كشف تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عن أدلة تشير إلى تورط الحكومة البنغلاديشية السابقة، برئاسة الشيخة حسينة واجد، في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال قمع الاحتجاجات العام الماضي.

ووصفت المفوضية هذه الانتهاكات بأنها قد ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية"، مشيرة إلى أن الحملة الأمنية التي قادتها الحكومة السابقة شملت قتل مئات المتظاهرين خارج نطاق القضاء.

ووفقا للتقرير، الذي جاء بناء على طلب من الرئيس المؤقت محمد يونس، فإن الحكومة السابقة أشرفت على عمليات قمع ممنهجة ضد المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على نظام الحصص في الوظائف الحكومية، قبل أن تتصاعد المطالب إلى دعوات واسعة لاستقالة الشيخة حسينة.

وأشار التقرير إلى أن هذه الحملة شملت "قتلا وتعذيبا واعتقالات تعسفية"، بالإضافة إلى أعمال عنف أخرى استهدفت المدنيين.

وأفادت المفوضية بأن قوات الأمن، بدعم من الحكومة السابقة، استخدمت العنف بشكل متصاعد لقمع الاحتجاجات، مما أدى إلى مقتل ما يقارب من 1400 شخص خلال 45 يوما من الاضطرابات التي اندلعت بين الأول من يوليو/تموز و15 أغسطس/آب من العام الماضي.

وأكد التقرير أن الغالبية العظمى من الضحايا قُتلوا برصاص قوات الأمن، وأن ما بين 12 إلى 13% من القتلى كانوا من الأطفال. هذه الأرقام تفوق بشكل كبير التقديرات الرسمية السابقة التي أشارت إلى مقتل 834 شخصا خلال الفترة ذاتها.

إعلان عنف الدولة: انتهاكات ممنهجة

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن هناك "أسبابا معقولة" للاعتقاد بأن القيادات العليا في الحكومة السابقة، بما في ذلك الشيخة حسينة، كانت على علم بتلك الانتهاكات، بل شاركت في توجيهها.

وأضاف أن هذه الانتهاكات كانت جزءا من "هجوم واسع النطاق وممنهج" ضد المتظاهرين والمدنيين، بهدف إسكات الأصوات المعارضة وإطالة أمد بقاء الحكومة في السلطة.

ووصف التقرير الوضع في بنغلاديش خلال تلك الفترة بأنه "تفشٍ لعنف الدولة"، حيث تم توثيق مئات حالات القتل خارج نطاق القضاء، بالإضافة إلى أعمال تعذيب وسوء معاملة للمعتقلين.

كما أشار إلى وقوع انتهاكات على أساس النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي، فضلا عن استهداف الأطفال. كما أن بعض أعمال العنف كانت انتقامية، حيث تم تنفيذ عمليات قتل دون محاكمة ضد عناصر من الشرطة وأنصار حزب "رابطة عوامي"، الحزب الحاكم السابق الذي كانت ترأسه الشيخة حسينة.

دعوات للمساءلة والعدالة

رحب يونس بتقرير الأمم المتحدة، مؤكدا أن حكومته تسعى لتحقيق العدالة وضمان عيش جميع المواطنين بكرامة وأمان.

من جانبه، أكد تورك ضرورة إجراء عملية شاملة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، مشددا على أن المساءلة هي الطريق الوحيد لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات في المستقبل.

كما أشار روري مونغوفين، مدير قسم آسيا والمحيط الهادي في المفوضية، إلى استعداد الأمم المتحدة للتعاون مع القضاء في بنغلاديش لضمان محاكمات عادلة. لكنه أعرب عن قلقه إزاء وجود عقوبة الإعدام، التي قد تشكل عقبة أمام تحقيق العدالة وفق المعايير الدولية.

وفي سياق متصل، كشفت منظمة "أوديكار" الحقوقية عن وقوع عشرات من حالات الوفاة في مراكز الاحتجاز منذ الإطاحة بالشيخة حسينة، مشيرة إلى أن بعض هذه الوفيات نتجت عن التعذيب أو إطلاق النار.

ودعت المنظمة الحكومة المؤقتة إلى التحقيق في هذه الحالات ومحاسبة المسؤولين عنها. وأكدت أن قوات الأمن، المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان خلال حكم الشيخة حسينة، ما زالت تواصل ارتكاب انتهاكات مماثلة بعد رحيلها.

إعلان

وشملت هذه الانتهاكات اعتقالات واسعة النطاق لأنصار حزب "رابطة عوامي" والموالين للحكومة السابقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحکومة السابقة هذه الانتهاکات الأمم المتحدة الشیخة حسینة

إقرأ أيضاً:

عاجل- الأمم المتحدة تقلص نداء المساعدات لعام 2026 إلى النصف رغم تفاقم الأزمات الإنسانية عالميًا

خفضت الأمم المتحدة، الإثنين، حجم نداء المساعدات الإنسانية المخصص لعام 2026 إلى نحو 23 مليار دولار فقط، وهو مبلغ يقل بنسبة 50% عن حجم التمويل الذي كانت المنظمة تأمل بتوفيره، في وقت تواصل فيه الأزمات الإنسانية العالمية تسجيل مستويات غير مسبوقة من الاحتياج.

