع والعشرين من فبراير، ستكون حاسمة وليست مجرد اجتماع لاتخاذ مواقف وإجراءات ضد مشروع التهجير".

واختتم: "تظل فكرة التهجير من الأفكار الراسخة في الفكر الصهيوني، حيث يتم السعي إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، كما هو الحال في الجولان، مع محاولة توطين فلسطينيي 48 في مناطق أخرى، لتكون إسرائيل دولة يهودية خالصة. بجانب ذلك، تم طرح فكرة تبادل الأراضي في توقيتات سابقة، وهو ما يعكس استمرار محاولات إسرائيل لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة".

الموقف الأردني

وفي لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شدد الملك عبد الله الثاني على أن الأردن يرفض بشكل قاطع فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.

 وأكد الملك عبد الله أن هذا الموقف ليس موقفا أردنيا فحسب، بل هو  الموقف العربي الموحد، وأضاف أن مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردنيين تقع في صدارة أولوياته، مؤكدا أن أولوية الجميع يجب أن تكون "إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها"، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع.

وأشار الملك عبد الله إلى أن السلام العادل، الذي يستند إلى حل الدولتين، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو يتطلب دورا قياديا للولايات المتحدة، كما عبر عن تقديره لدور الرئيس ترامب في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، متطلعا إلى استمرار جهود الولايات المتحدة وجميع الأطراف المعنية لتثبيت وقف إطلاق النار.

المواقف الرسمية الأخرى

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، أن موقف الأردن ثابت وواضح في رفض التهجير، مشيرا إلى أن لا توطين ولا تهجير ولا حلول على حساب الأردن.

وأضاف حسان، أن الأردن يعمل مع الدول العربية من أجل صياغة موقف عربي موحد لإعادة إعمار غزة.

أما وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، فقد أوضح أن الملك عبد الله الثاني نقل الموقف الأردني الثابت للإدارة الأمريكية، والذي يتمثل في رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وتأكيد ضرورة إعادة بناء القطاع دون التسبب في تهجير سكانه. 

وأشار الصفدي إلى أن هناك خطة عربية مصرية فلسطينية لإعادة بناء غزة بشكل يتناسب مع حقوق الفلسطينيين.

وفي نفس السياق، أشار رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، إلى أن المجلس يقف خلف الملك عبد الله الثاني في رفض تهجير الفلسطينيين، وأكد أن مصالح الأردن والشعب الأردني تبقى الأولوية.

صحافة العالم.. مصر صاحبة الثقل الأكبر في رفض التهجير.. والعاهل الأردني يؤكد "المعارضة الثابتة" لإخراج الفلسطينيين من غزةارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 48.222 شهيدا و111.674 مصاباالموقف المصري

وعلى الصعيد المصري، كانت المواقف مشابهة، حيث أكدت مصر مرارا على رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين أو تخصيص أراض لسكان قطاع غزة في أي دولة أخرى.

 وأوضحت مصادر رسمية أن مصر تتمسك بعدم إخراج الفلسطينيين من أراضيهم أو توطينهم في أماكن أخرى، مشددة على ضرورة أن تضمن أي حلول للأزمة الفلسطينية بقاء سكان غزة داخل أراضيهم. 

كما عبرت مصر عن استيائها من التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين بشأن القضية الفلسطينية. 

والجدير بالذكر، أن موقف الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، يظل ثابتا في رفض تهجير الفلسطينيين، ويؤكد تمسكها بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. 

وهذه المواقف تعكس الحرص العربي على حقوق الفلسطينيين في أرضهم، وعلى ضمان مستقبلهم في إطار حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

دخول 140 شاحنة مساعدات إلى غزة بينها 20 محملة بالوقودوكالة الأنباء الفرنسية: مصر وقطر تعملان بشكل مكثف لحل الأزمة في غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر ترامب الأردن السعودية فلسطين غزة الفلسطينين تهجير قسري المزيد الملک عبد الله الثانی تهجیر الفلسطینیین الفلسطینیین من موقف الأردن قطاع غزة إلى أن فی رفض

إقرأ أيضاً:

وثيقة نادرة تروي فرحة الأردنيين بذكرى جلوس الملك على العرش عام 1999

صراحة نيوز- في أروقة مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، تُروى اليوم قصة من التاريخ الأردني تحكي عن مناسبة عظيمة ومهمة في حياة الأردنيين، وهي الذكرى السادسة والعشرون لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني على العرش، حيث قرر المركز أن يُطلّع الجمهور على وثيقة تاريخية نادرة، تعود إلى العدد الصادر من صحيفة الدستور الأردنية في التاسع من حزيران عام 1999.
وعرض المركز تلك الصفحة التاريخية التي تصدرتها عناوين تعبر عن فرحة وطنية غامرة، وكانت الصفحة الأولى من الصحيفة مزينة بالتهاني والتبريكات الموجهة إلى جلالة الملك من مؤسسات الدولة وفعاليات المجتمع، كلها تتحدث عن الفرح والاعتزاز بهذه المناسبة الوطنية المجيدة.
وأشار المركز في بيان اليوم إلى أن مانشيت الصفحة كان يحمل عنوانًا مفعمًا بالفخر: “عرس وطني احتفاء بجلوس الملك عبد الله الثاني على العرش”، مسلطًا الضوء على أهمية هذا اليوم في مسيرة الأردن. وكانت الصورة تعكس روح الوحدة والانتماء، حيث جدد أبناء الأسرة الأردنية الواحدة في ذلك اليوم عهد الولاء والانتماء للقيادة الهاشمية الحكيمة، مؤكدين أن هذا اليوم هو محطة تاريخية في بناء مستقبل الأردن المشرق.
وأكد المركز أن هذه الوثيقة تُعد شهادة حية على عمق ارتباط الشعب الأردني بقيادته، وأنها تظل شاهدًا على مشاعر الفرح والفخر التي تسود قلوب أبناء الوطن، في كل ذكرى تتجدد فيها معاني الولاء والانتماء

مقالات مشابهة

  • حديث الملك خلال مؤتمر المحيطات يعكس اهتمام الأردن بالاقتصاد الأزرق
  • مقتل عشرات الفلسطينيين في غزة خلال 24 ساعة.. واتصال مرتقب بين ترامب ونتنياهو
  • هيئة تنشيط السياحة تهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد الجلوس الملكي السادس والعشرين
  • تلبية لدعوة الملك الأردني... الرئيس عون يتجه إلى عمّان غداً
  • الملك يؤكد حرص الأردن على توطيد العلاقات مع فرنسا
  • النائب هالة الجراح تهنئ جلالة الملك بعيد الجلوس الملكي
  • الرئيس العراقي يهنئ الملك بتأهل المنتخب الأردني لكرة القدم إلى كأس العالم
  • وثيقة نادرة تروي فرحة الأردنيين بذكرى جلوس الملك على العرش عام 1999
  • مديرية الأمن العام الأردني: ضبط فتاة أساءت لبلد شقيق وجمهوره بفيديو جرى تداوله
  • زعيم تنظيم القاعدة في اليمن يتوعد ترامب وماسك وقيادات دول الخليج ومصر والأردن