تمويل أقل.. واحتياجات أكبر من أي وقت مضى

وقالت الأمم المتحدة إن تقليص نداء التمويل سيعني استبعاد عشرات الملايين من المحتاجين للمساعدة، بعدما دفعت التخفيضات التي فرضها كبار المانحين إلى إعادة ترتيب الأولويات والتركيز فقط على الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وأشار مسؤولو المنظمة إلى أن ربع مليار شخص حول العالم يحتاجون إلى دعم عاجل، بينما تستهدف الخطة الأممية تقديم العون إلى 135 مليون إنسان بتكلفة تقديرية تبلغ 33 مليار دولار، لو كانت الموارد متاحة.

لكن الانخفاض الحاد في التمويل أجبر الأمم المتحدة على الاكتفاء بالبحث عن 23 مليار دولار، لإغاثة 87 مليون شخص فقط ممن وصفتهم بأنهم في “حالات حرجة تهدد حياتهم”.

الهجمات ونقص التمويل يضاعفان التحديات

وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، إن الوكالات الإنسانية باتت تعمل في ظروف وصفها بـ "المستحيلة"، مضيفًا:
"نحن مثقلون بالأعباء، ونعاني من نقص التمويل، ونتعرض لهجمات. نقود سيارة إسعاف باتجاه النيران… لكن يُطلب منا الآن أيضًا إخماد الحريق بلا ماء في الخزان، بل ويتعرض العاملون لإطلاق النار."

وأوضح أن التخفيضات الراهنة هي السبب المباشر الذي يجبر الأمم المتحدة على اتخاذ “قرارات صعبة وقاسية” تتعلق بمن يحصل على المساعدة ومن يُستبعد اضطراريًا.

تراجع واضح في المساهمات الدولية

وكانت الأمم المتحدة قد طلبت قبل عام تمويلًا يقارب 47 مليار دولار لخطتها الإنسانية لعام 2025، لكن تم تقليصه لاحقًا بعد تخفيضات واسعة من جانب الولايات المتحدة وعدد من المانحين الأوروبيين.

ووفق بيانات أممية حديثة، لم تحصل المنظمة خلال عام 2025 سوى على 12 مليار دولار فقط، وهو أدنى مستوى تمويلي خلال عشر سنوات، ولم يغطِّ سوى أقل من ثلث الاحتياجات المعلنة.

فلسطين.. أكبر نداء منفرد للمساعدات

وتضمن نداء الأمم المتحدة للعام المقبل أكبر طلب منفرد بقيمة 4 مليارات دولار لدعم الأراضي الفلسطينية المحتلة، يذهب معظمها لقطاع غزة، الذي دمرته حرب استمرت لعامين بين إسرائيل وحركة حماس.

ويعاني 2.3 مليون فلسطيني في غزة من فقدان المأوى والاعتماد شبه الكامل على المساعدات الإنسانية، بعد دمار واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

السودان وسوريا في المرتبة الثانية والثالثة

وحل السودان كثاني أكبر أزمة إنسانية من حيث حجم التمويل المطلوب، تليه سوريا، في ظل تفاقم الصراعات الداخلية وتدهور الوضع المعيشي لملايين المدنيين.

الولايات المتحدة لا تزال أكبر المانحين رغم التخفيضات

وتعتمد الأمم المتحدة بشكل شبه كامل على التبرعات الطوعية للمانحين، خاصة الولايات المتحدة، التي ما تزال أكبر ممول للعمليات الإنسانية، رغم خفض إدارة الرئيس دونالد ترامب مساهماتها خلال العامين الماضيين.

وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن حصة الولايات المتحدة تراجعت من أكثر من ثلث التمويل الدولي إلى نحو 15.6% فقط خلال عام 2025، ما كان له أثر مباشر في فجوة التمويل المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعم بـ550 مليون دولار خطة الاستجابة الإنسانية لـUN لعام 2026
  • الأمم المتحدة تخفّض نداءها للمساعدات الإنسانية لعام 2026
  • الأمم المتحدة تحذر من توسيع دائرة الحرب في السودان
  • الأمم المحتدة: احتياجات غزة تفوق قدرة الاستجابة الإنسانية
  • الجنائية الدولية تحكم بالسجن 20 عاماً لأحد قادة الجنجويد المتهم بارتكاب جرائم في دارفور
  • الأمم المتحدة توثق انتهاكات جنسية مروعة ضد النازحات السودانيات
  • عاجل- الأمم المتحدة تقلص نداء المساعدات لعام 2026 إلى النصف رغم تفاقم الأزمات الإنسانية عالميًا
  • الأمم المتحدة تندد بـلا مبالاة العالم وتخفّض نداءها للمساعدات الإنسانية
  • مفوضية حقوق الإنسان: سوريا بحاجة إلى مزيد من العمل لوقف الانتهاكات
  • اليونيسف: قتل الأطفال السودانيين في كردفان "انتهاك للحقوق الإنسانية"